قال المهندس أسامة الشاهد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالجيزة، أن الدولة تحتاج إلى تعديلات جوهرية في كثيرا من السياسات الاقتصادية والنقدية لحل أزمة تدفقات النقد الأجنبي، لاسيما وأن الكثير من القرارات خلال العامين الماضيين، تسببت في انعدام الثقة بين المواطن والجهاز المصرفي، ما يستدعي تحركا من البنك المركزي لإعادة تقييم تلك القرارات الصادرة بداية من فبراير 2022 وحتى الآن وقياس تأثيراتها لضمان عودة الثقة للمواطن.

"تجارية الجيزة": مد إعفاء المصانع من الضريبة العقارية حتى 2026 يدعم العملية الإنتاجية تجارية الجيزة: قرار اعتبار 7 سلع ضمن المنتجات الاستراتيجية يسهم في زيادة المعروض وخفض الأسعار

 

وأشار الشاهد، إلى أمثلة من تلك القيود التي تم وضعها على الاستيراد بداية بإلغاء العمل بالاعتمادات المستندية والتي تسببت في الصدمة الأكبر بالأسواق رغم عودتها، وقرارات تقييد عمليات السحب والإيداع بالجنيه، أو الشراء بالعملات الأجنبية وغيرها، فضلا عن صعوبات تدبير العملة للمستوردين من داخل الجهاز المصرفي، مضيفا أن رفع القيود علي المستوردين سيخفف من وطأة أزمة الدولار.

وأوضح رئيس غرفة الجيزة، أن المستوردين أو المنتجين يجدون صعوبات بالغة في توفير العملة اللازمة لاستيراد مدخلات الإنتاج، منوها أن بعض البنوك تسمح بفتح الاعتماد المستندي للشحنة مقابل تدبير 120% من قيمة الاعتماد، وفي هذه الحالة سيتحمل المستورد تكلفة إضافية ناتجة عن فارق تدبير 20٪ من الاعتماد بسعر السوق الموازية وإعادة بيعها للبنك بسعر الصرف الرسمي مع اعتبار أن الفارق بين السعرين بلغ الضعف حاليا.

ولفت الشاهد، إلى أن هناك مشكلة كبيرة تواجه الشركات عند إعداد ميزانية 2023 حاليا، وهو الالتزام المحاسبي باحتساب سعر الصرف الرسمي عند إعداد الميزانية، موضحا أن وزارة المالية سمحت العام الماضي بنسبة 20٪ فارق تدبير للعملة في ميزانيات 2022، ولكن هذه النسبة لم تعد تصلح حاليا كما أن شرط مصلحة الضرائب إثبات أن التدبير من خارج الجهاز المصرفي لم يعد مناسبا العام الجاري، بعد أن سمحت البنوك بتدبير المستورد احتياجاته من السوق الموازية وتسليمها للبنك.

وأوضح أن فارق تدبير العملة يتم احتسابه أرباح وهمية للمستثمر وبالتالي يكون ملتزم بسداد ضريبة دخل توازي 22٪ أيضا، مضيفا كل ما سبق يحمل المستورد أعباء مالية كبيرة غير منظورة ويتم احتسابها في النهاية على تكلفة المنتج ما يؤدي إلي ارتفاع الأسعار في الأسواق وبلوغ التضخم مستويات قياسية.

وأشار الشاهد إلى أن الدولار حاليا تحول من أداة نقدية إلى سلعة تباع وتشترى و يتم تخزينها واكتنازها من قبل المواطنين، ما زاد الضغط عليها، معتبرًا أن التعويم قد حدث بالفعل ولكن خارج أسوار الجهاز المصرفي، والمطلوب حاليا هو التنفيذ داخل الجهاز المصرفي، مضيفا أن التقديرات تشير لتداول ما يقترب من 63 مليار دولار في الأسواق خارج المنظومة الرسمية وحدوث توحيد لسعر الصرف وإعادة النظر في سياسات المركزي وإلغاء كافة القيود سيسهم في عودة التدفقات النقدية من العملات الأجنبية للبنوك مجددًا.

وأكد الشاهد خلال لقائه مع الإعلامي مصطفي بكري، في برنامجه "حقائق وأسرار" المذاع على قناة صدي البلد مساء الخميس،  أن التعويم لن يؤدى لارتفاع الأسعار وانما سيقودها للانخفاض بسبب انضباط عمليات احتساب التكلفة، مشيرا أنها ليست المرة الأولي التي تقوم الحكومة بتخفيض سعر الصرف، وفي كل مرة تحدث صدمة في الأسواق أثر انخفاض سعر الصرف ولكن مع تفعيل آليات العرض والطلب واستقرار السوق يعاود سعر العملة للانخفاض مرة أخرى ليستقر عند القيمة الحقيقة وهذا ما حدث عام 2003 وعام 2016 أيضا.

وقال الشاهد أن الحل الحقيقي لأزمة العملة هو الإنتاج والتصدير والاستثمار في ظل الاضطرابات التي قد تلحق بمصادر الدخل الأخرى مثل قناة السويس حاليا والسياحة وتحويلات المصريين بالخارج، ولكن النهوض بالقطاعات السابقة يتطلب حلا حاسما لأزمة العملة ونقص خامات الإنتاج بشكل عاجل.

وعن أسباب تراجع الصادرات خلال عام 2023، قال رئيس الغرفة التجارية بالجيزة، أن المشكلة الرئيسية تتعلق بعدم توافر الخامات وخفض الطاقات الإنتاجية، حيث يأتي تدبير العملة لمستلزمات الإنتاج مع مرحلة متأخرة في جدول أولويات الجهاز المصرفي بعد الوقود والسلع الاستراتيجية والأدوية، وبالتالي لو لم نجد الخامات لن يكون هناك إنتاج أو تصدير.

وتابع رئيس غرفة الجيزة التجارية، أن مصر قادرة على تحقيق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمضاعفة الصادرات إلى 100 مليار دولار، بفضل الجهود التي تمت مسبقا من تأهيل للبنى التحتية وشبكة الطرق والموانئ، وأيضا التعديلات على قانون الاستثمار ومجموعة الحوافز الضخمة التي تم إقرارها لصالح القطاع الصناعي وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، وأيضا الحوافز التصديرية خاصة للسوق الإفريقية، ونحن نعمل في الغرف التجارية على تنظيم بعثات للأسواق الأفريقية المستهدفة، ولكن يبقي حل أزمة مستلزمات الإنتاج، وتقديم الحوافز المطلوبة لزيادة نسبة المكون المحلي في الصناعة وحل المشكلات الإجرائية والمعوقات البيروقراطية التي تؤدي لتباطؤ عمليات التصدير، وسرعة صرف المساندة التصديرية فور تقديم المستندات.

وأكد أن وجود سعرين لصرف العملة السبب الرئيسي في تعطيل تدفقات الاستثمار الأجنبي، حيث يخسر المستثمر أكثر من نصف رأسماله قبل بداية نشاطه، فضلا عن صعوبات تحويل الأرباح أيضا.

وحذر أسامة الشاهد، من رفع سعر الفائدة مستقبلا، باعتباره أحد القرارات الطاردة للاستثمار ويتعارض مع سياسات وتوجهات الدولة لتشجيع الاستثمار، مضيفا أنه في حالة إقراره لمحاربة التضخم فيجب على الدولة التوسع في المبادرات التمويلية منخفضة التكلفة للقطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة وتفعيلها بشكل حقيقي على أرض الواقع دون وضع عراقيل بيروقراطية.

وأكد أن وثيقة الاتجاهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري تحتوي على مستهدفات طموحة لكن المطلوب هو آليات التنفيذ للوصول إليها، مختتما حديثه أن مصر لديها إمكانيات كبيرة لكن المطلوب هو تغيير الرؤي والسياسات الاقتصادية لا تغيير في الوجوه والأشخاص.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التجارية بالجيزة السياسات الاقتصادية النقد الأجنبي الجهاز المصرفي الاعتمادات المستندية المستوردين غرفة الجيزة سعر الصرف التضخم الجهاز المصرفی سعر الصرف

إقرأ أيضاً:

رئيس زراعة النواب: نواصل الجهود لتحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي

كتب- نشأت علي:

قال النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، إن اللجنة ستواصل جهودها بدور الانعقاد الخامس؛ بما يحقق أهدافَ الدولة في قطاع الزراعة والأمن الغذائي، ودعم خطوات القيادة السياسية في مجال التنمية الزراعية والتوسع في تصدير المحاصيل والمنتجات الغذائية.

وأضاف الحصري، في أول تصريحات له عقب تجديد الثقة فيه رئيسًا للجنة الزراعة والري بمجلس النواب بدور الانعقاد الخامس، اليوم الأربعاء، أن اللجنة سوف تعد أجندة عملها بدور الانعقاد الجديد خلال اجتماعاتها المقبلة، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الملفات المهمة التي تمثل أولوية لدى اللجنة؛ منها تعظيم الاستفادة من البحث العلمي في القطاع الزراعي، حتى تتمكن البلاد من مواجهة التحديات الحالية وتحقيق ما تطمح إليه القيادة السياسية في قطاع الزراعة من زيادة في الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي للمصريين.

وأشار الحصري إلى أن البحث العلمي يمكنه إيجاد حلول للمشكلات التي نواجهها في نقص الإنتاج في بعض المحاصيل، مستشهدًا بمحصول الذرة الصفراء الذي نستورد منه أغلب احتياجاتنا، ويمكن التوسع في إنتاجه من خلال تطبيق البحث العلمي.

وتابع رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب: أيضًا من الملفات المهمة تعديل قانون التعاونيات وقانون الزراعة؛ حتى يمكن استحداث عدد من خطط التطوير وإضافة أدوار جديدة للتعاونيات، لتتولى تقديم خدمات للمزارعين وتسهيل خطوات الحصول على المستلزمات وتسويق المحاصيل.. وغيرها من الخدمات.

وتابع الحصري: ومن الملفات المهمة أيضًا ملف التصنيع الزراعي وخطوات التوسع فيه، وكذلك ملف الإنتاج الداجني والاستزراع السمكي.



مقالات مشابهة

  • رئيس المؤسسة الوطنية للنفط ومحافظ المركزي يبحثان تمويل مشروعات زيادة الإنتاج النفطي
  • السعودية تخطط لزيادة انتاجها النفطي ومخاوف من هبوط حاد للأسعار
  • السعودية تخطط لزيادة انتاجها النفط ومخاوف من هبوط حاد للأسعار
  • خطر هائل.. أخبار سيئة لبوتين من السعودية
  • هبوط النفط إلى 50 دولارا.. أوبك تكذّب وول ستريت بشأن تحذير سعودي
  • هبوط النفط إلى 50 دولارا.. أوبك تكذّب تقريرا في وول ستريت ذكر تحذيرا سعوديا
  • رئيس زراعة النواب: نواصل الجهود لتحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي
  • أسليمي : هذا هو دور المغرب في تدبير الشأن الديني بأوروبا والعالم
  • «إكسترا نيوز»: منافذ حياة كريمة تقدم اللحوم بأقل الأسعار في الجيزة
  • "تجارية الجيزة" تعلن استجابة التموين لمطالبها بدعم البدالين التموينيين