رنا حسان: سعيدة بالإقبال على «The Paper Boats between Us» بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أعربت الروائية الشابة رنا محمد حسان، عن سعادتها بإقبال زوار معرض القاهرة الدولي على قراءة واقتناء روايتها باللغة الإنجليزية “The Paper Boats between Us” "المراكب الورقية بيننا" والصادرة عن دار المعارف للطبع، ووجهت الشكر للقراء والنقاد وكبار الكتاب الذين أشادوا بروايتها الأولى ودور النشر التي قدمت لها تشجيعاً كبيراً بالحرص على عرض روايتها وطرحها في ذلك الحدث الثقافي الأكبر بالشرق الأوسط.
وطرحت رنا محمد حسان، الطالبة بالسنة النهائية بكلية الألسن جامعة عين شمس روايتها بالمعرض في 328 صفحة من القطع المتوسط، بأجنحة دار المعارف للطبع والنشر والتوزيع، وأجنحة عرض وكالة الأهرام للتوزيع، وجناحي دار ليدرز للنشر والتوزيع، والنخبة للنشر، والطباعة، والتوزيع.
وقال الكاتب الكبير الدكتور ياسر ثابت عن "المراكب الورقية بيننا" إن الرواية حافلة بحكايات، ولمحات ذكية عن سوسيولوجيا الناس وثقافاتهم وهوياتهم المُتصارعة، أمس واليوم، وأضاف: "تتدفق الأحداث في الرواية، من خلال رصد كيفية تعامُل «ديانا» -وهي في مقتبل عمرها- مع تجربة قاسية وصعبة للعثور على عائلتها بعد أن افترقت عنهم في ظروف غامضة في طفولتها. وخلال تجربة البحث المريرة عن أسرتها تمر بأحداث متباينة، ما بين أسرة بديلة لم تكتمل عواطف أفرادها تجاهها، والحلم الذي لم يغب عنها بلقاء أسرتها الحقيقية.
ولفت إلى أن أجمل ما في الرواية هو تماسك بنيتها، إلى جانب هذا النزوع إلى امتشاق لغة الجمال بانخطافات وجُملٍ شديدة العذوبة والصدق، كما لو أنها تسعى إلى انتشال شخوص العمل -وربما القراء أيضًا- من حالة الحيرة، وتحفيزهم على البحث في دواخلهم عن أنوار الطمأنينة، وأن أهم ما يُحسَب للروائية هو نجاحها في استهلال روايتها بمشهد يحبس الأنفاس: محاولة انتحار. تقف البطلة «ديانا» بحذر على الكرسي بعد أن ربطتْ الحبال إلى مروحة السقف «وتأكدت أن عقدة الحبل وساعة بما يكفي لتناسب رأسي».
وأشار |إلى أن الروائية الشابة تسرد بأسلوب رشيق يجمع بين الحكي والسرد والحوار مواقف مؤثرة، وكيف عاشت بطلة الرواية حياة افتراضية مع عائلتها، وكيف كانت رسائلها عبر المراكب الورقية أداة الوصل الوحيدة التي تنقلها من العزلة والانطواء وفقدان الأمل عبر مناجاة شقيقها وأمها وأبيها حتى ولو تاهت سطورها بين الأمواج، وتابع: "رواية المعاناة الذاتية العاطفية المستندة إلى أوجاع الفقد والتشتت وضياع البوصلة، مع أن ومضات الأمل تظل قائمة في الرواية.
وأضاف الدكتور ياسر ثابت أن اللافت للانتباه أن الروائية رنا محمد حسان، أصدرت هذه الرواية وهي طالبة في العام الدراسي الأخير لها في كلية الألسن، ومن الواضح أن دراستها اللغتين الإنجليزية والإسبانية ساعدت في صقل موهبتها وتمكنها من رسم ملامح أبطالها وتقديم سرد شائق ومُحكم في هذا العمل الممتع.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.