سودانايل:
2024-11-17@08:13:54 GMT

معاناة شعب

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

سرف المداد

المواطن السوداني الذي خلت حياته من حكومة تحنو عليه، اعتاد على رهق الحياة، وعنت البؤس، وظلّ يكابد غصص الحرمان، وفداحة التكاليف، برحابة صدر وثبات جنان، نعم لقد اعتصم من يكدح سائر يومه، لا يعرف للدعة طعماً، أو للراحة سبيلا، بالصمت البليغ، فلم يعد مجلسه يضج بالشكوى والتذمر، أو يشيم مخايل الرجاء، في أنظمة سقته الصاب والعلقم.


إنّ من يسعى على عياله، واصلاً نهاره بليله، وصباحه بمسائه، نظير قراريط تملأ حواصل زغابه بالحصى والتراب، لم أجد أصبر منه على خطب، ولا أقوى جلداً منه على نازلة، فرغم أنه قد لصق بالدّقعاء، ويعاني من فداحة الظلم، ومرارة الإهمال، مازال يتهاون بضروب الآلام، ويصم أذنيه عن ضلال الأقلام، التي تصور أنه قد أضحى في ظل هذا العهود المكفهرة من أهل المخمل والديباج.

إن الأمر الذي لا يعتريني فيه شك، أو تتنازعني فيه ريبة، أنّ مثل هذه الأقلام السقيمة، التي تُطمِس الشاهد، وتُبهِم الأثر، لا تنطوي في عُرف الحقيقة على شيء، بل هي أس البلاء، ومبركُ الفتنة، فهي من تأكل أكل السرف، وتلبس لباس الترف، وتدع الغير صرعى للفاقة، وأسرى للمرض، هذه الأقلام لن يرسخ لها أصل، أو يسمق لها فرع، رغم لفظها المختار، ومعانيها المصقولة، لأنها تسعى أن تعطيك صوراً للدنيا غير مملؤة بالقتام والضنك، ولا أحسب أنّ يراعي قد حاد عن جادة الحق والصواب، إذا زعم أنّ صرير هذه الأفلام، سوف يطمر ذكرها التاريخ، ويدفعها إلي زاوية النسيان، لأنها جاهدت أن تجعل من الإنقاذ، وغيرها من الأنظمة التي تلتها، لوحة مبرأة من كل عيب، وتحفة خالية من كل كدر، ونسيت أو تناست، أن للحقيقة نور ساطع، وبرق لامع، لا تخفيه الغيوم، أو تحجبه القرون. ليت هذه العصبة التي تتصدر كل مجلس، وتتصدى لكل حديث، تجعل من المواطن مجتلى يراعها، وساحة تفكيرها، ليتها تكف عن مداعبة الأغصان الملد، والأوراق الغضة، وتهتم بمن تخالجته الهموم، وتعاورته الغموم، ليتها تنافح عن المسكين المُعدم، الذي تخونت جسمه الأسقام، حتى ذوى محياه النضر، وتهدم جسده الوثيق، وتلاشى عضله المكتنز، في ظل هذه الحروب التي لا تأصرها آصرة، ليت هذه الأقلام توفي الحديث عن تبلد الحس، وطغيان الشهوات، وموت الضمائر، كما تفعل الأقلام المُلهمة في دياجير الأخطاء، أقلام الشرفاء التي تستند إلي عقيدة راسخة تطاولت على الهدم، وتعمقت على الإجتثاث، وترتكز على فكرة قوامها رفع الظلم عن كاهل الجماهير، مقالات النبلاء التي تشرق بنور العقل، وتنبض بروح العاطفة، تزود عن قدسية الحق، وتنشد رفاهية هذا الشعب، الذي ما زال صامداً على عرك الشدائد، مدونات العظماء التي تسري هموم النفس، وتهون متاعب الحياة، فيزدهر الوجه الشاحب، وينبسط المحيا الكئيب، ويبتسم الثغر الحزين.

ترى متى تدرك حكومتنا “الشاحبة” الحانية، شفقة بهذا الشعب الذي قرعت ساحته الأحزان، وصارت حياته مرتعاً تركض فيه المصائب، وتتسابق إليه النكبات، متى تُبقي حكومتنا الرشيدة، على من نابته خطوب الزمن، وتخرمته بوائق الدهر، وطحنته الهيجاء طحن الرحى، ووطئه التاجر الجشع بكلكله، متى يلبي المجلس السيادي كل نداء، ويؤدي كل واجب، تجاه هذا المجتمع، الذي مناط أماله، وحديث أمانيه العجاف، نظام سياسي يقيم أوده، ويسد عوزه، ويأمن سلامته، ويوقف هذا البوار.
د. الطيب النقر  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دراسة تتوقع معاناة 260 مليون شخص في الولايات المتحدة من السمنة

كشفت دراسة جديدة أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 260 مليون شخص من زيادة الوزن أو السمنة في الولايات المتحدة خلال عقدين من الزمن.

والدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "ذي لانست" توقعت أنه بحلول العام 2050 سيعاني ما يقرب من43.1 مليون طفل ومراهق و213 مليون بالغ من زيادة الوزن  أو السمنة. 

ويعني ذلك أن ملايين الأشخاص سيعانون من مضاعفات صحية مرتبطة بزيادة الوزن بما في ذلك مرض السكري والسرطان ومشاكل القلب ومشاكل التنفس وتحديات الصحة العقلية. 

وفي عام 2021، كان 36.5 مليون طفل ومراهق و172 مليون بالغ يعانون من زيادة الوزن والسمنة.

وخلص الباحثون إلى أن تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالسمنة مرتفعة في الولايات المتحدة، وترواحت بين 261 مليار دولار و481 مليار دولار في عام 2016.

وتوصل الباحثون في معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن إلى هذه النتائج من خلال نموذج لتحديد اتجاهات زيادة الوزن والسمنة اعتمد بيانات تاريخية من 134 مصدرا من جميع مراكز المراقبة الوطنية الرئيسية. 

وتشير الدراسة إلى أن زيادة الوزن والسمنة كانت مشكلة متنامية للولايات المتحدة لسنوات. 

وتضاعفت معدلات السمنة بين البالغين والمراهقين الأكبر سنا خلال العقود الثلاثة الماضية، وارتفعت نسبتها بين الأميركيات في عمر 15 و 24 عاما بشكل أسرع من الرجال من عام 1990 إلى عام 2021.

ولاحظ الباحثون أن بعض الولايات الجنوبية بها عدد أكبر من الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وتوقعت الدراسة أن تستمر نسبة السمنة في الارتفاع في هذه الولايات ومن بينها  أوكلاهوما وألاباما وأركنساس وميسيسيبي وتكساس ووست فرجينيا وكنتاكي. 

مقالات مشابهة

  • دراسة تتوقع معاناة 260 مليون شخص في الولايات المتحدة من السمنة
  • اليمن.. صمودٌ أبديٌّ وعزيمةٌ لا تلين
  • تحالف الباطل
  • وين صرنا.. فيلم وثائقي يرصد معاناة أهالي غزة بعد عام من الإبادة
  • شلقم: أخطر الحروب هي التي يشنها الشعب على نفسه
  • «الحق سجل».. آخر موعد للتقديم في حج القرعة 2025
  • معاناة النازحات مضاعفة.. خطر تحرّش وتحدّيات الحمل والولادة
  • النوبيون في السودان: معاناة وتاريخ من التهميش والتطهير العرقي
  • "النجاة لونها رمادي".. معرض تشكيلي يعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني بالخليل
  • معاناة ساكنة المحاميد 10 مع النقل العمومي وسط غياب تواصل المسؤولين