سرايا - قال متحدث منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن الوضع كارثي، وإن الجوع يفتك بالناس في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، وإن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض.

جاء ذلك في حديثه للأناضول أمس الخميس، عن كارثة الجوع في غزة وتأثيرها على الحالية الصحية، وذلك جراء الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 4 أشهر على القطاع.



ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على القطاع، خلفت حتى الخميس 25 ألفا و900 شهيد، و64 ألفا و110 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية.

كما تسبب الجيش بدمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة ونقص حاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وأوضح ليندماير أن الوضع في غزة كارثي، وأن غالبية السكان يواجهون الجوع وسوء التغذية، وبالتالي فهم معرضون بسهولة لجميع الأمراض.

وأضاف أن المرضى في المستشفيات وغرف العمليات يستجدون الماء والطعام، وأن هناك أشخاصا في مراكز الإيواء لا يعرفون كيف يمضون يومهم بسبب غياب الغذاء.

وشدد على أن البيئة في غزة غير صحية، لافتا إلى أن مياه الصرف الصحي يتم تصريفها في الشوارع، مما يعرض الناس المحصورين في مساحات ضيقة لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

المسؤول بالمنظمة أكد أن الناس في غزة يعيشون كارثة، وأنهم معرضون للموت من الجوع وسوء التغذية والعطش، أو من الرصاص والإصابات وانهيار المباني فوق رؤوسهم.

وذكر أن أكثر من 25 ألف شخص فقدوا أرواحهم في غزة ونصفهم تقريبا من الأطفال، لافتا إلى أن نسبة كبيرة من ضحايا الحرب كانوا من الأطفال.

وأوضح المسؤول أن الأطفال في الواقع هم الأكثر عرضة للخطر في مثل هذه الحالات، وعندما يتضورون جوعا، ويعانون من سوء التغذية، فإنهم يصابون بسهولة بجميع الأمراض، وخاصة الإسهال.

وأضاف ليندماير يمكن أن يسبب الإسهال لدى الأطفال ضعيفي البنية والذين يعانون من سوء التغذية الوفاة خلال يوم واحد.

وتابع يكاد يكون هذا بمثابة حكم بالإعدام بالنسبة للعديد من الأطفال. وشدد على أن هذه الكارثة في غزة تؤثر على الأطفال أكثر من غيرهم.

وبيّن ليندماير أن النظام الصحي في قطاع غزة كان جيدا للغاية قبل الحرب الإسرائيلية، وأن الوضع تغير تماما الآن.

وأضاف أن 7 مستشفيات في شمال وجنوب القطاع تواصل العمل بشكل جزئي، وهذا يعني أن 14 مستشفى فقط تعمل بالقطاع.

وأشار إلى أن عدد المستشفيات في غزة يبلغ 36 مستشفى، وأن 22 منها لا تستطيع تقديم الخدمات.

وذكر ليندماير أن احتياجات السكان بلغت أعلى مستوياتها، ومع وجود المجاعة والمرض والحرب، فإن المنطقة تكون في وضع كارثي.

وأوضح أن مستشفيات غزة امتلأت بنسبة تزيد على 300% من طاقتها، كما أن الناس ملقون على الأرض يتألمون وينزفون، والعمليات الجراحية تجرى في الممرات.

وأكد المتحدث باسم المنظمة الأممية أنه حتى لو توقفت الحرب اليوم، فإن آثارها ستستمر لفترة طويلة، وسيكون لها تأثير نفسي كبير.

وأضاف أن الهجمات في غزة استهدفت 2.4 مليون شخص، وأن هذا الوضع ترك وراءه جيلا مصدوما.

وكان مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد دعا أمس الخميس إلى وقف إطلاق النار وإيجاد "حل حقيقي" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مناشدة مفعمة بالعواطف أمام المجلس التنفيذي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة وصف فيها الأوضاع في غزة بأنها "جحيمية".

وتدفقت عواطف غيبريسوس، وهو يصف الأوضاع في قطاع غزة.

وكابد غيبريسوس الحرب صغيرا، واختبأ أطفاله في مخبأ خلال القصف في الحرب الحدودية بين إثيوبيا وإريتريا بين عامي 1998 و2000.

وقال أمام المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف خلال مناقشة حول حالة الطوارئ الصحية في غزة "أنا مؤمن حقيقي، بسبب تجربتي الخاصة، بأن الحرب لا تأتي بحل، بل بمزيد من الحرب، ومزيد من الكراهية، ومزيد من العذاب، ومزيد من الدمار. لذا دعونا نختار السلام، ونحل هذه القضية سياسيا".

وأضاف "أعتقد أنكم جميعا قلتم بحل الدولتين وما إلى ذلك، ويحدوني أمل أن تنتهي هذه الحرب، وتنتقل إلى حل حقيقي"، قبل أن ينهار واصفا الوضع الحالي بأنه "تعجز أمامه الكلمات".

وحذر غيبريسوس في الكلمة نفسها من أن مزيدا من الأفراد في غزة سيموتون من الجوع والمرض، وقال "إذا أضفتم كل ذلك، أعتقد أنه ليس سهلا أن نفهم مدى جحيمية الوضع".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الصحة العالمیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

كابتن طيار لبناني باكيًا: "الوضع الآن صعب والحرب الجارية الأكثر قسوة"

أكد الكابتن مازن السماك، خبير في شؤون الطيران ورئيس جمعية الطيارين الخاصين في لبنان، أن الوضع في لبنان صعب جدًا وعاش الشعب اللبناني حروب كثير ومر بصعوبات، لكن هذه الحرب من اصعب الحروب ومن أقوى وأقصى الحروب بسبب إطالة أمد الحرب والعنف الإسرائيلي، موضحًا أن العمليات العسكرية لقوات الاحتلال به قسوة كبيرة ولم يعد هناك أخلاقيات لهذه الحرب.

 

وتحدث "السماك"، خلال لقائه مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، باكيًا: "الوضع الآن في لبنان صعب جدًا وهذه الحرب هي الأصعب"، مؤكدًا أن الواقع في لبنان صعب، موضحًا أن إسرائيل ليس لديها رادع أخلاقي ولا حدود لها في منهجية الحرب، مشددًا على أنه ليس هناك في العالم أي شركة طيران تعمل بمثل هذه الظروف كما يحدث في لبنان.

 

وشدد على أن حركة الطيران في مطار رفيق الحريري تراجعت بنسبة 40%، مؤكدًا أن المطار هو السبيل الوحيد لربط لبنان بالعالم الخارجي، متابعًا: "الإنسان المريض اللي كل أعضاءه توقف ومازال القلب ينبض، حدود لبنان كل مقفوله والقصف مستمر، وهناك إصرار من جميع المسؤولين من الطيران المدني والحكومة على إبقاء المطار يعمل حتى هذه اللحظة".

مقالات مشابهة

  • رئيس جمعية الطيارين اللبنانيين: إسرائيل ليس لها رادع أخلاقي
  • كابتن طيار لبناني باكيًا: "الوضع الآن صعب والحرب الجارية الأكثر قسوة"
  • الغزيون بين شح الغذاء والارتفاع الجنوني للأسعار
  • الجوع والعطش والقتل.. ثالوث يُلاحق آلاف المواطنين شمالي القطاع
  • الصحة العالمية تحذر من خطورة الوضع الصحي في مستشفى كمال عدوان
  • عاجل - "الصحة العالمية": الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في غزة
  • وزارة الصحة توجه "إنذارا عاجلا" بشأن مستشفيات غزة
  • الأطفال في السودان مأساة تحت نيران الحرب.. 2.3 مليون يصارعون الجوع
  • عاجل.. تفاصيل وحيثيات قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو بسبب سلاح الجوع
  • اليكتي يرد على اتهامات التغيير الديموغرافي في كركوك: عودة العوائل طبيعية وليست تلاعبًا - عاجل