لجريدة عمان:
2024-09-17@05:40:05 GMT

الحلفاء يطالبون بموقف واضح من إدارة بايدن

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

أمريكا وسياستها التجارية -

السياسة التجارية هي المجال الحاسم الذي يواجه فيه جو بايدن تحدي التوفيق بين مصالح العمال الأمريكيين من جهة وحلفاء الولايات المتحدة من جهة أخرى. وهؤلاء يشكلون "جماعتيْ المصلحة" المفضَّلتين لديه.

لننظر فيما صرحّت به مؤخرا لايل برينارد كبيرة المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي حول عرض شركة الصلب اليابانية العملاقة "نيبون ستيل" لشراء شركة الصلب الأمريكية "يو إس ستيل.

" ففي حين يرحب بايدن بمقدَم الصناعيين من حول العالم لبناء مستقبلهم في أمريكا بالوظائف الأمريكية والعمالة الأمريكية تحدثت برينارد عن بايدن قائلة: هو يعتقد أيضا أن شراء هذه الشركة الأيقونة "الرمز" التي تملكها أمريكا بواسطة كيان أجنبي -حتى إذا كان هذا الكيان من بلد حليف- يبدو بحاجة إلى إخضاعه لتدقيق جاد حول تأثيره المحتمل على الأمن القومي وموثوقية سلسلة التوريد." ترجمة أو معنى قولها هذا كالتالي: نعم. لقد أبلغنا الحلفاء كاليابان بأننا نريد أن نقرِّبهم فيما نحن نحاول فك الارتباط مع الصين في مجالات استراتيجية كصناعة الصلب والرقائق الإلكترونية والسيارات الكهربائية وغير ذلك. لكننا لا نزال نشعر بالقلق من أنهم -أي الحلفاء- سيتعاملون مع الصين ويفضّلون إنتاجهم المحلي الخاص في وقت الضيق أو ينقلون وظائف صناعة الصلب إلى ولايات متدنية الرواتب وتطبق قوانين "الحق في العمل" بحيث يصعب فيها تكوين النقابات العمالية. وهذا يجعل الرئيس يبدو خيارًا سيئًا "للناخبين" حين يكون دونالد ترامب على وشك بدء حملته الانتخابية استنادًا إلى سياسة "أمريكا أولا" التجارية المتشددة. هذه مخاوف مشروعة. ففي مقابلة على قناة "فوكس نيوز" شجب الصفقة روبرت لايتهايزر الممثل التجاري السابق للولايات المتحدة في عهد إدارة ترامب والذي من المحتمل أن يتولى هذا المنصب مرة أخرى إذا أعيد انتخابه. لقد سبق أن نجح لايتهايزر في الضغط على اليابان للحد من صادرات الصلب والسيارات والسلع الأخرى حين كان نائبا لوزير التجارة في إدارة ريجان. وهو الآن يعبر عن فكرة يتفق حولها عديدون في اليسار والمنظمات العمالية. فثمة تباين متجذر بين سياسة حرية التجارة الحرة "سياسة دعه يعمل" والتي تفترض فرصا متساوية وتنافسا نزيها بدون دعم حكومي أو مصالح أمن وطني وبين اقتصادات تديرها الدول وتفترض عكس ذلك.

اقتصاد اليابان على خلاف الصين لا تديره الدولة. لكنه من بعض النواحي يشكل تحديا أكثر تعقيدا للمسؤولين عن الإجراءات التنظيمية في لجنة الاستثمار الأجنبي بالولايات المتحدة والذين سيدرسون صفقة نيبون.

اليابان حليف، لكن شركة نيبون مثلها مثل شركات عديدة في البلدان الحليفة للولايات المتحدة لديها عمليات لفروعها في الصين. وهذ يثير تساؤلا حول المدى الذي ينبغي أن يتقيد به الحلفاء بالسياسة الداخلية لواشنطن تجاه الصين لممارسة الأعمال بالولايات المتحدة في القطاعات الاستراتيجية. ما هو أكثر من ذلك في حين تتبنى اليابان ظاهريا اقتصاد حرية السوق إلا أن نظام "كيريتسو" الياباني الذي يتسم بتداخل ملكية أسهم الشركات وعلاقات الأعمال وينحو إلى تفضيل الشركات المحلية يشكل تحديا. (حسب هارفارد بيزنس ريفيو كلمة كيريتسو مصطلح ياباني يشير إلى شبكة من الشركات المختلفة التي تعمل في مجالات متمايزة ومكملة لبعضها البعض كشركات الصناعة والتوريد والتوزيع والمؤسسات المالية. وتتميز الشبكة بملكية الأسهم المتبادلة حيث تمتلك العديد من الشركات أسهما في الشركات الأخرى- المترجم) الإدارة الأمريكية الحالية ملتزمة بموجب أحكام المادة 232 من قانون التوسع التجاري بزيادة إنتاج الصلب المحلي في الأجل الطويل. هل يمكن حقا ضمان قيام شركة متعددة الجنسية في آسيا بذلك؟ فإذا كانت هنالك على سبيل المثال كارثة طبيعية أو حرب عطلت سلاسل التوريد العالمية ماهي الجهة التي ستكون لها الأفضلية في الحصول على إنتاج شركة نيبون من الصلب داخل الولايات المتحدة؟ هل هي اليابان أم أمريكا؟

هذه الأسئلة يمكن بالطبع التعامل معها بحنكة عبر اتفاقيات قانونية في حال تم السماح باندماج الشركتين نيبون ستيل اليابانية ويو إس ستيل الأمريكية. لكن هنالك قضية أعمق على المحك. فما السياسة التجارية لإدارة بايدن بالضبط؟ وكيف تختلف عما يمكن أن تكون عليه سياسة ترامب التجارية إذا أعيد انتخابه في نوفمبر القادم؟

يريد حلفاء أمريكا أن يعرفوا ذلك. ويمكن التماس العذر لهم إذا شعروا أنهم يتلقُّون رسائل متناقضة حول ذلك. فمن المفترض أن يشمل نقل الصناعة الأمريكية إلى الأصدقاء دولًا صديقة كاليابان مثلا. لكن عندما يتعلق الأمر بالصناعات الاستراتيجية البالغة الأهمية مثل الصلب ربما تلك ليست هي الحال. أو ربما يمكن أن تكون تلك هي الحال إذا تعهدت الشركة المعنية بتشغيل العمال المنظمين نقابيا وعدم العمل في الصين.

من يعلم! وتلك هي المسألة هنا. فالعالم يحتاج بشدة إلى المزيد من الوضوح من جانب الولايات المتحدة حول التجارة. لماذا لم يأت هذا التوضيح حتى الآن؟ أحد أسباب تلك الاختلافات في الطريقة التي يتصور بها المسؤولون عالمَ فك الارتباط (بين اقتصاد الولايات المتحدة والصين).

يتلهف البعض في قطاعي التجارة والأمن إلى عقد صفقات تجارية جديدة مع الحلفاء لمواجهة نفوذ الصين الاقتصادي خصوصا في آسيا. وآخرون مثل الممثلة التجارية للولايات المتحدة كاثرين تاي يدافعون عن نموذج تجارة ما بعد كولونيالي "تجارة مرحلة ما بعد الاستعمار" يرتكز على مقاربة مشتركة بين الدول تجاه العمل والبيئة. تقرُّ هذه الاستراتيجية بأن نظام السوق الحالي ببساطة لا يمنح العمل والبيئة الأولوية والمؤسسات من شاكلة منظمة التجارة الدولية ليس الغرض من إنشائها أن تفعل ذلك.

أنا أتفق مع ذلك على الرغم من أن بعض الحلفاء كالاتحاد الأوروبي لا يوافقون عليه. كما يمكنني أيضا المحاجَّة بأن البيت الأبيض لن يكون قادرا على إقناع باقي العالم بهذه المقاربة ما لم يوضح بجلاء أكثر وبالتفصيل الكيفية التي تختلف بها سياسات بايدن التجارية عن سياسات ترامب ولماذا هي أفضل من السياسات الأخرى. هنالك حجة قوية يمكن الدفع بها. مثلا القول بأن نظام دعم الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة يمكن أن يخدم بشكل أفضل بلدان جنوب العالم مقارنة بآلية الاتحاد الأوروبي لتعديل ضريبة الكربون الحدودية خصوصا إذا عُرِض نقلُ التكنولوجيا من الولايات المتحدة في مقابل ضمان أمن سلاسل التوريد والموارد. ويبدو أن بعض البلدان الصاعدة اقتنعت بمقاربة إدارة بايدن حول نمو الاقتصاد من أسفل إلى أعلى ومن الوسط إلى الخارج لدعم العاملين من خلال السياسة الاقتصادية. (تشير عبارة من أسفل إلى أعلى في هذه المقاربة إلى السياسات التي تخص بالأولوية مساعدة من يقبعون في أسفل السلم الاقتصادي كأصحاب الأجور الضعيفة من الأفراد والعائلات فيما تركز عبارة من الوسط إلى الخارج أو الأطراف على تقوية الطبقة الوسطى - المترجم.)

دافع نائب الوزير الماليزي للاستثمار والتجارة عن وجهة النظر هذه في مدونة على منصة "لينكد أن" قبل شهور قليلة جاء فيها أن مقاربة كاثرين تاي تنطوي على إمكانية إنهاء "السباق نحو القاع" خلال الأربعين عاما الماضية. (تقصد الكاتبة الفترة التي تنافست فيها البلدان والشركات في خفض معايير العمل والضوابط البيئية وقواعد الحماية الاجتماعية لجذب الاستثمار.) لدى ما بعد الليبراليين الجدد " أنصار ما بعد الليبرالية الجديدة" في الإدارة الأمريكية حجة جيدة. لكنهم لم يطرحوها بشكل جيد حتى الآن. يجب السماح لهم بأن يفعلوا ذلك. لا يمكن لأي أحد أن يهزم مقاربة ترامب "أمريكا أولا." وبايدن بحاجة إلى توضيح مقاربته الخاصة به ولماذا هي أفضل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ما بعد

إقرأ أيضاً:

عواصف وفيضانات تضرب بقوة في أمريكا وآسيا وأفريقيا

على مدار ساعات قليلة، ضربت موجة أعاصير متزامنة مناطق متفرقة من أنحاء العالم، بداية من الساحل الجنوبى الشرقى للولايات المتحدة الأمريكية، مروراً بسواحل نيجيريا فى غرب القارة الأفريقية، وصولاً إلى فيتنام فى جنوب شرق آسيا، لتخلف وراءها خسائر هائلة فى الأرواح والممتلكات، كما تركت مدناً بأكملها فى ظلام دامس، وسط تحذيرات من استمرار التداعيات الناجمة عنها حتى وقت لاحق من هذا الأسبوع.

العاصفة «فرانسين» تتسبب فى قطع الكهرباء عن 450 ألف منزل فى جنوب شرق الولايات المتحدة

فمنذ أواخر الأسبوع الماضى، بدأت العاصفة الاستوائية «فرانسين»، التى صُنّفت فى البداية كإعصار، فى التحرك داخل البر فى جنوب الولايات المتحدة، لتحرم السكان من الكهرباء، وتثير مخاوف واسعة من حدوث فيضانات شديدة، وبثت محطات تليفزيون محلية صوراً لبلدات اجتاحتها العاصفة، حيث غمرت المياه بعض الشوارع، ووضع السكان أكياساً من الرمل لحماية ممتلكاتهم، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 450 ألف منزل وشركة فى عدة مناطق فى جنوب شرق الولايات المتحدة، منها نحو 380 ألف منزل فى ولاية لويزيانا وحدها.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن آثار العاصفة طالت ولايتى ميسيسبى وألاباما المجاورتين، حيث انقطعت الكهرباء عن أكثر من 75 ألف منزل وشركة، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن «الأمطار الغزيرة تنتشر عبر ميسيسبى وألاباما وشمال فلوريدا»، فيما توقع مركز الأعاصير الأمريكى أن تتراجع حدة العاصفة «فرانسين» مع تحركها داخل البر، بعد وصولها إلى اليابسة فى لويزيانا، نهاية الأسبوع الماضى، كإعصار من الفئة الثانية، ثم تراجع إلى الفئة الأولى مع بداية هذا الأسبوع، وفقاً للمركز الوطنى للأعاصير.

وتراجع تصنيف «فرانسين» ليصبح عاصفة استوائية، تصاحبها رياح شديدة بسرعة بلغت 85 كيلومتراً فى الساعة، وتسببت العاصفة فى ارتفاع مستوى سطح البحر بين متر ومترين، كما صاحبها هطول أمطار غزيرة فى مناطق من لويزيانا وميسيسبى وألاباما وفلوريدا، كما أثرت العاصفة على منطقة مدينة نيو أورليانز على نحو خاص، حيث دعا رئيس البلدية السكان إلى الاحتماء فى منازلهم، وتعرضت هذه المدينة الكبيرة فى لويزيانا لدمار واسع فى أغسطس 2005، بسبب الإعصار «كاترينا»، أحد أكثر الأعاصير حصداً للأرواح فى تاريخ الولايات المتحدة، إذ أسفر عن مقتل أكثر من 1800 شخص.

إعصار «ياجى» يقتلع الأخضر واليابس فى شرق آسيا

وفى جنوب شرق آسيا، لقى أكثر من 143 شخصاً مصرعهم نتيجة الأمطار الغزيرة الناجمة عن الإعصار «ياجى»، خصوصاً فى شمال فيتنام، التى شهدت فيضانات هائلة، بينما أبلغت دول مجاورة عن سقوط أولى الضحايا على أراضيها، وبحسب مصادر محلية، فقد أودى انهيار التربة فى إحدى القرى بإقليم «ولا كاى»، شمال فيتنام، بحياة 22 شخصاً على الأقل، واعتبر أكثر من 73 آخرين فى عداد المفقودين، وبعد أكثر من يومين على مرور الإعصار، لا تزال فيتنام تكافح أهوال العاصفة الاستوائية، التى ضربت شمال البلاد فى وقت سابق من الأسبوع الماضى، بأمطار غزيرة، ورياح عاصفة بسرعة تجاوزت 150 كيلومتراً فى الساعة.

وأفاد سكان محليون بحدوث فيضانات غير مسبوقة منذ عدة عقود، خصوصاً فى العاصمة هانوى، حيث أدى ارتفاع منسوب «النهر الأحمر» إلى إجلاء مئات الأشخاص، وقال «نجويين تران فان»، الذى يعيش بالقرب من ضفاف نهر هانوى منذ 15 عاماً: «لم أكن أعتقد أن المياه سترتفع بهذه السرعة، إنّه أسوأ فيضان شهدته فى حياتى»، وأضاف الموظف البالغ من العمر 41 عاماً، والذى تمكّن من نقل أثاث بيته إلى الطابق العلوى: «لو ارتفعت المياه أكثر قليلاً، لكان من الصعب جداً علينا المغادرة».

وأكدت وكالة إدارة الكوارث فى فيتنام أن الأمطار الغزيرة، الناجمة عن إعصار «ياجى»، تسببت فى حدوث انهيارات أرضية وفيضانات مميتة، فى المناطق الشمالية، مشيرةً إلى أنه تم تسجيل 143 قتيلاً، وفق أحدث حصيلة بالإضافة إلى فقدان 59 آخرين، كما حدثت أضرار جسيمة فى الممتلكات وتعطلت الأعمال والصناعة وطلبت بعض المدارس فى هانوى من الطلاب البقاء فى منازلهم حتى نهاية الأسبوع، بسبب مخاوف من تجدد الفيضانات، بينما تم إجلاء آلاف السكان الذين يعيشون فى المناطق المنخفضة، وفقاً لمصادر ووسائل إعلام حكومية.

وفى غرب القارة الأفريقية، أودت الفيضانات الشديدة فى مدينة «مايدوجورى»، بشمال شرق نيجيريا بحياة ما لا يقل عن 30 شخصاً، وأجبرت أكثر من 400 ألف شخص على النزوح من منازلهم، بحسب ما أعلن مسئولون محليون، وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ، حزقيال مانزو، إنه بعد يوم من اجتياح مياه الفيضانات آلاف المنازل فى عاصمة ولاية «بورنو»، فقد بلغت حصيلة الضحايا الذين أمكن حصرهم 30 قتيلاً، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زبيدة عمر، موظفة أيضاً بالوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ، قولها إن «الوضع فى مايدوجورى مخيف للغاية، لقد اجتاح الفيضان نحو 40% من المدينة بأكملها، وقد أُجبر الناس على ترك منازلهم، وتناثروا فى كل مكان».

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعلن سحب كامل قواتها من النيجر
  • الحرب التجارية تعود بين أمريكا والصين.. كيف ستتأثر السيارات الكهربائية؟
  • في أمريكا..فندق يقدم كبسولات حب الذات للعزّاب
  • الصين تتسبب بإغلاق أكبر مصنع للصلب في تشيلي
  • ماذا تريد أمريكا؟
  • عواصف وفيضانات تضرب بقوة في أمريكا وآسيا وأفريقيا
  • دليل أمريكا لإدارة الخلافات مع الأصدقاء والحلفاء
  • بايدن يكشف حقيقة أكل مهاجرين في أمريكا للكلاب والقطط
  • منظمات تعليمية أمريكية تطالب إدارة بايدن بالتحرك لوقف العدوان على غزة
  • مناقشة فن إدارة وتسويق المشروعات التجارية بمحافظة مسقط