موقع النيلين:
2025-01-23@13:19:35 GMT

أي قوات مسلحة ستخرج من هذه الحرب؟ 2_4

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT


2/ فجر التضامن
ذكرت في مقالي السابق، ما ملخصه إن المؤامرة التي انفجرت في ١٥/ أبريل، كانت تحاك منذ أربع سنوات مضت، وأهم عنصراً فيها، هو التضييق على الجيش وخلق هوة بينه والشعب، وقنن الأمر بتحالف خفي بين الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير بعد قرارات ٢٥/ أكتوبر/ ٢٠٢١م.

كانت الحاضنة السياسية الجديدة، تحشد المتظاهرين في الشوارع لمطالبة الجيش بالعودة إلى الثكنات، وبالطبع إخلاء الساحة للجيش الجديد “الدعم السريع”، كان يسدد فاتورة تمويل التظاهرات عبد الرحيم دقلو، بينما يحصد قناصة قواته الخاصة أرواح الشباب، وتصاحب عمليات قنص الثوار بروباغاندا عبر الآلة الإعلامية التي تعمل الآن لصالح التمرد.

وفي مرحلة أخرى، بدأ عنصر جديد في المؤامرة التي تهدف إلى إضعاف الجيش ومن ثم عزله عن شعبه، وهو عملية “شد الأطراف” عبر تأجيج النزاعات القبلية الموجودة أصلاً ببعض أقاليم السودان، تم إشعال الحرائق بإقليم دارفور، نتذكر جميعنا أحداث (بليل بجنوب دارفور)، الهجوم على معسكرات النازحين في الجنينة وأحداث ” كرينك “، وبعدها انتقال الحرائق إلى شرق السودان، أحداث “النوبة “و”البني عامر” ، وبعدها اندلاع الحريق في إقليم النيل الأزرق، عندما حرض المك “ابوشوتال” زعماء العشائر على قومية الهوسا، وهو الآن أحد القادة البارزين للتمرد.

كل تلك المؤامرات أفضت إلى نتائج غير متوقعة؛ بعد تسعة أشهر من اندلاع الحريق الأكبر، الدعم السريع وحلفاءه وجدوا أنفسهم في مواجهة الشعب، بينما كسبت القوات المسلحة جماهيرية وتأييداً واسعاً في مناطق كان سكانها ضحايا خطاب الكراهية ضد الجيش.
بالأمس خرجت فصائل جبال النوبة المسلحة وقاتلت في خندق واحد مع القوات المسلحة لدحر هجوم التمرد المدعوم إماراتياً، وأجبر شعب الجبال الحركة الشعبية بقيادة “الحلو” لتغيير موقفها ، عندما حاول “الحلو” استغلال الفرصة وتوسيع رقعة سيطرته جغرافياً.

قبل اسابيع ، هاتف الأمين العام للحركة الشعبية “عمار آمون”، المتمرد “جوزيف تُكة ” وهو يقود فصيلاً يتبع لقيادة الحلو بإقليم النيل الأزرق، وحاول “عمار” الضغط على ” تُكة ” لتغيير موقفه والقتال بجانب الجيش، معللاً لذلك بأن شعب الجبال اختار صف القوات المسلحة وأصبح لزام على الحركة الشعبية الانحياز لرغبة جماهيرها، ولكن تدخل النظام الإثيوبي ومارس ضغوطا على “جوزيف تُكة “، وتم تهديده وابتزازه بقطع الإمداد الإماراتي الذي يصل إليه عبر إثيوبيا.

مجمل ما سبق يؤكد ان القوات المسلحة كسبت الجولة الثانية في الحرب؛ بعد تدمير الترسانة القتالية للتمرد، ومصادرة أموال “آل دقلو”، صرعهم الجيش في حلبة الصراع حول الجماهير، فلم يعد أمام مليشيا “آل دقلو” وجموع شغيلتهم من السياسيين سوى الاستثمار في معاناة الشعب، وذلك عبر عدد من الوسائل، إما استعمالها كأداة تسويق، أو الاستنهاض بها من فشل المؤامرة ، أو تحويلها إلى خطاب هو دعاية للذات، لا انتصار لقضية.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

سفير السودان بواشنطن:حيثيات العقوبات الامريكية على القائد العام خاطئة ولا تسندها أدلة

أكد السفير محمد عبدالله إدريس سفير السودان لدى الولايات المتحدة أن العقوبات على الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للقوات المسلحة جاءت نتيجة للتوصيف الخاطىء للأوضاع فى السودان وفرضية أن ما يجرى فى صراع بين جنرالين على السلطة، وعليه إذا فرضت عقوبات على أحدهما لا بد من فرض عقوبات على الآخر وإن اختلفت فى مضامينها ومدى مفاعيلها قائلا(وهذا نهجٌ رفضته الحكومة السودانية ) ووافقها على ذلك كثيرٌ من المتابعين والمراقبين الموضوعيين.وأعاد السفير إدريس للاذهان ما انكشفت عنه حقيقة أحداث صباح ١٥ أبريل ٢٠٢٣ التي بدأت بمحاولة مليشيا الدعم السريع الاستيلاء على السلطة بالقوة وتصدَّت لها القوات المسلحة، وعندما فشلت المحاولة الإنقلابية وجهت المليشيا سلاحها ضد المواطنين العزل واحتلت منازلهم ونهبت ممتلكاتهم وشردتهم ما بين نازح ولاجىء .ودحض سفير السودان لدى واشنطن في حوار مع وكالة السودان للانباء الحيثيات التى بنى عليها القرار الأمريكى قائلا أنها لا يسندها دليل، فمزاعم أن الحكومة تعيق وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين تَرُدُّ عليها حقائق توقيع الحكومة اتفاقيات مع منظمة الأمم المتحدة لفتح طرق داخلية ومعابر مع دول جوار لتوصيل المساعدات الانسانية للمحتاجين، وتأكيد الحكومة استمرار فتح جميع المعابر التى تم الاتفاق عليها مع المنظمة الدولية ووكالاتها، بما فيها معبر ادري مع تشاد ومسار جوبا كادقلي مع دولة جنوب السودان والالتزام بتقديم كل التسهيلات المطلوبة لإيصال المساعدات الإنسانية.أما مزاعم أن القوات السودانية المسلحة تعتدي على المواطنين فتدحضها حقيقة هروب المواطنين من أية منطقة تنتشر فيها مليشيا الدعم السريع إلى المناطق التى تسيطر عليها القوات المسلحة، ولا يمكن لإنسان أن يستجير بمن يعتدى عليه.مؤكدا ان القوات السودانية المسلحة توفر الحماية للمواطنين، وشواهد ود مدنى ومن قبلها سنجة تؤكد هذه الحقيقة، فعشرات الآلاف من المواطنين عادوا للمدينتين بعد إعادة القوات المسلحة السيطرة، حيث كان عشرات الآلاف قد هربوا منها عند انتشار مليشيا الجنجويد فيهما. متسائلا هل هرب أحدٌ من سنجة او ود مدنى عند دخول القوات المسلحة فيها؟و ابان سعادة السفير في تصريحه لسونا ان مزاعم الدعاوي الكاذبة حول ان الحكومة رفضت جهود السلام فتكذبها مشاركة الحكومة في مفاوضات منبر جدة بعد أقل من شهر من تمرد مليشيا الدعم السريع، وقد أنتج المنبر إعلان جدة الذي رفضت المليشيا تنفيذ بنوده، وعوضاً عن ذلك قامت بنقل الحرب إلى دارفور وقتلت والي غرب دارفور ومثَّلت بجثمانه بالطريقة البشعة التي وثقتها كاميرات المليشيا، واستباحت دار المساليت وارتكبت من الفظائع والانتهاكات ما ارتكبت، ثم نقلت الحرب لولاية الجزيرة وولاية سنار ومناطق أخرى.مضيفا أن الحكومة لم ترفض مفاوضات سلام ولكنها كررت المطالبة بتنفيذ بنود إعلان جدة، أما التفاوض من أجل التفاوض فقط فلن يحقق ما يتطلع إليه الشعب السوداني ولن ينهي الحرب.وفي سؤال ل(سونا) فيما يتعلق بإعلان العقوبات قبل أقل من أربعة أيام من انتهاء ولاية الإدارة الأمريكية قال هناك تساؤل حول مبرر العجلة طالما أن هناك إدارة قادمة قد يكون لها تقييمها ورؤيتها ومقاربتها الخاصة، فهل الهدف وضع أمر واقع أو عقبات أمام الإدارة الجديدة؟.أمَّا فيما يتعلق بمفعول القرار الذى يقضي بحظر ممتلكات ومصالح السيد رئيس مجلس السيادة فى الولايات المتحدة، فليست لسعادته ممتلكات أو أرصدة فى أميريكا، ورصيده الوحيد محفوظ فى قلوب وعقول الشعب السودانى.واختتم السفير محمد عبدالله إدريس حديثه لسونا قائلا( نحن مع استلام الإدارة الجديدة لمهامهما ، تأمل الحكومة السودانية أن تتعامل الإدارة الجديدة بموضوعية مع الحرب المفروضة على السودان وتواجه الدول الإقليمية الضالعة في توفير الدعم العسكرى والغطاء السياسي لمليشيا الدعم السريع وتتعامل بإيجابية مع التقارير الاستقصائية التي أصدرتها كبرى وسائل الإعلام الأمريكية والإدانات والنداءات التى صدرت من أعضاء بارزين فى الكونقرس الأمريكى) واكد ستظل الحكومة السودانية منفتحة وعلى استعداد للتعاون البناء.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  •  انتهاكات ود مدني.. الجيش بين جدية تسليم الجناة والإفلات من العقاب
  • الجيش الروسي ينجح في تحرير بلدة سولينويه بجمهورية دونيتسك الشعبية
  • الجيش الروسي يكبد قوات كييف خسائر جسيمة على محور كورسك
  • أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟
  • المليشيا إلى زوال
  • قوات المظلات ودورها في تعزيز الثالوث الوطني
  • زيلينسكي: لن نوافق على تقليص الجيش الأوكراني في إطار التسوية
  • قوات المليشيا المتمردة المتواجدة بمحلية أم رمته تعمل في النهب والسرقة والشفشفة فقط
  • سفير السودان بواشنطن:حيثيات العقوبات الامريكية على القائد العام خاطئة ولا تسندها أدلة
  • الشرطة توضح لتلافي “الوقيعة” بينها والجيش بعد إنتشار مقطع فيديو