الجزيرة:
2025-02-21@11:14:44 GMT

فيلم الأستاذ ومعضلة صناعة فيلم فلسطيني

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

فيلم الأستاذ ومعضلة صناعة فيلم فلسطيني

عُرض فيلم "الأستاذ" لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي، وبعدها في العديد من المهرجانات والفعاليات، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرجة والمنتجة "فرح نابلسي"، التي قدمت عام 2020 الفيلم القصير "الهدية" وترشح للأوسكار، وفاز بجائزة البافتا.

يضم طاقم فيلم "الأستاذ" كلا من صالح بكري في دور المعلم "باسم" ومحمد عبد الرحمن في دور الطالب "آدم" وإيموجين بوتس في دور "ليزا" المتطوعة البريطانية في المدرسة، وتم إدراج الفيلم في القائمة الطويلة لجوائز الأفلام البريطانية المستقلة لعام 2023 في 3 فئات: أفضل مخرج لأول مرة، وأفضل كاتب سيناريو لأول مرة وأفضل منتج، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي حصل على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4فيلم "باي باي طبريا" يمثل فلسطين في أوسكار 2024list 2 of 4جرح لا يندمل.. 7 أفلام وثقت الوجع الفلسطينيlist 3 of 4حواجز الاحتلال لم تمنع الفلسطينيين من الوصول بفيلم “هدية” للمنافسة على أوسكار 2021list 4 of 45 أفلام ستعيد لك روحك الثورية تجاه القضية الفلسطينيةend of list قصة حقيقية وفيلم خيالي

يبدأ فيلم الأستاذ بخطين سرديين متوازيين، الأول نتعرف خلاله على المعلم "باسم" الذي يدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة فلسطينية أغلب طلابها مروا على السجون الإسرائيلية، فيترافق في نفس الصف الأخوان "آدم" و"يعقوب".

الأول مراهق والثاني تجاوز عمره الـ23، وقد قضى جزءا من مراهقته وبداية شبابه معتقلا وخرج محملا بطاقة غضب وكراهية.

انفجرت هذه الطاقة بالفعل عندما طردت السلطات الإسرائيلية عائلته من منزلها، ثم سرق مستوطن الزيتون من أرضهم، فاشتبك يعقوب معه ليقتله المستوطن وكالعادة في هذه الأحوال، أفلت من العقاب.

بينما الخط الثاني يتمثل في والدي الجندي الإسرائيلي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية للمطالبة بالإفراج عن 1200 معتقل ومعتقلة وطفل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وهي القصة الحقيقية التي وقعت عام 2011، فقررت المخرجة دمجها مع الحبكة الخيالية في فيلمها الروائي الأول.

يتلاقى الخطان عندما يقبل المعلم "باسم" إخفاء الجندي الإسرائيلي في منزله، في ذات الوقت الذي يأوي فيه الطالب "آدم" الذي فقد منزله وأخوه في يومين متعاقبين، وتزداد الأمور تعقيدا بالعلاقة العاطفية التي تجمع بين "باسم" والمتطوعة "ليزا" التي تضطره للكشف عن ماضيه الأكثر إثارة مما توحي به حياته كمدرس هادئ.

المعلم باسم وآدم في مشهد من فيلم "الأستاذ" (مواقع التواصل الاجتماعي) سيناريو أطاح بالفكرة

تبدو قصة فيلم "الأستاذ" لأول وهلة مثيرة بالفعل، وتشتبك مع عدة مواضيع تستحق النقاش، ولكن للأسف خلال التنفيذ فقدت هذه القصة ألقها، لعدة أسباب أولها السيناريو الذي يفتقد السلاسة، ولجأ إلى ليّ عنق الأحداث عدة مرات للوصول إلى النتائج المرجوة، أو النقطة التالية في الحبكة، مثل مداهمة القوات الإسرائيلية لمنزل باسم في الوقت الذي يتوصل فيه "آدم" إلى مخبأ الجندي المخطوف، فيحمي المعلم، أو إيجاد "ليزا" للسلاح الناري الذي يحتفظ به "باسم" في كتاب بمكتبته.

الحوار كذلك كان أهم نقاط ضعف الفيلم، فقد جاء ركيكا ومباشرا وخطابيا في الكثير من المواضع، خصوصا في الأجزاء الخاصة بالكشف عن ماضي المعلم، أو حديثه الأخير مع والد الجندي المخطوف، فحرمت هذه المباشرة المشاهد من القدرة على قراءة ما بين السطور.

أثرت هذه العيوب بشكل واضح على أداء الممثلين، فلم يعطهم السيناريو العمق الكافي لشخصياتهم، بل غلب على هذه الشخصيات التقسيم الواضح إلى طيب وشرير، جيد وسيئ، فأتى الأداء التمثيلي على ذات المستوى من التسطيح.

وواحدة من أكبر نقاط ضعف فيلم "الأستاذ" علاقة الحب التي جمعت بين البطل "باسم" والمتطوعة الإنجليزية "ليزا"، فهي ليست فقط علاقة مقحمة، يمكن إزالتها ولا تتأثر الحبكة نهائيا، ولكنها كذلك شتت المشاهد عن القضية الأساسية التي يشتبك معها الفيلم، وهي المقارنة غير العادلة بين أهمية الروح الإسرائيلية أمام الفلسطينية، وغيرت دفة العمل إلى مدى إمكانية الحب بين معلم ومناضل فلسطيني وامرأة بريطانية، بما تحمله هذه الجنسية من إرث وعد بلفور الملعون الذي كان نقطة البداية للمأساة الفلسطينية.

بل أفرد صناع الفيلم مساحة لهذه العلاقة أكثر من مأساة فقدان "باسم" لابنه المراهق ثم زوجته نتيجة لهذا الفقد، أو علاقة "آدم" بوالدته بعدما ُقٌتل ابنها الأكبر أمام عينيها، وتهدم منزلها لتصبح ضيفة على أحد الأقارب ولم تظهر مرة أخرى على الشاشة.

معضلة صناعة فيلم فلسطيني

يحمل مخرج/مخرجة الفيلم الفلسطيني عبأين عند تقديمه أي عمل سينمائي يتناول القضية، يتمثل الأول في فهم واستخدام الوسيط الفني بأفضل طريقة ممكنة، سواء التمثيل أو السيناريو أو التصوير أو الموسيقى، أما العبء الثاني فيكون في تقديم القضية نفسها.

يمثل الفيلم الفلسطيني القضية الخاصة ببلاده في المحافل الدولية التي يُعرض خلال فعالياتها، وكلما أحسن صناعه استخدام الوسيط يعني ذلك انتشارا وعرضا أوسع، وبالتالي نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في فلسطين وسط السرديات الإسرائيلية المزيفة التي تنشرها السينما الهوليودية وإعلامها.

فيلم "الهدية" على الرغم من قصره قدم قصة متماسكة توضح معاناة الرجل الفلسطيني العادي (الجزيرة)

وبعقد مقارنة فيلمي"الأستاذ" و"الهدية" للمخرجة "فرح نابلسي"، نجد الكثير من الفروقات، كلها تصب في صالح فيلم "الهدية" الذي على قصره قدم قصة متماسكة توضح معاناة الرجل الفلسطيني العادي حتى عند قيامه بنشاط بسيط للغاية مثل شراء ثلاجة كهربائية هدية لزوجته، بينما عندما لجأت المخرجة لقصة أكثر تعقيدا، بهتت القضية الفلسطينية وسط التفاصيل المتشابكة لحبكتها.

قدم الفيلم عددا كبيرا من الحبكات الفرعية مثل علاقة المعلم بالمتطوعة الإنجليزية، وعلاقة الأبوة البديلة التي جمعته بـ"آدم"، ثم الخط السردي الخاص بالجندي المختطف، ورغبة "آدم" في الثأر من المستوطن الذي قتل أخوه في بداية العمل ولم تظهر هذه الرغبة سوى في آخر نصف ساعة من الفيلم، فلم يعد من السهولة تحديد القضية التي يركز عليها الفيلم بالضبط.

قدمت "فرح نابلسي" فيلمين فقط حتى الآن، حظيا بتقدير عالمي، وعلى الرغم من تراجع مستوى فيلمها الطويل الأول مقارنة بالفيلم القصير، ولكننا أمام مسيرة لاتزال في خطواتها الأولى لتمثيل مميز للقضية الفلسطينية في العالم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ندوة تأبين للمفكر التركي فتح الله كولن تستعرض إرثه المعرفي والحضاري

القاهرة (زمان التركية)ــ عقدت مجلة نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية، ندوة لتأبين رائد حركة الخدمة المفكر الإسلامي التركي محمد فتح الله كولن، تناولت الإرث الذي خلفه العالم الفقيد المصلح من قيم وثقافة وعلم، ينتفع به ملايين البشر حول العالم.

وعقدت الندوة تحت عنوان: “الإرث الروحي لمحمد فتح الله كولن”، عبر منصة الزووم، وأدار الندوة الدكتور سليمان أحمد شيخ سليمان رئيس تحرير مجلة نسمات ودار الانبعاث، واستهل الندوة بالحديث عن نشأة الأستاذ كولن ومسيرته التعليمية وحياته وكيف أحدث التأثير البالغ في نفوس أتباعه، وكيف تركهم وانتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن رسم لهم المسار وأنار لهم الطريق، وكيف أفنى حياته بمعالجة علل التخلف الحضاري الثلاثة؛ (الجهل والفقر والفرقة) وكيف أنه استطاع أن يترجم الأفكار النظرية إلى تطبيقات عملية وواقع معاش.

وانطلق الدكتور محمد وسام خضر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية من تعريف الإرث ودراسة معناه، ودار حول فهم ماهية إرث الأستاذ كولن على أنه العلم والتعليم مقرونًا بالأدب والفهم والمحبة، وكيف أن هذا الإرث العلمي عندما اقترن بالأدب والمحبّة والسلام القلبي كتب الله له القبول والانتشار، ولولا صدقُ الأستاذ وإخلاصه لما كان من الممكن أن يتقبل الناس هذه الأفكار ويتبنّوها، فالإرث الحقيقيُّ للأستاذ هو الصدق والأمانة والإخلاص.. والحقيقة أنه أهدى للقلوب سلامًا نفسيًا وصاءً روحيًّا بحديثه الماتع عن العالم الروحي للأستاذ كولن.

أما الدكتور جمال بن فضل الحوشبي فقد أعدّ ملفًّا تعريفيًّا عرضه خلال الندوة استعرض من خلاله خزينتان، الأولى: ميراث الأستاذ الذي انتقل إليه، والثانية: ميراثه الذي انتقل عنه، فأما الأولى فهي ميراث النبوة وهو العلم النافع الذي حصّله كولن منذ نعومة أظفاره وحتى وفاته، وأما الثانية فهي ميراث كولن الحضاري من منهج ومؤسسات ودراسات ورجال.
ثم تحدّث عن الوفاء والعطاء، وكيف أنه أنشأ جيلًا وفيًّا، وبحث خلال حياته عن الصحبة الصالحة التي تحمل هذه القيم النبيلة، وكيف أنه كان يقول: لو لم يكن للنبي من معجزات سوى أصحابه لكفته في الدلالة على نبوّته. وختم بإلقاء قصيدته التي نظمها في رثاء الفقيد الأستاذ كولن.

الدكتور سليم كوتش،  أحد الشاهدين على ذلك الإنسان النموذج، وأحد طلاب كولن المباشرين، تحدّث عمّا عايشه مع أستاذه من تطبيق عمليٍّ للأفكار، وكيف أنه كان يطبق على نفسه بالأفعال قبل أن يتكلّم عن القيم باللسان، وكيف كان شاهدًا على تفعيل قيمة التواضع قولًا وفعلًا.
وفي نهاية الندوة سُمِح للمشاركين أن يتفاعلوا بالأسئلة والتعليقات، فكانت مليئةً بالامتنان والحب والدعوات بالرحمة للأستاذ كولن رحمه الله.

وتحدث رئيس تحرير مجلة نسمات الدكتور سليمان أحمد شيخ سليمان، عن أن فتح الله كولن عمل على معالجة الآفة الأولى بالمجتمع (الجهل) من خلال افتتاحه للمدارس على شتى الأصعدة وفي مختلف المراحل والتخصصات، ابتداءً من المعاهد التحضيرية لدخول الجامعات التي ساعدت ملايين الطلاب على الدخول إلى الجامعات، ومرورًا بسلاسل المدارس الدولية وانتهاءً بالجامعات في مختلف التخصصات.
وعمل على معالجة الآفة الثانية (الفقر) من خلال إطلاق منظمات مجتمعٍ مدنية تعنى بالشؤون الخيرية ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتقوم بتنميتهم وتعليمهم من المهن والحرف ما يضمن لهم واردًا دائمًا وعلى رأس هذه المنظمات الخيرية “كيمسه يوك مو” “هل من مغيث؟” وهي المنظمة الرائدة في مجال الإغاثة.
وعمل على معالجة الآفة الثالثة (الفرقة) من خلال بث روح التآخي والتكاتف والعمل على بناء الجسور بين الأجناس والأعراق انطلاقًا من فكرة أن “الإنسان أخو الإنسان” بغض النظر عن جنسيته ولونه وعرقه ولغته، وأطلق مراكز الحوار والتسامح التي بدأت تمارس دورها في تقريب المسافات بين البشرية وتشكيل جسور التواصل الحضاري بين الحضارات، وحوّلت مصطلح تدافع الحضارات إلى مصطلح “تكامل الحضارات” حول العالم.

من هو فتح الله كولن مؤسس حركة الخدمة Tags: الدكتور جمال بن فضل الحوشبيالدكتور سليم كوتشالدكتور سليمان أحمد شيخ سليمانالدكتور محمد وسام خضرتأبين فتح الله كولنفتح الله كولنمجلة نسمات

مقالات مشابهة

  • كاك بنك الراعي الحصري لبطولة “مريسي 29 كاك بنك” الرمضانية بعدن
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • وزير النقل الأستاذ رزاق محيبس السعداوي يرأس اجتماعا لمشروع طريق التنمية: اولوية التنفيذ ستكون للمحافظات التي تستكمل إجراءاتها التحضيرية
  • ندوة تأبين للمفكر التركي فتح الله كولن تستعرض إرثه المعرفي والحضاري
  • بسبب العتاولة 2.. باسم سمرة يتصدر التريند
  • الأحد القادم.. إجازة بالمدارس الحكومية والخاصة بمناسبة يوم المعلم
  • مشاهد من الجلسة الحوارية مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري التي جرت اليوم بمدينة إدلب
  • ضمن مبادرة حماة تنبض من جديد.. إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام مبنى الأمن العسكري سابقاً على طريق حمص حماة
  • فوز نادي أمية على نادي تفتناز بأربعة أهداف لهدفين في اللقاء الودي الذي جمعهما على أرضية استاد إدلب البلدي
  • محافظ بني سويف يرحب بالأعضاء الجدد في المجلس التنفيذي