عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء منطقة الصناعة التي تضم العديد من المقرات التابعة للأمم المتحدة في مدينة خانيونس والتي يلجأ لها أكثر من 70 ألف نازح عن شمال قطاع غزة.

ونزح أكثر من مليون فلسطيني عن شمال قطاع غزة إلى جنوبه كما طلب الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأعلن عن المناطق الغربية من خانيونس ورفح "مناطق آمنة".



وجاء طلب الإخلاء بعدما أعلن الجيش توسيع العملية العسكرية في خانيونس ثم استهداف مركز تدريب مهني في كلية تدريب خانيونس  "KYTC" الأممية واستشهاد 15 نازحا وإصابة 75 آخرين، بحسب تصريحات أممية رسمية.




بهذا يؤكد محمد (39 عاما) إنه عاش لحظات رعب لا تنسى خلال استهداف الاحتلال لمقر الصناعة مساء الأربعاء، قائلا: "كنت في مكان لا يبعد سوى بضعة أمتار قليلة عن القصف وكان برفقتي أولادي ولا أعلم كيف لم يصبنا أي أذى. تجمدت في مكاني ساعة القصف ولم أعرف حتى كيف أتحرك، ولما استرجعت وعيي بدأت البحث عن أولادي وزوجتي".

وتابع محمد لـ"عربي21"، أن "كل أفراد عائلتي يخسرون ظاهريا لكن هناك أبعاد كثيرة لعيش هذه اللحظات من الرعب، صور الشهداء والمصابين والدماء أثرت بنا، أنا الكبير وتأثرت بها، فكيف الأطفال إذاً؟".

وأضاف أن ابنته الصغيرة رنيم "أصبحت الآن تخاف من أي صوت مفاجئ.. مثل إغلاق الباب أو سقوط أي شيء على الأرض، حرفياً أي صوت جانبي بات يفزعها. لقد غدت حياتنا في الأسابيع الأخيرة رعبا من أصوات القصف القريبة والاشتباكات".



إضافة إلى ذلك، أشار "محمد"، أن القصف الأخير، ليس الأول على حي الصناعة، بل جرى استشهاد وإصابة نازحين من قبل، فضلا عن الرصاص والشظايا الكثيرة.

من جهته، يكشف رأفت (44 عاما) أنه استطاع الخروج من الصناعة في آخر ساعات نهار الأربعاء، أي قبل ساعات قليلة من القصف، وذلك بعدما وجد شاحنة في شارع مجاور اعتلى فوقها مع عائلته وما استطاع نقله من متاع بسرعة كبيرة.

ويوضح رأفت لـ "عربي21"، أنه وصل إلى خانيونس في الفترة الأولى من النزوح واستطاع تأمين غرفة في إحدى أروقة كلية الصناعة، وهو ما يعتبر بمثابة الإنجاز والرفاهية المتمثلة بالمكوث في مكان له باب وشباك، موضحا أنه وصل إلى رفح حاليا بحثا عن النجاة فقط.



وعن واقع نزوحه الجديد، فيقول: أنا الآن في الشارع بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أبحث الآن عن أخشاب وبعض النايلون من أجل صنع خيمة تأوينا من البرد والمطر والرياح في الليل.

ومضى يقول "تركت خلفي ما يمكن أن أستغني عنه، وفي الواقع بسبب هذه الحرب لا يوجد فعليا ما يمكنك الاستغناء عنه لأن كل شيء مهم وباهظ الثمن وفي الغالب لا يوجد له بديل إذا ما خسرته".

أما "سليمان" ذكر أنه ترك منطقة الصناعة في خانيونس بعد تهديد الاحتلال لهم وبعد أن سمع خبر الإخلاء، مضيفا أنه حاول مرارا الخروج قبل ذلك ولم يتمكن بسبب "عدم توفر أي مركبة وخوفا من الاستهداف".

وأردف لـ"عربي21": "هذا حصل كثيرا خلال الحرب، يطلبوا منا الخروج ثم يضربونا وتتركك الجثث في الشارع للكلاب".


وأضاف أن "الاستهداف الأخير كان في الغرفة المجاورة لنا وعشنا في رعب وخوف في ليلة لن أنساها ولن أنسى ملامح طفلاتي الثلاث وزوجتي".

وكشف أن "أزمة الصناعة امتدت على طول 4 أيام من الحصار كان آخرها القصف المميت ثم النزوح، أخبرونا بشكل رسمي بالخروج من البوابة الرئيسية مرفوعي الأيدي وبحقيبة الظهر فقط"، معربا عن مدى خوفه من ذلك "ومن المشي بين الدبابات ومزاجية الجنود".

سليمان، لفت إلى نزوح آخر كان من الباب الخلفي الذي لم تتواجد عليه قوات الاحتلال، موضحا "قررنا الخوض بهذا الطريق وتمكنا من الذهاب باتجاه مدينة حمد ثم توجهنا إلى رفح ثم إلى خيمة مؤقتة لأحد معارفنا ثم إلى المجهول".


في حين تقول "آية" وهي زوجة سليمان إنها "خرجت من بين جثث الشهداء والمصابين في الممرات وأنها حاولت تغطية أعين بناتها لتجنب رؤية المشاهد الصعبة لكن دون نتيجة"، مضيفة "والله انهلع قلبي".

وبينت آية في حديثها لـ "عربي21": أن "الله زرع القوة فينا وقوانا، لا أعرف كيف صمدت أنا بطبعي لا أحتمل المواقف الأبسط من ذلك، حتى بنتي زينة وهي بعمر 8 سنوات فقط كانت تدعو بصوت عال يا رب يا رب.. أنت كريم يا رب طوال الطريق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الصناعة خانيونس خانيونس الاحتلال الصناعة النازحين الإيواء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

زلزال يهزّ شمال المغرب ويُعيد ذكريات الحوز.. عربي21 ترصد تسارع مطالب الإعمار

"لم تُسجّل أيّة خسائر في بؤرة الزلزال، لكنّها أعادت الخوف للقلوب، وجعلتنا نعيش ليلة مروعة" بمثل هذه الجُملة تصاعدت تعليقات عدد من المواطنين المغاربة، في عدد من المدن، ممّن هرعوا خارج منازلهم، نحو الشوارع والأماكن المفتوحة، خوفا من تكرار ما حدث بزلزال الحوز في الثامن من أيلول/ سبتمبر 2023.

الرباط والعرائش وتطوان، والدار البيضاء والقنيطرة والقصر الكبير وغيرها من المدن، شعر مواطنيها، بهزّة أرضية، في الساعة الأخيرة من يوم الاثنين؛ فيما أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء، بعدها بساعة، أنّ: "بؤرة الزلزال هذه المرة كانت على عمق 20 كيلوميترا في قرية "بريكشة" بإقليم وزان، بقوة بلغت 5.2 درجة على سلم ريشتر".

في هذا التقرير، ترصد "عربي21" مشاعر الخوف التي اجتاحت المغاربة ليلة الاثنين، عقب شعورهم بالأرض وهي تهتزّ تحت أقدامهم، وكذا مطالب تسريع الإعمار وزيادة الاهتمام بمناطق تضرّر الزلزال السابق، الذي شهدته المغرب قبل ما يناهز عاما ونصف.




هنا بؤرة الزلزال
في نشرة إخبارية استثنائية، كشف المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن: بؤرة الزلزال قد حُدّدت على عمق 20 كيلومترا تحت سطح الأرض؛ من من قلب "قرية بريكشة" الجبلية، بإقليم وزان شمال المغرب، المعروفة أيضا باسم: "جبالة" المشتهرة بتنوعها البيولوجي وتضاريسها الجبلية وموقعها ضمن سلسلة جبال الريف. 



وروى عدد من المواطنين لـ"عربي21" من مناطق شمال المغرب، القريبة من بؤرة الزلزال، اللّحظات الأولى من شعورهم باهتزاز الأرض، بين من أكّد: "عرفت أنه زلزال، وذكرت الله كثيرا، فيما هربت خارج المنزل رفقة أسرتي إلى حين إحساسي بالهدوء"؛ وبين من يؤكّد: "شعرت لوهلة بخوف مضاعف، ليس من الموت بل من فقداني للأمان، وتشرّدي، ونساني كما جرى مع عدد من ضحايا زلزال الحوز".

كذلك، رصدت "عربي21" خلال الساعات القليلة الماضية التي تلت لحظة زلزال "بريكشة" تسارع التّعليقات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يروي ما حدث معه شخصيا عقب شعوره بالهزّة الأرضية، وبين من عاد بذاكرته إلى واقع ضحايا زلزال الحوز، بعد عام ونصف من الكارثة الطبيعية. 



وكتب الفاعل الحقوقي، منتصر إثري، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "من لم يعش التجربة القاسية والمؤلمة لفاجعة زلزال الحوز، قد تبدو له الهزة الأرضية التي ضربت شمال المغرب هذا المساء عادية"، مبرزا: "من عاش الفاجعة مثل الصديق حميد، هو من يعرف ما معنى الزلزال، حاولنا إقناعه لربع ساعة لكي ينام في المنزل، ولكن بمجرد أنه سمع بوقوع الزلزال أصر على الخروج للنوم في سيارته".

من جهتها، كتبت الإعلامية، فاطمة بوغنبور، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الزلزال قدر الله، ونسأل الله أن يخفف على أهلنا الذين مسهم وقعه وضرره ونحن الذين لم نلملم جراح زلزال الحوز".



ما الذي نعرفه عن "بريشكة"؟
تُعرف قرية بريكشة بـ"زهرة الملح" الذي يُستخدم كأحد التوابل الفاخرة لتتبيل الأطعمة، ويتميز بنكهة فريدة، وينتج بسواعد نساء قرية زرادون، كإحدى المهن المتوارثة في المنطقة؛ وبمجرّد الكشف عن المنطقة بؤرة للزلزال، تصاعدت مطالب الاهتمام بها أكثر. 

وتعيش القرية التي لم يكن يسمع به الكثيرون قبل الزلزال، بفضل توفر الأراضي الخصبة ومياه وادي اللوكوس، على إنتاج الحبوب والزيتون والتين؛ فيما يعتمد سكانها كذلك على تربية الأغنام والماعز.



أيضا، تضم ما يُعرف بمنتزه "البلوطة" الإيكولوجي وهو جزء من غابة "إيزارن" الكبرى بجبال الريف الغربي، ومن شمالها يمر وادي "اللوكوس" وهو أحد الأنهار الرئيسية في المغرب، والذي يصب في المحيط الأطلسي بمدينة العرائش.

وعبر تصريح إعلامي، أكّد رئيس الجماعة الترابية لوزان، محمد الهلاوي، أن الهزّة التي شعر بها المواطنون، وتسبّبت في القلق بين السكان، مرّت بسلام، مردفا: "الحمد لله، لا توجد أي أضرار تذكر. كان هناك بعض الأشخاص الذين شعروا بالخوف، لكن الوضع بشكل عام جيّد، لم تسفرعن أي خسائر مادية أو بشرية". 

وفي سياق متصل، كشف المعهد الإسباني لرصد الزلازل، أن الزلزال الذي ضرب منطقة بريكشة شعر به، أيضا، سكان سبتة وكذلك في عدة مناطق من الأندلس جنوب إسبانيا، و جبل طارق، و جنوب البرتغال.

وذكر المعهد الإسباني، أنّ: "مركز الزلزال حدد في الساعة 11:48 مساء في القصر الكبير، على بعد 800 كيلومتر جنوب طنجة، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع بسبب قربها من الصفيحة التكتونية الأوراسية بحسب ذات المصدر".


تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الهزة الأرضية، تعدّ الأقوى من نوعها، وذلك منذ زلزال الحوز الذي بلغت قوته 7 درجات، بتاريخ 8 أيلول/ سبتمبر 2023، اهتزّت إثره عدّة مدن من قبيل: الحوز ومراكش، وشيشاوة وورزازات وتارودانت؛ مخلفا آلاف القتلى والجرحى ودمارا ماديا كبيرا، وفقا لوزارة الداخلية المغربية.

وبلغة الأرقام، أكدت إحصاءات رسمية، آنذاك، أن عدد المتضررين من الزلزال قد بلغ 2.8 مليون نسمة، فيما بلغ عدد القرى المتضررة 2930، ما يمثل ثلث قرى المنطقة. ولا يزال عدد من الضحايا، لحدود اللحظة يعيشون بداخل الخيام، ويُجابهون الأمطار والثلوج ومختلف الظروف الجوية القاسية، في انتظار حلول عادلة يتمّ اتّخاذها من الجهات المعنية.

مقالات مشابهة

  • زلزال يهزّ شمال المغرب ويُعيد ذكريات الحوز.. عربي21 ترصد تسارع مطالب الإعمار
  • كامل الوزير: المناطق والممرات اللوجستية ركيزة أساسية لدفع عملية التنمية ودعم الصناعة
  • كامل الوزير أمام "النواب": المناطق والممرات اللوجستية مهمة لدفع عملية التنمية ودعم الصناعة
  • بالصور: إصابة 5 مواطنين إثر انهيار سور بشكل جزئي غرب خانيونس
  • بين القصف والاغتصاب الجماعي.. شهادات مأساوية من دارفور
  • نقل مستشفى الهلال الأحمر الكويتي الميداني من خانيونس إلى غزة
  • مصرع زوجين اختناقا بدخان نار التدفئة بالشرقية
  • صفقة تحرير الأسرى الفلسطينيين تجمع شمل الأسير شادي البرغوثي بأسرته بعد فراق 45 عاما.. قصة مأساوية بسجون إسرائيل.. عاجل
  • جكارة في ترامب مش طالعين.. عربي21 ترصد ردود غزيين على خطة التهجير
  • كهرباء غزة توفّر كابل كهربائي لتلبية احتياجات نقابة الصحفيين في خانيونس