موقع النيلين:
2024-10-03@08:49:07 GMT

أي قوات مسلحة ستخرج من هذه الحرب؟ 2_4

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT


2/ فجر التضامن
ذكرت في مقالي السابق، ما ملخصه إن المؤامرة التي انفجرت في ١٥/ أبريل، كانت تحاك منذ أربع سنوات مضت، وأهم عنصراً فيها، هو التضييق على الجيش وخلق هوة بينه والشعب، وقنن الأمر بتحالف خفي بين الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير بعد قرارات ٢٥/ أكتوبر/ ٢٠٢١م.

كانت الحاضنة السياسية الجديدة، تحشد المتظاهرين في الشوارع لمطالبة الجيش بالعودة إلى الثكنات، وبالطبع إخلاء الساحة للجيش الجديد “الدعم السريع”، كان يسدد فاتورة تمويل التظاهرات عبد الرحيم دقلو، بينما يحصد قناصة قواته الخاصة أرواح الشباب، وتصاحب عمليات قنص الثوار بروباغاندا عبر الآلة الإعلامية التي تعمل الآن لصالح التمرد.

وفي مرحلة أخرى، بدأ عنصر جديد في المؤامرة التي تهدف إلى إضعاف الجيش ومن ثم عزله عن شعبه، وهو عملية “شد الأطراف” عبر تأجيج النزاعات القبلية الموجودة أصلاً ببعض أقاليم السودان، تم إشعال الحرائق بإقليم دارفور، نتذكر جميعنا أحداث (بليل بجنوب دارفور)، الهجوم على معسكرات النازحين في الجنينة وأحداث ” كرينك “، وبعدها انتقال الحرائق إلى شرق السودان، أحداث “النوبة “و”البني عامر” ، وبعدها اندلاع الحريق في إقليم النيل الأزرق، عندما حرض المك “ابوشوتال” زعماء العشائر على قومية الهوسا، وهو الآن أحد القادة البارزين للتمرد.

كل تلك المؤامرات أفضت إلى نتائج غير متوقعة؛ بعد تسعة أشهر من اندلاع الحريق الأكبر، الدعم السريع وحلفاءه وجدوا أنفسهم في مواجهة الشعب، بينما كسبت القوات المسلحة جماهيرية وتأييداً واسعاً في مناطق كان سكانها ضحايا خطاب الكراهية ضد الجيش.
بالأمس خرجت فصائل جبال النوبة المسلحة وقاتلت في خندق واحد مع القوات المسلحة لدحر هجوم التمرد المدعوم إماراتياً، وأجبر شعب الجبال الحركة الشعبية بقيادة “الحلو” لتغيير موقفها ، عندما حاول “الحلو” استغلال الفرصة وتوسيع رقعة سيطرته جغرافياً.

قبل اسابيع ، هاتف الأمين العام للحركة الشعبية “عمار آمون”، المتمرد “جوزيف تُكة ” وهو يقود فصيلاً يتبع لقيادة الحلو بإقليم النيل الأزرق، وحاول “عمار” الضغط على ” تُكة ” لتغيير موقفه والقتال بجانب الجيش، معللاً لذلك بأن شعب الجبال اختار صف القوات المسلحة وأصبح لزام على الحركة الشعبية الانحياز لرغبة جماهيرها، ولكن تدخل النظام الإثيوبي ومارس ضغوطا على “جوزيف تُكة “، وتم تهديده وابتزازه بقطع الإمداد الإماراتي الذي يصل إليه عبر إثيوبيا.

مجمل ما سبق يؤكد ان القوات المسلحة كسبت الجولة الثانية في الحرب؛ بعد تدمير الترسانة القتالية للتمرد، ومصادرة أموال “آل دقلو”، صرعهم الجيش في حلبة الصراع حول الجماهير، فلم يعد أمام مليشيا “آل دقلو” وجموع شغيلتهم من السياسيين سوى الاستثمار في معاناة الشعب، وذلك عبر عدد من الوسائل، إما استعمالها كأداة تسويق، أو الاستنهاض بها من فشل المؤامرة ، أو تحويلها إلى خطاب هو دعاية للذات، لا انتصار لقضية.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

لوبوان: الجيش السوداني بدأ هجوما كبيرا لاستعادة الخرطوم

قالت مجلة لوبوان إن الجيش السوداني شن، قبل ساعات قليلة من خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، هجوما واسع النطاق على الخرطوم التي خسرتها في الأشهر الأولى من الحرب لصالح قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وتعود آخر عملية كبيرة للقوات المسلحة السودانية إلى مارس/آذار الماضي باستعادتها جزئيا مدينة أم درمان غرب الخرطوم، حيث توجد الإذاعة والتلفزيون الوطنيان، وقد استعادت في ثلاثة أيام ثلاثة جسور تربط الخرطوم وأم درمان وبحري في هذا الهجوم الذي تم الإعداد له منذ مدة طويلة، حسب المجلة الفرنسية.

ونسبت المجلة -في تقرير لأوغسطين باسيللي مراسلتها بأديس أبابا- إلى مصدر دبلوماسي القول إنه "كان من المهم بالنسبة للقوات المسلحة السودانية أن تحقق تقدمًا تكتيكيا في ذلك الوقت لأنه كان لا بد من معالجة قضية السودان في الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أنه "حان الوقت ليطأ قادة الجيش عاصمتهم للحفاظ على دعم سكانهم"، علما أن نتيجة هذا الهجوم غير مؤكدة، لكنها تعرقل إمكانية وقف إطلاق النار.

وأعلنت قوات الدعم السريع، التي كانت أكثر تعاونا في المشاركة في عملية التفاوض التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، أنها لن تتفاوض بعد الآن مع الجيش وستسعى إلى حل عسكري للصراع، وقال مسؤول في الدعم السريع إنهم يعتقدون أنهم سيتمكنون من الوصول إلى بورتسودان، حيث لجأت الحكومة الموالية للجيش، "في أقل من شهرين إذا حررنا الفاشر".

دخان وحرائق بالخرطوم جراء القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع (رويترز) انتهاكات متوقعة

وتتعرض عاصمة ولاية شمال دارفور لحصار فعلي منذ مايو/أيار الماضي، وقد حذر ممثل الأمم المتحدة فولكر تورك من أن سقوط الفاشر قد يكون بداية لانتهاكات وتجاوزات ذات دوافع عرقية، تشمل عمليات إعدام خارج القانون وعنفا جنسيا من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.

وأكد باحث سوداني متخصص في الحركات العسكرية فضل عدم الكشف عن هويته أن "قوات الدعم السريع حشدت الكثير من الموارد، بل اضطرت إلى سحب قواتها من مناطق أخرى، في حين أن الجيش ما زال يستغل نقاط ضعف القوات شبه العسكرية المحبطة بعد هذه الأشهر الطويلة من القتال".

وتقول مديرة مركز كونفلوينس الاستشاري للأبحاث خلود خير "قد تم تدريب ما بين 4000 و6000 جندي تم نشرهم للتو في الخرطوم خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل هذا الهجوم المضاد"، مشيرة إلى أنهم قد يحدثون فرقا إذا كانوا مدربين على حرب المدن، مما قد يقنع مصر وقطر وحلفاء القوات المسلحة السودانية الآخرين بمواصلة دعمها لاستعادة عدة مناطق من العاصمة.

وذكّرت المجلة بالوضع الإنساني الكارثي، حيث سجلت منظمة أطباء بلا حدود، التي تواصل دعم اثنين من آخر المستشفيات العاملة في العاصمة، نحو 10 جرحى السبت السابق و15 إصابة يوم الأحد الماضي، إضافة إلى مقتل 6 أشخاص في هجوم جوي.

مقالات مشابهة

  • لوبوان: الجيش السوداني بدأ هجوما كبيرا لاستعادة الخرطوم
  • الفريق أحمد خليفة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بأوغندا
  • المتحدث العسكرى المصري: الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بدولة أوغندا
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بدولة أوغندا
  • الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بأوغندا
  • الفريق أحمد خليفة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بدولة أوغندا
  • حزب الأمة يتهم الجيش السوداني
  • الجيش الإسرائيلي يكشف نوعية القوات التي تشارك بالعملية البرية في لبنان
  • بعد الجيش.. الخارجية السودانية تدخل على خط الاتهام الإماراتي
  • أوكرانيا: تسجيل 153 اشتباكا على طول خط المواجهة مع الجيش الروسي خلال 24 ساعة