مفتي الجمهورية: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الفتوى صنعة لها أصول وضوابط وتتغير بتغير الجهات الأربع وهي الزمان والمكان والأحوال والأشخاص من أجل التيسير ورفع العنت عن المسلمين في أداء عباداتهم ومعاملاتهم وشعائرهم ومناسكهم.
مفتى الجمهورية يؤكد أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي مفتي الجمهورية يُهنئ وزير الداخلية والشرطة بعيدها الـ 72جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "للفتوى حكاية" في معرض حديثه عن تطور فتاوى الحج والعمرة عبر الزمان مع الإعلامي شريف فؤاد على فضائية قناة الناس مضيفًا أن المتأمل فيما قام به ولاةُ الأمور في المملكة العربية السعودية على مر العصور من تطوير بعض أماكن المناسك كالتعديل في عَرض المسعى وغيره يجده أمرًا حَسَنًا ومُتَّسقًا مع مطلوبات الشرع ومقاصده؛ بل هو من تعظيم شعائر الله؛ فمن تعظيم شعائر الله إجلالُها والقيامُ بها والتزامُها ومراعاةُ أحكامها وشرائطها وتكميلُها على أكمل ما يقدر عليه العبد، وكذلك إعانةُ الغير على ذلك كله، ولا يخفى تَحَقُّق كل هذه المعاني في عملية التوسعة.
وأوضح مفتي الجمهورية أن أعداد الحجيج والمعتمرين تتزايد كل عام بما يوجب الأخذ في الاعتبار هذا التزايد والبحث عن طرق شرعية لمواجهته وهو ما يحدث بفضل الله على أكمل وجه.
وشدد المفتي على أن التيسير مطلب شرعي مشيرًا إلى أن التزاحم في المناسك ليس مقصودًا شرعيًّا، والشرع قد نظر إلى التوسعة على الناسكين ووقايتهم من التدافع والتزاحم وراعاها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما سُئِل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر في حجة الوداع إلا قال: «افْعَلْ وَلَا حَرَج» رواه البخاري، وليس هذا إلا لمنعِ التدافع والتزاحم.
ولفت فضيلة المفتي إن القول الشرعي بجواز توسعة بعض أماكن المناسك اعتمد على أدلة ودراسات وبحوث علمية وشرعية دقيقة ومعتبرة لعلماء معاصرين وقدامى منها على سبيل المثال لا الحصر قول الإمام القرافي المالكي "اعلم أنَّ حكم الأهوية تابع لحكم الأبنية؛ فهواء الوقف وقف، وهواء الطلق طلق.." وكذلك دراسات وبحوث لعلماء كُثر منهم علماء مصريين معاصرين فضلًا عن السادة العلماء الأفاضل في المملكة العربية السعودية الذين أجازوا هذه التوسعة انطلاقًا من القواعد الإفتائية والفقهية التي تراعي تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الفتوى في دار الإفتاء المصرية مستقرة منذ زمن بعيد على أن المرأة يجوز لها أن تذهب إلى بيت الله الحرام، ومن حيث إنها يجوز لها السفر دون محرم فالفتوى مستقرة على ذلك ما دامت هناك رفقة مضمونة، والعصر تغيَّر عما كان قبل ذلك من حيث ظروف السفر وأمانة الطريق وتوقيتاته، فالفتوى تراعي وتواكب مثل هذا التغير، لكن علينا أن نلتزم بالإجراءات التي تتخذها الدول.
واختتم بالتأكيد على أن الأحاديثَ الأخرى التي تُحَرِّم سفرَ المرأة وحدها بغير مَحرَم؛ فهي محمولةٌ على حالة انعدام الأمن التي كانت مِن لوازم سفر المرأة وحْدَها في العصور المتقدمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الفتوى دار الإفتاء مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
هل المرض بعد المعصية عقاب إلهي حتى بعد التوبة؟ أمين الفتوى يكشف الحقيقة
طرح أحد المتابعين سؤالًا لدار الإفتاء المصرية عبر قناتها على "يوتيوب"، جاء فيه: "أُصبت بمرض بعد أن تبت وتركت المعاصي، فهل هذا ابتلاء أم عقوبة على ما فعلته في الماضي؟" وقد أثار هذا السؤال اهتمامًا كبيرًا، خاصةً أن الكثير من الناس يتساءلون عن العلاقة بين التوبة وما يعقبها من محن.
وفي ردٍ وافٍ، أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى يحب عبده التائب، مؤكدًا أن التوبة تمحو الذنوب كما لو أن الإنسان لم يرتكبها من الأساس.
واستشهد بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وأشار الدكتور وسام إلى أن المرض أو البلاء ليس بالضرورة عقوبة، بل قد يكون اختبارًا من الله سبحانه وتعالى.
وبيَّن ذلك من خلال الحديث الشريف الذي قال فيه النبي: "لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة." وتابع: "الله يفرح بعبده عندما يعود إليه، كما يفرح الإنسان الذي يجد بعيره المفقود في الصحراء بعد أن يئس منه."
أفطرت أياما من رمضان في شبابي ولا أتذكر عددها.. دار الإفتاء توضح الحل هل أقطع صلاة قيام الليل إذا رفع أذان الفجر.. أمين الفتوى يوضح هل النوم عذر لترك صلاة الفجر وأدائها في الصباح.. أمين الفتوى يجيب أخطاء شائعة تمنع استجابة الدعاء .. تعرف عليها واجتنبهاوأكد وسام أن المرض يُعد امتحانًا للعبد، ليُظهر مدى صدقه في التوبة ويقوي إيمانه ويثبته على طريق الحق.
وأوضح أن البلاء يرفع درجات الإنسان عند الله، وهو جزء من حكمة الله في اختبار عباده.
أفضل دعاء لشفاء المريض
كما تحدث أمين الفتوى عن الأحاديث النبوية التي تحمل أعظم الأدعية للمريض، مشيرًا إلى أن الدعاء هو وسيلة مهمة لطلب الشفاء واللجوء إلى الله.
ومن أبرز هذه الأدعية: "أذهب الباس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا."
وأضاف أن قراءة القرآن على المريض لها أثر عظيم، حيث يمكن قراءة سورة الفاتحة التي تُعرف بأنها "الشفاء"، بالإضافة إلى سور الإخلاص والمعوذتين، التي تقي من الشرور وتمنح الطمأنينة.
واستشهد بالآيات الكريمة التي تدعو المسلم إلى التمسك بالذكر وطلب العون من الله.
واختتم الدكتور محمد وسام حديثه بتأكيده على أن التوبة نعمة عظيمة من الله، وأن البلاء الذي قد يصيب العبد التائب هو دليل على محبة الله له ورغبته في رفع درجاته وتقوية صلته به.