قدم الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، محاضرة افتتاحية تأطيرية حول "السلام العالمي والدولة الوطنية" بدعوة من العلامة الدكتور عبد الله بين بيه رئيس مجلس الإفتاء الإماراتي ورئيس منتدى السلم العالمي، وذلك بجناح منتدى أبو ظبي للسلم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وأوضح الدكتور محمد الخشت، في بداية محاضرته أن  موضوع السلام العالمي يشغل بال كل مُحبي السلام وكل رافضي الحروب والنزاعات في العالم حتى وإن عجزنا مرحليا عن تحقيق السلام في العالم، مؤكدًا أن السلام لابد من تحقيقه أولًا في العقول باعتبار أن العقول هي البداية؛ وتاريخ الدول والممالك خير دليل علي ذلك، فإذا كان هناك نوع من السلام النفسي والعقلي لدى الشعوب سيقودون بلادهم نحو السلام،  ولا يخوضون سوى حروب دفاعية، على العكس من الشعوب التي تمتلك نزعة عدوانية في نفوسهم سيقودون بلادهم للحروب العدوانية الاستعمارية، مشددًا على أن سلام العقول هو نقطة البداية التي يجب أن تحل وتسود في العالم.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن السلام العالمي لا يعني زوال العنف في العالم، لأن السلام غير المبني على العدل أو الإنصاف هو سلام هش وسرعان ما يزول، مشيرًا إلى أن عصرنا يشهد العديد من الحروب يتم التدخل لوقفها ولكن سرعان ما تعود مره ثانية بسبب عدم التعامل الصحيح مع الأسباب الحقيقية للنزاع والتي تقوم على عدم تحقيق الإنصاف للشعوب، لافتًا إلى أن السلام هو أكثر من مجرد غياب العنف فهو تحقيق العدالة وإزالة أسباب النزاع.

وتطرق الدكتور محمد الخشت، إلى النظريات المختلفة عبر التاريخ حول تحقيق السلام، وفند وطرح رؤية نقدية علمية للنظريات المتعلقة بتحقيق السلام ولم تقدم للعالم السلام المنشود ودعا إلى تبنى رؤى جديدة تحقق السلام الحقيقي القائم على العدل والإنصاف. وقام بمراجعة النظريات التى أخفقت فى صناعة السلام بدءا من نظريات ماركس  والديمقراطيات والتجارة الحرة والردع المتبادل وسلام العولمة.

كما تطرق رئيس جامعة القاهرة، إلى طرق تحقيق سلام العقول ويتمثل أهمها في تطوير نظم التعليم في مختلف دول العالم والذي يقوم على ترسيخ مفهوم السلام في عقول الأطفال وبالتالي ينشأ داخل أطر ومحددات السلام فالتعليم هو القادر على صناعة السلام في العالم، مضيفًا أن البحث العلمي والتجارب الثقافية والفكرية القابلة للنمو يمكن من خلالها الوصول إلى ما يمنع هذه الحروب، موضحًا أن تحقيق السلام في العقول لا يعني أن يؤمن جميع الناس بعقائد وأفكار واحدة، وأننا لسنا بحاجة أن نكون متشابهين حتي نعيش في سلام بل يجب أن يكون لدينا القدرة على إدارة الصراع والخلاف والدليل على ذلك التنوع الفكري والعرقي في العديد من الدول.

وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن مفهوم الدولة الوطنية له شقان هما الدولة والوطن، وأن الدول عبر التاريخ أخذت أشكالا متعددة كالإمبراطورية والخلافة ودولة المدنية، وتصبح الدولة وطنية عندما تكون لها هوية وطنية فوق الهويات النوعية مثل العرق والجنس والدم والمذاهب والطوائف المتعددة داخل ذات الإقليم، مؤكدًا أن الدولة الوطنية فوق هذا التنوع وتقوم على الولاء للوطن باعتباره مظلة فوق الاختلافات المختلفة سواء كانت دينية أو عرقية وغيرها، ويتواجد في إقليم ولها مؤسسات وسلطة سياسية، لافتًا أن الدولة الوطنية لابد أن يكون بداخلها احتكار لسلطة القوة لتحقيق الأمن وعدم التحول لنزاعات وانقسامات وحروب أهلية.

جانب من المحاضرة جانب من المحاضرة جانب من المحاضرة جانب من المحاضرة 

وأضاف الدكتور محمد الخشت، أن الدولة الوطنية تقوم على الوحدة في التنوع وإدارة الاختلافات بطريقة سلمية ويوجد بداخلها سلطة قضائية وبرلمان وحكومة وآليات تحكمها، وتعني العيش سويًا علي أساس المواطنة والسيادة للوطن.

وأضح رئيس جامعة القاهرة، الفرق بين مفهوم الدولة الوطنية وعلاقته بالخطاب الديني، وهو أن الخطاب الديني المتطرف ليس لديه فكرة الدولة الوطنية، والانتماء لديه يكون للمذهب أو الطائفة  وليس للوطن، أما الخطاب الديني الجديد يقوم على مركزية الدولة الوطنية، مضيفًا أن الخطاب الديني القديم تقوم فيه الدول علي فكرة الحق المطلق وأن الخير واحد وفكرة الصواب الواحد، ولكن الخطاب الديني الجديد يقوم علي شرعية الصواب المتنوع وتعددية الصواب وهو ما يلغي فكرة الحروب الدينية وما يساعد علي تحقيق سلام العقول.

وأضاف أن الحروب لا تتعلق بالدين فقط ولكن تحدث أيضًأ لأسباب سياسية واقتصادية وغيرها، وأن الخطاب الديني القديم لا توجد به أرضية مشتركة، علي العكس من الخطاب الديني الجديد التي يتواجد به أرضية مشتركة لا تلغي التنوع أو الاختلاف، وأن الحقيقة المطلقة لا يملكها إلا الله، لافتًا أن مصر دولة وطنية منذ القدم، وهي أول دولة وطنية في التاريخ منذ ما يزيد على سبعة آلاف عام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة القاهرة الخشت رئيس جامعة القاهرة رئیس جامعة القاهرة الدکتور محمد الخشت الدولة الوطنیة الخطاب الدینی تحقیق السلام السلام فی أن السلام فی العالم

إقرأ أيضاً:

خطة وزير الأوقاف أسامة الأزهري لتحقيق رؤية وطنية تحت قيادة الرئيس السيسي

أعرب الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن شكره وامتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي على ثقته في تعيينه في منصبه الجديد. 

أكد الأزهري في تصريحاته لقناة "إكسترا نيوز" بعد أدائه اليمين الدستورية، أنه سيعمل بجد لتحقيق كل ما يستحقه الوطن تحت قيادة الرئيس السيسي.

توجه الأزهري بالتحية إلى وزير الأوقاف السابق، مشيدًا بجهوده الكبيرة، ومؤكدًا على استمرارية البناء على ما تم تحقيقه. 

وأوضح أن الهدف الرئيسي للوزارة في المرحلة المقبلة هو تحويل المساجد وبيوت الله إلى منابر للخطاب الديني المستنير، وتحقيق مقاصد الشريعة والحفاظ على الوطن.

وأكد الأزهري في كلمته للشعب المصري على عزمه على أن تكون المساجد مصدرًا للعلم والنور، مشيرًا إلى الأولويات وخطة عمل وزارة الأوقاف التي ستعمل في إطارها خلال المرحلة المقبلة. 

وأوضح أن الوزارة تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في تجديد الخطاب الديني، وهو ما يتطلب تجميع الطاقات والمواهب بين العلماء والخطباء والأئمة.

شدد الأزهري على أهمية وضع أولويات للخطاب الديني، بحيث يسمع الناس في المساجد خطابًا يحمل مفردات ومعاني وقيم تمس حاجتهم.

 وأشار إلى أن مصر تواجه تحديات صعبة على كافة المحاور، ما يتطلب وعيًا كبيرًا من كافة مؤسسات الدولة وإدراكًا عميقًا لحجم المخاطر المحيطة بالوطن.

أكد الأزهري أن الهدف هو أن يدخل كل مصري إلى المسجد ليشعر بالأمل والطاقة الإيجابية، ويمتلئ قلبه بالسكينة والطمأنينة واليقين بالله.

 لذلك، شدد على أهمية حشد الطاقات والجهود واكتشاف المواهب، ووضع برامج عمل لتنشيط وتفعيل دور الأئمة في كافة أنحاء مصر.

أشار الأزهري إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تنسيقًا واسعًا بين مؤسسات الدولة، وخاصة بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء ومشيخة الطرق الصوفية، وكذلك التعاون مع الكنيسة الوطنية لتلبية متطلبات الوطن. 

وأكد على ضرورة زيادة الوعي والثقافة لدى الأئمة وخطباء المساجد، من خلال التنسيق مع وزارتي التعليم العالي والتعليم، لصياغة خطاب ديني رشيد يصل إلى وجدان الشباب المتطلع للعلم والنور، والإجابة على أسئلتهم.

مقالات مشابهة

  • «الهيئة» و«الأولمبية» تستعرضان مشاركة الإمارات في أولمبياد باريس
  • “هيئة الرياضة” و”اللجنة الأولمبية” تستعرضان مشاركة الإمارات في أولمبياد باريس 2024
  • رئيس جامعة القاهرة: وزير العدل قيمة قضائية كبيرة حصل على ثقة القيادة السياسية لكفاءته
  • د. الخشت يهنئ الأزهري بتوليه وزارة الأوقاف
  • رئيس جامعة القاهرة يهنئ وزير التعليم العالي بتجديد ثقة فيه
  • بعد حلف اليمين.. وزير الأوقاف يستقبل رئيس جامعة القاهرة في مكتبه
  • المؤسسة الاتحادية تُطلق «الأجندة الوطنية للشباب 2031»
  • خطة وزير الأوقاف أسامة الأزهري لتحقيق رؤية وطنية تحت قيادة الرئيس السيسي
  • أسامة الأزهري: سنعمل تحت قيادة الرئيس السيسي على تحقيق كل ما يليق بوطننا
  • تفاصيل مبادرة «ابدأ» لتطوير الصناعات الوطنية ودعم الشباب