موقع النيلين:
2024-06-29@11:10:55 GMT

المشكلة ليست «صلاح»

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT


أُصيب محمد صلاح خلال مباراة غانا، وهو أمر وارد حدوثه فى الكرة. وبمجرد أن خرج تصريح كلوب، مدرب ليفربول، الذى أكد فيه رجوعه إلى ليفربول، على أن يعود قبل نهائى الأمم الإفريقية، لو اكتمل العلاج، حتى قامت الدنيا ولم تهدأ. يمكن أن نتفهم غضب البعض من هذا الإعلان السريع لأنه أعطى انطباعًا أن المنتخب لا حول له ولا قوة، وأن ليفربول وحده مَن يتخذ القرار.

وتسرب إحساس لدى آخرين بأن كابتن المنتخب لا يعبأ كثيرًا بفوز مصر، بل يهتم فقط بطموحاته مع ناديه.

والمشكلة هنا هو أن مَن انساق إلى هذه المشاعر لم يفكر للحظة واحدة أنه من الطبيعى أن تصدر تصريحات تنقل أخبار لاعب من أهم لاعبى ليفربول؛ أما غير العادى فهو أن يتأخر اتحاد الكرة أو بعثة المنتخب فى إطلاعنا على التطورات؛ وعندما يحدث، فتكون الأخبار غير دقيقة ومتناقضة. من المنطقى أن يغادر صلاح إلى ليفربول للعلاج، خاصة فى ضوء غياب أى تجهيزات علاجية متخصصة فى ساحل العاج؛ وكان يجب إعلان الأمر بشكل أشد وضوحًا وسرعة منعًا للبس.

أما المشكلة الأكبر، فهى أن مَن انجرف وراء هذه المشاعر السلبية الجياشة، وحمّل صلاح أخطاء الكون كله، وشكّك فى انتمائه؛ لم يفكر فى سبب شعوره بهذه المشاعر، ولم يتأمل فى الأسباب التى جعلته يتحرك فى هذا الاتجاه، فالحقيقة هى أن الإحباط الشديد من حالة كرة القدم فى مصر، هذه اللعبة الجماهيرية الجميلة، جعل الكثيرين يلقون باللوم على مَن اعتبروه المخلص المنتظر، إلا أن المشكلة ليست فى صلاح، بل فى منظومة الكرة ككل؛ كما أن الحل ليس فيه، بل فى إصلاح هذه المنظومة.

فالرياضة مثلها مثل الصناعة أو التجارة تحتاج إلى منظومة تُديرها وتجعلها قادرة على المنافسة؛ لكن منظومة إدارة لعبة كرة القدم فى مصر تعانى تلك الأمراض التى يعانى منها الوضع العام فى المحروسة من تفضيل المحسوبية على المهنية، والتماهى فى المحاباة على حساب الجدية؛ بالإضافة إلى عدم القدرة على التخطيط والتنظيم الجيد، فالنجاح فى كرة القدم يتطلب بناء منظومة كاملة متكاملة ابتداءً من انتقاء المواهب وتعليمها، وانتهاءً بإدارة الأمور المالية والفنية والتنظيمية الخاصة بالفريق.

وأخيرًا جدير بالذكر أن حالة تهافت النقاش العام فى مصر وتسطيحه لا تساعد على التطوير؛ فالشفافية فى المعلومات، والنقاش الجاد، يبنيان ويُصلحان، أما التسطيح،
فيهدم ويدمر.

نادين عبدالله – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

توليد الفكرة وحل المشكلة

 

عيسى الغساني

مسار حياة الفرد والمجتمع مليء بالصعوبات والتحديات والمشاكل بمختلف أنواعها، فالفرد يحيا في تأمل وتفكير للبحث على أفضل السبل للوصول الى تحقيق الأهداف الشخصية والاجتماعية، والمجتمع ينظم ذاته بالقبول الطوعي للقوانين التي تحدد الحقوق والواجبات ويضع الجميع مصلحة الكل فوق مصلحة الفرد، ذلك أن مصلحة الجميع هي الخير العام والأسمى، أو بعبارة أخرى هي الصالح العام، والصالح العام هو الأمن النفسي والسلم الأهلي للفرد والمجتمع.

لكن طبيعة الحراك الإنساني المستمرة والمتغيرة بتغيير الضروريات والحاجات وارتفاع عدد الأنفس، تقتضي المواكبة الآنية والفاعلة لتحقيق ما هو بحكم الضرورة؛ سواء احتياجا فكريا أو نفسيا أو ماديا. وهذا واجب كل فرد حسب دوره في منظومة العمل الاجتماعي. لكن رغم ذلك يظل ظهور أمر لا مفر منه، وهنا تطفو الى السطح أهمية استخدام المعرفة لتوليد الأفكار والحلول، فقدرة الفكر الإنساني المنظم على الإبداع وتوليد الأفكار، لحل المعضلة أو المشكلة لا حدود له. وفي سياق منهج الأفكار تتعدد تقنيات وأساليب توليد الأفكار؛ فمنها أولًا: تعليق الحكم على الأفكار، وثانيًا: الطلاقة الفكرية، وثالثًا: الربط الحر، ورابعًا: المناقشة، وخامسًا: التصور، وسادسًا: الحضانة، وسابعًا: القوائم التفقدية، وثامنًا: القوائم الاستفزازية، وتاسعًا: القياس، وعاشرًا: العلاقات المفروضة، وحادي عشر: سرد السمات، وثاني عشر: تحليل التركيب.

وفيما يلي تعريف لكل طريقة.

أولًا: تعليق الحكم على الأفكار. قبل الشروع في بناء الفكرة يجب على الإنسان التجرد من كل فكرة مسبقة وهذا يكسب العقل الحياد وعدم التأثر بأي خبرة سابقة وذلك بقصد إتاحة الحيز للعقل لتوليد فكرة جديدة كليا.

ثانيًا: الطلاقة الفكرية: وهذه مهارة فكرية تتطلب تدريبا وممارسة، حيث يجب كتابة أكبر عدد من الأفكار في وقت قصير بين دقيقة أو دقيقتين، وهذا التمرين يساعد ويعزز بناء الأفكار وعلى الأخص قدرة العقل على البحث عن أكثر من حل.

ثالثًا: الربط الحر. هو إطلاق التفكير لوضع تصور لحل مشكلة دون ربط بين الأفكار المتتابعة أو خارطة ذهنية مسبقة ومن المهم تسجيل الأفكار خطيا وممارسة هذا التمرين من وقت إلى آخر.

رابعًا: المناقشة. من الطرق للحصول على أفكار إضافية وذلك لتعدد الآراء والمضامين والقيم والمثل المختلفة، فالنقاش أصل الجدال والجدال أصل التطور الفكري والتطور الفكري قوام تطور الإنسان.

خامسًا: التصور.. يتطلب التصور كتوليد للأفكار حل المشاكل تصور الفكرة كحل للمشكلة وماذا تقدم الفكرة لتبريد أو تجميد أو تأجيل المشكلة لحين إيجاد العلاج اللازم.

سادسًا: الحضانة. عندما يصل الإنسان إلى طريق مسدود لتوليد أفكار وحلول لمشكلة ما، فهذا مؤشر على توقف الدماغ عن العمل بفعالية، ويجب أخذ وقت من الراحة والتوقف عن العمل على حل المشكلة وتفويض فريف عمل من ذوي القدرات الفكرية للاستمرار في توليد أفكار وحلول.

سابعًا: القوائم التفقدية. هذه طريقة تعتمد على الفكرة والنتجية بوضع عدد من الأفكار ونتائجها في تكوين الفرد والمجتمع والنتائج الكامنة لكل فكرة وأبعادها.

ثامنًا: القوائم الاستفزازية. يقول السياسي الأمريكي جيمس آدمز إن القوائم الاستفزازية هي مجموعة من الأفكار والافعال التي تسبب للإنسان والآخرين الإزعاج والإحباط. وهذه إحدى طرق قياس سلوك المؤسسات والشركات والهدف تحسين الأداء باستبدال غير المقبول بما هو مقبول.

تاسعًا: القياس. مقارنة حلول سابقة لنفس المشكلة، وعلم الطبيعة مليء بالأشباه.

عاشرًا: العلاقات المفروضة. من خلال دمج فكرتين لا صلة بينهما لتوليد فكرة جديدة.

حادي عشر: سرد السمات؛ وهو أسلوب فكري لتطوير الحلول من خلال الوصف والوظيفة والفحص لكل عنصر داخل الفكرة.

ثاني عشر: تحليل التركيب؛ وهو تفكيك الثوابت والتغيرات إلى الأجزاء الأولية ودراستها بقصد التطوير.

خلاصة القول.. إنَّ عالم الأفكار هو عالم الإنسان، وبه يرتقي ويستقر، وبدونه يضمحل ويندثر.

مقالات مشابهة

  • لاعب ليفربول: صلاح لن يحصل على “المال”.. وسيبقى
  • أين تكمن المشكلة؟
  • لاعب سابق : محمد صلاح لن يجد من يدفع ثمن انتقاله
  • اتحاد جدة يحسم موقفه من ضم محمد صلاح
  • جونسون: صلاح لن يغادر ليفربول
  • بسبب تقدمه بالعمر.. لاعب سابق يرجح بقاء محمد صلاح في ليفربول مجاناً
  • اتحاد جدة السعودي يتخذ قرارا بشأن صفقة محمد صلاح
  • عملتها قبلك يا ابوصلاح.. نجوم شاركت في تحدي نجم ليفربول (شاهد)
  • أزمة بين صلاح ومدرب ليفربول يشعلها زميله الياباني
  • توليد الفكرة وحل المشكلة