وزير العدل بحث مع نقيب محامي بيروت في شؤون نقابية
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
التقى وزير العدل هنري الخوري قبل ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة، نقيب محامي بيروت فادي المصري على رأس وفد من أعضاء مجلس النقابة. وخلال اللقاء، تناول البحث سبل تطوير مسار العدالة في لبنان بشكل عام إضافة الى شؤون نقابية. بعد الاجتماع، رحّب الوزير الخوري بالوفد، مشيراً الى أن "هذا الاجتماع سيتكرّر لاحقاً لمتابعة أمور عدة مشتركة بين نقابة المحامين ووزارة العدل، وتحديداً معالجة معظم الأمور التي تعترض راهناً مسار العدل والعدالة"، وقال:"لا نريد في هذا السياق أن نستغيب مجلس القضاء الأعلى الذي يبذل كل جهدٍ للقيام بأمور كثيرة، وأنا على اطلاع على هذه الأمور".
وقال إن "الحديث خلال الاجتماع تركّز مع النقيب وأعضاء المجلس على مواضيع عدة تتصل بقطاع القضاء، كما تم الاتفاق على التواصل والتنسيق لمصلحة العدالة ولمساعدة كل ما يحيط بمسار العدالة في لبنان كي يصل كل ذي حق الى حقه، وهذا هو اهتمامنا بعد التراكمات الاقتصادية والأمنية والصحية، آملين أن تكون هذه السنة مختلفة كلياً عن السنوات السابقة، وأن تتلازم الحركة النقابية المتمثّلة بنقابة المحامين والحركة القضائية معاً بهدف خدمة مشروع الحق والعدل". بدوره، تحدث نقيب المحامين فادي المصري عن روحية العمل في نقابة المحامين، قبل أن يتولّى منصب النقيب مع المجالس السابقة، "بحيث يمكننا أن نتحدث عن الأزمة الكبرى التي بدأت في نهاية العام 2019، إذ أننا نعمل على حل المشاكل وتجزأتها كي نتمكن من إيجاد حل لها الواحدة تلو الأخرى، لأنه عندما نكبّر الحجر في ظروف صعبة مادياً ومعنوياً ودستورياً وسياسياً وصحياً نكون كمَن لا نقوم بأي عمل".
وقال:"لقد أتينا اليوم للقاء معالي الوزير مع وفد مجلس نقابة المحامين لنؤكد أولاً على روح التعاون والشراكة مع القضاء وبإشراف وزارة العدل على تنظيم القضاء، علماً أن هناك مشاريع عدة تقوم بها الوزارة وهي مشاريع مهمة لمستقبل العدالة في لبنان، كي تكون عدالة حقيقية وفاعلة لأنه اذا كانت عدالة خارج الزمن ومتأخرة لن تكون عدالة محقة، فوزارة العدل تعمل على مواضيع عدة منها التحوّل الرقمي والتبادل الالكتروني، وأخرى استراتيجية مثل تحديث السجل التجاري، ونحن لنا دور فيها كنقابة المحامين، بحيث يمكننا أن نساعد من خلال القيام بهذا الدور".
وأضاف:" بالموازاة، لا يمكن أن نقبل بتوقّف العدلية عن العمل وكذلك الدوائر القضائية، وبالتالي علينا سدّ الثغرات وتعجيل وتفعيل سير العدالة والعمل القضائي، فنحن نلفت النظر الى كل هذه المحاور ومعالي الوزير على تواصل وتجاوب دائمين معنا، وفي هذا الإطار كان اجتماع اليوم استراتيجياً من ناحية وتكتيكياً لحل المشاكل من ناحية أخرى، ولقد لمسنا كل تجاوب وتعاون من قبل وزير العدل".
وختم النقيب المصري كلمته بشكر الوزير الخوري مؤكداً قيام النقابة بواجباتها تجاه المواطنين لأن الجميع يساهم في تحقيق رسالة العدالة والخدمة العامة، "ومن واجبنا أن نكون مجنّدين دائماً لمواكبة كل ما يمكن أن نقوم به لتسهيل عمل المواطنين وتأمين مصالحهم، إضافة الى تأمين سير العدالة و"قطاع الحق"، لأننا مؤتمنين على هذه الرسالة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة القاهرة الأسبق يدعو إلى تحقيق السلام العالمي القائم على العدل
قدم الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة السابق وأستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة، محاضرة مميزة بعنوان "حلف الفضول الجديد: نحو مشروع عالمي للسلام الدائم”، وذلك ضمن فعاليات جناح منتدى أبو ظبي للسلم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وبدعوة من العلامة الفقيه الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الإماراتي ورئيس منتدى السلم العالمي. والذي وجه له الشكر من جانبه على هذه الدعوة الكريمة، كما وجه الشكر للمفكر الإماراتي الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، على رعايته لهذه الندوة.
وناقش الدكتور الخشت، في محاضرته، الوضع العالمي المأزوم الذي يشهده العالم اليوم، حيث تتشابك النزاعات المسلحة المتوحشة، والفجوة الاقتصادية، والتحديات البيئية والنووية، مع تصاعد خطابات الكراهية والتوترات العرقية والدينية، مشيرًا إلى أن التجارب التاريخية مثل "حلف الفضول" في مكة قبل الإسلام، يحمل دروسًا في العدالة والإنصاف والوحدة يمكن استلهامها لمواجهة تعقيدات العصر الحديث، مؤكدًا أن قيم حلف الفضول تتجاوز الزمان والمكان.
واستعرض الدكتور الخشت، كيف شكل "حلف الفضول" نموذجًا مبكرًا للعدالة في بيئة تسودها العصبية القبلية، إذ كان التحالف يهدف إلى نصرة المظلوم بغض النظر عن الانتماء مما يبرز قيمة المبادئ الأخلاقية النبيلة كأساس للتعايش السلمي، مشيرًا إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أشاد بالحلف لاحقًا، حيث كان نموذجًا لنصرة المظلوم وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأكد الدكتور محمد الخشت، على الحاجة إلى "حلف الفضول الجديد" الذي يقوم على القيم الإنسانية المشتركة مثل العدل، والتسامح، والتضامن العالمي، مستشهدًا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "لو دُعيت به في الإسلام لأجبت"، داعيًا إلى تبني هذه الدعوة التاريخية لبناء عالم يعمه العدل، وتحويل إرث الماضي إلى خارطة طريق لمستقبل تتجاوز فيه الإنسانية انقساماتها نحو تعاون أخلاقي وعقلاني.
وأوضح الدكتور الخشت أهمية إحياء "حلف الفضول القديم"، محددًا المبادئ العملية لـ "حلف الفضول الجديد" الذي تم إطلاقه في أبو ظبي عام 2018، وهي: تعزيز القانون الدولي لضمان عدم انتقائية المساءلة القانونية، وترسيخ سيادة القانون بدلًا من الاستغلال الديني والسياسي، وتحقيق العدالة الاقتصادية بتقليل الفجوة بين الدول وتعزيز التعاون الاقتصادي العادل، وتفعيل الدبلوماسية الوقائية لمنع النزاعات قبل اندلاعها، ورد الحقوق آلى أهلها، وإنصاف المظلومين والمضطهدين والمهجرين، ودعم ثقافة السلام والتسامح من خلال التعليم والإعلام، استنادًا إلى نظرية ستيفن بينكر حول تراجع العنف في المجتمعات التي تبنت ثقافة الحوار والعقلانية.
كما دعا الدكتور محمد الخشت، علماء الدين وقادة الفكر والمجتمع إلى التعاون لإحياء قيم "حلف الفضول"، مؤكدًا أن السلام الدائم يتطلب توازنًا بين القوانين والمبادئ الأخلاقية.
وقدم الدكتور الخشت رؤية للتكامل بين مشروع كانط للسلام الدائم وحلف الفضول الجديد، وذلك عبر توسيع مفهوم السلام ليشمل العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان كوسيلة لتحقيق الاستقرار، واعتماد سياسات دولية تدعم التعايش السلمي بدلًا من فرض الهيمنة السياسية والاقتصادية.
وأكد الدكتور محمد الخشت، أن تحقيق السلام الدائم لا يمكن أن يكون مجرد مسألة قانونية أو أخلاقية فقط، بل هو مزيج من الاثنين، لافتًا إلى أنه إذا استطاع العالم أن يجمع بين العقلانية التي نادى بها كانط، والمبادئ الأخلاقية التي يدعو إليها حلف الفضول الجديد، فقد يكون السلام المستدام ممكنا أكثر مما نظن.
وأوضح الدكتور الخشت، أن حلف الفضول الجديد يجمع بين القيم الأخلاقية والتطبيقات السياسية والاقتصادية الحديثة، مما يجعله نموذجًا قابلًا للتطبيق لتحقيق سلام عالمي قائم على العدالة والتعايش، لافتًا أن التحدي الأكبر يكمن في تحويل هذه المبادئ إلى سياسات عملية تتبناها الدول والمجتمعات والمنظمات الدولية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وعدلًا للبشرية كلها.
واختتم الدكتور محمد الخشت محاضرته بتساؤل جاد حول مدى جاهزية المجتمع الدولي لتبني مشروع “حلف الفضول الجديد” وتطبيقه عمليًا في ظل تعقيدات النظام الدولي، مشيرًا إلى أن الوعي المتزايد بالتحديات العالمية يمثل فرصة لتحقيق نظام عالمي مبني على العدالة والتعايش، ومؤكدًا أنه في ظل التوترات المتصاعدة، يعد المشروع بمثابة بصيص أمل لإرساء قواعد سلام عالمي عادل ودائم يستند إلى القيم الإنسانية المشتركة.
وقد شهدت الندوة حضورًا وتفاعلًا كبيرًا من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذين أبدوا تفاعلًا ملحوظًا وطرحوا تساؤلات حول موضوع المحاضرة، واستمرت الندوة لفترة طويلة، كما دارت مناقشات مطولة بعد انتهاء الندوة بين الدكتور الخشت والحضور في جناح منتدى أبوظبي للسلم.