العسومي: مؤسسة البابطين إحدى منارات الثقافة والعلم في الوطن العربي
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أشاد البرلمان العربي اليوم، بالدور الرائد لمؤسسة عبدالعزيز البابطين كونها إحدى منارات الثقافة والعلم في الوطن العربي في إثراء الثقافة العربية والإسلامية واضطلاعها برسالة حفظ وترسيخ الموروث الثقافي والاعتناء بالأدباء ورجالات الفكر في العالم العربي، وذلك وفق بيان صادر عن البرلمان العربي عقب لقاء رئيسه عادل العسومي مع نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة البابطين الثقافية سعود البابطين بالقاهرة.
وثمن أن العسومي ثمن الدور الرائد للمؤسسة ورسالتها الداعية إلى نشر ثقافة السلام عربيا وعالميا كونها رسالة نبيلة تهدف إلى خدمة الإنسانية.
مسؤول صيني يؤكد أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الكويت منذ 26 دقيقة كردستان العراق: هجوم صاروخي يستهدف حقلا للغاز ويتسبب بقطع الكهرباء منذ ساعة
وأكد أن هذا الصرح الثقافي الكبير فخر للأمة العربية والإسلامية لما يتميز به من تفرد في كثير من الجوانب الثقافية والسياسية ويزخر بتجارب وإسهامات كثيرة في مجالات العلوم والمعرفة وكل ما من شأنه تقدم وتطور الإنسانية.
ومن جانبه أشاد البابطين بالنشاط المتميز للبرلمان العربي على المستوى العربي والإقليمي والدولي خدمة لقضايا الأمة العربية ولتعزيز أواصر العمل العربي المشترك كونه ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار.
وثمن حرص البرلمان العربي وتفاعله مع المبادرات البناءة التي تخدم الشعوب العربية والحفاظ على الهوية العربية من أي محاولات تحاول طمسها.
وأعرب البابطين عن شكره وتقديره للبرلمان العربي لدعوتهم للمشاركة في أعمال جلسته العامة الاخيرة ومنحه تكريما عن والده الشاعر الكويتي الراحل عبدالعزيز البابطين بوسام الريادة تقديرا لإسهاماته المتميزة التي سيخلدها التاريخ في مجال الأدب والشعر والثقافة العربية ولإسهامات مؤسسته (عبدالعزيز البابطين الثقافية) وبرامجها المتنوعة ولجهوده ودوره التنويري في مجال الثقافة العربية والعمل الخيري والتي امتدت للمجال العالمي.
وأكد أنه تكريم مميز كونه جاء من البرلمان العربي الذي يمثل الشعب العربي.
وكان قد تم خلال أعمال جلسة البرلمان العربي العامة التي عقدت في جامعة الدول العربية الاحد الماضي تكريم الشاعر الكويتي الراحل عبدالعزيز سعود البابطين ب (وسام الريادة) حيث تم التأكيد على ضرورة الاقتداء بهذه التجربة المتميزة التي كرست جهودها للنهوض بالثقافة العربية وربط الأجيال بالموروثات الأصيلة في المجال الأدبي والشعري.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: البرلمان العربی الثقافة العربیة
إقرأ أيضاً:
السياحة الثقافية في مسندم.. مشاريع واعدة وخطط تستشرف المستقبل
بين الجبال الشاهقة التي تحيط بها المياه الزرقاء الصافية، وفي أقصى الشمال العُماني، تقف محافظة مسندم كإحدى الكنوز الثقافية الفريدة التي لم تُكتشف بعد على النحو الكافي. فبعيدًا عن شهرتها في مجال السياحة البحرية والطبيعة الخلابة، تحتضن مسندم إرثًا ثقافيًا غنيًا يشكل مزيجًا من التاريخ، والهوية، والجغرافيا، مما يجعلها وجهة مثالية للسياحة الثقافية في سلطنة عمان. في هذا السياق، كان لنا هذا الحوار المعمق مع عمر بن علي الفحل، باحث ومؤرخ في تاريخ المنطقة. من خلال حديثه، رسم لنا صورة واضحة عن الواقع القائم، والمشاريع الواعدة، والتحديات، والمستقبل الممكن للسياحة الثقافية في هذه المحافظة الاستثنائية.
تدفق سياحي متزايد... و مسندم على الخريطة الثقافية
استهل عمر الفحل حديثه بالإشارة إلى أن السياحة الثقافية في محافظة مسندم قد بدأت تحظى باهتمام متزايد من قبل الزوار من داخل السلطنة وخارجها. وقال: "تشهد المحافظة في السنوات الأخيرة تدفقًا كبيرًا من السياح المهتمين بهذا النوع من السياحة، لا سيما أولئك الذين يبحثون عن تجارب أصيلة تربطهم بالمكان وتاريخه".
وأضاف: إن مسندم تزخر بالمعالم الأثرية والثقافية والحضارية التي تمنحها هوية ثقافية خاصة تميزها عن باقي المحافظات.
هوية لا تشبه غيرها... تراث معماري وأزياء ذات دلالات
وعندما سألناه عن أبرز ما يميز الهوية الثقافية لمسندم عن غيرها، أوضح الفحل، أن التراث المحلي في المحافظة يتمتع بفرادة تنبع من التنوع الجغرافي والموروث الاجتماعي. وأكد أن "التراث الثقافي في مسندم يعتبر من أبرز مكونات الهوية الوطنية، ويعكس عمق تاريخ المنطقة وتفاعل الإنسان مع بيئته على مر العصور".
وأشار إلى أن العمارة التقليدية تمثل أحد الملامح الأبرز لهذا التراث، موضحًا أن “بيوت القفل” المنتشرة في القرى الجبلية تُعد شاهدًا حيًا على براعة الإنسان في التكيّف مع التضاريس القاسية. وقال: “البيوت الجبلية، أو بيوت القفل كما تُعرف، صُممت بهندسة معمارية فريدة، متوافقة مع طبيعة الجبال، وهي لا تشبه أي نمط معماري آخر في السلطنة”.
كما تطرق الفحل إلى “عصاة الجرز”، موضحًا أنها ليست مجرد أداة عملية، بل تحمل دلالة ثقافية عميقة، حيث أصبحت رمزًا للقوة والهيبة، وتُعد جزءًا لا يتجزأ من هيئة الرجل في مسندم. وأشار إلى أن هذه العصا تحولت إلى عنصر من عناصر الهوية الثقافية التي نادرًا ما تجد مثيلًا لها في مناطق أخرى من عمان.
مشاريع نوعية: "مركز الزوار في سيح الدير" أنموذجًا
وعند الحديث عن أبرز المشاريع الثقافية التي أُطلقت مؤخرًا في المحافظة، توقف عمر الفحل عند مشروع مهم اعتبره “نقلة نوعية في السياحة الثقافية بالمنطقة”، وهو مركز الزوار في موقع سيح الدير الأثري بولاية دبا. وأوضح أن هذا المركز جاء ليحفظ المكتشفات الأثرية التي عُثر عليها عام 2012، والتي بلغ عددها آلاف القطع.
قال الفحل: “تم توقيع مذكرة تعاون بين مكتب محافظ مسندم وشركة أوكيو لتمويل مشروع المركز، وهو اليوم يشكل واجهة ثقافية وسياحية فريدة، تستعرض تاريخ دبا، وتُعرف الزوار بإرث المنطقة من خلال المعروضات والمقتنيات الأثرية المكتشفة في مدافن سيح الدير”.
وأشار إلى أن العلاقة بين السياحة والمتاحف، أو المراكز الأثرية، هي علاقة تبادلية، “فالسياحة تنعش المتاحف، والمتاحف ترفع من القيمة السياحية للمكان”، مضيفًا إن هذا المشروع سيكون له أثر مستدام في تنشيط السياحة الثقافية إذا ما تم دعمه وترويجه بالشكل الكافي.
تضافر الجهود... شراكة بين الرسمي والمجتمعي
وفي سؤال عن التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، أكد الفحل، أن مثل هذه المشاريع ما كانت لترى النور لولا التعاون الوثيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص. وقال: “لقد شاهدنا نموذجًا حيًا لهذا التعاون في مشروع مركز الزوار، حيث اجتمعت إرادة وزارة التراث والسياحة، ومكتب المحافظ، وشركة أوكيو، لتنفيذ مشروع يحمل أبعادًا ثقافية وتنموية في الوقت نفسه”.
وأوضح أن دعم المجتمع المحلي لا يقتصر فقط على التبرع أو الرعاية، بل يشمل كذلك المشاركة في الحفاظ على الهوية، وإحياء التقاليد، وتقديم صورة حقيقية عن التراث للزائرين، مؤكدًا أن المجتمعات المحلية هي العمود الفقري لأي نجاح في قطاع السياحة الثقافية.
التحديات: التسويق والحماية والتحديث
رغم هذا الزخم في المشاريع والمبادرات، إلا أن السياحة الثقافية في مسندم، بحسب الفحل، لا تزال تواجه عددًا من التحديات التي ينبغي التعامل معها بجدية. وأشار إلى أن من أبرز هذه التحديات “كيفية حماية التراث من العبث أو الإهمال، بالإضافة إلى ضعف التواصل والتسويق للمواقع الثقافية”.
وأكد أن هناك حاجة ملحة لتبني استراتيجيات واضحة تهدف إلى الحفاظ على المواقع التراثية وتوفير التمويل اللازم لأعمال الصيانة والترميم. كما شدد على ضرورة الترويج الذكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: “يمكن أن تُحدث حملة تسويق رقمية ذكية فارقًا كبيرًا في مستوى الإقبال السياحي، خاصة إذا تمت بالشراكة مع الجهات المختصة والمؤثرين في المجال”.
خطط طموحة... وترميم واستثمار متزايد
عند الحديث عن المستقبل، يرى عمر الفحل أن الجهات المختصة في المحافظة تضع السياحة الثقافية ضمن أولوياتها، وهو ما يظهر في حركة الترميم المتواصلة للمواقع التاريخية، وطرح بعض الحصون والقلاع للاستثمار السياحي. وأكد أن “وزارة التراث والسياحة ومكتب محافظ مسندم يسعيان حثيثًا إلى تطوير السياحة الثقافية، وقد لمسنا هذا بوضوح في السنوات الأخيرة من خلال تزايد الفعاليات التراثية، وتحسين البنية التحتية حول المواقع الأثرية”.
وأضاف أن الدعم الموجه للمبادرات التي تهدف لإقامة متاحف خاصة، وتوفير بيئة قانونية وتنظيمية داعمة، يعكس وجود رؤية حكومية جدية لتفعيل هذا النوع من السياحة وجعله موردًا اقتصاديًا ثابتًا.
التراث الشفهي والحرفي... رصيد لا يقل أهمية
وأكد عمر الفحل أن التراث الثقافي لا يقتصر على الآثار المادية فقط، بل يشمل أيضًا التراث الشفهي، والحرف اليدوية، والعادات والتقاليد التي تشكل نسيج الحياة اليومية في مسندم. وقال: “من الأهازيج الشعبية، إلى القصص المتناقلة، ومن الحرف اليدوية التقليدية إلى الطقوس المرتبطة بالمناسبات، كلها عناصر يمكن أن تتحول إلى منتجات سياحية إذا ما تم توثيقها وتقديمها بطريقة مدروسة”.
وأشار إلى أن هناك جهودًا قائمة بالفعل من وزارة التراث والسياحة ومكتب المحافظ، وبعض الجهات المختصة، تهدف للحفاظ على هذا التراث وترويجه، لكنه يرى أن الطريق لا يزال طويلًا، ويتطلب المزيد من الانخراط المجتمعي والتقني في هذا الجانب.
توصيات نحو حضور أوسع على الخريطة الثقافية
في ختام حديثه، قدّم عمر الفحل جملة من التوصيات والمقترحات التي من شأنها أن تعزز من حضور محافظة مسندم على الخريطة الثقافية والسياحية لعُمان والمنطقة. وشدد على أهمية إنشاء منصات رقمية تفاعلية تسمح للناس من مختلف دول العالم بالمشاركة في الفعاليات الثقافية والمهرجانات التراثية التي تُقام في المحافظة.
كما دعا إلى إشراك أبناء مسندم، خصوصًا المهتمين بالثقافة، في المعارض الدولية التي تشارك فيها سلطنة عمان، مؤكدًا أن هذا من شأنه أن يعزز من قدراتهم، ويوسّع من شبكاتهم الثقافية، ويمنحهم أدوات حديثة للترويج لتراثهم.
وأخيرًا، عبّر عن أمله في إقامة مهرجان تراثي دولي سنوي في المحافظة، يُنظم بطريقة احترافية تجمع بين الأصالة والابتكار، ليكون نافذة عالمية على التراث الغني الذي تتمتع به مسندم، وقال: “لدينا الإمكانيات، ولدينا التاريخ، وينقصنا فقط القرار الجريء لصناعة حدث ثقافي يكون على مستوى ما تستحقه مسندم من حضور”.