عربي21:
2024-10-07@09:00:04 GMT

إيران: الحرب بالوكالة وفوضى الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

أعلن الحرس الثوري الإيراني مؤخرا تنفيذ ضربات صاروخية على عدة أهداف في سوريا والعراق وباكستان. وجاءت التصريحات الإيرانية الرسمية بأن الهجمات قد استهدفت مقرات تجسس معادية لإيران وأهدافا إرهابية في سوريا ومنطقة كردستان العراق، ورغم ذلك لم يُقتل أحد سوى المدنيين والنساء والأطفال، وهكذا تتلاشى مصداقية إيران.

ففي أربيل مثلا كان المكان الذي تم استهدافه مُلكا لرجل أعمال مدني، مع أن إيران قالت: "ضربنا مقر الموساد".

كما أن هجمات إيران على إقليم بلوشستان الباكستاني غير منطقية، ولكن إذا دققنا النظر في أهمية المنطقة وما يتعلق بها من خطط اقتصادية وصراعات على السلطة، فسنتمكن من إدراك سبب هذا التحرك الإيراني المفاجئ. موقع بلوشستان الجغرافي زاد من أهميتها الاستراتيجية، ففي هذه المنطقة ظهرت الصين والهند -القوتان الأكثر أهمية في آسيا- لجذب المشاريع الاقتصادية ذات القيمة العالية، والسيطرة عليها. وتقع بلوشستان في عمق مبادرة مشروع "حزام واحد، طريق واحد" الذي أُعلن عنه في 2013، والذي سيربط الصين بالأسواق الغربية، بنطاق استثماري إجمالي يتجاوز تريليوني دولار ويغطي 65 دولة.

يبدو أن إيران تحاول الدخول في مراوغة ضمن "صراعات الشرق الأوسط" التي تصاعدت مؤخرا، بهدف إنقاذ الكاريزما الإيرانية منذ أن قال الرئيس الأمريكي السابق ترامب بأن ادعاء إيران الانتقام لقاسم سليماني كان مجرد مسرحية
ومن الواضح أن أمريكا هي التي تعارض هذا المشروع، وحاولت تطوير مشاريع بديلة في المنطقة. والسؤال الذي لا يزال بحاجة إلى إجابة هو: كيف يمكن لإيران أن تعارض العديد من المشاريع التي تعارضها أمريكا في نفس الوقت، وترى تلك المشاريع تهديدا لوجودها؟ ولنضع هذا السؤال جانبا الآن ونعود إلى قضية بلوشستان.

ماذا تريد إيران؟ ولماذا؟

يبدو أن إيران تحاول الدخول في مراوغة ضمن "صراعات الشرق الأوسط" التي تصاعدت مؤخرا، بهدف إنقاذ الكاريزما الإيرانية منذ أن قال الرئيس الأمريكي السابق ترامب بأن ادعاء إيران الانتقام لقاسم سليماني كان مجرد مسرحية. ولو نظرنا في القضية من عدة زوايا فسنحصل على صورة أوضح.

في أعقاب الربيع العربي، زادت إيران بشكل كبير من نفوذها في الشرق الأوسط، خاصة مع الاستراتيجيات الناجحة لفيلق القدس وقائده قاسم سليماني.

وبعد الغزو الأمريكي، انتقلت إيران بالقوة التي اكتسبتها في العراق إلى سوريا بعمليات ناجحة ثم إلى اليمن ومساعدة الحوثيين، وأصبحت لاعبا مُهمّا بالوكالة في صراعات القوة وفي منافسة مع تركيا والسعودية.

بعد أحداث غزة، فإن حزب الله، التابع بشكل مباشر للأيديولوجية الإيرانية وبشكل غير مباشر للإدارة الإيرانية، قد اتخذ موقفا نشطا، ولم تتمكن إيران من اتخاذ أي إجراء حقيقي، وتجاهلت الإشارات لكونها مسؤولة عن الأحداث، لا سيما مع تصريحات مسؤوليها بأن هجمات القسام جاءت ردا على مقتل قاسم سليماني، وهذا ما نفته القسام على الفور.

ضربات قوية لصورة إيران محليّا وخارجيّا

وكذلك لم تحرك إيران ساكنا تجاه إسرائيل، رغم إعلانها أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم الذي وقع خلال مراسم إحياء ذكرى قاسم سليماني، وعن مئات الأشخاص الذين لقوا حتفهم.

مع أن إيران لم تتلق ردّا على هجماتها على العراق، فقد اتخذت باكستان خطوة تاريخية ووجهت هجوما شديدا على إيران؛ فباكستان عسكريّا وحكومة ليست مثل العراق وسوريا. ولذلك فإن الخاسر الحقيقي في هذه الأحداث كان بالتأكيد إيران، ولأول مرة منذ عام 1988، تعرضت أراضي إيران لهجوم صاروخي ما يعني أنها فتحت جبهة جديدة للحرب
والآن، ومع أن إيران لم تتلق ردّا على هجماتها على العراق، فقد اتخذت باكستان خطوة تاريخية ووجهت هجوما شديدا على إيران؛ فباكستان عسكريّا وحكومة ليست مثل العراق وسوريا. ولذلك فإن الخاسر الحقيقي في هذه الأحداث كان بالتأكيد إيران، ولأول مرة منذ عام 1988، تعرضت أراضي إيران لهجوم صاروخي ما يعني أنها فتحت جبهة جديدة للحرب.

وهكذا تحاول إيران فتح مجالات جديدة للصراع تفيد القوى الإمبريالية في خططها تجاه الشرق، وتبذل قصارى جهدها لتقويض كل مشروع يمكن أن يساعد في تنمية بلدان المنطقة. والحقيقة أن معارضة الاستقرار الإقليمي ليست خطوة جديدة في تاريخ إيران، فعندما ندرس التاريخ الحديث، نجد أن إيران بلد سعى كثيرا لنشر الفوضى في المنطقة؛ لأن الجميع في الشرق يدرك أن إيران تتغذى على الفوضى وسياسة فرِّق تسد.

وعلى النقيض من إيران، تسعى تركيا وغيرها من الدول القوية في المنطقة إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي. فعقلية الدولة التركية تؤمن بأنه لا يمكن مقاومة أي خطة إمبريالية دون تحقيق التنمية الإقليمية ككتلة واحدة، أي التنمية التي تغطي المنطقة بأكملها؛ لذلك فإن الاستقرار هو الهدف الأكثر أهمية لدى تركيا الدولة قاربت الألف عام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيراني الباكستاني تركيا غزة إسرائيل إيران إسرائيل تركيا غزة باكستان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط أن إیران

إقرأ أيضاً:

الإعلان عن الفائزين بجوائز الطهي العالمية.. تعرف على المطاعم التي أثبتت جدارتها في الشرق الأوسط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نجحت دول الخليج في صنع مكان لنفسها في مشهد الطعام.

وهذا ما أكّدته رينا فان شتادن، وهي مديرة جوائز الطهي العالمية السنوية (World Culinary Awards)، على هامش النسخة الخامسة للمسابقة، والتي أُقيمت في فندق جميرا النسيم بمدينة دبي الإماراتية، مساء الأربعاء.

وأوضحت فان شتادن خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "لن أقول إنّ مشهد الطعام ينمو فحسب (في منطقة الخليج)، بل أصبح في المستوى ذاته، إن لم يكن أعلى، مقارنةً بمختلف المنافسين من مناطق مختلفة".

وشملت المسابقة فئات عديدة احتفت بإبداع وجهات ومطاعم مختلفة حول العالم.

أُقيمت النسخة الخامسة لـ"جوائز الطهي العالمية" (World Culinary Awards) في فندق جميرا النسيم بمدينة دبي الإماراتية، مساء الأربعاء.Credit: World Culinary Awards 2024

وحصلت دبي على لقب "أفضل وجهة للطهي في العالم" و"أفضل وجهة للطهي في الشرق الأوسط" لاحتضانها مجموعة مذهلة من فنون الطهي في مكانٍ واحد، بينما حصلت إيطاليا على لقب "أفضل وجهة للطهي في أوروبا"، وفقًا لبيان على الموقع الرسمي للمسابقة عبر الإنترنت.

صورة جماعية للفائزين خلال الأمسية.Credit: World Culinary Awards 2024

وحصدت بيرو لقب "أفضل وجهة للطهي في أمريكا اللاتينية"، في حين تُوِّجت تايلاند بجائزة "أفضل وجهة للطهي في آسيا".

"دبي لها مكان على الطاولة"

وعندما يأتي الأمر للمطاعم، تمتعت دبي بحضور قوي على القائمة.

وحصل فندق "أتلانتس ذا رويال" على تكريم مزدوج، حيث فاز بجائزة "أفضل فندق في العالم لتناول وجبة الإفطار المتأخر"، و"أفضل مطعم فندقي في العالم" بفضل مطعم "Ariana's Persian Kitchen" الذي يحتضنه.

كما حصل مطعم "Ossiano" في منتجع "أتلانتس النخلة" على جائزة "أفضل تجربة طهي في العالم".

تمتعت وجهات شرق أوسطية، ومنها دبي، بحضور قوي في القائمة، وكان فندق "أتلانتس ذا رويال" ضمن الفائزين.Credit: Francois Nel / Staff

وأشارت فان شتادن إلى قطاع السياحة القوي في دبي، الذي استقبل 17.15 مليون زائر في عام 2023، "ما يجلب حاجة ملحّة حقًا لتوفير تجارب طعام جيّدة".

كما أكّدت: "أعتقد أن دبي لها مقعد على الطاولة على المستوى العالمي".

يُعرف مسبح "AURA Skypool" في دبي بمأكولاته الآسيوية.Credit: AURA SKYPOOL

وفي مقابلة مع CNN بالعربية، عبّر المدير العام في "AURA Skypool"، دين جارفيس، عن الرأي ذاته، مضيفًا أنّه يرى دبي كـ"فرصة رائعة" لقطاع المطاعم، ولكنه أشار إلى أنّها تتمتع بتحديات أيضًا للزخم الذي يشهده القطاع. 

يوفر المسبح إطلالات ساحرة على أفق دبي.Credit: AURA SKYPOOL

وفازت هذه الوجهة الجذابة، والتي تُعتَبَر أعلى مسبح لامتناهي بزاوية 360 درجة، بجائزة "أفضل مطعم على السطح في الشرق الأوسط" بفضل مأكولاتها الآسيوية الشهية.

فائزون آخرون فاز مطعم "SIBA - The Restaurant" بجائزة "أفضل مطعم فندقي للطعام الفاخر في جنوب إفريقيا" للعام الثاني على التوالي.Credit: SIBA - The Restaurant

وتضمن الفائزون الآخرون في الشرق الأوسط مطعم "Alee" الذي لُقِّب بـ"أفضل مطعم في الأردن"، بالإضافة إلى "Burgundy" الذي فاز بجائزة "أفضل مطعم في لبنان"، و"Ba Ban" الذي حصد جائزة "أفضل مطعم في سلطنة عُمان".

وغطّت القائمة وجهات شاسعة امتدت من المنطقة الكاريبية، وأوقيانوسيا، وصولاً إلى جنوب إفريقيا.

إحدى المأكولات الشهية التي يقدمها مطعم "SIBA - The Restaurant" في كيب تاون.Credit: SIBA - The Restaurant

مقالات مشابهة

  • خبير: الضربة الإيرانية الإسرائيلية غيرت ديناميكيات الصراع في الشرق الأوسط
  • موجة الموت التي أسقطت الملالي في الشرق الأوسط
  • الحرب السادسة في المنطقة خلال 40 عاما قد تكون الأسوأ
  • الإعلان عن الفائزين بجوائز الطهي العالمية.. تعرف على المطاعم التي أثبتت جدارتها في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط الجديد: كيف يعيد الغرب تشكيل الإسلام السياسي من السودان إلى إيران؟
  • محلل سياسي فلسطيني: من يريد السلام في المنطقة يواجه الحرب
  • عاجل - تصعيد متسارع في الشرق الأوسط.. مخاوف من ضربة إسرائيلية لمنشآت إيران النووية ومخاطر اندلاع حرب شاملة (تفاصيل)
  • بوريل يحذر من تدخل روسي في الشرق الأوسط.. "تدمير المنشآت النووية الإيرانية قد يشعل حربا جديدة"
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط يقترب من الانفجار الكبير.. دعوات داخل إيران لتغيير العقيدة النووية