الصين تستجيب للطلب الأمريكي بشأن الحوثيين وتوجه لإيران طلبا ورسائل تهديد غير مباشرة
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
قالت وكالة رويترز إن مسؤولين صينيين طلبوا من نظرائهم الإيرانيين الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
ونقلت الوكالة عن مصادر إيرانية ودبلوماسية أن المناقشات بشأن الهجمات والتجارة بين الصين وإيران جرت خلال عدة اجتماعات عقدت مؤخرا في بكين وطهران.
وأحجمت المصادر عن إعطاء أي تفاصيل أخرى حول موعد عقد الاجتماعات، أو من الذي شارك فيها.
وقال مسؤول إيراني مطلع على المداولات - تحدث إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هويته- بشكل أساسي، تقول الصين "إذا تضررت مصالحنا بأي شكل من الأشكال، فسيؤثر ذلك على أعمالنا مع طهران. لذلك اطلبوا من الحوثيين ضبط النفس".
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الصينيين لم يدلوا بأي تعليقات أو تهديدات محددة بشأن كيف يمكن أن تتأثر العلاقات التجارية بين بكين وطهران إذا تضررت مصالحها نتيجة لهجمات الحوثيين.
وقالت المصادر الإيرانية إن بكين أوضحت أنها ستشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه طهران إذا تعرضت أي سفن مرتبطة بالصين لهجوم، أو تأثرت مصالح البلاد بأي شكل.
وكانت واشنطن طلبت من بكين حث طهران على كبح جماح الحوثيين المدعومين إيرانياً، والذين يهاجمون السفن التجارية في هذا الممر الملاحي المهم عالمياً.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
فنون ورسائل.. مثقفون سوريون يستشرفون مستقبل "ما بعد الأسد"
خلال العقود الخمسة من حكم عائلة الأسد، فر فنانون وغيرهم من ذوي التوجهات الثقافية من البلاد، سواء لتجنب القمع أو لمجرد عدم القدرة على التحدث بحرية في بلدهم، وانتهى الأمر بالعديد منهم في بلدان مختلفة حول العالم.
وتمثل بعض صالات العرض الفنية، مثل "معرض أيام" الذي يتخذ من دبي مقراً له (ويمتلك أيضاً فروعاً في لندن وجدة وبيروت)، والذي تأسس في سوريا عام 2006، عدداً من الفنانين السوريين، وكثيراً ما اضطر هؤلاء الفنانون إلى اللجوء إلى رسائل مشفرة للتعبير عن أنفسهم بشأن الوضع في وطنهم، وخاصة إذا كان لديهم أقارب هناك قد يكونون عرضة للانتقام.
ويستعرض موقع "آرت نيوز"، بعضاً من قصص ورؤى وتصورات فنانين سوريين لمستقبل ما بعد الأسد.
رشوان عبد الباقي
وصل الفنان السوري رشوان عبد الباقي إلى الولايات المتحدة بتأشيرة مقدمة من صندوق حماية الفنانين التابع لمعهد التعليم الدولي، قبل تولي ترامب منصبه لفترة ولايته الأولى، وتخرج عام 2007 من كلية الفنون الجميلة في دمشق، وعرض أعماله في متحف كوينز في نيويورك وجامعة جورج ماسون في فيرفاكس بولاية فرجينيا، من بين أماكن أخرى.
و يشكل الخوف موضوعاً رئيسياً في أعماله، فهو غالباً ما يرسم شخصيات بعين واحدة مفتوحة كاستعارة لعدم القدرة على النوم بسلام.
وهو أيضاً فنان مناظر طبيعية ظهرت أعماله في برامج تلفزيونية مثل American Horror Story وSeverance. وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد كان لنظام الأسد تأثير عميق على جميع الفنانين في سوريا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لقد خلق بيئة من الرقابة والخوف والقمع، مما حد من الحرية الإبداعية والتعبير، لقد فرض النظام سيطرة صارمة على الإنتاج الفني، وروج للفن المعتمد من الدولة والذي يتماشى مع أجندته الإيديولوجية والسياسية، بينما خنق أي شيء يتحدى أو ينتقد الحكومة، شخصياً، في ظل هذه الظروف، قررت مغادرة البلاد منذ 12 عاماً ولم أرَ عائلتي منذ 8 سنوات ولكنني سأذهب لزيارتها قريباً، في الوقت الحالي، أنا هنا وسأفعل أي شيء مطلوب لمساعدة شعبي هناك، ولجعل صوتهم مسموعاً، الخوف لم يعد موجوداً، وسيأتي هذا بثماره".
ديانا الحديد
غادرت هذه الفنانة عائلتها لسبب بسيط وهو رؤية فرص أكبر، وهاجرت إلى ضواحي كليفلاند بولاية أوهايو، وعلى الرغم من جمال سوريا وشعبها وثقافتها وطعامها، قالت إنها تدرك الآن مدى بصيرة والدها في الهروب من الحياة القاسية هناك.
ومنذ حصولها على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة ولاية كنت عام 2003 ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة فيرجينيا كومنولث عام 2005، شاركت في معارض رئيسية مثل معرض فرونت ترينيالي 2022، وبينالي الشارقة 2009، وبينالي شيكاغو للهندسة المعمارية 2023-24، وتظهر أعمالها، التي تشمل النحت والنقوش الجدارية والأعمال على الورق، في متاحف دولية بما في ذلك متحف ويتني للفن الأمريكي في نيويورك، ومتحف توليدو للفنون، والمتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، قطر.
وزارت الحديد مدينتها حلب عدة مرات، لكنها لم تعد إليها منذ اندلاع الحرب الأهلية، وكثيراً ما ظهرت الياسمين، الزهرة الوطنية لسوريا، في أعمالها، وهي تتمتع بعلاقة معقدة مع الحنين إلى الماضي، استناداً إلى علاقتها الخاصة بوطنها، وتتذكر أنها سافرت إلى سوريا عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، حين سمعت عبارة "الجدران لها آذان"، وكان هناك خوف من أن تختفي، كما تقول.
وترى الحديد أن لا شيء أسوأ مما عاشته سوريا في ظل النظام البائد، وترى أن الخلاص والبناء ينتظر السوريين.
شيرين أتاسي
تأسست مؤسسة أتاسي في دبي عام 2016 للنهوض بالمشهد الفني السوري، وهي مؤسسة عائلية.
اتخذت في البداية شكل معرض فني في حمص عام 1986 من قبل الأختين منى ومايلا أتاسي، اللتين أنشأتا لاحقاً معارض منفصلة في دمشق ودبي، وتشاركتا بعض البرامج، و تضم المؤسسة الآن مجموعة من أعمال القرنين العشرين والحادي والعشرين لأكثر من 90 فناناً سورياً.
وتستضيف معارض وإقامات فنية، وتتعاون مع منظمات غير ربحية أخرى، وتقرض المعارض، وتنشر مجلة إلكترونية، و تتولى شيرين أتاسي إدارة كل هذا، وتقول عما يجري: "إنها حالة من النشوة في الوقت الحالي، هناك الكثير من السعادة، هذا الشيء الضخم قد رحل عنك، لكن لا يمكنك ألا تفكر في 160 ألف شخص تم اعتقالهم أو قتلهم ولكنك لا تستطيع حتى العثور على جثثهم، ما مدى الشر الذي يمكن أن تصل إليه؟ هناك الكثير لمعالجته".
وقالت أتاسي إنه فيما يتعلق بأي نوع من أنواع النظام البيئي الفني في سوريا، فهو "كسير، لا توجد متاحف للفن الحديث، ولا توجد منشورات جيدة، وحتى هواة الجمع قليلون ومتباعدون، لأن الناس بالكاد يستطيعون تلبية احتياجاتهم. تأسست أكاديمية الفنون الجميلة في عام 1961 وما زالوا يعملون على نفس المنهج. إنه أمر جنوني".
وفي خضم هذه اللحظة غير المؤكدة، أفادت بأن مجموعة واسعة من الناس لا يضيعون الوقت في وضع الخطط. "الكثير من الأصدقاء في المجتمع المدني والصحافة، الجميع يعودون، الجميع يشعر بأن هناك أملاً، هناك الكثير من التحديات، لكن الجميع يشعر بالمسؤولية عن إعادة البناء، و سيكون هذا عبئاً ثقيلاً، لا يمكن عكس السنوات الأربع والخمسين الماضية في يوم أو يومين، أو عام أو عامين أعتقد حقاً أن لدينا الكثير من القدرات، سواء في سوريا أو بين الأشخاص الذين غادروا، نحتاج فقط إلى فهم أن كل واحد منا لديه دور يلعبه، وعلينا إنجاز العمل".
أما بالنسبة لها، فهي لم تفتتح مؤسسة أتاسي في دمشق بعد، لكن جلسات العصف الذهني جارية فيما يتعلق بإمكانية وجود ممثل للمؤسسة هناك وربما تنظيم ورش عمل وما شابه ذلك.
خالد بركة
فر الفنان خالد بركة المقيم في برلين من البلاد في عام 2011، بعد اندلاع الحرب الأهلية، وكان قد غادر البلاد للحصول على درجة الماجستير في الدنمارك، لكنه عاد إلى سوريا عندما اندلع الصراع، وبعد مشاركته في الاحتجاجات، لم يكن أمامه خيار سوى الفرار، وحصل لاحقاً على درجة الماجستير الثانية في Städelschule في فرانكفورت، وعرض أعماله في Künstlerhaus Stuttgart، وشنغهاي بينالي، وFrankfurter Kunstverein، وArtspace New Zealand، وBusan Biennale، وMKG Hamburg، من بين العديد من الأماكن الأخرى.
ويقول بركة: "سأحتاج إلى 13 عاماً أخرى لأعرف كيف أشعر، شعرت وكأنني استيقظت من كابوس، وكابوس طويل جداً، لكنه حدث مثل الحلم، لثانية واحدة فقط، لقد فوجئنا جميعاً بحدوث ذلك، ومدى سرعته، وأنه لم يكن هناك قتال، ولا دماء، أعتقد أنني ما زلت في حالة انتشاء من الفكرة، إنها وتجعلني أعيش في واقع آخر".
ويضيف: "حتى لو ساءت الأمور، إذا كنت تعيش في نفس الحفرة لمدة 55 عامًا، فأنت ترحب بأي تغيير، لأنه من المأمول أن يؤدي إلى المزيد من التغيير، كانت لدينا جذور جافة متعفنة، وبعد اقتلاعها، تشعر وكأنه في يوم واحد أزهرت بالفعل، وأنا فخور بكوني سورياً ولم أعد لاجئاً بعد الآن، إن مسألة اللاجئين لها وصمة عار، الآن عدت إلى كوني فناناً سورياً، أو مجرد فنان."