عربي21:
2024-11-12@22:55:44 GMT

الإنزال الجوي هو الحل الوحيد لإنقاذ غزة

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

يقترب العدوانُ الاسرائيلي على غزة من إتمام أربعة شهور متواصلة، وبات واضحا أن إسرائيل تستخدم سياسة التجويع والحصار للمدنيين كأحد الأسلحة في هذه الحرب، وهي جريمة مكتملة الأركان، تُشكل انتهاكا لا لبس فيه للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على ضرورة حماية هؤلاء المدنيين وتوفير الأساسيات الضرورية لهم، لا تجويعهم خلال العمليات العسكرية والقتالية.

 

إسرائيل تشنُ حربا مفتوحة ضد المدنيين في غزة، ولم يعد هناك أي شك في أنها حرب مقصودة في سياق العقاب الجماعي لكل السكان في القطاع، ولذلك فليس أمام الدول المانحة، بما فيها الدول العربية والإسلامية، سوى استخدام أسلوب "الإنزال الجوي الإنساني"، من أجل إمداد السكان المدنيين بالمساعدات الإنسانية الضرورية من الطعام أو الدواء أو غير ذلك، حيث دخلت غزة منذ عدة أسابيع في حالة "مجاعة"، وهي مجاعة وصفتها الأمم المتحدة في أحد تقاريرها بأنها في أعلى درجاتها.

"الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية" هو أسلوب قديم ومعترف به دوليا من أجل إيصال المساعدات لمستحقيها، حيث تقول منظمة "الصليب الأحمر"؛ إن هذا الأسلوب يتم استخدامه "عندما تكون البنية التحتية ضعيفة، أو لا وجود لها من الأساس، أو عندما تتسبب الأحداث المناخية في عزل المجتمعات المحلية بصورة مؤقتة، أو عندما يستعصي على المنظمات الإنسانية الوصول إلى المجتمعات المحلية نتيجة انعدام الأمن، فعندئذٍ يمكن إيصال المساعدات المنقذة للحياة بصورة عاجلة باستخدام الإنزال الجوي". 
 
كما أن الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية تم استخدامه في مرات عديدة عبر التاريخ، آخرها وأهمها الإنزال الجوي الأردني الذي تم تنفيذه مرتين خلال هذه الحرب على غزة، حيث كان الأردن أول من بادر إلى ذلك خلال هذه الحرب، وتمكن بالفعل من إنزال مواد طبية على المستشفيين الميدانيين التابعين للجيش الأردني في غزة، وتمكن بالفعل تبعا لذلك من ضمان استمرارهما في العمل واستمرارهما في تقديم الخدمات الطبية لمحتاجيها من أبناء القطاع.

وتاريخيا ثمة العديد من المبادرات المشابهة، حيث إن حصار برلين الذي استمر من منتصف العام 1948 حتى منتصف العام 1949 تم التغلب عليه بإنزال المعونات الإنسانية جوا، وإنقاذ ملايين الألمان المحاصرين هناك، وكذا الحال بالنسبة لحصار مدينة "دنكيرك" البريطانية خلال العام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية عندما بدأ الجنود البريطانيون يتساقطون جوعا وعطشا، قبل أن يتم إنقاذهم بمساعدات إنسانية تم إنزالها جوا.

في حالة غزة، فإن الأردن قدم مثالا ناجحا على إمكانية تنفيذ "إنزال جوي إنساني"، وهذا يعني أن العذر المتداول لعدم إيصال المساعدات إلى غزة لا معنى له، فإسرائيل لا تستطيع من الناحية العملية أن تتصدى لطائرة تابعة لدولة ما، وتقوم بإسقاط مساعدات إنسانية وأدوية وأغذية للنازحين المدنيين في غزة. وهذا يعني أن العديد من الدول وربما المنظمات الإنسانية أيضا تستطيع أن تفعل ذلك، كما فعل الأردن تماما، كما أن الأردن ذاته يستطيع أن يعاود الكرة مرارا من أجل إنقاذ من يُمكن إنقاذه من المدنيين. 

وكذا الحال بالنسبة لمصر التي تقول بأن إسرائيل هي التي تعرقل إدخال المساعدات إلى غزة، وأن معبر رفح مفتوح على مدار الساعة، فإذا ما كان الإسرائيليون يعرقلون دخولها برا، فلا حل لهذه المساعدات المكدسة سوى بتحميلها في طائرات، ومن ثم إلقائها فوق رؤوس المدنيين على الأرض ليلتقطوها ويؤمنوا أكلهم وشربهم ودواءهم.

وإذا لم يحصل الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية على غزة، فإن المنطقة بأسرها تكون قد شاركت في حصار غزة وتجويع سكانها، وهي جريمة حرب إسرائيلية سيسجلها التاريخ إلى الأبد، خاصة أن بعض التقارير تشير إلى أن الذين سيفقدون حياتهم في غزة بسبب الجوع والمرض، أكثر بكثير من الضحايا المباشرين لهذه الحرب. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإنزال الجوي فلسطين غزة إنزال جوي محمد عايش مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإنزال الجوی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأونروا: وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة "غير كاف"

اعتبرت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة "غير كاف" في مواجهة الوضع "الكارثي" في القطاع الفلسطيني.

وبالتزامن مع هذا الإعلان تقريبا، أشار الجيش الإسرائيلي إلى فتح معبر جديد في كيسوفيم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عشية الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة للسلطات الإسرائيلية للسماح بزيادة المساعدات للفلسطينيين.

وردا على سؤال حول التحذير الأميركي خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة، رفضت المسؤولة في الأونروا لويز ووتردغ التعليق، لكنها شددت على أن "الوضع في قطاع غزة هو ببساطة كارثي".

وأشارت من غزة إلى أن "المساعدات التي تدخل قطاع غزة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر. وبلغ المتوسط لشهر أكتوبر 37 شاحنة يوميا عبر قطاع غزة بأكمله".

وشددت على أن "37 شاحنة يوميا لسكان يبلغ عددهم 2,2 مليون نسمة يحتاجون إلى كل شيء، هذا ليس كافيا البتة".

ويشترط القانون الأميركي على متلقّي المساعدات العسكرية الأميركية عدم رفض أو عرقلة تسليم المساعدات الإنسانية الأميركية "بشكل تعسفي".

وقالت: "بينما نتلقى شهادات لأشخاص على الأرض يستجدون فتات الخبز أو الماء، لا تزال الأمم المتحدة ممنوعة من الوصول إلى هذه المنطقة".

وأضافت: "لم يُسمح بدخول أي طعام لمدة شهر كامل إلى المنطقة المحاصرة في شمال غزة. وقد رُفضت جميع الطلبات التي قدمتها الأمم المتحدة للوصول إلى هذه المنطقة".

وأشارت إلى أن "محاولات" جرت مذاك، ونفذت منظمة الصحة العالمية عمليات إجلاء طبي محدودة، مضيفة "لكن يمكنني أن أخبركم أنه حتى هذا الأسبوع، كان من المفترض أن أقوم بمهمتين في الشمال" وقد "رُفضتا".

وأعربت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن قلقها أيضا، وكتبت عبر منصة إكس "مع تدهور الوضع في شمال غزة، لا يزال عدم الحصول على الرعاية الطبية المناسبة يؤثر على المدنيين".

مقالات مشابهة

  • «الأونروا»: وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة «غير كاف»
  • الرئيس برّي : الحلّ على حساب لبنان مرفوض
  • باسيل: الحل الوحيد المتاح لوقف الحرب هو تطبيق الـ1701
  • الأونروا: وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة "غير كاف"
  • الأونروا: وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة "غير كاف"
  • مصر تدعو لمضاعفة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات المدنيين في غزة
  • نداء من صحفيين ومؤثرين لإنقاذ أطفال غزة من ويلات الحرب
  • من ينقذ أطفال غزة؟
  • باحث: ترامب الوحيد القادر على وقف الحرب في المنطقة
  • خبير: ترامب الوحيد القادر على وقف الحرب في المنطقة