انطلقت أولى فعاليات قاعة "كاتب وكتاب" في بلازا 1، ضمن البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين لعام 2024. تم خلالها عقد مناقشة علمية إبداعية حول تأثير استخدام التقنيات الحديثة، مستعرضة كتاب الدكتورة نسرين عبد العزيز كنموذج.

تناولت المناقشة مسألة ما إذا كان هذا التأثير في صالح الدراما أم لا، خاصة مع ظهور دراما المنصات الملائمة للمواقع الإلكترونية، حيث تكون هذه الأعمال مدفوعة الأجر من قبل المشاهدين، وفي ظل واقعية تأثير الذكاء الاصطناعي وانتشاره واستخدامه من قبل عشاق التكنولوجيا، وصولًا إلى حدود تكنولوجيا الخطورة في بعض الأحيان، ظهرت فكرة الكتاب كمصدر إلهام يؤرق الباحثة.

وفي سياق التحدث عن تأثير الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة، أوضحت د.نسرين عبد العزيز أهدافها من كتابها بالتأكيد على أن العقل البشري لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن يمكن استخدام التكنولوجيا لخدمة الإبداع وتطوير العقل. فيما يتعلق بمجال الدراما، أكدت أن الكتابة الإلكترونية لا يمكن أن تحل محل الكتابة الإبداعية، خاصة في مجال الدراما، حيث تشدد على أن لدينا في مصر إرثًا قويًا من المبدعين في هذا المجال، مما يجعل الدراما المصرية تتمتع بشهرة وقوة في الوطن العربي.

وأبرزت أهمية التوازن بين الإبداع البشري والاصطناعي، مع التأكيد على أن القائد الرئيسي يجب أن يكون العقل البشري. كما أشارت إلى تأثير الأساتذة، خاصة الدكتورة هويدا مصطفى، على مسارها العلمي والمهني، مشيرة إلى احترامها لاحترافيتها.

وبخصوص أهمية وتأثير الذكاء الاصطناعي، أوضحت الدكتورة هويدا مصطفى أنه عندما نتحدث عن التقنية الذكية يجب أن ندرك أنها قد اخترقت معظم جوانب حياتنا، وبخاصة في مجالات السينما والتلفزيون، متابعة: أصبح لدينا الآن تساؤل حول مدى قدرة هذه التقنية على استبدال الإبداع البشري، خاصة مع محاولات متزايدة لاستخدامها في كتابة أعمال إبداعية بشكل كامل، هناك تجارب فعلية قد بدأت في هذا الاتجاه، ولكن حتى الآن، فإن هذه المحاولات محدودة، خاصة في مجال كتابة السيناريو.

وتذكرت الدكتورة هويدا زمنًا ليس بعيدًا حينما كنا نتحدث عن اختراعات مستقبلية لم نكن نتوقع هذا التسارع المتسارع في التقدم اليومي. وقد ابتهجت بهذا الكتاب الذي يتألف من خمس فصول، حيث يُقدم أفكارًا متراكمة تمثل توازنًا بين الجانب النظري العلمي والتطبيق العملي. ويتناول الكتاب دراسة متعمقة حول مستخدمي هذه التطبيقات، ويقدم رؤية لصناع الدراما الذين يواجهون هذا التطور ويسعون لمواكبته. يشير إلى أن الدراما في الخارج قد بدأت بالفعل في استخدام هذه التقنيات. وتشدد على أنه لا يوجد رد جاهز لهذه التحديات، وتعتقد أن الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة حول ما إذا كان سيؤدي إلى الاستغناء عن العنصر البشري في بعض الخدمات.

وأوضحت د.هويدا أن الوعي الإنساني والإبداع البشري لا يمكن استبدالهما. وتشير إلى أن الأعمال الدرامية تحمل في طياتها فكرًا ووجهات نظر وتجارب، وهي ليست مجرد أفكار خالية من الوعي. يتساءل الكتاب أيضًا عما إذا كان وجود الذكاء الاصطناعي في المستقبل سيؤثر على القيم والسلوكيات الإنسانية. وتعبر د.هويدا عن مخاوف مشتركة لدى الكثيرين، مؤكدة في الوقت نفسه تفاؤلها بأن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تطور الصناعة، ولكنه لن يكون بديلًا لعقل الإنسان. تسلط الضوء أيضًا على الجوانب الإيجابية المحتملة، مثل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث أو الترجمة الاحترافية، بشرط أن يكون التطبيق متقنًا.

وأشارت د.هويدا إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه الأعلام الأكاديمي هو الفارق الكبير بين الدراسة النظرية والتطبيق الفعلي على أرض الواقع.

وأوضحت أن مجال الإعلام يحتاج أيضًا إلى مقررات دراسية تتابع التقدم التكنولوجي، خاصة أن هذا التطور ساعد في التغلب على فكرة الاعتماد على تجهيزات ومعدات ضخمة. وأشارت إلى أن هذا التقدم ساعد الطلاب في تسهيل عمليات التدريب.

فيما يرى المخرج الكبير عمرو عابدين، الذي يشغله الاهتمام بكيفية دمج التكنولوجيا والابتكار في أعماله، أن هناك بعض المهن التي اندثرت تمامًا، مثل مهنة المونتاج الإلكتروني. موضحًا أنه شاهد بنفسه كيف توقفت حياة العديد من الأشخاص بسبب اندثار هذه المهنة، وعبر "عابدين" بألم عن أهمية هذه المهنة التي فقدت وظيفتها. ومع ذلك، يرى أن استخدام الكاميرات المتطورة لم تحل محل المونتاج بشكل كامل، حيث يظل المونتاج بأسلوب التليكوباج يتميز بالإبداع والإحساس الفريد تمامًا.

وأوضح عمرو عابدين، كوّنه مسؤول عن قناة النيل للدراما، أنه وجد في التقنية الذكيةAI حلاً وحيدًا في العديد من المواقف. وعلى الرغم من أنه يعتبر الذكاء الاصطناعي اختراعًا مخيفًا، إلا أنه شهد تجارب متعددة لتركيب صوت شخص على آخر. ورغم أن فكرة الهولوجرام قد تبدو رائعة، إلا أنها تظل بعيدة عن الواقع، حيث تفتقر في النهاية إلى الإحساس والروح. وأشاد عابدين بالمحاور الموجودة في الكتاب، وأوصى بأهمية أن يقرأه طلبة الإعلام للاستفادة منه.

مناقشة كتاب الدكتورة نسرين عبد العزيزمناقشة كتاب الدكتورة نسرين عبد العزيزمناقشة كتاب الدكتورة نسرين عبد العزيزمناقشة كتاب الدكتورة نسرين عبد العزيزمناقشة كتاب الدكتورة نسرين عبد العزيز

جدير بالذكر، أن الدكتورة هبة حمزة أدارت الندوة، كما شاركت في ندوة الذكاء الاصطناعي ترجمة بلغة الإشارة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تأثير التقنيات الحديثة على الدراما معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب الذکاء الاصطناعی على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" بمعرض الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد جناح وزارة الثقافة ، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة في إطار "ملتقى الإبداع الشعري"، لمناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" للشاعر عربي كمال، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة الإبداع الشعري، بتصميم غلافه الفنان أحمد اللباد.
ناقش الديوان الدكتور شوكت المصري، أستاذ ورئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية الفنون بالإسكندرية، الذي أكد أن الشعر ليس مجرد مشاعر فقط، بل إن الشعرية العربية قد شهدت ظهور أكثر من 115 ألف شاعر على مدار السنوات، خاصة وأن الشعر يعد فنًا نخبويًا. 

وأشار إلى أن قصيدة النثر هي نص يمكن قراءته مرارًا وتكرارًا، وأن الشاعر عربي كمال حاول أن يصيغ تركيبته الشعرية من خلال توصيف شعري خاص.
وقال المصري إن الشاعر عربي كمال تمكن من تحويل النص نفسه إلى "ظل لجسد لا وجود له"، كما في جسد الأنثى التي لا مثيل لها، التي تطالعنا عبر العديد من الصور الحياتية المرسومة بعناية فائقة، حتى تساهم في إيهامنا بوجودها في الواقع. ومن خلال هذا الوهم الفني، يزرع الشاعر بذرة هذا الظل في طينة الحياة، ليكتسب له دمًا ولحمًا. ورغم أن الوجود الشبحي قد يكون نهاية لجسد الشاعر، إلا أنه بداية للشعر، الذي يظل مبدعًا بلا نهاية عبر أجساد جديدة.
وأكد أن الشاعر لم يقتصر في ديوانه "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" على دور العقل في توجيه المحسوس، بل استخدم مزايا فنية متعددة، مثل اللغة اليومية والتداعيات المسرفة واستخدام الأساليب الوعرة، ليجمع بين الفكر والشعور معًا.
وأوضح المصري أن الشاعر يتمتع بقدرة فائقة على تحويل الأفكار إلى محسوسات، وتحويل المحسوسات إلى أفكار، وهو أسلوب يعرف باسم "حضور الفكر في الصورة". وكان السبيل لتحقيق ذلك هو اكتناز التجربة ذات التأثير المحدود الزمني، عبر الإشارة والمواربة، وصيد الظلال، والتنقل بخفة وتنسيق دقيق.
وأضاف أن الشاعر يمتلك مهارة مميزة في استخدام التناص الشعري المستمد من الكتب السماوية في صيغ بسيطة، مليئة بالمفاجآت، مما جعله يوفق بين الفكر والعاطفة، وبين الظواهر التي قد تبدو متباعدة في طبيعتها.
كما قال  المصري إن العنوان يخاطب الظل ككيان منفصل عن صاحبه، له كيانه المستقل. وأوضح المصري أن الظل، من الناحية العلمية، هو ظاهرة فيزيائية لا يمكن وصفها ككائن مستقل يُمد أو يُقبض بناءً على حركة الشمس.
وأشار إلى أن الشاعر يعترف في قصيدته «قاب قوسين أو أدنى» بمحاولته الصمود في مواجهة الوحش، قائلًا:
تعبت أيتها الغزالةُ،
أجهدني نزالك،
صرتُ صيادًا عجوزًا،
تساقطت أسناني،
وقدمي النحيفةُ تيبست-كشجرة حزينة–
من طول الانتظار.
ويختتم القصيدة بـ:
سأموتُ-الآن- أيتها الغزالةُ،
وأنتِ قريبة مني،
قاب قوسين أو أدنى، لكن يدي ترتعش.
وأكد المصري أن من السمات التي تكشفها قصائد الديوان هو التنوع الأسلوبي، حيث يظهر الشاعر في بعض القصائد مفرطًا في الرومانسية المتأملة للذات، وفي أخرى يتبع الحكائية الدرامية التي تتمتع برومانسيتها ومأساتها. وفي جميع الحالات، يظل الشاعر محافظًا على ملامحه الذاتية الخاصة، فتتراوح ملامحه بين الرومانسي والثوري والساخر والمتأمل، وهكذا.

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب 2025| مناقشة كتاب "تطبيقات الذكاء الاصطناعي" لرباب عبد الرحمن
  • الروح الرياضية.. ندوة بمعرض الكتاب تناقش تأثير كرة القدم في المجتمع
  • ندوة بمعرض الكتاب تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام
  • دار الأوبرا تنظم ندوة حول «تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة السينما» غدا
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • كتاب وجوائز|الاحتفاء بـ صابر عرب و ممدوح الدماطي بمعرض الكتاب
  • مناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" بمعرض الكتاب
  • دار الأوبرا تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة السينما في صالون ثقافي
  • حفل توقيع ومناقشة كتاب "خد وهات في علم المفاوضات" بمعرض الكتاب.. صور
  • إقبال كبير على ندوة «الفتوى والدراما» للدكتور علي جمعة والفنان محمد صبحي بمعرض الكتاب