ولاية ألاباما الأميركية تنفذ أول عملية إعدام في العالم بغاز النيتروجين
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
واشنطن- نفذت ولاية ألاباما حكم الإعدام في كينيث سميث باستخدام آلية غاز النيتروجين للمرة الأولى في التاريخ الأميركي. وتم إعدام سميث بعدما رفضت المحكمة الأميركية العليا للمرة الثانية خلال 36 ساعة إيقاف الإعدام بسبب السجال حول قانونية وإنسانية استخدام هذه الآلية الجديدة لتنفيذ حكم الإعدام.
وأصبح كينيث سميث أول سجين في العالم يُعدم بغاز النيتروجين.
وتحدث شهود -حضروا عملية الإعدام- عن دقائق عصيبة مر بها سميث قبل وفاته، وقالت إيفانا هرينكيو شاتارا، الصحفية المحلية بولاية ألاباما، "رأيناه يعاني عندما بدأ الغاز يتدفق لمدة تراوحت بين دقيقتين و4 دقائق، وتلا ذلك حوالي 5 دقائق من التنفس الثقيل".
وقد أثارت هذه الطريقة المثيرة للجدل -التي لم يتم اختبارها وإثباتها من قبل- مخاوف من أنها قد تؤدي إلى ألم مفرط أو حتى تعذيب.
ويتم تنفيذ عقوبة الإعدام خنقا بغاز النيتروجين عن طريق حرمان السجين من الأكسجين باستخدام قناع وجه متصل بجهاز تنفس وأسطوانة نيتروجين.
ويشكل النيتروجين حوالي 78% من الهواء، وعادة ما يكون غير ضار، فيما يشكل الأكسجين قرابة 21%، وهو ضروري لحياة الإنسان. ولكن عندما يتم ضخ النيتروجين في الجسد، يدفع ذلك الأكسجين بسرعة للخروج، ويؤدي استنشاق النيتروجين النقي بدون أكسجين إلى تكسير الخلايا، مما يؤدي إلى فقدان الوعي السريع والموت الفوري.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن قتل سميث بالغاز قد يرقى إلى التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، ودعا إلى وقفه.
كما ندد بعض المهنيين الطبيين باللجوء إلى القتل بغاز النيتروجين، وحذروا من أنه قد يتسبب في مجموعة من الظروف الكارثية، بدءا من التشنجات العنيفة إلى البقاء على قيد الحياة في حالة قاسية لساعات، كما أن تسريبه قد يؤدي للإضرار الصحي بفريق تنفيذ عملية الإعدام.
وقدم محامو سميث طعنا أمام المحكمة العليا بحجة أن وضع المدانين في محاولات إعدام متعددة ينتهك التعديل الثامن للدستور الأميركي الذي يحمي من العقوبة "القاسية وغير العادية".
رفض المبرراتورفضت المحكمة العليا ومحكمة استئناف أدنى بولاية ألاباما، مبررات محامي سميث الذين قدموا محاولة أخيرة لدفع هذه المحكمة مرة أخرى لوقف تنفيذ عملية الإعدام، إلا أنهم فشلوا.
وقبل تنفيذ الإعدام، قالت سلطات ولاية ألاباما في دعوى قضائية إنهم يتوقعون أن يفقد سميث وعيه في غضون ثوان، ويموت خلال دقائق. وكان المدعي العام للولاية ستيف مارشال قد وصف الإعدام بالنيتروجين في وقت سابق بأنه "ربما يكون أكثر طرق الإعدام إنسانية على الإطلاق".
حُكم على سميث (58 عاما) بالإعدام بتهمة قتل إليزابيث سينيت عام 1988 عندما كان شابا عمره (22 سنة)، بعدما عرض زوج الضحية، وهو قس، عليه وعلى شريك له، هو جون فورست باركر، مبلغ ألف دولار لقتلها للحصول على مبلغ مالي ضخم من تعويضات التأمين.
وتم تنفيذ حكم الإعدام في فورست باركر عام 2010، في حين يؤكد سميث أنه كان حاضرا عندما قُتلت الضحية، لكنه قال إنه لم يشارك في الجريمة.
أثناء المحاكمة، صوتت هيئة المحلفين بأغلبية 11 صوتا مقابل صوت واحد لمنح سميث حكم السجن مدى الحياة، لكن القاضي رفضها وأصدر حكما بالإعدام في مواجهته.
طريقة بديلةلماذا اللجوء للخنق بغاز النتروجين؟
أقرت ولاية ألاباما استخدام النيتروجين كطريقة بديلة للإعدام، لأن الأدوية التقليدية المستخدمة في الحقن المميت أصبح من الصعب العثور عليها، مما أسهم بانخفاض في تنفيذ هذه العقوبة بالعديد من الولايات الأميركية.
وتعد هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 40 عاما التي تستخدم فيها الولايات المتحدة طريقة إعدام جديدة. وجاء السعي لاستخدام نقص الأكسجين النيتروجيني في عمليات الإعدام في الوقت الذي رفضت فيه شركات الأدوية بيع الكوكتيلات الكيميائية اللازمة للحقن المميتة.
كما أنه يُبرز الصراع المجتمعي الذي تشهده الولايات المتحدة حول عقوبة الإعدام. ولا تزال 21 ولاية تطبق هذه العقوبة، في حين أنها لا تزال قانونية في 6 ولايات أخرى علقت تنفيذ أي عمليات إعدام.
وتشهد ألاباما أعلى معدلات الإعدام بالنسبة للفرد في البلاد، ويوجد حاليا 165 شخصا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بغاز النیتروجین ولایة ألاباما حکم الإعدام الإعدام فی إعدام فی
إقرأ أيضاً:
إيران تعلن إعدام جاسوس رفيع المستوى عمل لصالح الموساد
أعلنت السلطات الإيرانية، عن إعدام شخص قالت إنه جاسوس، عمل لصالح جهاز مخابرات الاحتلال الخارجي "الموساد"، بعد إدانته من قبل القضاء.
ولفتت إلى أن الشخص الذي جرى إعدامه يدعى محسن لنجرنشين، ووصفه الإعلام الإيراني، بأنه جاسوس رفيع المستوى لجهاز الموساد.
وقالت إنه عمل منسقا ميدانيا وداعما لوجستيا لعملية اغتيال العقيد في الحرس الثوري صياد خدائي، والتي وقعت عام 2022.
ولفتت التحقيقات إلى أنه "وفر بيئة آمنة لنشاطات الموساد، عبر تقديم الدعم المالي واللوجستي، وتأمين معدات اتصال، بالإضافة إلى استئجار منازل آمنة وتوفير دراجات نارية لرصد الأهداف".
وأشارت التحقيقات إلى تورطه في دعم هجوم آخر استهدف منشأة صناعية في محافظة أصفهان.
وأوضحت أنه تواصل بصورة مباشرة مع ضباط الموساد، في كل من جورجيا ونيبال، وبعد كشفه اعتقلته وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وفي سياق متصل، قضت محكمة للاحتلال، الثلاثاء، بسجن إسرائيلي 10 سنوات بتهمة "التخابر مع إيران".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المحكمة المركزية في بئر السبع قضت بالسجن 10 سنوات على موطي ممان (72 عاما) الذي يقطن في عسقلان، بعد إدانته في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بـ"التواصل مع عميل أجنبي ودخول دولة معادية دون تصريح".
وأوضح قرار المحكمة أن "ممان ارتكب هذه المخالفات بدافع مادي، حيث إنه تلقى آلاف الدولارات من ضباط إيرانيين، وتفاوض معهم على مبلغ يصل إلى مليون دولار"، وفق الهيئة.
وقالت إن "ممان واصل لقاءاته مع جهات معادية داخل أراضي العدو، ما يشير إلى دافع أيديولوجي يتجاوز الدافع المادي، رغم الإشارة إلى أنه خدم في حرب لبنان الأولى وساهم في إيصال الطعام لعدة قواعد عسكرية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
وأضافت المحكمة أن "توقيت الجرائم، في وقت الحرب ومع اعتبار إيران خصما مركزيا، يزيد من خطورتها، لا سيما أن الجنود الإسرائيليين يقاتلون على عدة جبهات".
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "وفق لائحة الاتهام المعدلة، فقد اعترف ممان بأنه زار إيران مرتين والتقى هناك بعناصر من الاستخبارات الإيرانية، حيث ناقش معهم إمكانية تنفيذ عمليات داخل إسرائيل، من بينها اغتيال مسؤولين كبار مثل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ورئيس الشاباك رونين بار، باستخدام عبوات ناسفة".
وقالت الهيئة: "أقر ممان بأنه سعى لتشكيل خلايا اغتيال في روسيا والولايات المتحدة لصالح النظام الإيراني، وتنفيذ عمليات إخفاء أموال في إسرائيل لصالح جهات خارجية".
ونقلت عن النيابة الإسرائيلية قولها في بيان إن "المتهم تصرّف بدافع الجشع المالي وطلب سُلفة بقيمة مليون دولار قبل تنفيذ أي عملية، وهو ما حال دون تنفيذ عمليات تجسسية أو إرهابية فعليا رغم طلبات الإيرانيين".