خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
المناطق_واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه، وتجنب مساخطه ومناهيه.
أخبار قد تهمك عمليات تعقيم وتبخير وتنظيف على مدار الساعة.. لاستقبال قاصدي المسجد النبوي 25 يناير 2024 - 10:43 صباحًا الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين: أكثر من ٢٥ ألف سجادة بالمسجد النبوي لراحة المصلين 24 يناير 2024 - 12:06 صباحًا
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: العقلُ أصلُ المعرفة، ومادةُ الفهم، وينبوعُ العِلم، ومَرقاةُ الأدب، به تَظهرُ الحقائق، وتَلُوحُ الخَفِيات، وتُوزَنُ الأمور، وتُكتسبُ الفضائل، وهو نعمةٌ يُنعِمُ اللهُ بها على مَن أراد كرامتَه مِن عباده، وقَضى له بحُسن العاقبة في مَعاده، قال تعالى: (لآيات لقوم يعقلون) وقال تعالى: (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) وقال تعالى: (هل في ذلك قسم لذي حجر) أي: لذي العقل والنُّهى، كما أن العقلُ نورٌ في القلب كنور البصرِ في العين، يَنقُصُ ويزيد، ويذهبُ ويعود، يُدرِكُ به المرءُ الأشياءَ على ما هي عليه مِن ماهية مَبانيها، وصحةِ مَعانيها، ويُصيبُ الرأيَ الصواب، ويُدركُ البيان، ويمتنعُ عما لا يَجْمُل، فهو في سَداد ورَشاد وإمداد، حيث قال عمرُ رضي اللهُ عنه: (أصلُ الرجلِ عقلُه) وقيل لعبدِالله بنِ المباركِ رحمه الله: (ما خيرُ ما أُعطيَ الرجل؟ قال: غريزةُ عقل) وقال الحسنُ البصريُّ رحمه الله: (ما تمَّ دينُ عبدٍ قطُّ حتى يَتِمَّ عقلُه).
وأضاف؛ للعقل أماراتٌ على صاحبه، وصفاتٌ تدُل عليه، فأولُ صفاتِ العاقلِ العقلُ عن الله تعالى في أمره ونهيه، والإيمانُ به، والاتباعُ لرُسُله، قال تعالى: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) وقال تعالى عن أصحاب النار عِياذًا به منها: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير). والعاقلُ لا يُقدِّمُ عقلَه على النقل، ولا يُخضِعُ الشرعَ تبعًا لرأيه، فلا يَسلَمُ إسلامُ العبدِ إلا بالتسليمِ التامِّ لنصوص الوحيين الشريفين، والإذعانِ لهما، والعملِ بهما، حيث قال الزُّهريُّ رحمه الله: (مِن الله الرسالة، وعلى رسول الله ﷺ البلاغ، وعلينا التسليم) وقال ابنُ القيم رحمه الله: (كلُّ مَن له مِسْكةٌ من عقل يعلمُ أن فسادَ العالمِ وخرابَه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل). والعاقلُ يتأمُّلُ في مُلك الله وملكوته، ويتدبرُ آياتِه ودلائلَ قُدرته، قال تعالى: (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين*وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون*واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون).
وأردف في خطبته قائلاً: “العاقلُ لا يُؤثِرُ اللذةَ العاجلة، ولا يُقدِّمُ المتعةَ الزائلة؛ لأنه يعلمُ أن الدنيا ظِلُّ غَمام، وحُلُمُ مَنام، لا تُبقي على حالة، ولا تخلُو من استحالة، السكونُ فيها خَطَر، والثقةُ بها غَرَر، والإخلادُ إليها مُحال، والاعتمادُ عليها ضلال”، حيث قال تعالى: (وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) وقال تعالى: (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون). كما من صفات العاقل حُسْنُ السمت، وطولُ الصمت، وعدمُ الابتداءِ بالكلام إلا حينَ السؤال، وعدمُ الجوابِ إلا عند التثبُّت. والعاقلُ لا يَستحقرُ أحداً، ولا يَخفى عليه عيبُ نفسِه؛ لأن مَن خَفِي عليه عيبُه خَفِيت عليه محاسنُ غيره. والعاقلُ إذا عَلِم عَمِل، وإذا عَمِل تواضع، وإذا نظرَ اعتبر، وإذا صَمَت تفكر، وإذا تكلم ذَكر، وإذا أُعطيَ شكر، وإذا ابتُليَ صبر، وإذا جُهِل عليه حَلُم، وإذا سُئل بَذل، وإذا نطق صدق.
وأوضح؛ بأن العقلُ نعمةٌ من الله كُبرى، ومِنحة عُظمى، حقيقةٌ بشُكرِ الله وحَمْده، ومِن شُكره سبحانه حفظُه مما يُكدِّرُ صَفوَه وصَفاءَه، ويُعكِّرُ نورَه ونقاءَه، ومِن ذلك الهوى، فهو للعقل مُضاد، وللخير صاد، وهو مَركبٌ ذميمٌ يسيرُ بالإنسان إلى ظُلُمات الفتن، ومَرْتَعٌ وخيمٌ يُقعِدُه في مواطن المحن، حيث قال تعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله، وابتغاء الوسيلة إلى الله، والعمل بالطاعات، واجتناب المعاصي والسيئات، للفوز بسعادة الدنيا، ورضوان الله، وجنة النعيم التي أُعدّت للمتقين.
ودعا فضيلته إلى التوسّل إلى الله عزّ وجلّ بأسمائه وصفاته، بطلب ما عنده من الخيرات، ودفع ما قُدّر من الشرور والمكروهات، مذكّراً أن مبدأ الخيرات من الله، وتقدير المخلوقات شرّها وخيرها هو بقدرٍ من الله، فلله الحجّة البالغة، والحكمة التامّة، إذ قال الله تعالى: “مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”.
وقال الشيخ عبدالرحمن الحذيفي: إذا كانت الخيرات كلها بيد الله، والمقادير كلها بقضاء الله وقدره، والموت والحياة بيد الله، والرزق بيده عزّ وجلّ، فكيف يلتفت القلب إلى غير الخالق المدبّر الرحيم، فلا يأتي بالخيرات والحسنات إلا الله، ولا يدفع الشرور والسيئات ولا يعيذ من النار إلا الربّ جلّ وعلا، ولا يكون في هذا الكون شيء إلا بعلم الله سبحانه وتعالى، ولكن لا يُنال ما عند الله من الخير إلا بالأسباب التي شرعها وأمر بها، وجوباً أو استحباباً، ولا تدفع الشرور والعقوبات في الدنيا والعذاب في الآخرة إلا بترك المعاصي والمحرّمات، قال تعالى: “مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.
وأوضح فضيلته أن سور القرآن الكريم تبدأ باسم الله الرحمن الرحيم، مبيناً أن الرحمة صفة الربّ تبارك وتعالى، كما أرسل الله تعالى نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – رحمة للعالمين، فقال جلّ وعلا: ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”.
وبيّن فضيلته أن من رحمة الله سبحانه لعباده أن فرض الفرائض عليهم ليرتقوا في درجات الكمال، وحرّم عليهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ليتطهّروا من الخبائث والنجس والرجس، مستدلاً بقول الله تبارك وتعالى: ” مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَاكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
وأضاف، أن الرحمة تعاون على كل فضيلة، وتسابقٌ على كل خير، مبيناً أن الرحمة تتأكد على الولد برعايتهم وتعليمهم والحفاظ عليهم من قرناء السوء، وإلزامهم بالنشأة الإسلامية ليتأهل للحياة الكريمة، فالأسرة هي بناء المجتمع، كما تتأكد الرحمة على الغني للفقير بسدّ حاجته، وعلى القوي للضعيف برفع ضعفه، وعلى القادر للعاجز، وعلى الكبير للصغير، وعلى ذي الجاه لمن دونه، وعلى العالِم للجاهل فيما يحتاجه، وعلى الولد للوالدين ببرهما والإحسان إليهما، وبين الزوجين بالمودة والرحمة، وعلى من يقدر على قضاء حاجة المحتاج الملهوف، وعلى ذي الرحم لرحمِه بأنواع الصلة والنفع المقدور عليه.
وبيّن أن في القرآن الكريم آية لو عمل بها العباد لجمع الله بهم بها كل الخيرات وصرف عنهم كل الشرور والمكروهات، وهي قول الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” مبيناً أن في الآية أمرٌ بالتقوى، بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه، والتقرّب إلى الله بأنواع الوسيلة التي هي أنواع القربات كلها، فكل طاعة هي وسيلة إلى الله سبحانه، وكل معصية تركها العبد لربّه هي وسيلة لرضوان الله سيحانه وتعالى، وإلى سعادة الدنيا وجنات النعيم.
وختم فضيلته الخطبة، مبيناً أن الحسنة منّة من الله بجميع الوجوه، والسيئة من العبد فالله قدّره عليه، فليفرح المسلم بالطاعة، والنجاة من المعصية، ففي ذلك الثواب والنجاة من العقاب، كما أن المسلم مهما تقرّب من الله مهما اجتهد في عمله، مورداً قول الحق تبارك وتعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة المسجد النبوی وقال تعالى الله تعالى قال تعالى رحمه الله إلى الله حیث قال من الله ن الله
إقرأ أيضاً:
عبادة إذا فعلتها يديم الله عليك نعمه.. الإفتاء توضحها
كشفت دار الإفتاء المصرية عن عبادة تديم عليك نعم الله، وقالت: إن هناك عبادة عليك فعلها إذا أردت أن يديم الله عليك الإنعام، وهى المداومة على صلة الأرحام.
وأشارت الى، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك» (رواه البخاري). ومعنى أَصِلُ مَن وصلك: أَمْنُنْ عليه بالإنعام جزاء صلته لرحمه.
صلة الرحم من أسباب البركة
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن صلة الأرحام من أهم أسباب البركة في الحياة واستمرار الرزق، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"، موضحًا أن قطيعة الرحم تؤدي إلى فساد الأرض وحرمان الإنسان من التوفيق والرحمة.
وأشار رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال تصريحات تلفزيونية،، إلى أن من أعظم صور الظلم أن يُحسن الإنسان إلى أقاربه فيقابلونه بالإساءة، ومع ذلك، فإن الإسلام يحث على مقابلة السيئة بالحسنة، كما جاء في قوله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
وأضاف أن النبي ﷺ أكد على خطورة قطيعة الرحم حينما قال: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله"، مبيّنا أن الرحم ستقف يوم القيامة لتشكو من قطعها، وسينال القاطع عقوبته من الله.
وتابع أن صلة الرحم لا تقتصر على الأقارب فقط، بل تمتد إلى الإحسان إليهم وكف الأذى عنهم، مشددًا على ضرورة مراجعة الإنسان لنفسه وعلاقته بأهله، حتى يعيش حياة طيبة مملوءة بالبركة والتوفيق.
عقوبة قطع الرحم
- عدم قبول الله تعالى عمل الفرد؛ حيث إنّ الله تعالى لا يرفع له عمله.
- تغلق أبواب السماء أمام قاطع الرحم.
- عدم نزول الرحمة على قومٍ فيهم قاطعٌ للرحم.
- تعجيل العقوبة لقاطع الرحم في الدّنيا قبل الآخرة.
صلة الرحم تكون ب:
١- تبادل الزيارات.
٢- مشاركة الأفراح والأحزان.
٣- ردّ الأذى والسوء عنهم.
٤-تفقّد أحوالهم.
٥- إصلاح ذات بينهم عند وقوع المشاحنات والخصامات والبغضاء.
٦- احترام الكبير والعطف على الصغير.
٧- مساعدتهم ماديًّا ومعنويًّا.