«الكان» تحطم «ثوابت التاريخ»!

 
عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة «الأفيال» يفشل في استعارة «الثعلب»! مركز «تريندز» يشارك في معرض القاهرة للكتاب

اجتمعت بعض النتائج غير المسبوقة والمفاجآت في الدور الأول من كأس الأمم الأفريقية، لتجعل البطولة الحالية أشبه بـ «نسخة» تُعيد كتابة التاريخ وتحطم الكثير من الثوابت، التي ظلت صامدة طوال سنوات كثيرة مضت، ومنذ الأيام الأولى في مرحلة المجموعات، بدأت المفاجآت، حيث تمكنت غينيا الاستوائية من كسر عقدة نتائجها القديمة أمام نيجيريا، وأتى التعادل 1/1 بين «الأفيال» و«النسور»، ليكتب سطوراً جديدة في كتاب مواجهات المنتخبين التاريخي، إذ فاز «النسور الخُضر» في 3 مباريات سابقة مُسجلاً 6 أهداف ولم يستقبل سوى هدف وحيد، لينجح «الرعد الوطني» في تحطيم ذلك التاريخ «الحزين» بالتعادل الأول!
ولم تنتظر «الكأس السمراء» طويلاً لإدراك ما يحدث من تغييرات مفاجئة، إذ جاء التعادل بين مصر وموزمبيق في اليوم نفسه، ليسجّل أول حالة تعادل بينهما عبر التاريخ، وخلال 5 مواجهات سابقة، كان «الفراعنة» صاحب الكلمة العليا بـ5 انتصارات و9 أهداف و«شباك نظيفة»، لكن «الأفاعي» قرر كسر «العقدة» وأدرك تعادله الأول، بل كان قريباً جداً من تحقيق الفوز «الإعجازي» لولا تعادل مصر في اللحظات الأخيرة، وبعد ساعات قليلة في تلك الليلة «الغريبة»، نجح الرأس الأخضر في إسقاط غانا للمرة الأولى منذ 23 عاماً، بعد 4 انتصارات متتالية لـ«النجوم السمراء».

والمؤكد أن «أسماك القرش الزرقاء» لم تكتفِ باستعادة ذكريات قديمة جداً، بل نجحت في كتابة تاريخ جديد لها بالبطولة القارية، حيث أنهت الرأس الأخضر الدور الأول في صدارة مجموعتها، للمرة الأولى في مسيرتها بـ«الكان»، حيث صعدت إلى الدور التالي في عام 2013 ببطاقة الوصيف، وغادرت نسخة 2015 من الدور الأول، بينما تأهلت إلى دور الـ16 في البطولة الماضية عبر «أفضل الثوالث».
كما عادت غينيا الاستوائية «المتوهجة بشدة حالياً» لتُسطّر تاريخاً مبهراً، بصدارة مجموعتها للمرة الأولى في مشوارها الأفريقي هي الأخرى، بل حصدت فوزاً «غير مسبوق» على حساب كوت ديفوار، حيث خسرت مرتين وتعادلت في مباراة خلال 3 مواجهات سابقة، وزادت على ذلك تحقيق النتيجة الأكبر في مواجهات المنتخبين، بـ«الرُباعية التاريخية» التي كادت تطيح «الأفيال» خارج البطولة!
وبفضل الجزائر وتونس، كانت موريتانيا وناميبيا على موعد تاريخي مع حدث لم يعرفه أحدهما من قبل، فحقق «المرابطون» الفوز الأول عبر التاريخ على حساب «محاربي الصحراء»، بعد تعادل وحيد و5 هزائم سابقة، بينها نتائج ثقيلة بـ 4-0 مرتين و6-0، بل كان الفوز الأول لموريتانيا في كأس الأمم الأفريقية، ومنحها الفرصة لتجاوز الدور الأول في «واقعة نادرة»، وسار الأمر على النهج نفسه مع ناميبيا، التي حصدت انتصارها الأول التاريخي على حساب تونس، بعد 3 هزائم سابقة، ليكون أيضاً الانتصار الأول لـ«المحاربين الشجعان» في كأس الأمم الأفريقية، وكذلك التأهل الأول إلى الدور الثاني، فهل يكون كل ما حدث «مؤشراً» لتتويج بطل جديد في «الكان»؟

المصدر: صحيفة الاتحاد