على الرغم من أن الخس وخضروات السلطة الورقية الأخرى تعد أجزاء مهمة من نظام غذائي متوازن، إلا أن هذه السلطة قد لا تكون الخيار الأكثر صحة لرواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية.

إقرأ المزيد كائنات حية غريبة "قوية جدا" لدرجة أنها تستطيع العيش في الفضاء

وأظهر بحث جديد أن الجاذبية الصغرى، وهي الحالة التي يعيش فيها رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، يمكن أن تجعل الخس أكثر عرضة لمسببات الأمراض، الكائنات الحية التي يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء.

يمكن أن يكون لهذا البحث تأثير كبير جدا على البعثات الفضائية المأهولة المستقبلية إلى القمر، وفي النهاية إلى المريخ.

وحاليا، يمكن لأفراد طاقم محطة الفضاء الدولية تناول السلطة الخضراء التي تمت زراعتها في المحطة الفضائية في غرف يتم التحكم فيها بدرجة الحرارة والماء والضوء. ويمكنهم أيضا تناول العناصر المرسلة إلى المدار من الأرض.

ومع ذلك، من المعروف أن محطة الفضاء الدولية تستضيف الكثير من مسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفطريات، التي يمكن أن تسبب المرض. وإذا استعمرت بعض مسببات الأمراض، مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، أنسجة الخس المأكول، فقد يصاب المستهلك بالمرض.

وعلى الرغم من أن البكتيريا يمكن أن تنمو في أي مكان، لذا فإن التلوث يمثل دائما خطرا، إلا أن ناسا ووكالات الفضاء الأخرى وكذلك شركات الفضاء الخاصة مثل "سبيس إكس" تشعر بالقلق من أن تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء يمكن أن يؤدي إلى عرقلة المهمة بشكل خطير ويعرض مليارات الدولارات من الاستثمارات للخطر.

ويهدف العلماء في جامعة ديلاوير إلى اكتشاف كيفية تأثير الجاذبية الصغرى على الخس، وما إذا كانت البيئة يمكن أن تجعل خضروات السلطة أكثر أو أقل عرضة للكائنات المسببة للأمراض.

إقرأ المزيد روسيا تجري دراسات على بذور نباتات كانت قد أرسلتها إلى الفضاء

وقاموا بزراعة الخس في ظل ظروف تحاكي بيئة انعدام الوزن على متن محطة الفضاء الدولية.

ويمكن للنباتات أن تستشعر الجاذبية باستخدام جذورها، وغالبا ما تظهر نوعا من النمو التفاضلي يسمى "الانتحاء الأرضي" (حركة جذر النبات باتجاه الجاذبية الأرضية).

ووجد الفريق في النهاية أن النباتات المزروعة في بيئات محاكاة الجاذبية الصغرى كانت في الواقع أكثر عرضة لاستعمار العامل الممرض للسالمونيلا.

وتسمى المسام الصغيرة في السيقان والأوراق "الثغور"، وتستخدم النباتات هذه الثغور لتبادل الغازات. وكآلية دفاعية، عادة ما "تغلق" المسام عندما يتعرض النبات لضغوط مثل البكتيريا.

ولكن لسبب ما، فتحت النباتات النامية في الجاذبية الصغرى مسامها عند تعرضها للبكتيريا، ما يعني أنها كانت أكثر عرضة لغزو السالمونيلا في الفضاء مما كانت عليه على الأرض.

وقال نوح توتسلاين، عضو الفريق والعالم في جامعة ديلاوير، في بيان: "إن حقيقة بقائها مفتوحة عندما كنا نعرضها لما يبدو أنه إجهاد، كانت غير متوقعة حقا".

وعلى الرغم من أن النباتات كانت تدور داخل جهاز المحاكاة بسرعات لا تزيد عن سرعة الدجاجة المشوية، إلا أنها كانت كافية لإرباك إحساسها بالاتجاه والتأثير على استجاباتها للضغوطات مثل البكتيريا.

واستخدم الفريق أيضا تجربته لاختبار "بكتيريا مساعدة" تسمى B. subtilis UD1022، والتي تساعد على نمو النبات والدفاع ضد المستعمرات البكتيرية.

إقرأ المزيد اكتشاف طريقة جديدة يمكن أن تحول القمر إلى "مزرعة"

وبدلا من مساعدة النباتات على صد السالمونيلا في الجاذبية الصغرى، وجد الفريق أن UD1022 فشل في حماية النباتات، وهو ما قد يكون نتيجة لعدم قدرة البكتيريا على إثارة استجابة بيولوجية من شأنها أن تجعل النباتات تغلق مسامها.

ومع ذلك، لدى الفريق خطط يمكن أن تساعد على مكافحة خطر التلوث نتيجة لفتح النباتات لمسامها على نطاق أوسع في بيئات الجاذبية الصغرى، بينها البذور المعقمة، وهي وسيلة لتقليل مخاطر وجود الميكروبات على النباتات. ومع ذلك قد تكون الميكروبات موجودة في البيئة الفضائية ويمكنها الوصول إلى النباتات بهذه الطريقة.

وبالتالي قد يكون البديل هو تعديل وراثة النباتات لمنعها من فتح مسامها على نطاق أوسع أثناء وجودها في الفضاء في المقام الأول.

ويقوم العلماء في مختبر هارش بايس، عضو الفريق وعالم الأحياء النباتية في جامعة ديلاوير، بالفعل بتقييم أنواع مختلفة من الخس ذات الوراثة المتنوعة واختبار استجابتها للجاذبية الصغرى.

نشرت الدراسة على موقع Springer Scientific Reports.

المصدر: سبيس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة الفضاء المحطة الفضائية الدولية النباتات امراض دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية مواد غذائية محطة الفضاء الدولیة الجاذبیة الصغرى یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تقنيات الزراعة المائية تعزز الأمن الغذائي

البلاد (بريدة )
اكتسبت الزراعة المائية أهمية متزايدة في المملكة؛ بهدف زيادة إنتاجية المحاصيل في مساحات صغيرة مع تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى (90%) مقارنة بالزراعة التقليدية، إضافة إلى مواجهة تحديات الأمن الغذائي ونقص المياه وملوحة التربة والأراضي غير القابلة للزراعة، فهي تعد حلًا مستدامًا بيئيًا واقتصاديًا واجتماعيًا في توفير المياه، والحد من استخدام المبيدات، والزراعة في المساحات الحضرية.
ويحرص المزارعون المختصون بالزراعة المائية في منطقة القصيم على استخدام أنظمة متطورة لزراعة المحاصيل في محلول مائي غني بالعناصر الغذائية، وتصميم وتركيب الأنظمة الزراعية المائية، ومراقبة الظروف البيئية كدرجة الحرارة والرطوبة، وإدارة تغذية النباتات بشكل دقيق.
وأكد فهد صالح الزايد، المختص بالزراعة المائية، أن زراعة النباتات بطرق حديثة هي من الابتكارات في الزراعة الحديثة، فالنباتات تنمو في الماء بمكونات معدنية على غرار التربة، مشيرًا إلى أنها تسهم في إنتاج كمية كبيرة من المحاصيل الزراعية على مساحات صغيرة تحت ما يعرف بالزراعة العمودية التي تتطلب طاقة أقل مقارنة بالزراعة التقليدية، مما يدعم التنمية وضمان الأمن الغذائي وتأمين الاكتفاء الغذائي كمًا ونوعًا.
ولفت النظر إلى أن الزراعة المائية تنتج محاصيل زراعية عالية الجودة، وخالية من المبيدات الحشرية، بفضل التحكم الدقيق في الظروف البيئية داخل البيوت البلاستيكية، من كمية المياه والمغذيات التي تحتاج إليها النباتات طوال مرحلة نموها، وستسمح هذه المزارع بتمديد مواسم زراعة المنتجات المحلية، لتبقى في بعض الحالات على مدار العام.

مقالات مشابهة

  • GTA Online تستعد لتحديث "مخبأ في التلال" مع مهمات جديدة ومركبات خارقة
  • في برد الشتاء .. طريقة العناية بالنباتات المنزلية
  • «أورينت» لإدارة الفنادق تستعرض مشاريعها المستقبلية فى العين السخنة
  • تجنب ملامسة مهمات الشبكة.. الكهرباء تُصدر تحذيرات عاجله بعد هطول الأمطار
  • العلماء يحذرون من مناطق محظورة على المريخ.. لماذا لا يُسمح باستكشافها؟
  • علماء.. الأوقات على المريخ تختلف عن الأرض… والزمن هناك أسرع
  • دراسة جديدة تعيد فرضية أصل الحياة من الفضاء
  • وزير الصحة يضع تصور شامل للمبادرات والبرامج المستقبلية للاستثمار في القدرات البشرية ورفع جودة الحياة
  • مدينة أميركية تتجمّد… وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!
  • تقنيات الزراعة المائية تعزز الأمن الغذائي