واشنطن تستفز الصين.. مدمرة أمريكية تعبر مضيق تايوان
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
رغم الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية رفيعة المستوى، بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن عبور مدمرة أمريكية عبر مضيق تايوان، قبل يومين، أثار حفيظة بكين، التي اتهمت واشنطن بإثارة التوترات في شرق آسيا، ومرت السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس جون فين"، أول أمس الأربعاء، عبر مضيق تايوان، الممر المائي الذي يفصل جزيرة تايوان عن البر الرئيسي للصين الشعبية.
واتهمت الصين الجيش الأمريكي بـ"إساءة استخدام القانون الدولي" ومواصلة نمط من "الاستفزازات الخطيرة" في شرق آسيا، بعد أن عبرت المدمرة الأمريكية مضيق تايوان. وفي تقرير عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، فإن وزارة الدفاع الصينية، قالت أمس الخميس، إن واشنطن تخاطر بأنشطتها العسكرية في المنطقة، قائلة إن تغيير السلوك "ضروري لتجنب الحوادث البحرية والجوية"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان، إن قضايا الأمن البحري والجوي تكمن في المضايقات والاستفزازات التي يقوم بها الجيش الأمريكي على عتبة الصين، والانخراط في أنشطة طويلة وواسعة النطاق وعالية التردد في المناطق البحرية والجوية المحيطة بالصين، وحث الجانب الأمريكي على التوقف عن انتهاك القانون الدولي، ووقف جميع الاستفزازات الخطيرة، وفرض الانضباط الصارم على قواته على الأرض.
وردًا على الاستفزازات الأمريكية، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها ستنفذ المزيد من المناورات والدوريات حول جزيرة تايوان بشكل دوري ومنتظم، وقال المتحدث باسم الأسطول السابع للبحرية الأمريكية ميجان جرين، في بيان يوم الأربعاء، إن عبور المدمرة الأمريكية "يو إس إس جون فين" عبر المضيق تم "وفقًا للقانون الدولي".
وأضاف المتحدث إن السفينة الحربية مرت عبر ممر في المضيق يقع خارج البحر الإقليمي لأي دولة ساحلية، وتابع إن عبور "جون فين" عبر مضيق تايوان يظهر التزام الولايات المتحدة بدعم حرية الملاحة لجميع الدول كمبدأ، بينما كان عبور "جون فين" لمضيق تايوان هو الأول من عام 2024، فإن السفن الحربية والطائرات الحربية الأمريكية تمر بانتظام عبر الممر المائي.
ونقلت الشبكة عن المحلل كولين كوه، زميل البحث في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إنه في عام 2023، قامت سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل الأمريكية وطائرات استطلاع تابعة للبحرية بعبور المضيق 11 مرة، وقال كوه إن بكين قد تكون "منزعجة" بعض الشيء من واشنطن في الوقت الحالي، خاصة بعد الموافقة على استئناف المحادثات العسكرية في ديسمبر.
وأضاف: "بالنظر إلى أن بكين تعتقد على الأرجح أنها مدت غصن الزيتون بالموافقة على إعادة فتح الاتصالات بين الجيشين وغيرها من التبادلات رفيعة المستوى، فربما تكون قد لاحظت عدم وجود المعاملة بالمثل من جانب الولايات المتحدة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة تايوان بكين اسيا عبر مضیق تایوان
إقرأ أيضاً:
35 مليار دولار.. الصين تستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية للضغط على إدارة ترامب
ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم الإثنين، أن الصين تستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية بملفات مكافحة الاحتكار لممارسة ضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
وقالت مصادر مطلعة على استراتيجية بكين "دون الكشف عن هويتها" بحسب ما أوردته الصحيفة الأمريكية- إن السلطات الصينية تسعى إلى إعداد قائمة بشركات التكنولوجيا الأمريكية التي يمكن استهدافها بتحقيقات مكافحة الاحتكار وأدوات تنظيمية أخرى بهدف التأثير على كبار التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا الذين تربطهم صلات قوية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
وذكرت المصادر أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو جمع أكبر عدد ممكن من الأوراق التفاوضية قبل المحادثات المتوقعة مع إدارة ترامب حول القضايا التجارية بما في ذلك التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على البضائع الصينية .
وبدأت الصين بالفعل تحقيقات ضد شركة إنفيديا وجوجل بشأن قضايا مكافحة الاحتكار، كما تستهدف شركات أمريكية أخرى مثل آبل، وشركة بروج كوم المتخصصة في أشباه الموصلات، و سينوبسيس المزودة لبرمجيات تصميم الشرائح الإلكترونية، والتي تنتظر حاليًا موافقة بكين على صفقة استحواذ بقيمة 35 مليار دولار.
من جانبه، قال المختص في سياسات التكنولوجيا بشركة تريفيوم الصين توم نانليست، إن الصين تحتاج إلى كل ما يمكنها من النفوذ لمواجهة الضغط الأمريكي وقضايا مكافحة الاحتكار تعد من أقوى الأدوات المتاحة. وأضاف: "الصين تجمع رقائقها التفاوضية فهي تريد الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومعها شيء تساوم به".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاستراتيجية الصينية لها عده مخاطر حيث أصبحت الشركات الأمريكية أقل استعدادًا للدفاع عن مصالح الصين مقارنة بالفترة الأولى من إدارة ترامب كما أن التهديدات الصينية قد تؤدي إلى نتائج عكسية عبر إحجام الشركات الأجنبية عن الاستثمار في البلاد، في وقت تسعى فيه بكين إلى جذب الاستثمارات.
وفي السنوات الأخيرة، عززت الصين أدواتها التنظيمية مستفيدة من النهج الأمريكي؛ ففي عام 2020، أنشأت "قائمة الكيانات غير الموثوقة"، مستوحاة من القائمة الأمريكية التي حظرت تعامل شركة هواوي مع الشركات الأمريكية كما قامت في 2022 بتعديل قانون مكافحة الاحتكار لتشديد القيود على عمليات الاندماج غير التنافسية .
ويأمل المسؤولون الصينيون في لفت انتباه كبار رجال الأعمال المقربين من ترامب ، مثل ساندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، وتيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، الذين جلسوا بجوار ترامب خلال حفل تنصيبه، وفقًا لمصادر مقربة من صناع القرار في بكين.
وبعد ساعات فقط من دخول تعريفات جمركية أمريكية إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الماضي، أعلنت الصين فتح تحقيق مكافحة احتكار ضد جوجل.
ولا تزال الصين غاضبة من قرار جوجل في 2019، عندما التزمت بالقواعد الأمريكية ومنعت هواوي من استخدام نظام أندرويد، مما أجبر الشركة الصينية على تطوير نظام تشغيل خاص بها.
وفي ديسمبر الماضي، جاء تصعيد آخر عندما شددت إدارة بايدن القيود على تصدير أشباه الموصلات المتطورة إلى الصين وبعد أسبوع واحد فقط، أعلنت الصين عن تحقيق مع إنفيديا بشأن عملية استحواذ تعود لعام 2019، حيث يتركز التحقيق على ما إذا كانت الشركة مارست تمييزًا ضد الشركات الصينية عند وقف بيع بعض منتجاتها لها.
وأضافت (وول ستريت جورنال) أنه بالإضافة إلى ملفات مكافحة الاحتكار، تستخدم الصين قضايا الأمن القومي كأداة ضغط على الشركات الأمريكية.
ففي عام 2023، حظرت الصين الشركات الكبرى من شراء منتجات تقنية الميكرون بعد تحقيق أمني زعمت أنه كشف عن مخاطر أمنية وطنية.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد وصفت هذه القيود الصينية في ذلك الوقت بأنها لا تستند إلى أي حقائق.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بأنه "مع تصاعد هذه الإجراءات المتبادلة بين واشنطن وبكين تبرز مخاوف من إمكانية تحول التوترات الحالية إلى حرب تجارية شاملة ما قد ينعكس سلبًا على الشركات الأمريكية والمستهلكين".