الأرشيف يثري معرض القاهرة بندوة عن دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أثرى الأرشيف والمكتبة الوطنية في معرض القاهرة الدولي للكتاب2024 بندوة عن دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم، وسلط خلالها الأضواء على جهود الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وتراثها العريق، وأكد أن الاهتمام بالتراث ليس حديثاً، وإنما يعود إلى رؤى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه- الذي اهتمّ بالتراث انطلاقاً من إدراكه لأهمية العودة إلى الجذور التي تؤكد أصالة الإنسان، وتصوغ مشاعره ووجدانه، وتكوّن شخصيته، وتحمي حاضره وتأخذه إلى مستقبل آمن.
وفي ورقته التي قدمها في الندوة، أكد عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية أن التاريخ والتراث ركنان أساسيان في هوية الأمة، بهما تفخر الشعوب وتتشكّل ثقافتها ومنهما تأخذ العبر حتى تعيش حاضرها وتستشرف مستقبلها.
وتضمنت ندوة "دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم" التي أقيمت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب2024، وتحدث فيها سعادة مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية عن دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم، متخذاً من الأرشيف والمكتبة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً.
وقال في الندوة المذكورة: لما كان التراث امتداد السلف في الخًلًف، واستمرار مآثر الآباء والأجداد في الأبناء والأحفاد، فإنه يؤثر في الحاضر والمستقبل، وهذا ما جعلنا حريصين على حفظ تراثنا الإماراتي الذي نفخر به ونعتز، وننقله بأمانة إلى الأجيال المقبلة، وتحمل المكتبة الوطنية المسؤولية الكبرى في ذلك.
والمكتبة الوطنية تُعنى بدورها بجمع التراث الثقافي وحفظه، وتنظيمه وإتاحته، وتعمل لحفظ التاريخ الذي يعدّ جزءاً من الهوية الوطنية للدولة، وهي المؤهلة لتكون طرفاً في مختلف ألوان التعاون، وتبادل أوعية المعلومات مع غيرها من المكتبات على المستوى الدولي، ورعاية البرامج الوثائقية على المستوى الوطني، مشيراً إلى أنه يجتمع في المكتبات الوطنية الإنتاج الفكري والثقافي الوطني للشعوب بصورة منظمة ومرتبة ومتاحة لروادها من الباحثين والأكاديميين وغيرهم. وتضم المكتبة الوطنية أيضاً تاريخ الشعوب والأمم وتراثها، وهذا نضعه في مقدمة اهتماماتنا باعتبارنا أرشيفاً ومكتبة وطنية، ونعمل لحفظه وتوفيره ضمن مجموعاتنا المكتبية.
وأضاف: حين نسلط الضوء على المكتبة الوطنية التي تعدّ قمة الهرم في عالم المكتبات، فإننا نتطلع إلى مكتبة وطنية متطورة تضاهي كبريات المكتبات في العالم لتحفظ الإرث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة وفق أحدث المعايير.
ولفت الى إن الأرشيف والمكتبة الوطنية -وهو يعمل لإنشاء المكتبة الوطنية -لا ينطلق من الصفر؛ إذ إنه أنشأ مكتبة بمقره منذ تأسيسه عام 1968 باسم "مكتب الوثائق والدراسات" في مبنى قصر الحصن التاريخي وسط العاصمة أبوظبي، وجاء ذلك إيماناً بأن تاريخ الإمارات وتراثها سيكونان محفوظين في بطون الكتب التي تحتضنهما وتحيطهما بالعناية والرعاية اللازمتين. وأخذت المكتبة تتقدم مع تطور الأرشيف والمكتبة الوطنية حتى غدت مكتبة متخصصة إلى حد بعيد، ومنذ ذلك الحين هي متاحة للجمهور.
وتطرق المدير العام في حديثه إلى الدور الذي تؤديه المكتبة الوطنية إلى جانب حفظ تراث الأمم وتاريخها، كتحملها مسؤولية الببليوغرافية الوطنية، والحفاظ على التراث الفكر والإبداعي للأمة من التلف والضياع، وتشجيعها للأجيال على القراءة، وتسخيرها للتقنيات الحديثة في أداء أهدافها، والأساليب الأخرى لحفظ التاريخ والتراث كأرشيف التاريخ الشفاهي الذي يوليه الأرشيف والمكتبة الوطنية أهمية كبرى.
وشارك في الندوة الدكتور زين عبد الهادي المشرف على مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق المصرية الأسبق، حيث تطرق إلى تاريخ المكتبات الوطنية في العالم، ومكانتها المميزة بين أعمدة القوى الناعمة وبين الرموز الثقافية والحضارية في كل دولة، والأدوار التي تؤديها في حفظ التراث ومبادرات القراءة والتعليم، واتخذ مثالاً على ذلك مكتبة الكونجرس التي تقود مبادرات في مجال الكتب والسلاسل والمجلات، وتتبني مراكز علمية وتاريخية وثقافية.
وأضاف: تلعب المكتبات الوطنية أدواراً متعددة في تنمية عادات القراءة وبناء المكتبات الرقمية، ولا تتوقف فقط عند الخدمات وإنما تتجاوزها الى الإشراف على البرامج الأكاديمية الخاصة بالمكتبات في الجامعات، أو بالاتفاق مع أقسام المكتبات.
وتعمد بعض الدول إلى إنشاء مدارس مهنية داخلها لتعليم المكتبات، كما تشارك المكتبات الوطنية في صياغة الاستراتيجيات الوطنية للثقافة، وتعمل كمركز إيداع للكتب التي تصدر عن الدولة او بأقلام حاملي جنسياتها، وكما قال كارنيجي: المكتبات جامعة الشعوب، وقال رانجاناثان: إنها تمثل ذاكرة العالم، وعالم بلا مكتبات هو عالم بلا ذاكرة ولا حضارة.
IMG-20240126-WA0003 IMG-20240126-WA0004 IMG-20240126-WA0002
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة الأرشیف والمکتبة الوطنیة المکتبة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تؤكد أهمية تعزيز استقرار اليمن وازدهاره وأمنه البحري
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تؤكد ضرورة تحقيق انتقال سياسي شامل في سوريا وفاة 20 مهاجراً جراء انقلاب قارب قبالة سواحل تعزأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية تعزيز استقرار اليمن وازدهاره وأمنه البحري، مشددةً على التزامها الثابت تجاه اليمن وشعبه.
وشاركت دولة الإمارات، أمس، في الاجتماع الوزاري حول الدعم الدولي للحكومة اليمنية، الذي عُقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بمشاركة أكثر من 35 دولة، ونظمته الحكومة اليمنية بالشراكة مع المملكة المتحدة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر.
ونشرت البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة رسالة عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس» قالت فيها: «أكدت دولة الإمارات على التزامها الثابت تجاه اليمن وشعبه، وأهمية تعزيز استقراره وازدهاره وأمنه البحري».
وتعهد الشركاء الدوليون، في بيان مشترك صدر عن الاجتماع الوزاري، بالتزامهم بالتعاون مع الحكومة اليمنية وتقديم الدعم السياسي والمالي والفني لتحقيق رؤية الحكومة وأولوياتها لتحسين ظروف معيشة جميع اليمنيين، مؤكدين أن استقرار اليمن والأمن الإقليمي، بما في ذلك الأمن البحري، لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال حكومة مستقرة وفعّالة ومسؤولة أمام شعب اليمن.
وأشاد الشركاء الدوليون، في بيانهم، بالتقدم الملحوظ الذي أحرزته الحكومة في إعادة تأسيس المؤسسات الحكومية في عدن، مؤكدين دعمهم الكامل لأولويات الإصلاح العاجلة للحكومة، وكذلك رؤيتها طويلة المدى للتعافي والاستقرار الاقتصادي.
وشددوا على أهمية وحدة الحكومة وتماسكها، وكذلك ممارسة سلطتها الكاملة على الأرض، ورحبوا بالتزام الحكومة بالحوكمة الشفافة والشاملة والمسؤولة.
وفي سياق متصل، التقى رئيس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هامش المشاركة في الاجتماع الوزاري الدولي لحشد الدعم للحكومة اليمنية.
جرى خلال اللقاء، استعراض جوانب الشراكة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة في مختلف الجوانب، وجهودها المستمرة لإحلال السلام، في ظل تعنت ميليشيات الحوثي وانتهاكاتها المتصاعدة لحقوق الإنسان وحربها الممنهجة ضد الشعب اليمني، ورفضها الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة ومجتمع العمل الإنساني والمدني، إضافة إلى هجماتها على الملاحة الدولية.
كما تم مناقشة الدعم الأممي لأولويات الحكومة وخطتها للتعافي الاقتصادي، وأهمية اتباع نهج مختلف لتغيير سلوك ميليشيات الحوثي، واتخاذ إجراءات حازمة تجاه انتهاكاتها للعمل الإنساني وموظفيه.
وجدد أحمد عوض بن مبارك، التزام الحكومة بالمسار الأممي لإحلال السلام وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، وضرورة اتخاذ مواقف حازمة للضغط على ميليشيات الحوثي للكف عن ممارساتها ضد الشعب اليمني واستهداف الملاحة الدولية.
واستعرض رئيس الوزراء اليمني، الحرب الاقتصادية الممنهجة للميليشيات على الشعب اليمني، وافتعال العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية ونهبها، والتحديات الناجمة عن هجماتها على موانئ تصدير النفط واستهداف الملاحة الدولية وتداعيات ذلك على الوضع الاقتصادي والإنساني، وما تبذله الحكومة اليمنية من جهود للتعامل معها وأهمية دعم الأمم المتحدة وشركاء اليمن للاقتصاد اليمني والحكومة للقيام بواجباتها.