شتلة التبغ لم تعد شتلة صمود... واجراء لافت من الريجي
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
إنعكست الحرب بشكل مباشر على القطاع الزراعي، وتحديداً في القرى الجنوبية، وكلما طال أمد العدوان الإسرائيلي يعني أنه "راح الموسم". وإن كانت أرض الجنوب معروفة بزراعة الحمضيات، الموز والزيتون، إلا أنها مشهورة أيضاً بزراعة "شتلة الصمود" أي التبغ التي يعتاش منها الآلاف.
وبعد حصاد موسم التبغ لهذا العام، وترتيب الأوراق كالمعتاد وجهوزيّتها للتسليم، دخل الاعتداء الإسرائيلي على الخطّ، وضُربت المحاصيل الزراعية سواء من القصف أو النزوح القسري، ما دفع إدارة الريجي إلى اطلاق "مبادرة انقاذية" من منطلق حرصها على الوقوف إلى جانب أهلها في الجنوب، ولأن ما تسلّمته من محاصيل قرى الشريط الحدودي كان لم يتعدّ الـ 10 أطنان، بدل 80 طناً.
مبادرة "إنقاذية"
أعلنت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي" قبل أسبوع عن "مبادرة إنقاذية" تهدف الى زرع بذور تبغ في أراض تابعة لها، تعتزم توزيعها عندما تصبح شتولاً على مزارعي التبغ من أبناء المناطق الحدودية، في ظل عدم تمكّنهم بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة من التشتيل في الوقت المناسب الذي يمتد من كانون الأول إلى شباط، مشددة على أن هذه المبادرة "تعكس تمسّكها بشتلة الصمود وبتوفير مستلزمات بقاء الجنوبيين في أرضهم".
وقال رئيس مجلس ادارة "الريجي" مديرها العام المهندس ناصيف سقلاوي، في كلمة له: "لطالما سعينا في الريجي الى دعم أهلنا المزارعين انطلاقاً من واجبنا الوطني والأخلاقي والإنساني، ونحن اليوم نؤكد دعمنا لصمود أهلنا المزارعين في القرى الحدودية من خلال مبادرة استثنائية تتمثل في زرع العقارات العائدة للإدارة بشتول التبغ وتقديمها للمزارعين الذين لن يتمكنوا من تشتيل أراضيهم لدواعٍ أمنية".
وأوضح أن لجنة إدارة "الريجي" اتخذت قراراً بالتنسيق مع مديرية الزراعة والمشترى ومديرية التبغ الورق، يقضي بالتعاون مع بعض المزارعين "لزرع شتول في السعديات وفي بعض العقارات بمناطق آمنة، لتقديمها بعد نحو شهرين لمزارعي المناطق الحدودية".
أما مدير الزراعة والمشترى المهندس جعفر الحسيني فقال إن "المزارعين يبدأون عادةً بزرع البذور في مشاتل محمية تحت خيَم بلاستيكية في الفترة الممتدة ما بين كانون الأول وشباط من كل سنة، ويستغرق نموّ هذه البذور لتصبح شتولاً ما بين 45 يوماً وشهرين، وعندما يكتمل نموّها وتصبح شتولاً، ينقلها المزارعون إلى الأرض لزرعها". وأشار إلى أن 5362 مزارعاً يستفيدون من هذه المبادرة التي وصفها بـ "الاستباقية".
زراعة التبغ وعشرات آلاف الوظائف
بحسب توصيف الريجي، تحتلّ زراعة التبغ مكانةً حيويّةً في قطاع الاقتصاد الزراعيّ وتسهم في توفير فرص العمل في مجال الزراعة والتصنيع والتجارة، ويؤمّن هذا القطاع عشرات آلاف الوظائف، ولكنّه عانى تاريخيًّا من ضعف الاستثمار والدعم. وغالبًا ما ترتبط هذه الوظائف بالمناطق الأكثر فقرًا في لبنان.
إلى جانب تأمين فرص العمل، فإن زراعة التبغ تقود إلى تصنيع السجائر اللبنانيّة، التي بدورها تدعم الاقتصاد. وتدوم زراعة التبغ على مدار تسعة أشهر من السنة ما يوفّر فرص عمل لعدد كبير من الأفراد، وتساعد في تخفيف البطالة في الأرياف. كما أنّها تُفيد هذه الزراعة القرى بالطرق الآتية: الحدُّ من حركة النزوح من الريف إلى المدينة، وتشجيع المزارعين على الاستمرار في نمطهم الحياتيّ، وخلق هويّة الانتماء المحلّيّة والوطنيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: زراعة التبغ
إقرأ أيضاً:
«صمود» ينفي منع إثيوبيا لأنشطة التحالف بأراضيها
تحالف «صمود» شدد على احتفاظه بعلاقات جيدة مع دول الجوار والإقليم، وأن الورشة منعقدة وفق الترتيبات التي تم الإعلان عنها.
أديس أبابا: التغيير
أكد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بقيادة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك، قيام الورشة التحضيرية لمؤتمر السلم ورتق النسيج الاجتماعي في موعدها المعلن يومي 25 و26 مارس الحالي، ونفى صحة الأنباء التي تحدثت عن منع إثيوبيا لأنشطة التحالف.
وكانت لجنة السلم ورتق النسيج الاجتماعي بالتحالف أعلنت عن انطلاق أعمال الورشة غداً في إثيوبيا، بمشاركة 50 من الشخصيات الدينية والإدارات الأهلية والمبدعين والشباب والنساء ومبادرات السلام المحلية، لكن تقارير إعلامية ذكرت أن السلطات الإثيوبية منعت إقامة الورشة.
وقال الناطق الرسمي للتحالف بكري الجاك في تصريح صحفي اليوم الاثنين: “طالعنا الخبر الذي أوردته بعض الوسائط الإعلامية بشأن منع دولة إثيوبيا الشقيقة من قيام أي أنشطة للتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” على أراضيها”.
وأضاف: “هذا الخبر غير صحيح، حيث تحتفظ “صمود” بعلاقات جيدة مع جميع دول الجوار والإقليم، وتكن احترامًا وتقديرًا بالغين لكل ما ظلت تبذله من جهود لمساعدة السودان وشعبه في محنة الحرب التي عصفت به”.
وأكد الجاك أن الورشة التحضيرية لمؤتمر السلم ورتق النسيج الاجتماعي منعقدة في موعدها يومي 25 و26، وفق الترتيبات التي تم الإعلان عنها.
وعبر عن أمله أن تخرج بتوصيات تصب في مصلحة وقف نزيف الدماء في البلاد “فهذا هو ما يبقى وينفع الناس”.
وكانت التقارير قالت إن السلطات أبلغت التحالف رسمياً بعدم السماح بإقامة أي أنشطة على الأراضي الإثيوبية، دون توضيح الأسباب. وأضافت أن التحالف سينقل الورشة إلى إحدى العواصم الأفريقية.
وتهدف الورشة إلى ابتدار عملية حوار مجتمعي واسع، يتصدى لتصاعد خطابات الكراهية والعنصرية، ويخمد حريق الفتن القبلية والجهوية، وتناقش قضايا حيوية مرتبطة بكيفية بناء سلام اجتماعي مستدام في البلاد، وتقترح خارطة طريق عملية وجادة تسهم في تجميع أهل السودان وتوحيد البلاد على أسس متراضى ومتوافق عليها، تحقن الدماء وتحول الطاقات لبناء وإعمار بلادنا عوضاً عن تدميرها عبر دوامة الصراعات والحروب.
الوسومإثيوبيا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بكري الجاك عبد الله حمدوك ورشة السلم ورتق النسيج الاجتماعي