"اهربوا بأموالكم قبل أن تقع الفأس بالرأس!".. خبير روسي ينصح دولا عربية تستثمر في السندات الأمريكية
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
تعيش الولايات المتحدة حالة من الانقسام السياسي والحزبي لم تشهدها منذ عقود من الزمن، وسط مخاوف من تداعيات الاضطرابات على دول العالم في ظل أهمية أمريكا في ميزان الاقتصاد العالمي.
مخاوف من نشوب حرب أهلية
يشبه خبراء مطالب بعض الولايات مثل ولاية تكساس، التي تريد السيطرة على حدودها الفدرالية على خلفية تدفق المهاجرين، بمطالب طرحتها ولايات جنوبية في العام 1860 والتي أدت إلى نشوب حرب أهلية في أمريكا.
ويقول خبراء إن الجدل الحالي بين النخب السياسية الأمريكية يشبه إلى حد ما الجدل الذي عاشته الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بين الشمال والجنوب.
إقرأ المزيد وبدأ انهيار الولايات المتحدة الأمريكيةوكمؤشر قوي على هذه المخاوف أشار خبراء إلى أن رفض ولاية تكساس التسامح مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود بموافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن لقي دعما من 25 حاكما.
ويؤكد خبراء أنه "لا يوجد سيناريو معقول يمكن أن يؤدي إلى استقلال تكساس سلميا عن الولايات المتحدة، حتى لو كانت هذه إرادة سكانها، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تتغير جغرافية أمريكا الشمالية بشكل خطير، إذ قبل ذلك أعلنت كاليفورنيا نيتها الاستقلال أيضا".
وفي ظل ذلك عزز إعلان ولاية كولورادو مؤخرا بأنها لن تسمح لدونالد ترامب للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة من فكرة انشقاق المجتمع الأمريكي.
سداد الديون "مسألة كرم وليست حقا"
وفي ظل الانقسام السياسي يحذر خبراء من تداعيات الاضطراب في الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي ودول أخرى، خاصة الدول التي تمتلك استثمارات كبيرة في أمريكا.
إقرأ المزيد مدفيديف: سأدعم ولاية تكساس إذا أرادت الاستقلال عن الولايات المتحدة الأمريكيةيذكر محللون أن الدين العام الأمريكي وصل إلى رقم فلكي عند 34.1 تريليون دولار، وينمو بمعدل يقارب 3 تريليونات دولار سنويا وبوتيرة تتجاوز تقديرات الحكومة الامريكية ما يزيد الأعباء على الميزانية الأمريكية إذ أن الفائدة يمكن أن تصل إلى 1.3 تريليون دولار سنويا.
وذكر خبراء بمقولة أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة عن أن سداد الديون هي "مسألة كرم وليست حقا".
طباعة عشرات التريليونات من الدولارات
وكمؤشر على احتمال خروج رؤوس الأموال من الاقتصاد الأمريكي، تحدث خبراء عن أن عائدات السندات الأمريكية لأجل 30 عاما بلغت أعلى مستوى لها هذا العام ما يعني أن الطلب على السندات الأمريكية آخذ في الانخفاض.
اهربوا بأموالكم!
وفي هذا الصدد قال الخبير ألكسندر نازاروف: "وصلت عائدات السندات الأمريكية لأجل 30 عاما إلى أعلى مستوى لها هذا العام، أي الطلب على هذه السندات يتراجع، وقد يبدأ هروب رؤوس الأموال غير المنضبط من الديون الأمريكية في المستقبل القريب. وإذا حدث هذا، فهناك طريقة واحدة فقط لتجنب انهيار الاقتصاد الأمريكي، وهي طباعة عشرات التريليونات من الدولارات الجديدة في غضون أسابيع قليلة، وبعد ذلك سيبدأ التضخم المفرط في الولايات المتحدة".
وأوصى الخبير نازاروف، بإعادة النظر في الاستثمار في السندات الأمريكية إذ أن التداعيات الاقتصادية لأية أزمة جديدة في الولايات المتحدة ستكون أكثر حدة من سابقاتها.
وقال نازاروف في منشور في قناته بتطبيق "تلغرام" مواجها حديثه لاقتصادات عربية رائدة:
إلى السعودية والإمارات والكويت والعراق وغيرها من الدول التي تحتفظ باحتياطياتها من النقد الأجنبي في السندات الأمريكية، لا أستطيع إلا أن أقول كلمة واحدة – أهرب!.
كبار المستثمرين في سندات الخزانة الأمريكية
أجبرت سياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن ضد دول ، وفي مقدمتها روسيا والصين، على إعادة حساباتها حول الاستثمار في سندات الخزانة الحكومة الأمريكية.
وبالفعل سحبت روسيا أموالها بشكل شبه كامل من هذه السندات، كما خفضت بكين استثماراتها في أوراق الدين الأمريكية بعشرات المليارات من الدولارات، وتراجعت إلى المرتبة الثانية في قائمة كبار حائزي السندات الأمريكية.
وبحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية لنوفمبر 2023، تتصدر اليابان القائمة، حيث استثمرت 1.12 تريليون دولار في هذه الأوراق المالية، وفيما يلي كبار مالكي السندات الأمريكية (بيانات نوفمبر 2023).
ويتساءل الخبراء عن مدى الأمان من استثمار الأموال في الاقتصاد الأمريكي في ظل الواقع السياسي والاقتصادي الذي تعيشه الآن الولايات المتحدة. ولفتوا إلى أن دول الخليج خسرت مليارات الدولارات في الأزمة المالية 2007 - 2008 جراء استثمارها في أسواق المال الغربية.
كبار الدول العربية المستثمرة في السندات الأمريكية (بيانات نوفمبر 2023).
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ازمة الاقتصاد الاقتصاد العالمي البورصات البورصات الأمريكية المهاجرون جو بايدن دونالد ترامب ركود اقتصادي سندات مؤشرات اقتصادية واشنطن فی السندات الأمریکیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
السفارة الأمريكية بكييف تغلق أبوابها وتحذر من هجوم روسي محتمل
أعلنت السفارة الأمريكية في كييف، إغلاق أبوابها الأربعاء، وذلك بعد تلقيها معلومات عن "هجوم جوي كبير محتمل".
وذكرت السفارة على موقعها الإلكتروني أنها "تلقت معلومات دقيقة بشأن هجوم جوي كبير محتمل، مضيفةً أنه "كإجراء احترازي، سيتم إغلاق السفارة والطلب من الموظفين الاحتماء في أماكنهم".
وأوصت السفارة رعاياها "بالاستعداد للاحتماء بشكل فوري في حال إعلان إنذار جوي".
Ukraine: Persistent Russian attacks throughout Ukraine may result in power outages, loss of heating, and disruption of municipal services. U.S. citizens should prepare by having reserves of water, food, and other essentials. More information at https://t.co/uXvVUIo5em pic.twitter.com/oPuZbFM82G — Travel - State Dept (@TravelGov) November 19, 2024
ويأتي هذا التحذير بعد أيام من سماح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف مواقع داخل الأراضي الروسية.
وعلّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على ذلك الاثنين الماضي، معتبرة أن استخدام أوكرانيا لتلك الصواريخ لضرب أهداف في روسيا يمثل "مشاركة مباشرة" من الولايات المتحدة في النزاع.
وقالت زاخاروفا إن روسيا سترد "بشكل كاف وملموس" في حال حدوث ذلك، مُذكرة بتصريحات سابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصف في منتدى سانت بطرسبرغ في أيلول/سبتمبر الماضي استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب العمق الروسي بأنه "يعني التدخل المباشر"، ويجعل من الولايات المتحدة وحلفائها أطرافاً في الحرب بأوكرانيا.
وأعطت الإدارة الأمريكي الضوء الأخضر لكييف لضرب أهداف روسية باستعمال صواريخ" أتاكمز" الامريكية.
كما وافق الرئيس الأمريكي أيضا على إمداد كييف بألغام أرضية مضادة للأفراد، متراجعًا عن سياسته الخاصة بشأن هذا النوع من السلاح المثير للجدل، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين.
بعد مرور ألف يوم للغزو الروسي لأوكرانيا، استمرت المعارك بين الطرفين دون ظهور بوادر للحل، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يسعى لتصعيد الصراع.
في هذا السياق، استهدفت كييف منطقة بريانسك الروسية بصواريخ أتاكمس الأميركية لأول مرة، كما أعلن الرئيس الروسي عن تعديل العقيدة النووية لروسيا في هذا اليوم المحوري.