لفت عثمان مقبل الرئيس التنفيذي لمنظمة العمل من أجل الإنسانية -أكبر منظمة غير ربحية في بريطانيا- إلى الطرق التي توظفها إسرائيل لإنهاء كل معالم الحياة في غزة، ودعا للرد بطرق مبتكرة لدعم الفلسطينيين الذين يتعرضون لمستويات غير مسبوقة من المعاناة.

وباعتباره فلسطيني الأصل عايش طوال حياته الفظائع التي ترتكب ضد شعبه، يرى مقبل أن الحرب الحالية أسوأ من أي حرب سابقة، حيث يتحمل سكان غزة الآن أفعالا لم يشهد التاريخ المعاصر مثلها في قدرة البشر على إلحاق الموت والدمار بالآخرين، وأضاف أننا نشهد مجاعة كارثية تتعمد فيها إسرائيل تجويع أهل غزة بحرمانهم من الضروريات الأساسية التي يحتاجها البشر للبقاء أحياء.

فلسطينيون أمام مطبخ خيري في غزة (رويترز)

ويرى مقبل، في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن هذه الأعمال اللاإنسانية يجب أن تواجه بإجراءات تشبه ما فعلته فرنسا والأردن حين أسقطتا جوا عدة أطنان من المساعدات الطبية للمستشفيات العاجزة عن التعامل مع توافد المصابين.

مسؤولية عالمية

وأردف بأنه إذا تم تجاهل صرخات العالم من أجل تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة عبر الحدود البرية، فإن العالم يتحمل مسؤولية نقل المساعدات بأي وسيلة أخرى "وإذا لم يسمحوا لنا بالمساعدة برا أو بحرا، فعلينا أن نحاول جوا".

واستشهد مقبل بإسقاط الإمدادات جوا في الأزمات الإنسانية السابقة، كما حدث مؤخرا لإنقاذ الأرواح في المناطق المحاصرة في سوريا، وفي وقت سابق سكان البوسنة تحت الحصار في موستار، والمجتمعات المحلية جنوب السودان التي انقطعت عنها المساعدات بسبب الصراع.

واستنكر الرئيس التنفيذي لمنظمة العمل من أجل الإنسانية حجة أن الدقيق أو زجاجات المياه أو المواد الغذائية -المصممة لمن يعانون سوء التغذية أو الخيام- يمكن أن تستخدم كسلاح ضد الإسرائيليين.

سكان غزة يواجهون أزمة الجوع وسوء التغذية (رويترز)

ويعلق مقبل بأن إسقاط المساعدات جوا على المدنيين يمكن أن يساعد في التغلب على التحديات اللوجستية التي تواجهها منظمات الإغاثة حاليا، وإذا تم ذلك بالتنسيق مع الجهات العسكرية، فإن المخاطر التي يتعرض لها الذين يوزعون المساعدات ستنخفض.

وبالرغم من الصعوبات التي قد تواجه الإسقاط الجوي في ظل الوضع الحالي، يرى مقبل أننا وصلنا إلى النقطة التي أصبح فيها "الملاذ الأخير" الخيار الوحيد المتبقي، وليس هناك حجة إنسانية لعدم البدء بمحاولة إسقاط الغذاء والماء جوا في غزة.

وختم مقاله بأن الحقيقة المحزنة أنه بدون وقف فوري لإطلاق النار، فإن عمليات الإسقاط الجوي لن تؤدي إلا إلى إخفاء الشروخ الضخمة المتسعة التي خلفتها الضربات الجوية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

“أونروا”: أطفال غزة باتوا يتضورون جوعا

“أونروا”: أطفال غزة باتوا يتضورون جوعا

مقالات مشابهة

  • “أونروا”: أطفال غزة باتوا يتضورون جوعا
  • الغداء العالمي: الظروف في غزة مأساوية والناس يتضورون جوعا
  • ترامب لنتنياهو: علينا أن نكون جيدين مع سكان غزة لأنهم يعانون
  • لبنان مشارك في وداع البابا...عون:سيظل منارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسته
  • «دبي الإنسانية» تناقش «الحلول المبتكرة في المجال الإنساني» في «ديهاد»
  • ميديابارت: المساعدات الإنسانية لغزة.. ألف عقبة إسرائيلية
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • الأمم المتحدة تشدد على استقلالية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة
  • تجمع القبائل والعشائر بالقطاع يؤكد رفضه المطلق لمحاولات تهجير الغزيين: 144شهيدًا وجريحًا في مجازر جديدة للاحتلال بغزة ودعوات للسماح بمرور المساعدات الإنسانية
  • مكتب أممي: منع دخول إسرائيل للمساعدات يهدد حياة سكان غزة