نصف الكرة الأرضية الشمالي يواجه ذروة موجة قيظ قصوى

روما-(أ ف ب) – يتوقع أن تزداد موجات القيظ حدة الثلاثاء في بعض مناطق نصف الكرة الأرضية الشمالي مع حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية في إيطاليا لا بل تقارب 48 في سردينيا ومناطق في أسبانيا تفوق الحرارة فيها المستويات الموسمية الطبيعية ب15 درجة ومستويات قياسية في الولايات المتحدة وحرائق في اليونان. والثلاثاء، أعلنت الأمم المتّحدة أنّه ينبغي على العالم أن “يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة”.

وفي تصريح للصحافيين في جنيف قال جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ “شدّة هذه الأحداث ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لمزيد من موجات الحرّ الأكثر شدّة”. في اليونان، يحاول عناصر الإطفاء الثلاثاء لليوم الثاني إخماد حرائق غابات قرب أثينا، حيث اجلي الكثير من السكان من منتجعات ساحلية طالها القيظ. اندلع الحريق الأعنف في غابة ديرفينوريا على بعد خمسين كيلومترا شمال أثينا حيث يجهد 140 عنصرا من فرق الاطفاء تؤازرهم ست قاذفات مياه ومروحية للسيطرة على الحريق. واضطر ألف ومئتا طفل الاثنين إلى مغادرة مخيمات عطلة صيفية هددتها حرائق أججتها رياح عاتية قرب لوتراكي على بعد حوالى 80 كيلومترا غرب أثينا. في كوفاراس على بعد خمسين كيلومترا شرق العاصمة اليونانية، استعر حريق آخر وامتدت رقعته إلى أفافيسوس على بعد 40 كيلومترا جنوب شرق أثينا في منطقة تسجل فيها كثافة سكانية كبيرة. واضطر الكثير من السكان إلى مغادرة منازلهم مساء الاثنين بعد نداءات أصدرتها السلطات للابتعاد عن هذه المنطقة. وتضرب اليونان منذ الخميس الماضي موجة حر مع تجاوز الحرارة أحيانا 44 درجة مئوية في وسط البلاد. وستعاني جزيرة سردينيا الواقعة غرب إيطاليا من حرارة مرتفعة جدا مع توقع أن تصل إلى 48 درجة مئوية الثلاثاء. أما في جنوب إيطاليا في صقلية فيتوقع أن تصل الحرارة إلى 43 درجة مئوية خلال النهار. وقال السائح الأميركي كولمان بيفي البالغ 30 عاما لوكالة فرانس برس الاثنين “أعيش في تكساس والجو حار جدا هناك. ظننت أنني سأفلت من الحر بمجيئي إلى هنا لكن الجو أكثر سخونة هنا”. ولم تسجل مستويات قياسية جديدة في روما الاثنين إلا ان الحرارة بلغت 39 درجة مئوية في الظل. لكن يتوقع أن تصل الحرارة في العاصمة الإيطالية الثلاثاء إلى 42 درجة مئوية. ووضعت 20 مدينة إيطالية ضمن الانذار الأحمر من بولزانو عند أقدام جبال الألب وصولا إلى باليرمو في صقلية مرورا بالبندقية وبولونيا وفلورنسا وروما ونابولي وكالياري. وقالت وزارة الصحة إن “الانذار الأحمر يشير إلى وضع طوارئ مع انعكاسات سلبية محتملة حتى على صحة الأفراد السليمين والنشطين”، وخصت بالذكر “المجموعات الضعيفة مثل المسنين والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة”. – تنبيهات في إسبانيا – وسيعاني جنوب إسبانيا من درجات حرارة قصوى، قد تصل إلى 44 في منطقة مورثيا. وكانت البلاد شهدت الأسبوع الماضي موجة حر قاسية وسيبقى الانذار الأحمر قائما في مناطق اراغون شمالا وباليار شرقا وكاتالونيا في الشمال الشرقي. وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية إن هذه الحرارة أعلى ب10 إلى 15 درجة مئوية من المعدلات الموسمية. ويتوقع أن تستمر موجة الحر حتى الأربعاء على أن تتراجع حدتها اعتبارا من الخميس. في قبرص، حيث ستبقى الحرارة فوق الأربعين درجة مئوية حتى الخميس، توفي رجل في التسعين من العمر الأحد وأدخل ثلاثة مسنين إلى المستشفيات جراء الحر على ما أعلنت السلطات. ويفيد خبراء أن الاحترار في أوروبا أسرع بمرتين من المعدل العالمي فيما الدول المتوسطية هي الأكثر معاناة. وأوضح كلاوديو كاساردو خبير الأرصاد الجوية والاستاذ في جامعة تورينو لوكالة فرانس برس “الهواء الساخن الذي كان يهب على الصحارى الأفريقية انتقل باتجاه أوروبا الآن. وفي هذا الإطار يمكننا الكلام عن حلول طابع مداري على المناخ”. في بوخارست حيث بلغت الحرارة الاثنين حوالى 40 درجة مئوية، قال ماريان وهو سائق سيارة أجرة يبلغ الخمسين “لا أتحمل الحر. لهذا السبب ساصطحب زوجتي وأطفالي الثلاثاء إلى الجبل”. – حرائق هائلة في كندا – في الولايات المتحدة، تراقب مصلحة الأرصاد الجوية موجة حر “خانقة” في جنوب البلاد وتتوقع مستويات قياسية. في منطقة ديث فالي (وادي الموت) الشهيرة في كاليفونريا التي تعتبر من أكثر مناطق العالم سخونة، سجلت الحرارة 52 درجة مئوية الأحد. وأدت حرائق عنيفة عدة في حنوب هذه الولاية إلى إجلاء السكان. واتى “رابيت فاير” أكبر هذه الحرائق على حوالى 3200 هكتار. وسجلت فينيكس عاصمة ولاية أريزونا الاثنين حرارة زادت عن 43 درجة مئوية لليوم الثامن عشر على التوالي. وقد عادلت مستواها القياسي مع تسجيلها 45 درجة مئوية في فترة بعد الظهر. وقال خوان وهو مكسيكي يبلغ الثامنة والعشرين ويعمل في قطاع البناء في تكساس “عندما أكتفي بشرب المياه اشعر بالدوار والغثيان بسبب الحر” مؤكدا انه يحتاج إلى مشروبات محلاة وباردة “للاستمرار بشكل طبيعي”. في كندا، اجتاحت الحرائق أكثر من عشرة ملايين هكتار هذه السنة مع تواصل 882 حريقا حتى الاثنين من بينها 579 خارج السيطرة على ما أوضح مركز مكافحة حرائق الغابات في كندا. وقضى عنصرا إطفاء وهما يكافحان الحرائق الهائلة هذه على ما ذكرت السلطات. وانتقلت سحب الدخان مجددا إلى الولايات المتحدة ما أدى إلى إصدار تنبيهات حول جودة الهواء في جزء كبير من شمال شرق البلاد. – حر في اليابان والصين – أصدرت اليابان الاثنين تحذيرات من ضربات شمس محتملة في 32 من مناطقها ال47 التي تشهد حرارة تقترب من مستواها القياسي المطلق البالغ 41,1 درجة مئوية والمسجل في 2018. وقالت توموا أبي البالغة 50 عاما “تغير المناخ بشكل واضح. في الماضي لم تكن الحرارة في منطقة ياماناشي القريبة من طوكيو تصل إلى 30 درجة مئوية أبدا. لكن الآن يسجل هذا المستوى بسهولة”. وتواجه اليابان أيضا تساقط أمطار غزيرة قضى فيها ثمانية أشخاص على الأقل. وحطمت الصين الأحد المستوى القياسي لأعلى حرارة في منتصف تموز/يوليو مع 52,2 درجة مئوية في منطقة شينجيانغ القاحلة في غرب البلاد.

المصدر: رأي اليوم