إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بجناح الأزهر تتصدر معرض الكتاب
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزواره كتاب "تاريخ الأنبياء.. تحقيق وتوثيق"، بقلم الدكتور محمود عبده نور الدين أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الازهر، ضمن إصدارات مجمع البحوث الإسلامية.
يشير المؤلف إلى أن تاريخ الأنبياء والرسل هو أثبت الحلقات وأظهرها في صراع الخير مع الشر في التاريخ البشري، تلك الحلقات التي أتى الخير فيها بحججه وآياته وأدلته ومعجزاته، فأعرض الشر بجحوده وكبريائه، ثم استجاش على الخير بجنوده وقرنائه، وقد كان الحوار والجدال، ثم الصراع والنزال، فحق الله الحق بكلماته، فنصر الخير وأظهره، وأزهق الباطل وأضمره، فخسف به تارة، وأغرقه أخري، وأخذته الرجفة مرة، وفوجئ بالصيحة أخرى، وقد تخللت هذه المواجهات الدهر كله، منذ آدم عليه السلام إلى نبينا محمد عليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام.
ويلفت المؤلف إلى أن حلقات الأنبياء والرسل وأقوامهم وأحوال عصورهم هي الحلقات الأظهر والأشهر في معظم عصور التاريخ البعيد - على الأقل، لأن أخبارهم قُصت لنا بأحسن القصص، ومن خلال أبعادها الجوهرية ومقاصدها الإنسانية، ودروسها التاريخية، من خلال مَنْ خلقهم والعالم بهم وبأحوالهم ومصائرهم سبحانه وتعالى، في أوثق وأصدق مكتوب ومنشور على مر العصور والدهور، حيث تفردت النصوص المقدسة بجل هذا التاريخ - على الأقل، مع قليل مما صح من النصوص الأخرى، مشيرا إلى أن نصوص القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية هي المصدر الأساس، والمورد الأهم في كل ما يتصل برسل الله وأنبيائه.
ويشتمل الكتاب على مقدمة تتناول أربعة مباحث كالتالي: النبوة والرسالة، ضرورة النبوة للمجتمع الإنساني، الدين رسالة الأنبياء والرسل إلى أقوامهم، رسالة الأنبياء دينيا ودنيويا. ثم يسرد الكتاب قصص الأنبياء كالتالي: آدم عليه السلام، إدريس عليه السلام، نوح عليه السلام، هود عليه السلام، صالح عليه السلام، إبراهيم عليه السلام، لوط عليه السلام، إسماعيل عليه السلام، إسحاق عليه السلام، يعقوب عليه السلام، يوسف عليه السلام، شعيب عليه السلام، أيوب عليه السلام، ذو الكفل عليه السلام، موسى وهارون عليهما السلام، يوشع بن نون عليه السلام، موسى والخضر عليهما السلام، داود عليه السلام، قصة لقمان الحكيم عليه السلام، سليمان عليه السلام، إلياس عليه السلام، اليسع عليه السلام، يونس عليه السلام، زكريا ويحيى عليهما السلام، عيسى عليه السلام.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض الكتاب جناح الأزهر تاريخ الأنبياء تحقيق وتوثيق علیه السلام
إقرأ أيضاً:
هزائم الأنبياء
بقلم : هادي جلو مرعي ..
من قال إن الأنبياء والرسل: إنما بعثوا لإنهاء المشكلة؟ في الواقع إنهم جاءوا بإشارات، ورسائل محددة تتعلق بالتوحيد والإصلاح والتغيير، ولكنهم لم يجبروا أحدا على إتباعهم ( من شاء فليكفر.ومن شاء فليؤمن).
قد يتوهم متوهم إن عصور الأنبياء هي العصور المثالية، ولكن الوقائع تشير الى غير ذلك. فمعظمهم عاشوا في ظروف غاية في التعقيد، وكانت نسبة الفقر والحرمان عالية، بينما ظواهر النفاق مستشرية، والظلم يشتد، ويستهدف المستضعفين الذين كانوا يلقون من الأنبياء المواساة، ولم يتغير حالهم تماما فالعدالة الإجتماعية، وتوزيع الثروات، وتحسين ظروف المعيشة، ونظام الحكم تحتاج الى مدى أوسع من المخصص للنبي والرسول، فهناك إمتداد زماني ومكاني قد لايتلائم والتعقيدات المحيطة بمسيرة كل واحد منهم، ولذلك كانت الحوادث والوقائع تشير الى إنهم بعثوا للتنبيه الى وجود الخالق، أما انظمة الحكم فهي شأن بشري يرتبط بثقافات الشعوب، وحاجاتها، ونوع القادة فيها المسؤولين عن وضع آليات الحكم الرشيد الذي يستلهم الأحكام الدينية، أو يضع القوانين وفقا لمعادلات يعتمدها العقلاء، والدليل: إن ثلاثة ارباع البشر عبر تاريخ الإنسانية الطويل يعيشون ويحكمون دون أن يؤمنوا بماجاء به أنبياء بعينهم. مايريده الرب يتميز بالوحدة الموضوعية: وهي أن البشر جميعهم في النهاية يعودون الى ذات القوة ويستسلمون لجبروتها، وهم يميزون بين الحق والباطل، وعليهم أن يتمسكوا بنظم العدالة.
في بلدان عدة هناك مئات ملايين البشر لايعترفون بوجود الإله الواحد، ومنهم من يتوسل بالأبقار والأشجار، ويقدس الأفعى والقرد والنار، ولكنهم يعيشون ويبحثون عن ذات الملاذات والطموحات التي يبحث عنها من يعيش بترف مادي، ويدعي انه مؤمن بالإله الواحد، ويمارس أشكال الملذات، بينما الفقراء الذين لايملكون قوت يومهم يهتمون ببعضهم، ويعملون بصدق دون أن يتنبهوا الى ماتبحث فيه الأديان الكبرى.
عظمة الإله الواحد تقتضي طي الأشياء وتفاهتها في مقابل تلك العظمة، ولعل اصدق وصف لذلك ماقاله الشاعر:
ألا كل شيء ماخلا الله باطل
وكل نعيم لامحالة زائل