أثرى الأرشيف والمكتبة الوطنية في معرض القاهرة الدولي للكتاب2024 بندوة عن دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم، وسلط خلالها الأضواء على جهود الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وتراثها العريق، وأكد أن الاهتمام بالتراث ليس حديثاً، وإنما يعود إلى رؤى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه- الذي اهتمّ بالتراث انطلاقاً من إدراكه لأهمية العودة إلى الجذور التي تؤكد أصالة الإنسان، وتصوغ مشاعره ووجدانه، وتكوّن شخصيته، وتحمي حاضره وتأخذه إلى مستقبل آمن.

وفي ورقته التي قدمها في الندوة، أكد سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية أن التاريخ والتراث ركنان أساسيان في هوية الأمة، بهما تفخر الشعوب وتتشكّل ثقافتها ومنهما تأخذ العبر حتى تعيش حاضرها وتستشرف مستقبلها.

وتضمنت ندوة "دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم" التي أقيمت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب2024، وتحدث فيها سعادة مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية عن دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم، متخذاً من الأرشيف والمكتبة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً.

وقال في الندوة المذكورة: لما كان التراث امتداد السلف في الخًلًف، واستمرار مآثر الآباء والأجداد في الأبناء والأحفاد، فإنه يؤثر في الحاضر والمستقبل، وهذا ما جعلنا حريصين على حفظ تراثنا الإماراتي الذي نفخر به ونعتز، وننقله بأمانة إلى الأجيال المقبلة، وتحمل المكتبة الوطنية المسؤولية الكبرى في ذلك.

والمكتبة الوطنية تُعنى بدورها بجمع التراث الثقافي وحفظه، وتنظيمه وإتاحته، وتعمل لحفظ التاريخ الذي يعدّ جزءاً من الهوية الوطنية للدولة، وهي المؤهلة لتكون طرفاً في مختلف ألوان التعاون، وتبادل أوعية المعلومات مع غيرها من المكتبات على المستوى الدولي، ورعاية البرامج الوثائقية على المستوى الوطني، مشيراً إلى أنه يجتمع في المكتبات الوطنية الإنتاج الفكري والثقافي الوطني للشعوب بصورة منظمة ومرتبة ومتاحة لروادها من الباحثين والأكاديميين وغيرهم. وتضم المكتبة الوطنية أيضاً تاريخ الشعوب والأمم وتراثها، وهذا نضعه في مقدمة اهتماماتنا باعتبارنا أرشيفاً ومكتبة وطنية، ونعمل لحفظه وتوفيره ضمن مجموعاتنا المكتبية.

وأضاف: حين نسلط الضوء على المكتبة الوطنية التي تعدّ قمة الهرم في عالم المكتبات، فإننا نتطلع إلى مكتبة وطنية متطورة تضاهي كبريات المكتبات في العالم لتحفظ الإرث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة وفق أحدث المعايير.

ويعد الأرشيف والمكتبة الوطنية -وهو يعمل لإنشاء المكتبة الوطنية -لا ينطلق من الصفر؛ إذ إنه أنشأ مكتبة بمقره منذ تأسيسه عام 1968 باسم "مكتب الوثائق والدراسات" في مبنى قصر الحصن التاريخي وسط العاصمة أبوظبي، وجاء ذلك إيماناً بأن تاريخ الإمارات وتراثها سيكونان محفوظين في بطون الكتب التي تحتضنهما وتحيطهما بالعناية والرعاية اللازمتين. وأخذت المكتبة تتقدم مع تطور الأرشيف والمكتبة الوطنية حتى غدت مكتبة متخصصة إلى حد بعيد، ومنذ ذلك الحين هي متاحة للجمهور.

وتطرق المدير العام في حديثه إلى الدور الذي تؤديه المكتبة الوطنية إلى جانب حفظ تراث الأمم وتاريخها، كتحملها مسؤولية الببليوغرافية الوطنية، والحفاظ على التراث الفكر والإبداعي للأمة من التلف والضياع، وتشجيعها للأجيال على القراءة، وتسخيرها للتقنيات الحديثة في أداء أهدافها، والأساليب الأخرى لحفظ التاريخ والتراث كأرشيف التاريخ الشفاهي الذي يوليه الأرشيف والمكتبة الوطنية أهمية كبرى.

وشارك في الندوة الدكتور زين عبد الهادي المشرف على مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق المصرية الأسبق، حيث تطرق إلى تاريخ المكتبات الوطنية في العالم، ومكانتها المميزة بين أعمدة القوى الناعمة وبين الرموز الثقافية والحضارية في كل دولة، والأدوار التي تؤديها في حفظ التراث ومبادرات القراءة والتعليم، واتخذ مثالاً على ذلك مكتبة الكونجرس التي تقود مبادرات في مجال الكتب والسلاسل والمجلات، وتتبني مراكز علمية وتاريخية وثقافية.

وأضاف: تلعب المكتبات الوطنية أدواراً متعددة في تنمية عادات القراءة وبناء المكتبات الرقمية، ولا تتوقف فقط عند الخدمات وإنما تتجاوزها الى الإشراف على البرامج الأكاديمية الخاصة بالمكتبات في الجامعات، أو بالاتفاق مع أقسام المكتبات. وتعمد بعض الدول إلى إنشاء مدارس مهنية داخلها لتعليم المكتبات، كما تشارك المكتبات الوطنية في صياغة الاستراتيجيات الوطنية للثقافة، وتعمل كمركز إيداع للكتب التي تصدر عن الدولة او بأقلام حاملي جنسياتها، وكما قال كارنيجي: المكتبات جامعة الشعوب، وقال رانجاناثان: إنها تمثل ذاكرة العالم، وعالم بلا مكتبات هو عالم بلا ذاكرة ولا حضارة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية الحفاظ على التراث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دولة الامارات العربية المتحدة فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب دولة الإمارات العربیة المتحدة الأرشیف والمکتبة الوطنیة المکتبات الوطنیة فی المکتبة الوطنیة الوطنیة فی حفظ دور المکتبات

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. اختتام مؤتمر "علوم المكتبات والمعلومات" بنجاح كبير

اختتم المؤتمر الدولي الأول لعلوم المكتبات والمعلومات، الذي نظّمته مكتبة محمد بن راشد بالمشاركة مع جامعة الوصل، تحت عنوان "علوم المكتبات والمعلومات في الخارطة الأكاديمية بين تحديات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات"، تحت شعار "مستقبل عمال المعرفة".

واستمر المؤتمر على مدار يومين، بمشاركة أكثر من 30 متحدثًا، وحضور 400 مشارك من المسؤولين والعاملين والخبراء والأكاديميين والمهتمين بعلوم المكتبات والمعلومات والمسؤولين في مقر المؤتمر وعبر برنامج "تيمز" مع حضور لافت من الشباب، ما يعكس ويؤكد اهتمام ورغبة الجيل الناشئ في تطوير قطاع المكتبات.
وصرح عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الدكتور محمد سالم المزروعي: "يسعدنا أن نشهد هذا النجاح الكبير للمؤتمر الدولي الأول لعلوم المكتبات والمعلومات في مكتبتنا، والذي يعكس الدور الحيوي للمكتبات العامة في قيادة التطوير المستدام عصر التحول الرقمي، وبما يتماشى مع الاستراتيجيات الوطنية ورؤية القيادة على مدار الخمسين عاما المقبلة".
وقال: "هذه المشاركة الواسعة من المتخصصين والمهتمين، وخاصة الشباب، تؤكد أهمية المكتبات كمراكز ديناميكية للمعرفة والإبداع، تسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وقدرة على التفاعل مع التحديات المستقبلية". 
وأضاف: "نحن في مكتبة محمد بن راشد نؤمن بأهمية مواكبة التطورات التكنولوجية وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز خدماتنا، وتحسين تجربة المستفيدين، مع الحفاظ على دورنا الأساسي في نشر المعرفة وتعزيز ثقافة القراءة، وذلك في إطار سعينا ورؤيتنا لدعم مبادرات عام المجتمع 2025 عبر المساهمة في بناء مجتمع متلاحم ومتعلم، يرتكز على الابتكار والوعي الثقافي".
وصرح مدير جامعة الوصل الدكتور محمد أحمد عبد الرحمن: "إنَّ هذا المؤتمرَ يمثلُ نقلةً نوعيةً نحو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعيّ في علوم المكتبات والمعلومات، بما قدَّمَهُ الباحثون المشاركون من تناول قضايا تُعنى بشكل مباشر بتطور المكتبات وعلومها واستشراف مستقبلها".
واشتمل المؤتمر على 5 جلسات علمية ناقشت مختلف جوانب الذكاء الاصطناعي في المكتبات والمعلومات، بالإضافة إلى جلسة تعريفية استعرضت واقع المكتبات في الإمارات، بمشاركة أبرز المؤسسات المكتبية في الدولة.
وعلى هامش المؤتمر، نُظّم معرض بمشاركة عدد من المؤسسات والشركات الرائدة في مجال المعرفة والمعلومات، التي استعرضت أحدث الحلول والخدمات في مجالات النشر الأكاديمي، وإدارة المعرفة، وحفظ التراث.
وأوصى المؤتمر بتوصيات مهمة، أبرزها العمل على تشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في مؤسسات وبرامج المكتبات والمعلومات، وضرورة نشر الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به في تحسين الخدمات المكتبية والمعلوماتية، إلى جانب أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات لاستشراف مستقبل تعليم علوم المكتبات والمعلومات في ظل الثورة الرقمية.

مقالات مشابهة

  • «الأرشيف» يشارك في المؤتمر الدولي الأول لعلوم المكتبات
  • على هامش معرض القاهرة للكتاب.. «التحطيب والملوخية» في ندوة إحياء التراث والهوية
  • اللجنة الوطنية التنسيقية تستعرض جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يستعرض دوره في المنظومة الثقافية
  • وفد من المكتبة الوطنية الفرنسية يزور «بيت الحكمة»
  • الإمارات.. اختتام مؤتمر "علوم المكتبات والمعلومات" بنجاح كبير
  • إنجازات الأرشيف والمكتبة الوطنية في "علوم المكتبات والمعلومات"
  • حاكم الشارقة يلتقي رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية
  • فيديو | سلطان يبحث تعزيز علاقات التعاون بين الشارقة والمكتبة الوطنية الفرنسية
  • منصة «الأرشيف والمكتبة الوطنية» تلاقي إقبالاً مميزاً في «القاهرة للكتاب»