عربي21:
2024-11-15@17:52:10 GMT

إيران: الحرب بالوكالة وفوضى الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

أعلن الحرس الثوري الإيراني مؤخرا تنفيذ ضربات صاروخية على عدة أهداف في سوريا والعراق وباكستان. وجاءت التصريحات الإيرانية الرسمية بأن الهجمات قد استهدفت مقرات تجسس معادية لإيران وأهدافا إرهابية في سوريا ومنطقة كردستان العراق، ورغم ذلك لم يُقتل أحد سوى المدنيين والنساء والأطفال، وهكذا تتلاشى مصداقية إيران.

ففي أربيل مثلا كان المكان الذي تم استهدافه مُلكا لرجل أعمال مدني، مع أن إيران قالت: "ضربنا مقر الموساد".

كما أن هجمات إيران على إقليم بلوشستان الباكستاني غير منطقية، ولكن إذا دققنا النظر في أهمية المنطقة وما يتعلق بها من خطط اقتصادية وصراعات على السلطة، فسنتمكن من إدراك سبب هذا التحرك الإيراني المفاجئ. موقع بلوشستان الجغرافي زاد من أهميتها الاستراتيجية، ففي هذه المنطقة ظهرت الصين والهند -القوتان الأكثر أهمية في آسيا- لجذب المشاريع الاقتصادية ذات القيمة العالية، والسيطرة عليها. وتقع بلوشستان في عمق مبادرة مشروع "حزام واحد، طريق واحد" الذي أُعلن عنه في 2013، والذي سيربط الصين بالأسواق الغربية، بنطاق استثماري إجمالي يتجاوز تريليوني دولار ويغطي 65 دولة.

يبدو أن إيران تحاول الدخول في مراوغة ضمن "صراعات الشرق الأوسط" التي تصاعدت مؤخرا، بهدف إنقاذ الكاريزما الإيرانية منذ أن قال الرئيس الأمريكي السابق ترامب بأن ادعاء إيران الانتقام لقاسم سليماني كان مجرد مسرحية
ومن الواضح أن أمريكا هي التي تعارض هذا المشروع، وحاولت تطوير مشاريع بديلة في المنطقة. والسؤال الذي لا يزال بحاجة إلى إجابة هو: كيف يمكن لإيران أن تعارض العديد من المشاريع التي تعارضها أمريكا في نفس الوقت، وترى تلك المشاريع تهديدا لوجودها؟ ولنضع هذا السؤال جانبا الآن ونعود إلى قضية بلوشستان.

ماذا تريد إيران؟ ولماذا؟

يبدو أن إيران تحاول الدخول في مراوغة ضمن "صراعات الشرق الأوسط" التي تصاعدت مؤخرا، بهدف إنقاذ الكاريزما الإيرانية منذ أن قال الرئيس الأمريكي السابق ترامب بأن ادعاء إيران الانتقام لقاسم سليماني كان مجرد مسرحية. ولو نظرنا في القضية من عدة زوايا فسنحصل على صورة أوضح.

في أعقاب الربيع العربي، زادت إيران بشكل كبير من نفوذها في الشرق الأوسط، خاصة مع الاستراتيجيات الناجحة لفيلق القدس وقائده قاسم سليماني.

وبعد الغزو الأمريكي، انتقلت إيران بالقوة التي اكتسبتها في العراق إلى سوريا بعمليات ناجحة ثم إلى اليمن ومساعدة الحوثيين، وأصبحت لاعبا مُهمّا بالوكالة في صراعات القوة وفي منافسة مع تركيا والسعودية.

بعد أحداث غزة، فإن حزب الله، التابع بشكل مباشر للأيديولوجية الإيرانية وبشكل غير مباشر للإدارة الإيرانية، قد اتخذ موقفا نشطا، ولم تتمكن إيران من اتخاذ أي إجراء حقيقي، وتجاهلت الإشارات لكونها مسؤولة عن الأحداث، لا سيما مع تصريحات مسؤوليها بأن هجمات القسام جاءت ردا على مقتل قاسم سليماني، وهذا ما نفته القسام على الفور.

ضربات قوية لصورة إيران محليّا وخارجيّا

وكذلك لم تحرك إيران ساكنا تجاه إسرائيل، رغم إعلانها أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم الذي وقع خلال مراسم إحياء ذكرى قاسم سليماني، وعن مئات الأشخاص الذين لقوا حتفهم.

مع أن إيران لم تتلق ردّا على هجماتها على العراق، فقد اتخذت باكستان خطوة تاريخية ووجهت هجوما شديدا على إيران؛ فباكستان عسكريّا وحكومة ليست مثل العراق وسوريا. ولذلك فإن الخاسر الحقيقي في هذه الأحداث كان بالتأكيد إيران، ولأول مرة منذ عام 1988، تعرضت أراضي إيران لهجوم صاروخي ما يعني أنها فتحت جبهة جديدة للحرب
والآن، ومع أن إيران لم تتلق ردّا على هجماتها على العراق، فقد اتخذت باكستان خطوة تاريخية ووجهت هجوما شديدا على إيران؛ فباكستان عسكريّا وحكومة ليست مثل العراق وسوريا. ولذلك فإن الخاسر الحقيقي في هذه الأحداث كان بالتأكيد إيران، ولأول مرة منذ عام 1988، تعرضت أراضي إيران لهجوم صاروخي ما يعني أنها فتحت جبهة جديدة للحرب.

وهكذا تحاول إيران فتح مجالات جديدة للصراع تفيد القوى الإمبريالية في خططها تجاه الشرق، وتبذل قصارى جهدها لتقويض كل مشروع يمكن أن يساعد في تنمية بلدان المنطقة. والحقيقة أن معارضة الاستقرار الإقليمي ليست خطوة جديدة في تاريخ إيران، فعندما ندرس التاريخ الحديث، نجد أن إيران بلد سعى كثيرا لنشر الفوضى في المنطقة؛ لأن الجميع في الشرق يدرك أن إيران تتغذى على الفوضى وسياسة فرِّق تسد.

وعلى النقيض من إيران، تسعى تركيا وغيرها من الدول القوية في المنطقة إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي. فعقلية الدولة التركية تؤمن بأنه لا يمكن مقاومة أي خطة إمبريالية دون تحقيق التنمية الإقليمية ككتلة واحدة، أي التنمية التي تغطي المنطقة بأكملها؛ لذلك فإن الاستقرار هو الهدف الأكثر أهمية لدى تركيا الدولة قاربت الألف عام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيراني الباكستاني تركيا غزة إسرائيل إيران إسرائيل تركيا غزة باكستان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط أن إیران

إقرأ أيضاً:

بسواعد عراقية.. الإطاحة بـ 3 من أهم الشبكات الدولية بترويج المخدرات في الشرق الأوسط

بغداد اليوم - بغداد

أكدت لجنة الامن النيابية، اليوم الجمعة (15 تشرين الثاني 2024)، الإطاحة بثلاثة من اهم الشبكات الدولية في تجارة المخدرات بسواعد عراقية.

وقال عضو اللجنة ياسر اسكندر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "2024 يمثل عام الإنجازات الأهم في المشهد العراقي في ملف تفكيك شبكات تجارة وتهريب المخدرات في العراق من خلال ما تحقق من نتائج وضربات نوعية اثمرت عن ضبط عشرات الاطنان من المواد المخدرة التي كانت في طريقها للترويج".

وأضاف ان "3 من اهم الشبكات الدولية في ترويج المخدرات في الشرق الأوسط تم الإطاحة بها بسواعد عراقية ما يدلل على تنامي قدرات الداخلية وتشكيلاتها من خلال بعد استخباري نوعي أسهم في الإيقاع بأسماء مهمة في عالم المخدرات".

وأشار اسكندر الى ان "بيئة العراق لم تعد سهلة لتجارة المخدرات من مختلف الجنسيات خاصة وان العمليات التي جرت كشفت عن مهارة وكفاءة في تعاطي الفرق الأمنية مع تعقيدات تعقب تجار المخدرات وصولا الى ضبط شحناتهم التي تقدر كلفها بملايين الدولارات".

وأعلنت وزارة الداخلية، في الـ (5 تشرين الأول 2024)، تفكيك 57 شبكة دولية لتجارة المخدرات تنشط في العراق.

وذكرت الوزارة في بيان، أن المديرية العامة لشؤون المخدرات كبدت المتاجرين الدوليين خسائر فادحة من خلال تنفيذ الضربات الاستباقية والعمليات النوعية التي كشفت عن براعه استخبارية عالية الدقة لقسم التحقيقات الخاصة والفريق التكتيكي بعد تنفيذ سلسلة اعتقالات بطولية متتالية غير مسبوقة نجحت بالوصول المتكامل إلى (57) شبكة مخدرات دولية وخطوط سيرها وأساليب تهريبها وطرق اخفاءها للمواد المخدرة.

مقالات مشابهة

  • ما هو الدور الذي سيلعبه صهر ترامب في الشرق الأوسط؟
  • بسواعد عراقية.. الإطاحة بـ 3 من أهم الشبكات الدولية بترويج المخدرات في الشرق الأوسط
  • نظرا لعلاقاته مع محمد بن سلمان وقادة المنطقة.. مصادر توضح لـCNN الدور المحتمل لكوشنر في الشرق الأوسط
  • ضم الضفة والتعامل مع إيران.. ماذا تعكس خيارات ترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط؟
  • هل يكون الشرق الأوسط "أرض الفرص" لترامب على حساب إيران؟
  • سيرجي كاراجانوف: واشنطن معنية باستمرار الحرب في الشرق الأوسط |فيديو
  • رئيس "الشؤون السياسية والدفاعية الروسية": واشنطن معنية باستمرار الحرب بالشرق الأوسط
  • هل إيران أضعف من الدخول في حرب شاملة؟
  • كيف سيغير ساكن البيت الأبيض الجديد مسار الأحداث في الشرق الأوسط؟
  • ترامب.. وقضايا الشرق الأوسط