يقدم جناح الأزهر الشريف بـ معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55 لزواره كتاب "تاريخ الأنبياء.. تحقيق وتوثيق"، بقلم الدكتور محمود عبده نور الدين، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية.

جناح الأزهر يناقش مشكلات التغيرات المناخية غدا بمعرض الكتاب جناح الأزهر يحتفي بأطروحات الدكتور زقزوق في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر

يشير المؤلف إلى أن تاريخ الأنبياء والرسل هو أثبت الحلقات وأظهرها في صراع الخير مع الشر في التاريخ البشري، تلك الحلقات التي أتى الخير فيها بحججه وآياته وأدلته ومعجزاته، فأعرض الشر بجحوده وكبريائه، ثم استجاش على الخير بجنوده وقرنائه، وقد كان الحوار والجدال، ثم الصراع والنزال، فحق الله الحق بكلماته، فنصر الخير وأظهره، وأزهق الباطل وأضمره، فخسف به تارة، وأغرقه أخري، وأخذته الرجفة مرة، وفوجئ بالصيحة أخرى، وقد تخللت هذه المواجهات الدهر كله، منذ آدم عليه السلام إلى نبينا محمد عليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام.

حلقات الأنبياء والرسل وأقوامهم وأحوال عصورهم هي الحلقات الأظهر والأشهر في معظم عصور التاريخ البعيد

ويلفت المؤلف إلى أن حلقات الأنبياء والرسل وأقوامهم وأحوال عصورهم هي الحلقات الأظهر والأشهر في معظم عصور التاريخ البعيد - على الأقل؛ لأن أخبارهم قُصت لنا بأحسن القصص، ومن خلال أبعادها الجوهرية ومقاصدها الإنسانية، ودروسها التاريخية، من خلال مَنْ خلقهم والعالم بهم وبأحوالهم ومصائرهم سبحانه وتعالى، في أوثق وأصدق مكتوب ومنشور على مر العصور والدهور، حيث تفردت النصوص المقدسة بجل هذا التاريخ - على الأقل، مع قليل مما صح من النصوص الأخرى، مشيرا إلى أن نصوص القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية هي المصدر الأساس، والمورد الأهم في كل ما يتصل برسل الله وأنبيائه.

ويشتمل الكتاب على مقدمة تتناول أربعة مباحث كالتالي: النبوة والرسالة، ضرورة النبوة للمجتمع الإنساني، الدين رسالة الأنبياء والرسل إلى أقوامهم، رسالة الأنبياء دينيا ودنيويا. ثم يسرد الكتاب قصص الأنبياء كالتالي: آدم عليه السلام، إدريس عليه السلام، نوح عليه السلام، هود عليه السلام، صالح عليه السلام، إبراهيم عليه السلام، لوط عليه السلام، إسماعيل عليه السلام، إسحاق عليه السلام، يعقوب عليه السلام، يوسف عليه السلام، شعيب عليه السلام، أيوب عليه السلام، ذو الكفل عليه السلام، موسى وهارون عليهما السلام، يوشع بن نون عليه السلام، موسى والخضر عليهما السلام، داود عليه السلام، قصة لقمان الحكيم عليه السلام، سليمان عليه السلام، إلياس عليه السلام، اليسع عليه السلام، يونس عليه السلام، زكريا ويحيى عليهما السلام، عيسى عليه السلام.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب جامعة الأزهر البحوث الإسلامية الأنبیاء والرسل جناح الأزهر علیه السلام

إقرأ أيضاً:

الإصلاح الإداري كمدخل لإنقاذ الاقتصاد .. دروس من قصة يوسف عليه السلام

بقلم الخبير المهندس:- حيدر عبد الجبار البطاط ..

تواجه الدول التي تعاني من الانهيار الاقتصادي تحدياً كبيراً في إعادة بناء أسسها الاقتصادية واستعادة الاستقرار المالي.

وغالباً ما يكون الفساد الإداري أحد العوامل الرئيسية التي تقود إلى هذا الانهيار حيث يؤدي إلى هدر الموارد وضعف الإنتاجية، وغياب العدالة في توزيع الفرص والثروات.

ولذلك، فإن أي عملية إصلاح اقتصادي حقيقية يجب أن تبدأ بإصلاح الإدارة والتخلص من القيادات الفاسدة التي تسببت في الخراب.

القيادة الحكيمة في مواجهة الأزمات

التاريخ مليء بالدروس التي تؤكد أن الإصلاح الإداري هو المفتاح للنهوض الاقتصادي ولعل من أبرز هذه الدروس ما ورد في القرآن الكريم عن قصة نبي الله يوسف عليه السلام.

عندما واجهت مصر أزمة اقتصادية كبرى بسبب المجاعة، أدرك عزيز مصر أن إنقاذ الدولة لا يمكن أن يتم من خلال الاعتماد على إدارات فاسدة أو غير كفؤة، بل يحتاج إلى قيادة حكيمة ونزيهة تستطيع إدارة الموارد بذكاء وعدالة. وهكذا، وضع يوسف عليه السلام في موقع المسؤولية، لأنه كان معروفًا بحكمته ونزاهته ورؤيته الاقتصادية البعيدة المدى.

إصلاح الإدارة قبل إصلاح الاقتصاد

من خلال تأمل هذه القصة في القرآن الكريم نجد أن الحل لم يكن مجرد ضخ الأموال أو البحث عن موارد جديدة بل كان في اختيار قيادة كفؤة قادرة على إدارة الأزمة بفعالية. وهذا ما تحتاجه الدول التي تعاني اليوم من أزمات اقتصادية

1 - القضاء على الفساد الإداري

الفساد هو العائق الأكبر أمام أي عملية إصلاح اقتصادي، لأنه يؤدي إلى نهب الثروات وضياع الفرص وتعطيل عجلة التنمية.

2 - الاعتماد على الكفاءات

كما اختار عزيز مصر يوسف عليه السلام لإدارة الأزمة تحتاج الدول إلى تمكين الشخصيات الكفؤة والنزيهة من مواقع القيادة.

3 - التخطيط الاقتصادي طويل الأمد

أظهر يوسف عليه السلام بعد نظره عندما وضع خطة سبع السنوات العجاف وهذا يؤكد أهمية وجود خطط اقتصادية واضحة تعتمد على استراتيجيات مستدامة.

4 - إعادة بناء الثقة

عندما يكون المسؤولون معروفين بالنزاهة والعدل
فإن الشعب يثق في القرارات الاقتصادية مما يعزز الاستقرار ويحفز النمو.

لا يمكن لأي دولة أن تتعافى اقتصاديًا إذا استمرت في الاعتماد على نفس الإدارات الفاسدة التي جلبت لها الخراب.
الإصلاح الإداري هو الخطوة الأولى والأساسية لأي عملية إصلاح اقتصادي ناجح.

وتقدم لنا القرآن في قصة يوسف عليه السلام نموذجًا عمليًا عن كيفية إنقاذ الدول من الأزمات عبر اختيار القادة الأكفاء وهو درس يجب أن تستفيد منه الدول التي تسعى للنجاة من أزماتها الاقتصادية اليوم.

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • المجتمع البشري في عهد النبي إبراهيم عليه السلام.. (لماذا حظر الطغاة ذكر الله وسمحوا باتخاذ آلهة غيره؟)
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • الكرملين: تحقيق السلام لم يكن هدف قمة لندن بشأن أوكرانيا
  • الكرملين: يجب إرغام زيلينسكي على تحقيق سلام
  • الإصلاح الإداري كمدخل لإنقاذ الاقتصاد .. دروس من قصة يوسف عليه السلام
  • عميد إعلام الأزهر عن أزمة مسلسل معاوية: الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة ولا يمكن تجسيد شخصياتهم
  • نوح غالي يسرد تاريخ أبرز الشخصيات في التاريخ الحديث في برنامج “شخصيات مؤثرة”
  • أحمد عمر هاشم من الجامع الأزهر: شهر رمضان شهد أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي
  • السوداني يقدم كتاب شكر وتقدير بمناسبة عيد المعلم