محللون إسرائيليون: انتقادات نتنياهو وسموتريتش لقطر غير مبررة وتهدد المفاوضات
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
القدس المحتلة– اتفقت تقديرات المحللين الإسرائيليين على أن الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وإساءة الوزير بتسلئيل سموتريتش إلى دولة قطر، غير مبررة، وقد تعرقل مسار المفاوضات الذي تقودها قطر ومصر بالتعاون مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
وانتقد بعض الكتاب الإسرائيليين نهج نتنياهو وسموتريتش تجاه الدوحة، ومزاعمهما أن قطر تمول حركة حماس وترسانتها العسكرية، بناء على تقديرات تفيد بأن قطر قامت على مدى السنوات الثماني الماضية بتحويل 10 ملايين دولار شهريا إلى قطاع غزة.
وكانت المنحة القطرية قد وزعت على 100 ألف أسرة مدعومة في القطاع، من خلال آلية لم تكن لحماس أي علاقة بها ولا أي تأثير، وهي المنحة التي منعت -باعتراف كثير من الإسرائيليين- تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل الحصار.
وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش (وكالة الأناضول) الوساطة في خطر
ووجه مراسل الشؤون السياسية في صحيفة هآرتس، يهوناثان ليس، انتقادات شديدة اللهجة إلى نتنياهو، بسبب انتقاده للدوحة ودور الوساطة الذي تقوم به، والإساءة التي وجها وزير المالية إلى قطر، مؤكدا أن هذا النهج لرئيس الوزراء يعرض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر.
ورجح الصحفي الإسرائيلي أنه رغم المشاكل التي سببتها تصريحات نتنياهو وسموتريتش، فإن القطريين لن يعرضوا جهود الوساطة للخطر، لافتا إلى أن "القطرين سيواصلون النهج الدبلوماسي، ولن يأخذوا موقفا مناهضا أبدا بسبب خلاف مع شخص واحد".
وبحسب وجهة نظر الصحفي الإسرائيلي، فإنه منذ عام 2012، وعلى مدى ما يقرب من عقد من الزمن، قام نتنياهو بتمكين وتشجيع التدفق التراكمي لأكثر من مليار دولار من دولة قطر من أجل رفاهية وإغاثة سكان قطاع غزة المحاصر.
ولفت إلى أنه بعد الهجوم المفاجئ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يفاجأ أحد على المستوى السياسي الإسرائيلي بقرار نتنياهو اختيار قطر لقيادة الاتصالات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن صفقات الرهائن والاحتياجات والمساعدات الإنسانية ووقف مؤقت لإطلاق النار.
ويعتقد أن محاولة رئيس الوزراء التنصل من كل ذلك الآن وشن الهجوم من قبل وزرائه على قطر، هي "محاولة خرقاء وسخيفة لدرجة أنه لا يسع المرء في إسرائيل إلا أن يتساءل عما إذا كان هذا النهج لنتنياهو يعرض الآن المحتجزين للخطر، وذلك لمجرد البقاء في السلطة وتبرئة اسمه في أي لجنة تحقيق مستقبلية ستشكل".
حضور قطر
وتعليقا على هجوم نتنياهو وسموتريتش على الدوحة كتب المحلل السياسي، أمير بار شالوم، مقالا في الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" قال فيه إن "السحابة الحمضية القطرية تحوم فوق إسرائيل منذ سنوات. حقائب الأموال ذهبت إلى حماس من قطر. وقد وجد كبار مسؤولي حماس منزلا دافئا في قطر".
وأضاف المحلل السياسي "من ناحية مولت قطر حماس، ومن ناحية أخرى حاولت التوسط في جهود تحرير المختطفين الإسرائيليين، كل شيء معروف ومألوف".
وكالعادة، حيث الفوضى بالمشهد السياسي خلال الحرب، يقول بار شالوم "نجد سموتريتش، هائجا كالفيل من المستوطنات، ليسارع في توجه الانتقادات الحادة إلى قطر، دون أن يفكر بتداعيات ذلك، وانعكاس تصريحاته على مساعي الوساطة القطرية لتحرير المختطفين الإسرائيليين، دون أن يأبه حتى بسلامتهم ومصيرهم".
ليس من قبيل المبالغة أن التقديرات تجمع أنه خلافا لإساءة سموتريتش وإعلانه الحاسم برفض أي حضور للدوحة بغزة بعد الحرب، يقول المحلل السياسي إن "قطر سوف تكون ضالعة وشريكة بشكل كبير فيما يحدث في غزة في اليوم التالي للحرب".
وعزز بار شالوم هذه التقديرات لدور قطر بغزة في اليوم التالي، بالقول "سيتعين على شخص ما أن يمول عملية إعادة الإعمار الضخمة التي ستكون مطلوبة في غزة، ومن الصعب أن نتصور أن عائلة نتنياهو أو سموتريتش ورجاله بمقدورهم أن يمولوها بأنفسهم".
مظاهرة سابقة في تل أبيب لأهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز) تساؤلاتالطرح ذاته تبناه مقال لهيئة تحرير الموقع الإلكتروني "واينت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الذي تساءل عن التوقيت لإقدام رئيس الوزراء ووزير ماليته على مهاجمة قطر، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن انفراجة في المفاوضات ومرونة بموقف حماس نحو صفقة تبادل محتملة، ووقف إطلاق نار لمدة شهر.
وجاء في مقال هيئة التحرير "في خضم المفاوضات مع حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، يجد نتنياهو نفسه على خلاف مع الوسيطين قطر ومصر، اللذين تربطهما علاقات متينة مع حماس".
وتساءل المقال كيف يمكن إسماع انتقادات وإساءة إلى قطر من مسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، في وقت تتواصل فيه جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة والقاهرة، إلى جانب الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق مع حماس، وفي وقت أجرى مبعوث واشنطن الخاص للشرق الأوسط بريت ماكجورك، مباحثات ماراثونية وجولات بين مصر وقطر؟.
وأشار مقال هيئة التحرير إلى أن "علاقة تل أبيب مع القاهرة والدوحة في هذه المرحلة جوهرية، وأمر في بالغ الأهمية لإطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى صفقة لا تكون سيئة قدر الإمكان بالنسبة لإسرائيل".
لكنه رغم اقتناع الجميع في إسرائيل بأهمية الوساطة القطرية والمصرية لتحرير المحتجزين، أوضح الموقع الإلكتروني أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفض تلقي مكالمة هاتفية من نتنياهو، بينما اتهمت وزارة الخارجية في قطر رئيس الوزراء الإضرار بجهود الوساطة لأسباب سياسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نتنیاهو وسموتریتش رئیس الوزراء فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تُسلم المُجتجزين الإسرائيليين للصليب الأحمر
أتمت حركة حماس، قبل قليل، مراسم تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود والأسير الإسرائيلي جادي موزيس لمُمثلي الصليب الأحمر.
اقرأ أيضاً.. صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
ويأتي تسليم الأسيرين إلى الصليب الأحمر تمهيداً إلى عودتهما من جديد إلى إسرائيل بُناءً على صفقة تبادل الأسرى الذي يتضمنه اتفاق إنهاء الحرب.
وحرصت حركة حماس أن يتم التسليم أمام منزل القيادي الراحل في الحركة يحيى السنوار في مدينة خان يونس في قطاع غزة.
وبدا لافتاً الفوضى الكبيرة التي واكبت مراسم التسليم، وتأخر تحرك سيارة الصليب الأحمر بسبب احتشاد مئات أهالي خان يونس حول السيارة.
الجدير بالذكر أن أربيل يهود تبلغ من العُمر 29 سنة، فيما يبلغ جادي موزيس من العُمر 80 سنة، ويحمل الجنسية الألمانية.
تحرص الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، على إبرام صفقات تبادل الأسرى من خلال احتجاز جنود إسرائيليين أو الاحتفاظ بجثامينهم، بهدف الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها. في المقابل، ترى إسرائيل أن هذه الصفقات تحمل أبعادًا سياسية وأمنية معقدة، وتسعى إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب مع تقديم أقل التنازلات الممكنة. ومن أبرز عمليات التبادل التي تمت، "صفقة شاليط" عام 2011، حيث أفرجت إسرائيل عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزًا لدى حماس منذ عام 2006. وقد شكلت هذه الصفقة تحولًا مهمًا في استراتيجيات التفاوض، إذ أثبتت قدرة المقاومة الفلسطينية على فرض شروطها رغم الضغوط الدولية والإسرائيلية، كما ساهمت في تعزيز مكانة حماس بين الفلسطينيين نظرًا لنجاحها في تحقيق مطالب الأسرى.
على مدار السنوات، استمرت الفصائل الفلسطينية في السعي لإبرام المزيد من صفقات التبادل، حيث تظل قضية الأسرى الفلسطينيين أولوية بارزة بسبب معاناتهم المستمرة داخل السجون الإسرائيلية، والتي تشمل الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، وظروف الاحتجاز القاسية. في المقابل، تعمل إسرائيل على عرقلة هذه الجهود عبر تشديد القيود على الأسرى الفلسطينيين والحد من فرص الإفراج عنهم. ورغم التحديات، تبقى صفقات التبادل أداة فعالة تحقق