نشر موقع "فوكس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن التحديات التي يواجهها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحرب على غزة وأثرها على جيش الاحتلال والمستوطنين.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن "الضغوط تتزايد على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الوقت الذي تجلب فيه الحرب في غزة تكاليف باهظة ونجاحات عملياتية قليلة.

وقد كان يوم الإثنين اليوم الأكثر دموية في الحرب بالنسبة للقوات الإسرائيلية، بسقوط 24 جنديًا في جنوب غزة".

وقال الجيش إن جميعهم، باستثناء ثلاثة، لقوا حتفهم في انهيار مبنى بعد أن تسببت قذيفة صاروخية أطلقها أحد المقاتلين في انفجار. ووصف نتنياهو يوم الإثنين بأنه "أحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب".

يواجه نتنياهو مطالب أعلى للتوصّل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس، التي أطلقت هذه المرحلة من الحرب الإسرائيلي الفلسطيني المستمر.


اقتحم أفراد عائلات الأسرى المتبقين البالغ عددهم 107 أشخاص ومؤيديهم الكنيست الإسرائيلي يوم الإثنين للدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لأنهم يشعرون بالقلق من أن الوقت قد ينفد. وقد تأكد بالفعل أن بعض الرهائن قد ماتوا في الأسر، بينما قُتل آخرون عن طريق الخطأ من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة.

وورد أن المسؤولين الإسرائيليين قدّموا لحماس عرضًا لوقف إطلاق النار لمدة شهرين مقابل إطلاق سراح تدريجي لجميع الرهائن - وهو العرض الذي رفضته حماس حسب ما ورد فهي تريد أن تنتهي الحرب تماما.

ذكر الموقع الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين يتطلعون إلى تسهيل إنهاء الحرب مع ارتفاع عدد القتلى في صفوف الفلسطينيين في غزة إلى أكثر من 25 ألفًا. وحسب ما ورد، طرحت الولايات المتحدة اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي مقابل إقامة دولة فلسطينية، وهو الاقتراح الذي رفضه نتنياهو. ومن المقرر أن يزور بريت ماكغورك، أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن، مصر وقطر هذا الأسبوع بهدف التوسط في صفقة الرهائن كخطوة رئيسية نحو إنهاء الحرب.

لكن لا يعني أيّ من هذه التطورات بالضرورة أن نتنياهو يقترب من إنهاء الحرب. ربما يكون عدد القتلى الإسرائيليين في ارتفاع، وقد تكون احتمالات إطلاق سراح الرهائن ضئيلة، ولكن لا توجد دلائل تذكر على أن الجمهور الإسرائيلي مستعد لسحب قوات البلاد. وقالت ميراف زونسزين، وهي محللة إسرائيلية رفيعة المستوى في مجموعة الأزمات الدولية، إنه "لا أحد يثق بنتنياهو ولكن الجميع يؤمن بهذه الحرب" فيما يتعلق بالمشاعر العامة في إسرائيل.


هل ستدفع هذه الضغوط نتنياهو إلى إنهاء الحرب في غزة؟
يبدو أن نتنياهو عازم على إطالة أمد الحرب طالما تحظى بشعبية، وليس لديه حافز شخصي يذكر لإنهائها. وأدت فضائح الفساد والتساؤلات حول ما إذا كان بإمكان حكومته منع هجوم السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، والضغط من أجل إصلاحات قانونية لا تحظى بشعبية، إلى إضعاف قبضته على السلطة. وطالما أن الحرب مستمرة، فإن كل ذلك محل نقاش.

أشار الموقع إلى أن معظم الإسرائيليين في الوقت الراهن يؤيدون الحرب. وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في كانون الثاني/ يناير أن 56 بالمئة من البالغين الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب المستمرة في غزة هي أفضل وسيلة لاستعادة الرهائن. وهذا رغم حقيقة أن الهدف العسكري الإسرائيلي المعلن المتمثل في القضاء على حماس غير قابل للتحقيق، كما اعترف مؤخرًا حتى وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت.

قد تكون إسرائيل قادرة على توجيه ضربةٍ لقدرات حماس العسكرية، لكن تحييدها بالكامل يبدو بعيد المنال حاليًا. وليس لدى إسرائيل خطة طويلة الأمد لما سيحدث بعد الحرب، وحالما يتوقف القتال، قد تتاح لحماس الفرصة لإعادة البناء واستعادة قوتها السابقة. ولا يزال هيكل قيادة حماس على حاله، ولا تزال الجماعة تسيطر على جزء كبير من أنفاقها مترامية الأطراف، ولا تزال قادرة على شن هجمات من الشمال، وهي المنطقة التي تزعم إسرائيل أنها تسيطر عليها. ويمكن للإسرائيليين أن يروا أن الجيش الإسرائيلي لا يحقق أهدافه، لكنهم مع ذلك "ما زالوا يعتقدون أن هذه الأهداف مشروعة"، على حد تعبير زونسزين.

من غير الواضح إلى متى سيظل هذا هو الحال، وما الذي قد يغير الرأي العام، إن وجد. لكن الأمر الواضح هو أن أيام نتنياهو أصبحت على الأرجح معدودة. وقد وجد الاستطلاع الذي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي أن 15 بالمئة فقط من الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع يريدون أن يبقى نتنياهو في منصبه بعد انتهاء الحرب.  


وحسب الموقع، إذا تمت الدعوة لإجراء انتخابات، فيبدو أن حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه الوزير بيني غانتس هو الأوفر حظا للفوز بالسلطة في البرلمان الإسرائيلي. ويُنظر إلى غانتس على أنه أكثر اعتدالا في الحرب من نتنياهو، الذي أدلى زملاؤه في حزب الليكود اليميني بتصريحات يتم الاستشهاد بها الآن كدليل على نية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قضية جنوب إفريقيا في لاهاي. ودعا غانتس إلى استراتيجية خروج للعملية في غزة، محذرا من مواصلة إسرائيل حربا لا نهاية لها.

خسارة رئاسة الوزراء ستكون مشكلة بالنسبة لنتنياهو، ليس فقط لأنه سيُجبر على التنحي بعد 16 سنة في المنصب، وإنما أيضا لأنه سيُترك لمواجهة مشاكله القانونية. فهو متهم بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة في سنة 2019. وقد تم تأجيل المحاكمة مرارا وتكرارا، لكنها استؤنفت في كانون الأول/ ديسمبر ومن المتوقع أن تستمر لعدة أشهر. وقد تستغرق عملية الاستئناف سنوات. وطالب محامو نتنياهو بجلسات استماع أقل طوال مدة الحرب.

وفي حال إدانته، من الممكن عزله من منصبه مع عقوبة سجن لمدة تصل إلى 10 سنوات. وقد حاول تنفيذ إصلاحات قضائية مثيرة للجدل حذر العديد من الخبراء السياسيين الإسرائيليين من إمكانية استخدامها لحمايته في نهاية المطاف من التهم، لكن المحكمة العليا الإسرائيلية أسقطتها في وقت سابق من هذا الشهر. وقال بعض أعضاء حكومة نتنياهو إنهم لن يسمحوا للقرار بوقف جهود الإصلاح، لكن من غير الواضح كيف يمكنهم محاولة الالتفاف عليه. وبالنسبة لنتنياهو، فإن هذه الحرب سياسية بقدر ما هي شخصية.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو الفلسطيني مصر مصر فلسطين نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إنهاء الحرب نتنیاهو فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!

(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)

هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال  النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.

إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.

كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة  وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!

كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.

وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:

"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.

تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش  المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".

﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۝٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ۝٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ۝٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ۝١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ۝١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ۝١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ۝١٤﴾ [الفجر ]

*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب

مقالات مشابهة

  • استطلاع: ثلثا الإسرائيليين لا يثقون بإدارة حكومة نتنياهو خلال الحرب على غزة
  • استطلاع: تراجع ثقة الإسرائيليين بحكومة نتنياهو ومطالبات بالتحقيق في الفشل الأمني
  • صحف عبرية: قلق متزايد بشأن حالات انتحار الجنود الإسرائيليين وتأثيرات الحرب النفسية
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • رسمياً.. المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق
  • من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
  • صحيفة عبرية تكشف صلاحيات نتنياهو شبه المُطلقة بملف الأسرى الإسرائيليين: وحده يفاوض
  • حدث أمنيّ صعب... ما الذي يحصل مع الجيش الإسرائيليّ في جنوب لبنان؟
  • صورة لمركز الجيش الذي استهدفه العدوّ في الصرفند.. هكذا أصبح بعد الغارة الإسرائيليّة
  • تحقيق استقصائي يكشف هيمنة نتنياهو على ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة