الركاب المشاغبون كانوا قبل الجائحة.. لكنهم ازدادوا سوءًا بعدها
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اختبر الراكب فيليب باوم واحدة من أكثر الرحلات الجوية غير المريحة في حياته، في الآونة الأخيرة.
بالنسبة إلى باوم، كان من الواضح أنّ جاره في الرحلة كان ثملاً.
ورُغم تأكيد الطاقم أنّهم "منعوه من شرب الكحول"، إلا أنّ باوم قال إنّ الراكب "تمكن من تهريب المزيد من الكحول خلسةٍ من عربة (المشروبات)".
وبالنسبة لباوم الذي كان جالسًا في مقصورة الدرجة الاقتصادية، لم يستمتع بالتواجد بالقرب من هذا الراكب "الجامح" لساعات عدة، وقال لـCNN: "اعتقدت حقًا أنّني سأتقيأ".
وعلاوةً على ذلك، شعر باوم بالقلق من أنّ الراكب "سيفقد السيطرة تمامًا" في أي لحظة.
وطوال الرحلة، شعر باوم بأنّه يعمل بجد للسيطرة على ردة فعله تجاه الموقف، مع شعوره في مراحل عدّة بأنّه على حافة الاستسلام لغضبه وإحباطه.
وكان الأمر الوحيد الذي منعه من التحول لراكبٍ جامح قوله لنفسه: "فيليب، أنت تعرف ما هو الأفضل. لا يمكنك أن تصبح جامحًا فجأة".
وباوم خبير في أمن الطيران، ورئيس التحرير السابق لمجلة Transport Security International Magazine، ومؤسس DISPAX World، المؤتمر الدولي المعني بإدارة وتقييد ركاب الرحلات الجوية الجامحين.
وقبل جائحة كورونا، أشارت الإحصائيات التي سجلها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى أنّ عدد ركاب الطائرات المشاغبين آخذ بالارتفاع.
وتزايدت المناقشات حول هذه القضية، وأطلقت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي (EASA) مبادرتها #notonmyflight في عام 2019، بهدف زيادة وعي الركاب.
مستوى الشغبويصنِّف الاتحاد الدولي للنقل الجوي حوادث السلوكيات الجامحة ضمن 4 مستويات. ينطوي المستوى الأول "البسيط" على حصول سلوك جدلي، أو عدم الامتثال للوائح السلامة، وفقًا لدليل "أفضل ممارسات سلامة عمليات المقصورات" الصادر عن "إياتا"، بينما يُشير المستوى الثاني "المعتدل" إلى السلوك العدواني الجسدي.
ويعني المستوى الثالث "الخطير" وجود "نية أو تهديد لإلحاق الأذى"، على حد تعبير الاتحاد الدولي للنقل الجوي، بينما تصنف المنظمة المستوى الرابع، أي "اختراق سطح الطائرة"، كـ"تهديد حقيقي بالقتل".
وتُشير البيانات المتاحة للمنظمة اعتبارًا من عام 2022، إلى أنّ معظم حوادث الركاب الجامحين تتعلق بعدم الامتثال للأوامر، والإساءة اللفظية، والثمالة.
وهذه الحوادث أقل خطورة، لكن لا يزال يُنظر إليها كمواقف قد تضر بسلامة الرحلات الجوية.
وفي وثيقةٍ صدرت عام 2023 بعنوان "سفر جوي أكثر أمانًا ومتعة للجميع: استراتيجية للحد من حوادث الركاب الجامحة والتخريبية"، ذكرت منظمة "إياتا" أنّه رُغم تصرف "أقلية صغيرة فقط" من الركاب بشكلٍ سيئ، إلا أنّهم يتمتعون بـ"تأثير غير متناسب".
وشرحت أنّ الحوادث يمكن أن "تهدد سلامة وأمن الطائرة، والركاب الآخرين، وأفراد الطاقم".
كما قد تؤثر تصرفاتهم على الصحة العقلية للطاقم والركاب أيضًا، وزيادة احتمال حدوث عمليات تحويل لمسار الطائرة ربما، أو تأخير، أو إلغاء مزعجة.
وقالت مضيفة الطيران السابقة، ليز سيمونز، التي عملت في هذه المهنة مدة 17 عامًا، لـCNN إنّ الركاب الجامحين "قد يؤثرون على قدرة طاقم الطائرة على القيام بواجباتهم المتعلقة بالسلامة".
وتعمل سيمونز الآن، وهي أسترالية، على إعداد رسالة دكتوراه تتناول فيها الرفاهية الجسدية والنفسية الاجتماعية لطاقم الطائرة في أوقيانوسيا، وكيفية تقاطع ذلك مع الأداء وسلوكيات السلامة.
وأوضحت سيمونز أنّ سلوكيات الركاب التخريبية قد تؤدي إلى "إصابة جسدية، أو عاطفية، أو نفسية" لمضيفي الطيران والركاب الآخرين على حدٍ سواء.
تأثير الجائحةمن بين 5،981 من حوادث الركاب الجامحين المبلغ عنها إلى إدارة الطيران الفيدرالية في عام 2021، ارتبطت 4،290 منها بارتداء كمامات الوجه.
وليس مستغربًا افتراض عمّال الطيران والمسؤولون أنّ الوضع سيتحسن مع تراجع الجائحة ورفع تفويضات ارتداء الكمامات.
لكن ذلك لم يتحقق، فكانت الجائحة "نقطة تحوّل" على حد تعبير المضيفة السابقة في الخطوط الجوية اليابانية، ميزوكي أورانو.
وقال جون فرانكلين، رئيس قسم تعزيز السلامة في الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)، لـCNN إنّه يعتقد أنّ الزيادة المسجلة في سلوك الركاب الجامح يرتبط بتحول سلوك مجتمعي أكثر عمومية حدث في العامين الماضيين.
وأصبحت السلوكيات السيئة في الأماكن العامة موضوعًا تجاوز نطاق قطاع الطيران.
وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، كانت هناك زيادة بما أشار إليه اتحاد الفنون المسرحية (Bectu) بـ"السلوك المتطرف المعادي للمجتمع" بين رواد المسرح. وفي الوقت ذاته، شهد عام 2023 عددًا كبيرًا من التقارير بشأن سلوك السياح بشكلٍ سيئ في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى إتلاف المواقع التراثية، وتناول الأنواع المهددة بالانقراض، والسرقة.
وتفترض عالمة النفس في مجال الطيران، ألكساندرا كابيلا، أنّ "العمل المطول عن بُعد والتفاعلات الاجتماعية المحدودة" ربّما أثّر على "مستويات راحتنا في الأماكن المغلقة، مثل الطائرات".
كما تعزو كابيلا أيضًا الزيادة في سلوك الركاب الجامح إلى نظرة البعض إلى السفر الآن "باعتباره حقًا وامتيازًا بعد تحمل حالة من عدم اليقين والقيود".
وتجلب هذه النظرة "توقعات أكبر من رحلاتهم".
الطيرانحوادثحوادث الطيرانحوادث طيرانطائراتنشر الجمعة، 26 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الطيران حوادث حوادث الطيران طائرات
إقرأ أيضاً:
وقت الذروة.. مبادرة للحد من كثافة الركاب في سمسطا وإهناسيا ببني سويف
أطلقت أمانة حزب مستقبل وطن في محافظة بني سويف، مبادرة لحل مشكلة تكدس المواطنين في مواقف المراكز ساعات الذروة يوميًا، وذلك بالدفع بعدد من السيارات التي تتضمن ميكروباصات واتوبيسات 33 راكب، لنقل الراكب إلى المدينة العاصمة.
وأكد النائب حسام العمدة أمين حزب مستقبل وطن في محافظة بني سويف، على ان المبادرة تم تشغيلها منذ عدة أيام بشكل تجريبي، في مركزي سمسطا واهناسيا، بهدف تخفيف الزحام وقت الذروة في المواقف ونقل الركاب من مواقف المراكز إلى المدينة العاصمة.
وأشار «العمدة»، إلى أن المبادرة تعمل بشكل تجريبي حتى الآن تمهيدًا للبدء في تعميمها على باقي مراكز المحافظة، بهدف تخفيف الزحام بالمواقف وقت الذروة، ورفع العبء عن كاهل المواطنين في إطار الدور المجتمعي لحزب مستقبل وطن.
وكلف النائب حسام العمدة، الدكتور شريف عبد المنعم أمين التنظيم بالحزب في المحافظة، بمتابعة خطوات تنفيذ المبادرة في المراكز، اولًا بأول.
ودفعت أمانة حزب مستقبل وطن في مركز سمسطا بقيادة الأستاذ أحمد سليمان أمين المركز، بعدد 5 سيارات « اتوبيس» 33 راكب، و5 ميكروباصات، داخل موقف ركاب سمسطا، بحضور أحمد سليمان أمين الحزب بالمركز، في حضور وجيه عبد العظيم أمين التنظيم، وعدد من هيئة مكتب أمانة الحزب بالمركز، للعمل على مدار اليوم وبخاصة وقت الذروة لتخفيف الزحام.
كما دفعت أمانة حزب مستقبل وطن في مركز اهناسيا بعدد 10 سيارات ميكروباص، وذلك لتخفيف الزحام وقت الذروة، في حضور تامر عطية الأمين المساعد للحزب بالمركز، وإبراهيم عبد المنعم أمين التنظيم وعدد من قيادات الأمانة.
يشار إلى أن فكرة المبادرة تعتمد على تحمل الحزب نفقة عودة السيارات من المواقف الرئيسية بالمحافظة إلى مواقف المراكز، في وقت الذروة وبخاصة في الصباح الباكر، لنقل اكبر عدد من المواطنين لتخفيف الزحام في ذلك التوقيت، وذلك عقب رصد الحزب لشكاوى المواطنين من حدوث تكدس وزحام في المواقف وقت الذروة.