من المنتظر أن تصدر محكمة العدل الدولية اليوم قرارها بشأن طلب اتخاذ تدابير احترازية، في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.

ويتضمن الطلب الذي قدمته جنوب إفريقيا، الإشارة إلى التدابير المؤقتة من أجل الحماية من المزيد من الجرائم الخطيرة، والضرر الذي لا يمكن إصلاحه بحقوق الشعب الفلسطيني بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.

وفي حال اعتماد المحكمة لهذه التدابير، فإنه هذا القرار سيكون ملزما لإسرائيل، في حين من المتوقع أن تستغرق عملية النظر في أساس القضية سنوات عديدة.

ماذا سيحدث؟

ستعلن محكمة العدل الدولية قرارها بشأن طلب جنوب إفريقيا لإصدار أمر قضائي على الهواء مباشرة، في جلسة استماع عامة تعقد عصر اليوم الجمعة.

وأثناء قراءة القرار، سيكون 17 قاضيا، من بينهم 15 قاضيا دائما في المحكمة، وقضاة عينتهم إسرائيل وجنوب إفريقيا خصيصا لهذه القضية، حاضرين في قاعة المحكمة.

وسيقرأ القرار باللغة الإنجليزية من قبل رئيسة المحكمة، القاضية الأميركية جوان دونوغو، ثم تنتهي الجلسة بقراءة رئيس قلم المحكمة فيليب غوتييه ملخص القرار باللغة الفرنسية.

ولن تقدم الدول الأطراف في القضية أي عروض أو بيانات في الجلسات التي سيعلن فيها القرار، وسيكون محامو الأطراف حاضرين في قاعة المحكمة ويستمعون إلى القرار.

قرار التدابير الاحترازية

القرار الذي ستصدره المحكمة لا يتعلق بما إذا كانت إسرائيل قد تصرفت بشكل مخالف لاتفاقية الإبادة الجماعية، وإنما يعني فقط تدابير مؤقتة يجب على الأطراف الالتزام بها، حتى يتم اتخاذ القرار النهائي في القضية، لمنع الأضرار التي قد تنجم من الإبادة الجماعية المحتملة.

وترى المحكمة أنه يكفي لجنوب إفريقيا أن تقدم مبررات معقولة في مراجعتها لطلبات التدابير الاحترازية، وستجري مراجعتها لمعرفة ما إذا كانت الإبادة الجماعية قد حدثت في قطاع غزة.

ومن المرجح أن تتخذ المحكمة قرارا بشأن التدابير الاحترازية، بما يتماشى مع مطالب جنوب إفريقيا، لعدم طلبها استنتاجات نهائية حيال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، واعتبارها المبررات المعقولة كافية.

حتى لو لم تقبل المحكمة جميع مطالب جنوب إفريقيا، فمن المتوقع أن قرارا سيصدر، ينص على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان مراعاة قواعد القانون الدولي خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وضمان عودة النازحين إلى منازلهم وحصولهم على المساعدة الإنسانية، بما في ذلك غذاء وماء ووقود ومواد طبية ونظافة كافية، ومأوى وألبسة.

هل القرار ملزم

وفقا لميثاق المحكمة، فإن القرارات التي تتخذها ملزمة للأطراف، ولكنها ليست ملزمة لدول أخرى.

تقوم المحكمة بإخطار المؤسسات ذات الصلة في الأمم المتحدة بالقرارات التي تتخذها، وإذا لم تمتثل إسرائيل للقرار المحتمل صدوره من المحكمة، فيمكن لجنوب إفريقيا عرض القضية على مجلس الأمن، وتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرار المحكمة.

ونظرا لأن المحكمة ليس لديها قوة عسكرية خاصة بها، أو هيئة لتنفيذ قراراتها، فإن تنفيذ هذه القرارات يخضع إلى حد كبير لتقدير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ومن المحتمل أن تجد الدول الأخرى صعوبة أكبر في تقديم الدعم العسكري والسياسي علنا لإسرائيل، بسبب الضغوط السياسية التي ستنشأ نتيجة لقرار المحكمة.

وتطلب جنوب إفريقيا من المحكمة إصدار 9 قرارات مؤقتة من بينها:

أن تحكم على إسرائيل بوقف العمليات العسكرية في غزة فورا، وعدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تعزز أي عملية عسكرية في غزة من قبل أي مجموعة تحت سيطرتها. اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، والامتناع عن أي عمل يقع ضمن نطاق المادة 2 من اتفاقية الإبادة الجماعية، وضمان عودة النازحين إلى منازلهم وحصولهم على المساعدة الإنسانية. اتخاذ الخطوات اللازمة لمعاقبة المتورطين في أعمال الإبادة الجماعية، والحفاظ على أدلة الإبادة الجماعية، وعدم منع الموظفين الدوليين وغيرهم من المسؤولين من الوصول إلى غزة لهذا الغرض. تقديم تقارير منتظمة إلى المحكمة بشأن تنفيذ التدابير المذكورة، والامتناع عن التصرفات التي من شأنها تعقيد القضية أو إطالة أمدها.

يذكر أن محكمة العدل عقدت في 11 و12 يناير/ كانون الثاني الجاري، جلستي استماع علنيتين، في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا محکمة العدل

إقرأ أيضاً:

نشطاء يطالبون بإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة قبل الانتخابات الأمريكية

طالب الآلاف من النشطاء خلال مسيرات جماهيرية في عدة مدن أميركية، بضرورة وقف "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة ، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الثلاثاء المقبل، في ظل ارتفاع مجازر الاحتلال بحق الأبرياء.

وردد المشاركون في المسيرة الهتافات المنددة بالانحياز الأميركي للاحتلال الإسرائيلي منها: "عدم التصويت في الانتخابات الرئاسية للإبادة الجماعية" في إشارة إلى الدعم اللامحدود الذي قدمته الإدارة الأميركية الحالية لدولة الاحتلال في المجالين العسكري والمالي ما أطال عمر الحرب وقتل المزيد من الأبرياء.

وتأتي المظاهرات في ظل إعلان آلاف النشطاء وأبناء الجاليات العربية والإسلامية مقاطعتهم للتصويت للمرشحين الديمقراطي والجمهوري، والتوجه للتصويت لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين الرافضة للحرب على غزة والداعمة للحقوق الفلسطينية.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • محاضرة بمطرح تناقش مهارات اتخاذ القرار
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • وجبة جاهزة تكشف سر 10 سنوات وتقود نادية إلى محكمة الأسرة.. ما القصة؟
  • حمدان: ندعو محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية لملاحقة نتنياهو وفريقه الحكومي كمجرمي حرب
  • المجلس الوزاري للاقتصاد: اتخاذ التدابير اللازمة والقرارات التي تساهم في استقرار السوق
  • تظاهرات حاشدة في واشنطن تطالب بإنهاء “الإبادة الجماعية” في غزة
  • دعوى لإلغاء قرار حصول المرأه على تصريح مسبق بالسفر للسعودية (تفاصيل)
  • الآلاف يتظاهرون في واشنطن للمطالبة بإنهاء حرب الإبادة الجماعية في غزة
  • كاريكاتير.. مصر السيسي تدعم جرائم الإبادة الجماعية بحق النساء والأطفال في غزة
  • نشطاء يطالبون بإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة قبل الانتخابات الأمريكية