50 عاما على إختفاء وابور الجاز
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
وابور الجاز ، زمان وأيام زمان ، حينما حل ضيفا جميلا بمنازل الأرياف والحضر في المنيا ، كان بمثابة ثورة صناعية ، وأصبح من يمتلك وابور الجاز ، يعد من أصحاب المال والرفاهية ، بعدما كان الــ( كانون ) والــ (تنور ) ، والذي يوقد بالحطب والــ(جلة ) لطهي الطعام وتسخين المياه ، حتى أنه أساسي في مسلتزمات وعفش الزوجة ، ويسجل ضمن قائمة المنقولات الزوجية .
فكانت الأسر المنياوية تلتف حول الوابور في الشتاء أثناء طهي الطعام أو عمل الشاي للتدفئة خاصة خلال فصل الشتاء ومع نار وابور الجاز يحلو السمر ، وكان يعمل بالكيروسين ( الجاز ) ، حتى حل حديثا البوتاجاز وإسطوانات الغاز ، والغاز الطبيعي ، وأصبح العمل على تصنيع أو إصلاح الوابور أحد المهن المندثرة في مصر، بعد سنوات طويلة من اعتماد المصريين عليه في الطهي قبل ظهور الأجهزة الأحدث ، فـ "الوابور" أو "البابور" هو أداة الطهي القديمة التي كانت جزءا أساسيا من مطبخ كل منزل مصري ، وهي عبارة أنبوب معدني ذو فوهة نارية ، وشاع استخدامه قديما في اعمال الطهي.
وظهر بابور الجاز لأول مرة عام 1892 ، عندما سجل المخترع والمهندس السويدي فرانس ويلهلم يندكفيست موقد الكيروسين ، ويعتمد البابور على حرق غاز البارافين ، وكان التصميم ناجحًا للغاية ، وتم إنشاء شركة لتصنيع الموقد ، كان النموذج رقم 1 (No.1 stove) هو النموذج الأول ، وبعد ذلك توسعت الشركة في طرح العديد من النماذج الأخرى ، لإستهداف الأسواق المختلفة في كل العالم.
ومضى أكثر من 150 عامًا على هذا الإختراع ، والذي أحدث ثورة في طريقة طهي الطعام والتدفئة وأيضًا الإنارة ، في البداية اعتمد يندكفيست على موقد اللحام اليدوي ، اشترك فيما بعد مع جاي في سفينسون على إنشاء مصنع Kerosene Stove لتصنيع المواقد الجديدة ، والتي تم بيعها تحت اسم Primus، وسرعان ما تم تصميم أحجام وأشكال عديدة من المواقد وفي وقت سابق حصلت شركة Bahco ومقرها ستوكهولم على الحقوق الحصرية لبيع الموقد عام 1889.
وسرعان ما اكتسب الموقد الجديد ، سمعة كموقد موثوق وفعال في عمليات الطهي والإنارة والإستخدام اليومي ، وكان أداءه جيدًا واستخدمه ريتشارد إيفلين في رحلات اكتشاف القطب الجنوبي والشمالي ، وكان بابور الجاز الأول مصدر إلهام للعديد من المبتكرين الآخرين ، حيث انتشر هذا النمط بطرازات مختلفة لشركات أخرى في ، المانيا ، وفرنسا ، ، وإنجلترا ، والعديد من دول العالم.
ودخل وابور الجاز الشرق الأوسط بعد 50 عاما من ابتكاره الأول ، وبدأت الدول أجمع في تصنيعه محليًا بعد ذلك للإستخدام اليومي، لأنه كان وسيلة آمنة ونظيفة بالنسبة لوسائل الأخرى المستخدمة في تلك الآونة ، وكان لمصلح البوابير شأن كبير في المجتمعات قديمًا.
وكان الموقد الأول مصنوع من النحاس ، يحتوي على خزان في قاعدة الجسم صاعد منها أنبوب أعلاه فتحة علوية مصنوعة من الفولاذ لتعبئة الكيروسين ، والموقد مثبت على 3 أرجل للدعم ، مزود بمفتاح لتفريغ ضغط الهواء الداخلي ، والفتحة العلوية بها مكبس لعدم رجوع الهواء داخل الخزان ، من أجل زيادة الضغط الداخلي ، وبالفتحة العلوية يوجد عيون البابور لإنتاج اللهب ، بها 3 مواسير من النحاس.
كان الموقد الأول يزن حوالي 2.5 رطل أي 1.1 كيلوجرام وارتفاعه 8.5 بوصة ، يعادل 220 ملم ، والقطر 180 ملم، وكان الخزان يتسع لنحو 1.1 لتر من الجاز ليتم إشعاله لمدة 4 ساعات متواصلة تقريبًا، ويعد بابور الجاز بمثابة نقلة حضارية في وقت اختراعه حيث كانت جميع القرى الأوروبية تعتمد على الحطب بسبب الطبيعة الشجرية، وانتشر البابور بين الناس وتم النظر إليه كتكنولوجيا جيدة رائعة أراح الكثيرين حول العالم من إشعال الحطب ومن الرماد وغبار الفحم ورائحة الدخان، وكان الموقد الجازي أكثر راحة وأمان.
بعد فترة من الوقت تحول البابور ليُشكل أهمية اجتماعية ونفسية ، وظهر منه عدة أشكال مصنوعة من النحاس ، لأغراض الطهي ومصنوعة من الزجاج لغرض الإنارة ، وأخرى لغرض التدفئة ، مازالت شركة Primus تنتج العديد من طرازات بوابير الجاز ، ولكن بشكل معدل عن النسخ القديمة وبمزيد من مستوى الأمان والنظافة ، وتحول البابور القديمة لقيمة تراثية يحكيها الأجداد للأبناء.
ونظرًا لتطور الحياة في شتى المجالات ، اختفى الإعتماد على وابور الجاز ، فأيام الأجداد كان «الوابور » أحد أهم مكونات الأجهزة المنزلية ، وكان على رأس جهاز العرائس لتستخدمه في أعمال الطهي ، الآن تعاني المهنة بشكل كبير من الإنقراض ، بعد ظهور أدوات الطهي الحديثة والبوتاجازات المختلفة وغيرها من الأجهزة المتنوعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أخبار محافظة المنيا
إقرأ أيضاً:
حدث في مثل هذا اليوم| 29 عاما علي رحيل الإعلامي أحمد سمير
تحل اليوم الذكري الـ ٢٩ لرحيل الإعلامي والمذيع اللامع أحمد سمير، والذي تميز بصوت رخيم ووقور كان قارئ نشره ومقدم برامج سياسية من الطراز الرفيع وتغطيته الاحزان السياسيه الهامه، وقدرته الفائقه علي الارتجال علي الهواء.
الإعلامي الراحل تولى رئاسه القناه الاولي وحقق نجاحًا رائعًا في حسن الإداره، وهو صاحب فكره إقامة ليالي التليفزيون، واستمرت تلك اليالي الغاليه لسنوات طويله واكتشفت العديد من المطربين والمطربات.
الإعلامي الراحل كان بلا شك من رموز التلفزيون المصري في عصره الذهبي، وكان زوج الإعلامية سهير شلبي، رحل في مثل هذا اليوم عام ١٩٩٥ عن عمر ناهز ٥٥ عام.
وفي مثل هذا اليوم من ٤٩ سنه حقق فريق الزمالك فوزا تاريخيا على النادي الإنجليزي الكبير، دربي كاونتي بهدف سجله نجم الزمالك ومنتخب مصر الراحل طه بصري في منتصف الشوط الثاني.