مثير: رئيس جهة الشرق بعيوي تزوج من سيدة ثانية مدليا بشهادة عزوبية مزورة بينما كان متزوجا من أخرى
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يكشف التحقيق مع عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، عن مفاجئات إضافية، وإن لم تكن كلها تتعلق بصلته بشبكة التهريب الدولي للمخدرات، لكنها تلقي المزيد من الضوء على سعة نفوذه، وقدرته على توفير الظروف المناسبة لإقرار مصالحه الشخصية.
مثال عن ذلك، يتعلق بزواج بعيوي بسيدة في أبريل 2012. جرى توثيق هذا الزواج بالمحكمة الابتدائية في برشيد.
عندما حققت الشرطة في أرشيف الملحقة الإدارية المذكورة، ستكتشف أن شهادة الخاطب التي قدمها بعيوي كانت مزورة. في الواقع، فقد كان بعيوي في الوقت الذي أبرم فيه عقد زواجه بالسيدة هذه، متزوجا من سيدة أخرى، ولديه معها 3 أبناء.
خلال استجوابه، نفى بعيوي صلته بملف وثائق زواجه، ملقيا بالمسؤولية على زوجته التي “تكلفت بجميع الوثائق والإجراءات المتعلقة بملف إبرام الزواج”. مشددا على أن كل ما فعله هو توقيعه على عقد الزواج، دون أن يعرف مصدر الوثائق التي أدلت بها زوجته، نافيا أن يكون قد سلمها أي وثيقة تخصه.
لكن عقد الزواج الذي وقع عليه، يتضمن جملة عريضة تقول إن بعيزي عازب، ومهنته عامل ويقطن بحي العرصة بالدار البيضاء. لم يسبق لبعيوي أن كان قاطنا في هذا العنوان. للمرة الثانية، سيتمسك بعيوي بموقفه الأصلي إزاء هذه المسألة، نافيا أن يكون قد اكطلع على عقد الزواج الذي وقع عليه.
كان بالإمكان أن تنكشف الفضيحة عام 2013، لكن بعيوي كانت لديه القدرة على تغيير مسار التحقيقات. في ذلك العام، وعلى خلفية قضية أخرى تتعلق بشكاية لزوجته (الثانية) التي أصبحت طليقته آنذاك، حول بيع أملاك كانت مسجلة باسمها، طلبت النيابة العامة من الشرطة التحقق من ظروف إبرام عقد الزواج بين بعيوي وزوجته، لاسيما ما يتعلق بشهادة العزوبية. إلا أن ضابط الشرطة المكلف بهذه القضية كان تحت تأثير بعيوي، ولم يشأ أن يأخذ تحقيقه في هذه القضية أي مسار يضر به.
كلمات دلالية المغرب جريمة سياسية
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب جريمة سياسية عقد الزواج
إقرأ أيضاً:
انتخاب رئيس للبنان مسمار جديد في نعش المحور الإيراني
لم تخفِ الدلالات السياسية لخطاب الرئيس اللبناني الجديد العماد جوزيف عون، والتي حددت في سياقها، موقع اصطفاف لبنان الجديد على خارطة الشرق الأوسط، خارطة مازالت ترتسم بخطوط الدم والنار والركام، خاصة بعد اندفاع ارتدادات السابع من أكتوبر/تشرين الأول سريعًا بعناوين تتضمن حقائق ثابتة بدأت بانهيار المحور الإيراني برمته، وانتصار مدوٍ لإسرائيل يمين بنيامين نتانياهو؛ التي أصبحت اليوم من نطاق سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يريد ترسيخها في الشرق الأوسط من خلال التهديد بحرقه تارةً والعزف على وتر إحلال السلام تارةً أخرى، في كناية على أن القرارات المصيرية في المنطقة تُتخذ على الصعيد الدولي بعيدًا عن جعجعة محور نظام طهران المنهزم.
الحقيقة أن دوامة الصراع ابتلعت رأس المحور الإيراني، الذي انساق وراء عنجهية الخطاب السياسي العدائي المرتفع لأذرعه، فعجز عن إيجاد قراءة مسبقة للواقع قبل السابع من أكتوبر، واستمر فشله في إيجاد صيغ سياسية تنقذ ما بناه خلال السنوات الماضية، صيغ تحافظ على ما تفاخرت به طهران بالسيطرة والنفوذ على أربع عواصم عربية.
عجز الإيراني وفشله لم يتوقف أمام هذه فحسب، بل أيضًا كان جزء كبير منه إخفاقه في إيجاد مقاربة سياسية مع أهم لاعب في الشرق الأوسط وبوابته، وهو المملكة العربية السعودية، فدخل في تنافس واحتدام وهمي أقنع النظام به شعبه بأن الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تعيشها البلاد ستكون نهايتها “زعامة إقليمية” تنعكس عليهم بالأمن والاستقرار والازدهار، فأصبح النظام نفسه في دائرة الخطر المحقق أمام طموحات بنيامين نتنياهو الذاهبة لهدم ملالي العاصمة التي تعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية؛ أهمها البطالة وارتفاع نسب الفقر وعدم توفر الكهرباء.
انهيار إيران وسقوطها المدوي، تتابعاً بدءا من فرضية مقتل رئيسها السابق إبراهيم رئيسي، والذي حاول النظام في طهران طمس معالمها للخروج من دائرة اتهامات بالاختراق والفشل الاستخباراتي، وقل الإمكانيات اللوجيستية التكنولوجية، ليأتي اغتيال إسماعيل هنية، ويؤكد أن طهران مسرح واسع لعملاء أجهزة دولية تسرح وتخطط وتنفذ عمليات استخباراتية دقيقة بعيدًا عن أعين نظامها وعناصره الأمنيين. ليتضح فيما بعد ليس فقط رأس المحور بل جسده وأذرعه مخترقون بأكملهم، فتوالت الضربات على الحرس الثوري في دمشق وحزب الله في بيروت، لتصيب قياداتهما بشكل عمودي وأفقي، وتخرجهما من دائرة الصراع، فكان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
انهزام حزب الله الفعلي لم يكن بمسار الحرب أو في قصف الضاحية الجنوبية؛ بل كان باغتيال أمينه العام وخليفته في استكمال وتتويج لما سُمّي بعملية البيجر، والتي أظهرت عمق التغلغل الإسرائيلي في بنية الحزب التنظيمية والأمنية، والتي أيضًا كانت السبب الرئيسي في التأثير سلبًا على تماسك نظام بشار الأسد في دمشق، كما ألقت بظلالها على قرار تحييد الميليشيات الطائفية الموالية لطهران على جبهة العراق، فانهار توازن إيران ومحورها في المنطقة.
انعدام هامش المناورة الإيرانية على الصعيدين العسكري والسياسي زاد من شهية منظومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو لضرب العمق الإيراني، وجعل المجتمع الغربي بقيادة الولايات المتحدة يبحث عن خيارات تقصي الإيراني تمامًا عن المنطقة، فكان سقوط نظام الأسد الذي لم يكن لولا رضا أمريكي سمح لتركيا بتعبئة الفراغ في سوريا، وهي فرصة قرأتها بذكاء وحكمة المملكة العربية السعودية التي ألقت بثقلها الدبلوماسي لإنتاج مقاربات سياسية تسهم في بناء ثقة مع قيادة سوريا الجديدة، وتحرك المياه الراكدة بالحالة اللبنانية، ما أفضى إلى انتخاب رئيس للبنان بعد عامين ونيف من الفراغ الرئاسي بسبب مقامرات حزب الله.
بالعودة إلى بداية المقال، والقراءة الأولية في دلالات خطاب رئيس لبنان العماد جوزيف عون، تؤكد أن عهدًا جديدًا ساعيًا لاسترجاع الدولة وقوتها ومؤسساتها، وهو نقيض المشروع الإيراني وأجنداته الباحثة عن الفوضى تحت عنوان بارز؛ ميليشيات لها دول في المنطقة، ومجددًا عهد لم يكن يتحقق لولا الثقل الدبلوماسي والسياسي السعودي الهادف إلى خلق الاستقرار في الشرق الأوسط، سواء في سوريا بدعم متوازن لأحمد الشرع وقيادته، أو في فلسطين من خلال إنشاء تحالف داعم لتنفيذ حل الدولتين، أو ما تجلى مؤخرا بانتخاب رئيس للبنان بفضل المقاربة التي قادتها الرياض، وكلها مسامير دقت وتدق في نعش المحور الإيراني المتهالك.