أي قوات مسلحة ستخرج من هذه الحرب؟ 2_4
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
2/ فجر التضامن
ذكرت في مقالي السابق، ما ملخصه إن المؤامرة التي انفجرت في ١٥/ أبريل، كانت تحاك منذ أربع سنوات مضت، وأهم عنصراً فيها، هو التضييق على الجيش وخلق هوة بينه والشعب، وقنن الأمر بتحالف خفي بين الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير بعد قرارات ٢٥/ أكتوبر/ ٢٠٢١م.
كانت الحاضنة السياسية الجديدة، تحشد المتظاهرين في الشوارع لمطالبة الجيش بالعودة إلى الثكنات، وبالطبع إخلاء الساحة للجيش الجديد “الدعم السريع”، كان يسدد فاتورة تمويل التظاهرات عبد الرحيم دقلو، بينما يحصد قناصة قواته الخاصة أرواح الشباب، وتصاحب عمليات قنص الثوار بروباغاندا عبر الآلة الإعلامية التي تعمل الآن لصالح التمرد.
وفي مرحلة أخرى، بدأ عنصر جديد في المؤامرة التي تهدف إلى إضعاف الجيش ومن ثم عزله عن شعبه، وهو عملية “شد الأطراف” عبر تأجيج النزاعات القبلية الموجودة أصلاً ببعض أقاليم السودان، تم إشعال الحرائق بإقليم دارفور، نتذكر جميعنا أحداث (بليل بجنوب دارفور)، الهجوم على معسكرات النازحين في الجنينة وأحداث ” كرينك “، وبعدها انتقال الحرائق إلى شرق السودان، أحداث “النوبة “و”البني عامر” ، وبعدها اندلاع الحريق في إقليم النيل الأزرق، عندما حرض المك “ابوشوتال” زعماء العشائر على قومية الهوسا، وهو الآن أحد القادة البارزين للتمرد.
كل تلك المؤامرات أفضت إلى نتائج غير متوقعة؛ بعد تسعة أشهر من اندلاع الحريق الأكبر، الدعم السريع وحلفاءه وجدوا أنفسهم في مواجهة الشعب، بينما كسبت القوات المسلحة جماهيرية وتأييداً واسعاً في مناطق كان سكانها ضحايا خطاب الكراهية ضد الجيش.
بالأمس خرجت فصائل جبال النوبة المسلحة وقاتلت في خندق واحد مع القوات المسلحة لدحر هجوم التمرد المدعوم إماراتياً، وأجبر شعب الجبال الحركة الشعبية بقيادة “الحلو” لتغيير موقفها ، عندما حاول “الحلو” استغلال الفرصة وتوسيع رقعة سيطرته جغرافياً.
قبل اسابيع ، هاتف الأمين العام للحركة الشعبية “عمار آمون”، المتمرد “جوزيف تُكة ” وهو يقود فصيلاً يتبع لقيادة الحلو بإقليم النيل الأزرق، وحاول “عمار” الضغط على ” تُكة ” لتغيير موقفه والقتال بجانب الجيش، معللاً لذلك بأن شعب الجبال اختار صف القوات المسلحة وأصبح لزام على الحركة الشعبية الانحياز لرغبة جماهيرها، ولكن تدخل النظام الإثيوبي ومارس ضغوطا على “جوزيف تُكة “، وتم تهديده وابتزازه بقطع الإمداد الإماراتي الذي يصل إليه عبر إثيوبيا.
مجمل ما سبق يؤكد ان القوات المسلحة كسبت الجولة الثانية في الحرب؛ بعد تدمير الترسانة القتالية للتمرد، ومصادرة أموال “آل دقلو”، صرعهم الجيش في حلبة الصراع حول الجماهير، فلم يعد أمام مليشيا “آل دقلو” وجموع شغيلتهم من السياسيين سوى الاستثمار في معاناة الشعب، وذلك عبر عدد من الوسائل، إما استعمالها كأداة تسويق، أو الاستنهاض بها من فشل المؤامرة ، أو تحويلها إلى خطاب هو دعاية للذات، لا انتصار لقضية.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
حماس والجهاد والجبهة الشعبية.. تفاصيل الاجتماع الثلاثي للفصائل الفلسطينية في القاهرة
التقت في العاصمة المصرية القاهرة، مساء أمس الجمعة الموافق 20 ديسمبر 2024، وفود من قادة كل من حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث جرى بحث معمق لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الإخوة الوسطاء لوقف إطلاق النار وصفقة التبادل ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.
وبحسب بيان لحركة حماس، توقف المجتمعون أمام معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه والجرائم التي يقوم بها العدو الإسرائيلي على مدار الساعة للنيل من صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري وثباته في مواجهة مخططات التهجير وجريمة الإبادة الجماعية.
كما قدر القادة عاليا أداء المقاومة الفلسطينية وعملياتها النوعية والمشاهد العظيمة لمقاتليها الأبطال الذين يوقعون خسائر مادية وبشرية يومية في العدو.
اجتماع ثلاثي للفاصائل الفلسطينية بشان المفاوضاتوبحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف العدوان على الشعب الفلسطيني والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل تواطؤ دولي مشين، معتبرين أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.
كما بحثت الوفود آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأعرب الجميع عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة.
واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.
اقرأ أيضاًباحثة: المفاوضات في غزة تقتصر على تبادل الأسرى.. ولا تشير لحل نهائي لإيقاف الحرب
الكرملين: روسيا مستعدة للترحيب بجميع جهود الوساطة في المفاوضات بشأن أوكرانيا
البيت الأبيض: بايدن يراقب مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان عن كثب