تشكيلية شابة تنقل شغفها في حرفة المينا من صناعتها إلى تعليمها
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
لم تكتف الحرفية رند الدبس بدراسة الفنون الجميلة، بل اتجهت بعد تخرجها إلى حرفة “المينا” التي تعرف بترصيع المعادن بالرسوم الملونة، وتعتبر من أقدم الحرف اليدوية وتعود صناعتها إلى آلاف السنين، لتشكل منها مشغولات متنوعة كالأساور والقلائد وغيرها بعد أن أضافت عليها تقنيات من روح العصر.
وتشرح رند ماهية الحرفة التي تعتمد على تلبيس المينا على المعدن من الفضة وخامات أخرى كالخشب والزجاج وغيرها، مشيرة إلى أن صناعة مشغولات المينا تتطلب الوقت والجهد وتحتاج لإجراءات تقنية حرفية عالية الجودة لتنتج لوحة أو مجسمات تراثية.
وعن بداية تعلمها للحرفة أوضحت أن فضولها وحبها للمينا دفعها للالتحاق بمحترف في حي باب شرقي للفنان جوني غاربيان وتدربت بشكل متقن حتى أتقنت الحرفة التي تتطلب الصبر والشغف والحب، لأنها رسم دقيق على سطح صغير.
وبعد أن أتقنت رند كل أسرار حرفة المينا انتقلت إلى تدريبها للهواة، ممن لديهم رغبة بتعلم هذه الحرفة بهدف حمايتها والحفاظ عليها من الاندثار، في محترف “غاربيان” وفي الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية، بجانب عدد من مدربات ومدربي الحرف الأخرى.
وتشير رند إلى أن حبها للحرفة وتعلقها بها جعلها ترغب بتعليمها للآخرين، وخاصة أن هناك إقبالاً من جيل الشباب على تعلمها رغم وجود بعض الصعوبات في تأمين المواد اللازمة للعمل، وغلاء أسعارها والافتقار لمصادر الطاقة الضرورية للعمل.
وعبر سنوات عملها في الحرفة قدمت رند مجموعة غنية من الأعمال منها لوحات مسطحة وقطع مجسمة، كما شاركت مع فريق المحترف والجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية بعدة معارض، سعت من خلالها لتكريس اسمها في مجال المينا وعرضت عبرها أعمالاً مميزة ما أسهم في تسويق مشغولاتها وتعريف الناس بما تقوم به من أعمال.
ومن الشباب الذين يتدربون مع رند تحدث محمد عمر حليمة “خريج آثار ومتاحف” عن محبته لحرفة المينا ورغبته بتعلمها، حيث وجد في المحترف المكان المناسب ليتقنها بعد التجريب والتدريب ويصنع أشكالا متنوعة، معرباً عن شعوره بالسعادة رغم الجهد الذي يبذله حتى يتمكن من إتقانها لإحياء تراث قديم، إضافة لما توفره من فرصة عمل تؤمن له مردوداً مالياً.
أمجد الصباغ وسكينة محمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
هل تنقل حماس مكتبها السياسي إلى تركيا؟
أنقرة (زمان التركية) – أدى القرار غير المتوقع الذي اتخذته قطر ضد حركة حماس، محرك المقاومة الفلسطينية، إلى قدر كبير من عدم اليقين بشأن مستقبل الحركة.
وشهدت الصحافة التركية تعليقات بشأن إمكانية انتقال المكتب السياسي لحماس من قطر إلى تركيا.
وعلى صعيد الصحافة العربية، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليومية السعودية أنه لم يُطلب من حماس مغادرة الدوحة ولكن “تم إبلاغها بطلب الولايات المتحدة بالمغادرة”.
وبناءً على هذه التطورات، بدأت حماس في البحث عن مقر جديد لها، ولكن إلى أين ستنقل الحركة مكتبها السياسي؟
تفاوتت الآراء والتوقعات بهذا الصدد، وأثيرت أحاديث عن أن العديد من الدول العربية رفضت قبول حماس لأسباب مختلفة، وبهذا تبرز كل من إيران والجزائر والعراق واليمن وتركيا كوجهة جديدة للحركة، كما يُشار إلى لبنان كوجهة محتملة.
يرى موقع الرأي اليوم أن تركيا ولبنان وإيران من بين خيارات حماس الحالية، لكن لكل خيار من هذه الخيارات تحدياته ومخاطره الخاصة. يشكِّل اللجوء إلى إيران مخاطرة كبيرة، خاصة بالنظر إلى الخبرة السابقة. وأوضح الرأي اليوم أن حركة حماس تنظر إلى تركيا كخيار أكثر قابلية للتطبيق، فهناك بالفعل علاقة قوية بين تركيا وحماس وكثير من قادة حماس يسافرون بشكل متكرر إلى أنقرة.
قبول تركيا لقادة الحركة يمكن أن يعطيها مساحة دبلوماسية وسياسية جادة، ومع ذلك، فإن الإقامة في تركيا غير مضمونة أيضًا، لأن تركيا تتعرض أيضًا لضغوط دولية مع تغير الديناميكيات الإقليمية في السنوات الأخيرة.
وأفاد الكاتب بموقع الرأي اليوم، عبد الباري عطوان، أن الانتقال إلى اسطنبول قد يكون خيارًا صعبًا ومحفوفًا بالمخاطر وقد يخضع لشروط وقيود معينة على الحركة نظرًا لانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة وهو صديق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف عطوان أن الوضع نفسه يسري على بغداد وأنه قد يتم تجاهل بيروت في هذه المرحلة بسبب هجمات إسرائيل المدمرة المكثفة مفيدا أنه إذا أراد قادة حماس ذلك، فمن المؤكد أن إيران لن تتردد في استضافتهم ؛ فقد دعمت إيران دائمًا المقاومة وساندتها وأن الخيارين المتبقيين أمام الحركة هما الجزائر وصنعاء.
في المقابل، ذكر موقع ميديل ايست أونلاين أنه في حال ما إن قررت قطر طرد قادة حماس، فقد تكون إيران هي الوجهة الأكثر ترجيحًا مفيدا أنه على الرغم من أن تركيا هي موطن للعديد من قادة وأعضاء الحركة، على الرغم من دعم الحكومة التركية لحماس، يبدو من غير المرجح أن تركيا تريد مثل هذه الخطوة.
وأرجع الموقع السبب الرئيسي لهذا الأمر هو رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تحسين علاقاته مع الولايات المتحدة مشيرا إلى دعوة أردوغان الرئيس المنتخب دونالد ترامب لزيارة تركيا في أول اتصال يجريه مباشرة بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.
هذا وتستضيف قطر مسؤولي حماس في الدوحة منذ عام 2012، حيث أُجبرت الحركة على مغادرة دمشق لدعمها المعارضة المناهضة للنظام في الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في عام 2011.
وأثيرت أحاديث حول أن الإدارات الأمريكية شجعت قطر على قبول حماس بأراضيها. في مقابلة سابقة، اعترف مسؤول حماس موسى أبو مرزوق بأن وجود الحركة في قطر كان بناءً على طلب أمريكي.
والآن تطالب أمريكا قطر بطرد الحركة خارج أراضيها. وفي ضوء هذه التطورات الجديدة، تكشف العملية التي قام بها المكتب السياسي لحركة حماس في ثلاث عواصم عربية مختلفة في السنوات الأخيرة عن تعقيدات العلاقة بين الحركة والدول المضيفة.
منذ التسعينيات، تنقّل المكتب السياسي للحركة عدة مرات بين الأردن ودمشق والدوحة. وفي كل محطة منهم واجهت الحركة تحديات أدت في النهاية إلى إغلاق مكاتبها. وهذا يثير تساؤلات حول استدامة وجود الحركة في قطر وما هي الخيارات التي ستكون على جدولها إذا تكرر سيناريو الانفصال القسري.
Tags: العلاقات بين حماس وتركياالعملية العسكرية على قطاع غزةالمكتب السياسي لحماسحماس وتركياقطر