حكم غسل يوم الجمعة.. آراء العلماء في مشروعيته
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه قد اختلف العلماء في حكم غُسْل الجمعة، والذي نختاره أنَّه سُنَّة لمَن يحضر الجمعة وإن لم تجب عليه؛ كالصبي والمرأة، ويتأكد استحباب الالتزام به خروجًا مِن خلاف مَن قال بوجوبه من الفقهاء.
هل يجوز غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث مرات؟.. احذروا لـ3 أسباب أديت الصلاة بعد الاستحمام مباشرة فهل صلاتي صحيحة؟.. المفتي السابق يرد
وأضافت دار الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: ما حكم غُسْل الجمعة، وهل هو من الواجبات؟ أن صلاة الجمعة واجبة على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ذَكَرٍ مقيمٍ صحيحٍ، فلا تجب على الصبي، ولا المرأة، ولا المسافر، ولا المريض.
وعلى هذا اتفاق فقهاء المذاهب الأربعة، وقد شُرِع في الجمعة الظهور بالـمَظْهَر الحَسَن الذي يستدعي الاغتسال والتطيب، حتى لا يتأذَّى الناس من بعضهم برائحةٍ كريهة؛ وقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة أيضًا على أنَّ درجة هذه المشروعية من حيث الأصل هي السُّنَّة والاستحباب، وليس الوجوب.
قال العلامة ابن مودود الموصلي في "الاختيار لتعليل المختار" (1/ 13):[قال: (وغسل الجمعة والعيدين والإحرام سنة) وقيل: مستحب] اهـ.
وقال العلامة الخَرَشي في "شرح مختصر خليل" (2/ 85، ط. دار الفكر): [غُسْل الجمعة سُنَّة مُؤكَّدة على المشهور على كلّ مَن حضرها، ولو لم تلزمه مِن مسافر وعبدٍ وامرأةٍ وصبي، كان ذا رائحة كالقَصَّاب والحَوَّات -أي اللحَّام-، والسَّمَّاك، أو لا، وقَيَّد اللخمي سُنِّيَّة الغُسْل بمَن لا رائحة له، وإلَّا وجب] اهـ.
وقال الإمام النووي في "المجموع" (2/ 201، ط. دار لفكر): [(فصل في الأغسال المسنونة):.. فمنها غسل الجمعة، وهو سنة عندنا وعند الجمهور] اهـ.
وقال العلامة ابن قدامة في "المغني" (2/ 256، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحب لمَنْ أَتَى الجمعة أن يَغْتَسل، ويلبس ثوبين نظيفين، ويتطيب، لا خلاف في استحباب ذلك] اهـ.
بينما ذهب إلى القول بوجوب غُسْل الجمعة: الظاهرية، وهو رواية عن الإمام أحمد، ومروي أيضًا عن بعض السَّلَف.
قال العلامة ابن قدامة المقدسي في "المغني" (2/ 256): [قال ابن عبد البر: أجمع علماء المسلمين قديمًا وحديثًا على أن غُسْل الجمعة ليس بفرض واجب. وحكي عن أحمد رواية أخرى أنَّه واجب، وروي ذلك عن أبي هريرة، وعمرو بن سليم رضي الله عنهما، وَقَاوَلَ عمار بن ياسر رضي الله عنه رجلًا، فقال عمار: أنا إذًا أَشَرُّ ممَّن لا يغتسل يوم الجمعة] اهـ.
وجاء في "المحلى" للإمام ابن حزم الظاهري (1/ 255، ط. دار الفكر): [وغُسْل يوم الجمعة فرض لازم لكل بالغ من الرجال والنساء] اهـ.
ويدلّ لرجحان القول بسُنِّيَّة الغُسْل لصلاة الجمعة عدة أدلة؛ منها ما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ».
قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (6/ 146، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه فضيلة الغُسْل وأنه ليس بواجب] اهـ.
ومنها ما رواه الإمام النسائي والترمذي في "سننيهما" عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أَنَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ».
وبناءً على ذلك: فإنَّ غُسْل الجمعة سُنَّة لمَن يحضر الجمعة وإن لم تجب عليه؛ كالصبي والمرأة، ويتأكد استحباب الالتزام به خروجًا مِن خلاف مَن قال بوجوبه من أهل العلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء العلماء الجمعة الواجبات صلاة الجمعة قال العلامة غ س ل الجمعة رضی الله
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يتفقَّد المقر الرئيس لبيت الزكاة والصدقات
تفقَّد الإمام الأكبر الدكتور الطيب، شيخ الأزهر الشريف المقر الرئيس لبيت الزكاة والصدقات، داخل مشيخة الأزهر؛ حيث رافق الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والدكتوى محمد الضويني، وكيل الأزهر، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وكان في استقبالهم أ.د سحر نصر، المدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات، واللواء عمرو لطفي، الأمين العام للبيت، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء، والعاملين بالبيت.
الوحدة الوطنية وبناء الإنسان.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” ببني سويف مدير الجامع الأزهر يتفقد اختبارات مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالإسكندريةوحرص شيخ الأزهر على الالتقاء بالعاملين بمختلف الأقسام ببيت الزَّكاة والصدقات، والاستماع لشرح تفصيلي للخدمات التي يقدِّمها البيت للمستفيدين، وعمل كل قسم، مؤكدًا ضرورة المداومة والاستمرار في تقديم أفضل خدمة للمستفيدين من خدمات البيت، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تيسير صرف أموال الزكاة والصدقات ووصولها لروَّاد البيت، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصَّعبة.
كما أكَّد شيخ الأزهر ضرورة بذل الجهود لاستمرار مدِّ يد العون لكل إخواننا المستضعفين حول العالم، وتسيير المزيد من القوافل الإغاثية لإخواننا في غزة ولبنان وكل الشعوب الأكثر احتياجًا والأقل حظًّا؛ عملًا بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخُو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمُه، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة».
من جانبها، أكَّدت الدكتورة سحر نصر أن بيت الزكاة والصدقات بإشراف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، يسعى لتقديم خدماته والتعريف بها لتصل إلى كلِّ المحتاجين والمستحقين، مشيرةً أن المبنى الجديد للبيت سيتيح فرصةَ التوسع في تقديم مختلف الخدمات من دعم نقدي وإعانة المحتاجين وزواج اليتيمات والخدمات التعليميَّة وغير ذلك من الخدمات التي يُقدِّمها بيت الزكاة والصدقات، وأن تصميم المبنى الجديد للبيت رُوعِي فيه الحفاظ على خصوصيَّة المستفيدين من خدمات البيت وحُسن استقبالهم واستضافتهم، كما لم يتمَّ توجيه أي تبرع مخصص للزكاة والصدقات لإنشاءاتِ البيت؛ حفاظًا على أموال المحتاجين والمتبرعين وثقتهم، وفقًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.