أجمع ناشرون عرب وأجانب على أن صناعة النشر تواجه تحديات كبيرة خلال المرحلة الراهنة بسبب عدد كبير من العوامل المتعلقة بالأساس بتلك الصناعة، وعلى رأسها ارتفاع التكاليف والثورة التكنولوجية.


وأكدوا – في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط – أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد فرصة لكافة دور النشر المشاركة لمحاولة التعافي من آثار التحديات التي تضرب سوق صناعة النشر في كل البلدان حول العالم.


وفي هذا الإطار، قال بهجت صليح مسؤول إحدى دور النشر العراقية، إن مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الخامسة والخمسين تأتي لحرصه على التواجد في واحد من أكبر التظاهرات والمحافل الثقافية بالعالم.


وأشاد الناشر العراقي بالإقبال "غير المسبوق" الذي يشهده معرض القاهرة للكتاب، ما يعكس حب ورغبة القارئ المصري على متابعة كل ما هو جديد في عالم الثقافة والفكر والأدب، متوقعا أن يأخذ الإقبال على المعرض منحنى تصاعديا بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة.


وذكر أن أبرز التحديات التي تواجه سوق وصناعة النشر تتمثل في ارتفاع أسعار المواد الخاصة بالصناعة، وارتفاع الأجور والأيدي العاملة، فضلا عن ارتفاع التكاليف الخاصة بنقل المواد الخام للصناعة من البلدان المصنعة إلى المستهلكين، إلى جانب ارتفاع تكاليف الطباعة والتجليد.


وأشار إلى أن ما نشهده من ثورة تكنولوجية هائلة تشكل عائقا أمام صناعة النشر، حيث تكثر عمليات القرصنة بحق الكتاب الورقي، مستطردا في هذا الإطار، أن ذلك التحدي يبقى قابلا للحل في وقت من خلال القوانين التي تجرم عمليات القرصنة الإليكترونية والتأكيد على حقوق المكلية الفكرية للناشرين.
وأبرز أن الكتاب الورقي يبقى له رونقه الخاص لدى كل محبي الاطلاع والبحث في عالم الثقافة.


من جانبه، قال الناشر السعودي محمد عايش، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يشهد حالة لا يمكن وصفها، حيث يتجلى إبداع التنظيم من قبل القائمين على المعرض، والإقبال من قبل الجمهور منذ اللحظة الأولى للافتتاح، مشيرا إلى أن هذا الوضع يدعو للتفاؤل.


وأضاف عايش أن من أبرز المشكلات التي تواجه عملية صناعة النشر تتمثل في "إشكالية التكرر" وكثافة المحتوى غير الثري، مشيرا غلى أننا نعيش أكبر كمية استهلاك محتوى عبر التاريخ الإنساني.
وذكر أنه لا بد على دور النشر أن تخلق لنسها مكانا في سوق المنافسة من لال تقديم كل ما هو جديد في عالم الصناعة، وتقديم العروض التنافسية للجمهور لكسب الثقة.


وأوضح أن صناعة النشر تواجه تحديات أخرى تتعلق بصناعة البورق الذي يأتي في الأساس من أماكن بعيدة، لافتا إلى أن أي خلل يحدث في سلاسل التوريد أو عمليات النقل، فإن الأمور تزداد صعوبة فيما يخص التكاليف الإضافية التي قد يفرضها المصدرون على المستهلكين للورق.


وتطرق إلى الحديث عن عمليات "القرصنة الإلكترونية"، وقال إنها تكون أحيانا سببا في خروج عدد كبير من دور النشر من سوق المنافسة، مشددا على أن صناعة النشر في الأساس هي صناعية "ديناميكية" يتعلق وضعها بتعلق الظروف المحيطة بها.


أما الناشر اللبناني عامر عاطف الأنصاري، فأكد أنه يحرص على المشاركة في الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، لأن المعرض يعتبر محطة أساسية لكل دور النشر، لما للمعرض من سمعة إقليمية ودولية مرموقة.


وقال الأنصاري إن من أبرز التحديات التي تواجه صناعة النشر هي "القدرة الشرائية" التي تراجعت خلال الفترات الأخيرة جراء الظروف الاقتصادية لدى القارئ العربي، وأصبحت عملية "اقتناء الكتاب" ليست مدرجة على قائمة الأولويات الخاصة بالمواطنين.


ولفت إلى أن ارتفاع أسعار النقل والمواد الأولية المستخدمة في عمليات الصناعة والطباعة يجعل من الضروري أن تتحرك أسعار الكتب، ولكن هناك محاولات لتقليل هوامش الربح من قبل دور النشر لضمان استمرارها في السوق.


بدورها، أعربت فيفيان شارلس (ناشرة من جنوب السودان) عن سعادتها للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقالت إن المعرض يشهد إقبالا غير مسبوق، فضلا عن أن القائمين على تنظيم المعرض قدموا كافة التسهيلات الممكنة للناشرين من كافة أنحاء العالم، ما يعكس الحرص المصري على تنظيم تظاهرة ثقافية تليق بالقاهرة عاصمة الثقافة العربية.


وقالت إن صناعة النشر تتعرض لعدد كبير من التحديات، تتجلى أبرزها في الثورة التكنولوجية وارتفاع التكاليف، وتراجع القدرة الشرائية لدى القراء.


وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، خلال الفترة من 24 يناير الجاري إلى 6 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتأتي هذه الدورة تحت شعار "نصنع المعرفة... نصون الكلمة"، وتنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب.


وتشهد الدورة الـ55، مشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة 1200 دار نشر، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولی للکتاب صناعة النشر دور النشر إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا تستعاد رؤية ابن خلدون في الظروف العربية الراهنة؟

منذ عدة أعوام على وجه التقريب، وفي دول مختلفة، ظهرت العديد من المؤلفات الجديدة، سواء من باحثين عرب أو من باحثين أجانب، تتحدث عن رؤية ونظرة عالم الاجتماع العربي ابن خلدون في التاريخ وفلسفته وفي تغير الأمم وتقلباتها وانهيارها، أو ما تسمى عند بعض الباحثين: (صعود الدول وسقوطها)، ومن هذه الكتب التي تتحدث عن العلاقة أو فلسفة التاريخ، الذي صدر هذا العام كتاب: (ابن خلدون بين التراث والمعاصرة) في جزأين، للباحث سمير عبد الحليم الجمل، وكتاب (ما لم يقله ابن خلدون: قانون الفراغ في تفسير قيام الدول والجماعات وانهيارها) للكاتب كمال القصير، وكتاب (ابن خلدون: سيرة فكرية) للباحث الغربي «روبرت إيرون»، ولا شك أن هذه الاستعادة لفكرة ورؤية ابن خلدون في فترات سابقة، ومحاولة النظر إليها بنظرة حديثة، أو قياسها في هذه الفترات على واقع الدول، أو التنبؤ بانهيارها، يعني أن الرؤية الخلدونية جديرة بالاهتمام وإعادة مراجعتها وفحصها وتقييمها راهنًا لواقع عالم اليوم مع الاضطرابات والتحولات والصراعات، وهذا الاهتمام لم يـأت من فراغ أو مجرد توقع، لكن هناك الكثير من العلماء السابقين من الغرب بالأخص، تحدثوا بإكبار عمّا كتبه ابن خلدون، خاصة (المقدمة) التي كتبها، وسرد في هذه المقدمة أحوال الأمم والجماعات التي عاشت في تلك الفترة، وحدوث الصراعات والتوترات والحروب والانقسامات وانهيار بعضها، فهذا التحليل الخلدوني، لم يسبق أن تحدث عنه عالم اجتماع قبله، أو في عصره، فكل من كتب في التاريخ، كان مجرد سرد لواقع ما جرى، لكن لم يتم تناول أسباب وقوعه ودواعيه؟ وهذه هي قيمة وإبداع ما كتبه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، ويعتبر المؤرخ البريطاني الشهير «أرنولد توينبي» في كتابه: (دراسة التاريخ) أن ابن خلدون «قدم فلسفة للتاريخ تعتبر من دون شك من أعظم ما أنتجت عبقرية لم يكن لها مثيل في أي مكان أو زمان».

ولا شك أن ما كتبه هذا الفيلسوف والعالم الكبير، يحتاج ربما إلى آلاف من الصفحات للكتابة عنه، نظرًا لأهمية ما طرحه من علم منهجي اجتماعي لفلسفة التاريخ وعلم العمران، بصورة موسعة وشاملة وليس سردًا تاريخيًا عابرًا، وأهمية هذه الرؤية الخلدونية، وما يمكن أن يسهم في الكثير من الأزمات الراهنة، وكانت عن قضية (صعود الدول وسقوطها) من النقاشات التي دارت بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، والمعسكر الاشتراكي بعد عام 1991، وكذلك كان بهدف بمناقشة بعض الكتابات التي تتحدث عن «أفول الغرب»، أو تدهور حضارته، وتتعلق بما كتبه أحد الغربيين، مر عليه الآن ما يقرب من قرن كامل، ولا يزال يتكرر في بعض الكتابات العربية إلى ما قبل سنوات قليلة. وقد أشرت لمقصد الكاتب وهدفه من عبارة أفول الغرب، والحقيقة أنني منذ أكثر من عقدين اهتممت بفكر ابن خلدون، وقد خصصت فصلًا بعنوان (التحليل الخلدوني لأزمة العرب السياسية)، ولم أناقش قضية العصبية أو علم العمران وتعلق هذا المبحث بمفهوم التحليل للحضارة والبداوة، وناقشت الأنصاري في هذا الجانب المهم من تحليل ابن خلدون، ولذلك فإن ابن خلدون يعد أول من وضع التحليل المنهجي في عصره في القرن الرابع عشر الميلادي.

ففي كتابه الشهير(كتاب العبر وديوان المبدأ والخبر في أيام العرب والبربر)، الذي وضع فيه نظرياته في مسائل عديدة في العمران وفلسفة حركة قيام الدول وأفولها، وما يتبعها من مقومات عند قيامها في الاقتصاد والمال وأحوال الشعوب وغيرها من القضايا التي كتبها، فهذا الكتاب الضخم، يقع في خمسة مجلدات أو أكثر بحسب الطباعة القديمة، لكن تركيز الباحثين والمهتمين بفكر ابن خلدون وفلسفته الذين اطلعوا على كتاباته، كانت تتعلق بـ«المقدمة» لكونها طرحت قضايا فلسفة التاريخ، وعلم العمران، وقيام الدولة وتأثير العصبية عليها، وهذه هي التي لاقت الرواج الأكبر من المؤرخين والباحثين في علم الاجتماع، وفي فلسفة التاريخ، سواء الذين تعرفوا على ابن خلدون من الغربيين، وهم الأسبق في ذلك، أو من الباحثين العرب، الذين تعرفوا عليه من خلال الكتابات الغربية، مع أن ما كتبه ابن خلدون بقي فيما يقرب من خمسة قرون مهملًا، ولم يتم الكتابة عنه إلا في القرون المتأخرة، وأول من كتب عنه في العالم العربي في رسالة علمية عن ابن خلدون، هو د/ طه حسين وكانت بعنوان (فلسفة ابن خلدون الاجتماعية) وكانت من جامعة السوربون في باريس عام 1917. وكان اختيار هذه الرسالة من د. طه حسين جاءت بتشجيع من الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي الشهير «إميل دور كهايم»، وأحد المشرفين على رسالته هذه، وإن كان طه حسين قلل من ريادة ابن خلدون في علم الاجتماع، وأسبابها قد نفهم، لكون المركزية الغربية ترى أن العلوم والفلسفة، تأتي من الغرب أولًا، مع أغلب المؤرخين الغربيين للحق، وأبرزهم المؤرخ البريطاني «توينبي» تحدثوا بإكبار عن فلسفة الاجتماعية وفلسفة التاريخ كما أشرنا آنفًا.

ومن جانب آخر، انفرد العلامة والفيلسوف ابن خلدون، بإبراز مفهوم «العصبية» باعتباره يقارب ما عاشه في القرن الرابع عشر الميلاد، مع تلك الظروف والتغيرات والإرهاصات التي عاشها، وتم استخدامها بما يبرر طرح هذا المفهوم لكونه عاش تلك الفترة، مع أن مفهوم العصبية، لم يخترعه ابن خلدون، فهو حاضر في القواميس العربية، وتبرز مقاربته لإسقاطها على الواقع المعاش، وتحقق ذلك في تلك الفترة التي ظهرت فيها الممالك العربية/ الإسلامية في المغرب العربي، وشمال إفريقيا، من اضطرابات وصراعات، نتيجة لضعف الدولة العربية المركزية، والتي أدت إلى قيام ممالك تتصارع على النفوذ والحكم والاستحواذ، على أراض وممالك أخرى، ولذلك فإن ابن خلدون سجل تلك الأحداث على الفترة التي عرفها، وكان قبلها الحكم العربي متفوق في النهضة والحضارة، خاصة بعد قيامه في الأندلس وشمال إفريقيا.

والغريب أن ابن خلدون، لم يستعمل مصطلح «الشوكة» في مقاربته لما عاشه في بعض الممالك العربية في شمال إفريقيا، وهو ابن تلك الديار العربية العريقة، لكنه اختار العصبية، لتناسب الحالة القائمة كما وصفها، وهذه لم تحصل في الشرق العربي الإسلامي في الوقت نفسه، من اضطراب وصراع، وسقوط بعض الممالك، وإحلال ممالك أخرى، وما تبعه من المناصرة والتعاضد والتلاحم، إما عن طريق النسب والقرابة، وإما عن طريق النصرة بسبب العيش المشترك، لجماعة تعيش بجوار بعضها البعض في بيئة مشتركة؛ لمواجهة خطر آخر من خارجها..

لكن مصطلح الشوكة، لم يتقارب مع هذه الظروف التي عاصرها العلامة ابن خلدون، وكتب عنها في المقدمة، وبقية الأجزاء الأخرى من كتابه في مجموعه العام، لكن كلمة « الشوكة» التي تحدث عنها الإمام أبي حامد الغزالي(450هـ - 505هـ / 1058م - 1111م)، في كتابه (المستظهر)، وإن كانت تتقارب من العصبية، في بعض المفاهيم، كما فسرها البعض، لاختلاف الظروف السياسية في المشرق العربي الإسلامي، عنه في المغرب العربي، وللفارق الزمني بما يزيد عن ثلاثة قرون سبقت ابن خلدون، في تلك الظروف كما عاشها، مع أن الأوضاع كانت أيضا صعبة مع اقتراب الغزو الصليبي للبلاد العربية في المشرق، لكن الأمر مختلف كما جرى بعد ذلك في شمال إفريقيا، فالشوكة عند الإمام الغزالي تعني أن الدولة تحتاج للمناصرة من خلال قوة النفوذ، وتأييد الأغلبية لرئيسها، وليس للعصبيات، ولا بد من القوة المؤيدة المادية فـ: «لا قيام للإمامة إلا بالشوكة.. والكثرة في الأتباع، والأشياع». تعني الشوكة أيضًا قوة معنوية سياسية تحقق التأييد للدولة والحاكم عند احتياجها.

لكن العصبية التي اهتم بها العلامة ابن خلدون وأسقطها على تلك المرحلة التي عاشها، تختلف عن الظروف السياسية التي تعايش معها الإمام الجويني والغزالي وغيرهما في عصور سابقة ، ومن هنا جاء الاختلاف في طرح المفاهيم التي تقارب المسائل القائمة فقهيًا ولغويًا، لكن ابن خلدون ميّز بين إسقاط مصطلح العصبية على المدن الحضرية، عنها في البوادي غير القريبة من المدن، ففي الحضر ـ كما يرى ابن خلدون ـ تقل العصبيات سواء المناصرة أو المعارضة، وتتقدم القوة العسكرية والسياج للحماية، مع التعاضد مع الدولة عند الغزوات الخارجية وبجود الاستقرار النسبي لهذه الدول والممالك، لكن الأمر مختلف في البوادي البعيدة عن المدن الحضرية ، ويرى ابن خلدون أن العصبيات تكون أكثر قوة وتماسكا من المدنُ، سواء كانت عن طريق النسب أو صلة القرابة، الذي له أهميته في المدافعة والمناصرة، لكن أيضا العصبية تتم بطريق غير النسب والقرابة، خاصة من خلال التعايش الجماعي في البيئة الواحدة وتماسكها، وقد تتم العصبية بصورة أخرى ، فقد تكون هناك عصبية معارضة للدولة أو متناقضة مع توجهها السياسي أو الاقتصادي إما من أجل السعي لإزاحة النظام القائم ، أو لوجود صراع سابق بين عصبيات متنافسة على النفوذ، في ظل ضعف أو غياب الدولة المركزية، وبروز ممالك صغيرة، وهذا ما عاشه العلامة ابن خلدون، وجعله يضع مصطلح العصبية في إطار تلك الظرفية المعايشة الواقعية عنده.

والحقيقة أن النظرية الخلدونية، سواء في علم العمران البشري، أو قوة العصبية، في قيام الدولة أو سقوطها، أو في فلسفة التاريخ، كُتبت عنها العشرات من المؤلفات، ومئات من البحوث والدراسات عن ابن خلدون، سواء ممن انبهر بنظرياته التاريخية التحليلية، أو من اختلف مع بعض استنتاجاته فيما وضعه من نظريات وتحليلات، لكن الأمر الذي لا يختلف عليه أحد أن ابن خلدون يعتبر ظاهرة أو عقلية متميزة من حيث الإبداع الفلسفي التاريخي أو التحليلي، أو علم الاجتماع الإنساني، وهي مقدرة استباقية عبر في كتابة التاريخ، وسبق فيه كل المؤرخين القدامى ومنهم المؤرخ اليوناني «هيرودوت» الذي يسمى (أبو التاريخ)، لكن ابن خلدون تفّوق عليه من حيث الأسلوب التحليلي للتاريخ وفلسفته، وما تبعه ممن اعتنوا بفلسفة التاريخ ونظريات علم الاجتماع خاصة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر من الفلاسفة وعلماء الاجتماع من الغربيين.

والحقيقة أن النظرية الخلدونية، سواء في علم العمران البشري، أو قوة العصبية في قيام الدولة أو سقوطها، أو في فلسفة التاريخ، أو من اختلف مع بعض استنتاجاته فيما وضعه من نظريات وتحليلات، لكن الأمر الذي لا يختلف عليه أحد أن ابن خلدون، لكنه يظل بما كتبه يتميز عن كل الكتابات التي كتبت حتى بعده، أو حتى قبله، ويعتبر من حيث الإبداع الفلسفي التاريخي أو التحليلي المتميز، أو علم الاجتماع الإنساني، وهي مقدرة استباقية عبر في كتابة التاريخ، وسبق فيه كل المؤرخين القدامى ومنهم المؤرخ اليوناني «هيرودوت» الذي يسمى (أبو التاريخ)، لكن ابن خلدون تفّوق عليه من حيث الأسلوب التحليلي للتاريخ وفلسفته، وما تبعه ممن اعتنوا بفلسفة التاريخ ونظريات علم الاجتماع خاصة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر من الفلاسفة وعلماء الاجتماع من الغربيين. ولا شك أن ابن خلدون وضع تحليلا واقعيًا، وهذا التحليل، قد لا يكون بعيدًا عن واقعنا المعاصر، وقد حصل في بيئات عربية وأجنبية عبر التاريخ، ولذلك الحكم الرشيد والممسك بالعدل وبعيدًا عن البطش يجعل الالتفاف حوله سياجًا وقوة ومناصرة.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري يهاجم نتنياه.. الشعب الفلسطيني يريد الحياة ويرفض الموت.. سوريا تواجه تحديات أمنية كبيرة| أهم أخبار التوك شو
  • أحمد الشرع: سوريا تواجه تحديات أمنية كبيرة على حدودها الجنوبية
  • الشرع: سوريا تواجه تحديات أمنية كبيرة على حدودها الجنوبية
  • وفد أمني مصري يصل الدوحة لاستكمال محادثات هدنة غزة
  • جامعة كفر الشيخ تعقد ندوة بعنوان "التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية"
  • التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية.. ندوة بجامعة كفر الشيخ
  • وزير خارجية فرنسا: نشهد تغيرات كبيرة في المشهد الدولي
  • عبد المسيح: دورة الصمود التي رُقِّي بموجبها 26 رتيبًا في أمن الدولة إلى رتبة ملازم تواجه اليوم خطر إلغاء مرسومها
  • تحديات تواجه كييف.. هل تستطيع أوكرانيا البقاء على قيد الحياة بدون الدعم العسكري الأمريكي؟
  • لماذا تستعاد رؤية ابن خلدون في الظروف العربية الراهنة؟