قواعد أطباء البطالمة والرومان لا تزال صالحة حتى اليوم
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
شهد العصر البطلمي، الذي تميز باندماج الثقافات والمعتقدات المصرية واليونانية القديمة، عددا من الآلهة التي كانوا يعتقدون في قدرتها على الشفاء، ومنهم "هرمس" والإله "أبولو" -الذي كان يشبه الإله المصري "حورس" إلى حد كبير- وهناك أيضا الإله "أسكيلبيوس" الذي كانت له عدة معابد كانت بمثابة مستشفيات لعلاج الامراض، وبناته "هيجيا" و"أسيسو وآجليا وباناسيا" كن أيضاً آلهة للطب والعلاج والأدوية؛ والإله "براميثيوس" الذي كانت مهمته تحضير وصناعة الدواء، وهي نفس المهمة تقريبا التي كان يقوم بها الإله "شيرون"، والإله "مورفيوس".
وشهد العصر اليوناني الروماني انتشار الاعتماد على عناصر من الطبيعة لاستخلاص الأدوية وعلاجات الأمراض منها؛ فقد عرفوا استخدام عسل النحل كعلاج لعدد من الأمراض، ولم يكن ذلك مجرد اعتقاد ديني أو ما شابه. لكنه جاء من معرفتهم لاحتواء العسل -كما أوضحت الباحثة رباب محمد شلبي من كلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية- على مواد ذات فاعلية كبيرة لمقاومة الأمراض التي تسببها الجراثيم وتقضى عليها وتعالجها بصورة كبيرة. وعلى الرغم من أن العلاجات والإجراءات الطبية في ذلك العصر تختلف عن الطب الحديث، إلا أن الأسس والمبادئ التي وضعها الأطباء في العصر اليوناني الروماني لا تزال تؤثر على الطب حتى اليوم.
وكانت أشهر الأمراض التي كان يعاني منها الناس في ذلك العصر هي الحمى والإسهال والسل والجدري والطاعون. وكان الأطباء في ذلك العصر يستخدمون عددًا من الأساليب والعلاجات المختلفة والمتنوعة لمعالجة هذه الأمراض.
ومن هذه الأساليب العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية، والعلاج بالتغذية الصحية والنظام الغذائي المناسب والعلاج بالعمليات الجراحية؛ كما قاموا باستخدام العلاج النفسي والتدريب على التمارين الرياضية والتأمل، واستخدام الأدوية المختلفة، مثل الأدوية المهدئة والمسكنات والمضادات الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك بعض الإجراءات الوقائية التي تم اتباعها؛ مثل تعقيم الأدوات الجراحية وتطبيق الحماية الشخصية للأطباء، وتوفير بيئة صحية نظيفة للمرضى. كما كان الأطباء يعتمدون على الاستماع إلى شكاوى المرضى وفحص الأعراض بعناية لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاج مناسبة.
وخطا الطب تطورا كبيرا في الحقبة اليونانية الرومانية؛ وكان ذلك مجالا للكتابة والبحث العلمي من جانب كثيرين، ومن أبرز الكتب التي تناولت ذلك كتاب "أطباء ومرضى في مصر عصر الرومان" من تأليف مارجريت هيرت عن دار عين للدراسات، وكتاب تاريخ الطب والصيدلة المصرية "العصر اليوناني الروماني"، من تأليف سمير يحيى الجمال وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وفي بحث له نشر بمجلة الدراسات الإنسانية بكلية الآداب جامعة بنها عام 1998، كشف السيد رشدي محمد -أستاذ التاريخ اليوناني والروماني بالكلية- أنه في عهد البطالمة كانت الاسكندرية تحتل مكانة كبيرة حينها فيما يتعلق بتدريس الطب وعمل الدراسات العديدة اللازمة في هذا المجال؛ وكان من أبرز وأشهر الأطباء في هذا الوقت هيروفيلوس وأرسيستراتوس وفيلينوس، وطبيب يدعي أندرياس كان هو الطبيب الخاص بالملك بطليموس الرابع؛ وقد انتشر في ذلك الوقت الأطباء المزاولين للمهنة في كل مكان بمصر.
كما كان من أشهر الأطباء في ذلك العصر هيبوكراتس، الذي يعتبر مؤسس المدرسة الطبية اليونانية وقد أسس مبادئ الطب الحديثة؛ كذلك جالينوس الذي كان طبيبًا رومانيًا مشهورًا، وكان له تأثير كبير على الطب الحديث، وقد قام بكتابة العديد من الأعمال الطبية المهمة.
وقال الدكتور أحمد مصطفي، أستاذ الآثار والحضارة المصرية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إنه في العصر اليوناني الروماني كانت مصر مركزًا طبيًا رئيسيًا، حيث كانت توجد مدارس طبية مشهورة تعلّم الطب والجراحة. وكانت الحضارة المصرية قد ساهمت بشكل كبير في تطوير الطب في هذا العصر.
Asklepios_-_Epidauros (1) images - 2023-05-30T232731.641 IMG_٢٠٢٣٠٥٣٠_٢٣٣٧٣٦ (1) NAMA-Asklepios_Epidaure (1)المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الثقافات اليونانية القديمة أبولو العصر الیونانی الرومانی الأطباء فی الذی کان العصر ا
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 4 مسيرات صباح اليوم كانت قادمة من لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، اعتراض 4 مسيرات صباح اليوم كانت قادمة من لبنان.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران.
وقالت مصادر، إن الضربة الإسرائيلية كانت مكونة من عدة مراحل وهدفها التدمير التام للدفاعات الجوية الإيرانية.
وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني عن إطلاق 200 صاروخ باتجاه إسرائيل في هجومٍ هو الأكبر من نوعه منذ فترة.
وأكدت وسائل إعلام متعددة، أن هذه الصواريخ استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة، مما يزيد من احتمال تصاعد الصراع في المنطقة.