ألقى أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة اليوم 26/ 1 / 2024م بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة، بعنوان: "الدفاع عن الأوطان بين الواجب العيني والكفائي وعظم الجزاء"، بمناسبة احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة، بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، وأ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية، وعدد من قيادات القوات المسلحة، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة، ولفيف من قيادات وضباط وزارة الداخلية والقوات المسلحة.

الإسلام أعلى منزلة الشهداء

وفي خطبته أكد وزير الأوقاف أن الإسلام أعلى منزلة الشهداء فجعلهم مع النبيين والصديقين فقال سبحانه في محكم التنزيل: "وَمَنْ يُطِعِ ‌اللَّهَ ‌وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا"، وعرف نبينا (صلى الله عليه وسلم) منزلة الشهادة وتمناها، فقال (صلى الله عليه وسلم): "والَّذي نَفسي بيدِهِ ، لوَدِدْتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللَّهِ ، ثمَّ أُحيا ، ثمَّ أُقتَلُ ، ثمَّ أُحيا ، ثمَّ أُقتَلُ ، ثمَّ أُحيا ، ثمَّ أُقتَلُ"، قالها ثلاثًا لعلمه (صلى الله عليه وسلم) بعظيم مكانة الشهداء وفضلهم عند ربهم، وقال (صلى الله عليه وسلم): "مَن قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"، فمن قُتل دفاعًا عن نفسه أو ماله أو أهله أو عرضه أو وطنه فهو شهيد، فالدفاع عن الأوطان من صميم مقاصد الأديان، والشهادة في سبيلها من أعلى درجات النبل والشهادة: 
وَلِلأَوطــانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ
يَدٌ سَلَفَـت وَدَينٌ مُـستـَحــقُّ
بِـــلادٌ مـــاتَ فِــتيَتُــها لِـتَـحـيا
وَزالـوا دونَ قَومِـهِـمُ لِيـَبقـوا
كما أكد وزير الأوقاف أن الدفاع عن الأوطان عز وشرف ووسام وتاج عظيم على رأس المدافعين عنها، فالحر الشريف يفدي وطنه بماله ونفسه و أعز ما يملك، ومن لا خير لوطنه فيه فلا خير فيه أصلًا، و الدفاع عن الأوطان في الأوقات العادية التي لا يتعرض فيها أمن الوطن للمخاطر يكون واجبًا كفائيًّا، ويتعين على من يقومون به أو يكلفون به، أما عندما تتعرض البلاد أو يتعرض أمنها أو مصالحها أو حدودها للخطر يتحول الواجب الكفائي إلى واجب عيني على أهل البلد جميعًا: على كل من يطلب منه أو يندب أو يكلف بمهمة في أي مكان للدفاع عن وطنه.

وزير الأوقاف للكتاب والإعلاميين: كل وعي رشيد يوفر نقطة دم تسال تقوم فيه القيامة وبه ساعة استجابة.. وكيل الأوقاف الأسبق يوضح فضل يوم الجمعة

وأوضح الوزير، أن الدفاع عن الأوطان يشمل هؤلاء الجنود الأبطال المرابطين على الحدود المدافعين عن أمنها الخارجي سواء تطلب الأمر التحامًا وتضحية في مواجهة العدو، أم كان الرباط لتحقيق الردع لكل من تسول له نفسه النيل من أمن الوطن وأمانه، ويشمل الدفاع عن الأوطان من يقومون بالحفاظ على أمنها الداخلي سواء بمواجهة تجار المخدرات والسموم الذين يعبثون بعقول شبابها، أم بمواجهة جماعات الجريمة المنظمة أيًّا كان نوعها، أم بمواجهة الخارجين على القانون، أم بمواجهة جماعات الإرهاب وقوى الشر، أم بكشف الخونة والعملاء، حيث يؤكد المؤرخون أنه ما سقطت دولة ولا أسقطت عبر التاريخ إلا كانت الخيانة والعمالة من داخلها أحد أهم أسباب سقوطها، ولا يمكن أن نواجه عدوًا خارجيًّا بمجتمع مفتت أو ممزق، ومن ثمَّ كان ما تقوم به قوات الشرطة في الداخل من مواجهة أهل الشر أيًّا كانوا عملاء أو عابثين بالأمن يسير جنبًا إلى جنب مع الدفاع عن الوطن في مواجهة أعدائه المتربصين به.

وأكد وزير الأوقاف أن من قتل دون وطنه أو في سبيل وطنه أو من خلال المهمة التي يقوم بها سواء كانت مواجهة للأعداء من الخارج أم مواجهة للأعداء في الداخل فهم شهداء إن شاء الله عند ربهم يرزقون. وأن المصريين جميعًا يقدرون عاليًا ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية في الدفاع عن أمن الوطن وأمانه، وهم جميعًا بفضل الله خطوط إمداد حقيقي لجيشهم وشرطتهم، ومستعدون أن يكونوا معهم في الصفوف الأمامية متى طلب منهم ذلك أو ندبوا إليه، حالهم حال هذا الشاعر الذي يقول:
قومٌ إذا الشرُّ أبدى ناجِذَيه لهم
طــاروا إليه جمــاعات ووُحـدانا
لا يسألون أخاهم حينَ يندُبُهم
في النائبات على ما قال برهانا
ثقة في رئيسهم وفي جيشهم وشرطتهم.

كما أكد أننا أمة لا تبغي أبدًا، ولا تحب البغي ولا الاعتداء على أحد ولكنها عبر تاريخها الطويل نار تحرق المعتدي، أمة تحب السلام لكنها تحب سلام الشجعان، سلام الأقوياء السلام الذي له درع وسيف، وقوة تحميه، وعند الشدائد وفي مسيرة الأوطان لا يكون الدفاع عن الأوطان واجب مؤسسة واحدة إنما هو واجب على أبناء الوطن جميعًا كل في مكانه وميدانه، واجب على الجندي في مواجهة الأعداء وتأمين الحدود، واجب على الشرطي في مواجهة أصحاب الجرائم وما يهدد أمن الوطن الداخلي وأيضًا جنبًا إلى جنب مع أشقائهم في القوات المسلحة، في مهام الدفاع عن الوطن في كل مكان، واجب على الكتَّاب في بناء الوعي، مؤكدًا أن كل وعي رشيد يمكن أن يوفر نقطة دم تُسال، بناء الواعي واجب على الكتاب الشرفاء وعلى الإعلاميين الشرفاء، أن يبنوا وعيًا رشيدًا بأهمية الدولة، وأن تقوية بناء الدولة وتقوية شوكتها واجب شرعي ووطني وحياتي لجميع أبنائها، وأن كل ما يهدد أمن الوطن واستقراره يجب أن نتصدى له جميعًا كل في ضوء تكليفه، ثم إن علينا جميعًا أن نعمل على النهوض بوطننا، الطبيب في مشفاه، والمعلم في مدرسته، والزارع والصانع والحرفي ورجل الأعمال، فالأوطان لجميع أبنائها وهي بهم جميعًا، يقول الشاعر:
مَن يُسعِدُ الأَوطانَ غَيرُ بَنيها
وَيُنيلُها الآمالَ غَيرُ ذَويها
لَيسَ الكَريمُ بِمَن يَرى أَوطانَهُ
نَهبَ العَوادي ثُمَّ لا يَحميها
ليس الكريم الذي يرى الخطر يتهدد أهله ووطنه ثم يغض الطرف عن ذلك: 
تَرجو بِنَجدَتِهِ اِنقِضاءَ شَقائِها
وَهوَ الَّذي بِقُعودِهِ يُشقيها
وَتَوَدُّ جاهِدَةً بِهِ دَفعَ الأَذى
عَن نَفسِها وَهوَ الَّذي يُؤذيها
يا آلَ مِصرَ وَما يُؤَدّي حَقَّها
إِلّا فَتىً يَكفي الَّذي يَعنيها
هي أمُّكُم لا كانَ مِن أَبنائِها
مَن لا يُواسيها وَلا يُرضيها

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأوقاف وزير الاوقاف خطبة الجمعة اليوم مسجد الشرطة عيد الشرطة صلى الله علیه وسلم الدفاع عن الأوطان وزیر الأوقاف فی مواجهة أمن الوطن واجب على جمیع ا على من

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يعفي خطيباً بطنجة اعترض على الخطبة الموحدة

زنقة 20 | الرباط

أصدر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، قرارا بإنهاء مهام خطيب جمعة بمدينة طنجة أمس الأربعاء.

و يتعلق الأمر بخطيب مسجد المنبر الكبير في منطقة العوامة، و ذلك بعد اتهامه بالزج بالخطبة في حساسيات ضيقة.

وجاء في قرار التوقيف، أنه “بناء على كتابي المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بطنجة-أصيلة عدد 224 بتاريخ 29/06/2024 وعدد 193 بتاريخ 01/07/2024 في شأن عدم التزام السيد أحمد أجندوز، خطيب مسجد المنبر الكبير بالعناصر الموحدة لخطبة الجمعة ليوم 28/06/2024، والزج بها في حساسيات ضيقة، خلافا لمقتضيات المادتين 7 و8 من الظهير الشريف (رقم 1.14.104 الصادر في 20 رجب 1435 الموافق 20 ماي 2014 المتعلق بنتظيم مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم)”.

هذا وانتشر تسجيل صوتي لخطبة الجمعة ، يقول فيه : “والله يحصل لي الشرف أني وقفت وقفة خطيب حر طليق ولست عبدا لأحد، وإنما وقفت لله رب العالمين، وغدا يوم القيامة سأقف بين يدي الله تعالى أنا والمندوب وكل من فصلني، وأقول يا رب هذا الذي منعني أن أبلغ دينك، هذا الذي منعني أن أخطب وأن أبين للناس وللمسلمين شريعتهم ودينهم”.

مقالات مشابهة

  • أوقاف الفيوم تفتتح المسجد العتيق بالجراي بعد إحلاله وتجديده
  • مسجد السيد البدوي بطنطا ينفذ أولى قرارات وزير الأوقاف الجديد
  • المفتي وزير الأوقاف ومحافظ القاهرة يؤدون صلاة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص
  • بالأسماء.. الأوقاف تفتتح 16 مسجدًا اليوم في عدد من المحافظات
  • تشييع جثامين كوكبة من شهداء الوطن والقوات المسلحة
  • تشييع جثامين كوكبة من شهداء الوطن والقوات المسلحة بصنعاء
  • وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بالعام الهجري الجديد
  • وزير الأوقاف يعفي خطيباً بطنجة اعترض على الخطبة الموحدة
  • خطة وزير الأوقاف أسامة الأزهري لتحقيق رؤية وطنية تحت قيادة الرئيس السيسي
  • خطة وزير الأوقاف الجديد لتجديد الخطاب الديني على أرض الواقع (فيديو)