سودانايل:
2025-04-18@21:59:15 GMT

بابنوسة القِميرة !!

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

بقلم: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

●إن ما يجري الآن من معارك طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة ومقتل العشرات وتشريد الآلاف من المواطنين، قد وقعت من قبل بمدن سودانية أخرى ، وبسط الطرف المنتصر فيها سيطرته وهيمنته، فهذه هي مآسي الحرب وآلامها من قتل وتشريد ونهب للمتلكات وتدمير للمرافق العامة.



●إن بنية الدولة السودانية مختلة تاريخياً وتحتاج إلى تغيير جذري شامل وبناء دولة مواطنة متساوية بين جميع السودانيين والإجابة على كافة الأسئلة التي قادت إلى الحروبات وعدم الإستقرار السياسي منذ أول تمرد إندلع في السودان بمدينة توريت في عام 1955م، ولكن الحرب ليست الوسيلة المثلي طالما توفرت وسائل سلمية وأقل كلفة مادية وبشرية، فإن حركات الكفاح الثوري المسلح قد أضطرت إضطراراً لحمل السلاح ضد الحكومات التي ظلت ترفض المساواة والعدالة بين أبناء وأقاليم السودان المختلفة، وفك سيطرة أقلية صفوية على مقاليد الأمور وفرض مشاريع سياسية أحادية في وطن متعدد ومتنوع ثقافياً وعرقياً ودينياً.

●إن هذه الحرب وسابقاتها قد خلقت تشوهات عميقة في جسد المجتمع السوداني، وضاعفت من حدة الأزمات والتباينات العرقية والمناطقية التى كانت موجودة أصلاً بفعل ممارسات وسلوك الحكومات المتعاقبة، وفرضت واقعاً جديداً ومتغيرات عسكرية وسياسية وأمنية وقانونية وأوضاعاً إنسانية وإجتماعية حرجة ومعقدة تحتاج لجهود وطنية مضنية وصادقة لتجاوزها.

●إن المؤسف حقاً وما يدعو للفزع من كل وطني غيور وصادق في إنتمائه لهذا التراب، إن كرة الصراع قد صارت تتحدرج بسرعة نحو خلق إصطفافات جديدة ذات طبيعة مناطقية وعرقية وتسميم المشهد بخطابات عنصرية متخلفة تعبر بجلاء عن أمراضنا الإجتماعية وضعف إنتماءنا الوطني ، ومثل هذه الأفعال قد تعصف بكيان الدولة المهتريء والمأزوم، ومكمن الخطورة في أن مسرح الحرب الأهلية الشاملة قد بات جاهزاً، فقط ينتظر عود ثقاب حتى يحترق السودان ومن فيه.

●إن الدول لا تُبني بالمرارات والغبائن والأحقاد والثأرات القديمة، ويتطلب من جميع فرقاء السودان تقديم كافة التنازلات مهما كانت مؤلمة من أجل سلامة بلادهم وشعبهم.

●هنالك دولاً وشعوباً من حولنا قد مروا بنفس تجربتنا بل أسوا منها، ولكن توفر لديهم قادة عظام، تناسوا كل المرارات والخلافات والدماء التي سالت، وقادوا بلدانهم نحو المصالحة الشاملة والسلام، ودفعوا كلفة الإنتقال من مربع الحرب والدمار إلى مربع الإستقرار والنماء والتداول السلمي للسلطة.

●دونما شك أن السودان لا يخلو من قادة عظام من عيار نيلسون مانديلا وبول كاغامي، ولكن لم تتاح لهم الفرصة أو يُسمع لما يقولونه من أفكار وآراء وإجتراح للحلول ، وقد تسيد المشهد عاطلو المواهب والرجرجة والدهماء، الذين ينظرون للوطن من خلال منظار مصالحهم الضيقة، وصدورهم المحشوة بالإنتقام والثأر، إرضاءًا لغرورهم المريض ولو على جثة وطن يتداعي للسقوط!.

●متى ينهض شعبنا من سباته العميق ويشكل وعي جمعي حقيقي وكيان وطني عريض على إمتداد السودان، رافض للحرب وخطابات الكراهية والعنصرية التي ما فتئت تفت من عضد الدولة والوجدان الوطني المشترك، عبر الأفعال وليس الأقوال وحدها، ويفرض شروط إيقاف وإنهاء الحرب والتحول المدني الديمقراطي عبر كافة الوسائل السلمية الممكنة، وبأعجل ما يكون حتى لا نبكي على وطن فرطنا فيه بتخاذلنا أو تواطوءنا؟!.

#قلبي_على_وطني

25 يناير 2024م

elnairson@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أزمة إنسانية تدخل عامها الثالث في السودان

أزمة إنسانية تدخل عامها الثالث، حيث جدد مسؤولون في الأمم المتحدة وفي واشنطن الدعوة لوضع حد للحرب في السودان، في حين كشفت لجنة إغاثة دولية عن تقديرات مفزعة لعدد المفقودين جراء الحرب.

وقال المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة إن الوقت قد حان للمضي في مسار سياسي يشمل الجميع وينهي الصراع ويحول دون معاناة الشعب، مضيفا أن "المدنيين في السودان يتأثرون بتداعيات صراع رهيب ولا حل عسكريا للأزمة".

من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إن "معاناة شعب السودان فادحة وعلى الطرفين ومن يدعمهما إنهاء الحرب".

وكانت الأمم المتحدة أعربت أمس عن قلقها العميق إزاء خطر "تفكك" السودان، وذلك بعد إعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) الثلاثاء تشكيل حكومة منافسة في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب.

وقد أدانت الحكومة البريطانية بدورها هذا الإعلان، معتبرة أنه "ليس الحل" للحرب التي تمزق البلاد منذ عامين، وقالت إن "اتفاق سلام جامع بقيادة المدنيين أمر ضروري للحفاظ على وحدة السودان

 

المصدر : الجزيرة 

كلمات دالة:السودانالحربسلام

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

رولا أبو رمان

عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...

الأحدثترند أزمة إنسانية تدخل عامها الثالث في السودان حماس تؤكد: لن نسلم سلاح المقاومة شركة فورد موتور..سترفع أسعارها في ظل استمرار الرسوم رسائل تهنئة بعيد الفصح للأطفال معظمهم قتلوا حرقاً..عشرات الشهداء بغارات إسرائيلية على قطاع غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • السودان وتشاد: الفرصة التي لا ينبغي تفويتها
  • الجيش هزم مؤامرة ابتلاع السودان منذ اللحظات الأولى ولكن طرد الجنجويد من العاصمة (..)
  • رب ضارة نافعة
  • أزمة إنسانية تدخل عامها الثالث في السودان
  • وزير الخارجية السوداني: ما يحدث ليس حربا أهلية ولكن محاولة انقلاب
  • شركة كهرباء السودان: تأخر عودة الخدمة يعود إلى تكرار عمليات القصف التي استهدفت الشبكة
  • مجموعة السبع تدعو إلى وقف فوري للحرب في السودان
  • الإمارات توجه نداءً عاجلاً من أجل السلام في السودان
  • دولة محطمة.. الحرب في السودان تدخل عامها الثالث
  • إدانة أمريكية للإمارات لدعمها الحرب في السودان