غزة في أجندة إيران وتركيا وروسيا
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
غزة في أجندة إيران وتركيا وروسيا
استبعدت تركيا "إسرائيل" من قائمة الدول المستهدفة بالتصدير أي أن أنقرة لن تقدم الدعم للتجار لتصدير البضائع للكيان الصهيوني.
الحرب في غزة أعطت روسيا مكاناً متقدماً بعد جهود مضنية لعزلها دوليا، إذ دعت لتوحيد الفصائل الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية وفقا لحل الدولتين.
عملية طوفان الاقصى لا ينظر إليها كمجرد مواجهة في قطاع غزة، بل حدث إقليمي بأبعاد دولية تمتد من غرب آسيا (إيران وتركيا) وصولا الى أمريكا وروسيا.
التقارب التركي الإيراني سار بالتوازي مع توافق البلدين على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتحقيق الاستقرار في الاقليم من خلال التعاون المشترك بين البلدين.
روسيا تسعى لصياغة دبلوماسيتها وتجديد دورها مستفيدة من طوفان الأقصى، وتركيا وإيران تبنيان تقاربهما على وقع المواجهة بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة.
* * *
تسعى تركيا وإيران لرفع حجم التبادل التجاري بينها من 7 مليار دولار الى 30 مليار دولار، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركي لطهران في العام 2022؛ ليعلن الاربعاء وخلال القمة التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في العاصمة التركية أنقرة، توقيع 10 اتفاقات تجارية بين البلدين.
في المقابل؛ استبعدت تركيا "إسرائيل" من قائمة الدول المستهدفة بالتصدير، وفقا لصحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، ما يعني أن أنقرة لن تقدم الدعم للتجار لتصدير البضائع للكيان الاسرائيلي.
وذلك في ظل تقديرات تشير لتراجع الصادرات التركية للكيان من 7 مليارات دولار عام 2022 إلى ما يقارب 5.4 مليار دولار في العام 2023، وتراجع الواردات من الكيان خلال العام 2022 من 2.5 مليار دولار إلى مليار ونصف في العام الفائت 2023، ما يعني أنها ستشهد مزيد من التراجع في العام الحالي 2024 بفعل الإجراء الأخير من قبل أنقرة.
التقارب التركي الإيراني سار بالتوازي مع توافق البلدين على ضرورة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتحقيق الاستقرار في الاقليم من خلال التعاون المشترك بين البلدين اللتين تلتقيان مع روسيا في أستانا لمناقشة الملف السوري، في حين يغرق الكيان الاسرائيلي في رمال الحرب التي أعلنها على قطاع غزة، مهددا بإغراق أمريكا ودول أوروبا قاطبة معه.
الحرب في غزة أعطت روسيا مكاناً متقدماً بعد جهود مضنية بذلت لعزلها دوليا، إذ دعت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، لتوحيد الفصائل الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية وفقا لحل الدولتين، وهي دعوة أطلقها من نيويورك ليحرج خصمة الامريكي الغارق في الصراع إلى حد الاشتباك في البحر الاحمر وبحر العرب وسوريا والعراق، على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية منذ عرفت المنطقة العربية وغرب آسيا.
عملية طوفان الاقصى لا ينظر إليها على أنها مجرد مواجهة في قطاع غزة، بل حدث إقليمي بأبعاد دولية تمتد من غرب آسيا (إيران وتركيا) وصولا الى أمريكا وروسيا، فآثارها واضحة في ترتيب أجندة الدول وأولوياتها السياسية والامنية والاقتصادية.
فروسيا تسعى لصياغة دبلوماسيتها وتجديد دورها مستفيدة من الطوفان، وتركيا وإيران تبنيان تقاربهما على وقع المواجهة بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة، فآثار الطوفان بدأت تظهر في كل مكان، وفي التفاصيل الدقيقة لحركة دول المنطقة والقوى المتصارعة في الساحة الدولية.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة فلسطين روسيا تركيا إيران إسرائيل طوفان الأقصى الحرب في غزة التبادل التجاري إیران وترکیا بین البلدین ملیار دولار فی قطاع غزة فی العام
إقرأ أيضاً:
ليبيا وتركيا تعززان الدبلوماسية الاقتصادية.. لقاء بين الحويج ومجلس الأعمال التركي العالمي في بنغازي
ليبيا – في إطار تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية؛ أستقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الاستقرار عبدالهادي الحويج، بمقر ديوان وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بنغازي مجلس الاعمال التركي العالمي DTIK في ليبيا.
وقدم سعد الله تكين مدير مكتب ليبيا وبمشاركة من محمد منصور مدير عام مجموعة (MTM) التركية نبذه عن المجلس الذي يقع من ضمن أهدافه المساهمة في تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية وبناء شبكات قوية للتبادل المعرفي والتعاون وربط المواطنين الاتراك في جميع انحاء العالم إذ أن لديهم (144) فرع للمجلس حول العالم مما يخلق منصة موحدة لدعم وتعزيز المصالح المشتركة.
كما أن هذا المجلس يمثل وفقاً للمكتب الاعلامي التابع للوزارة نقطة التقاء للشخصيات المؤثرة من مختلف القطاعات الدبلوماسية والأكاديمية والتجارة الدولية بالإضافة الي تنظيم الاجتماعات والمنتديات والفعاليات وخلق فرص للتعاون المثمر.
من جانبه رحب الوزير بالوفد التركي في بنغازي العاصمة الاقتصادية لليبيا، مؤكداً على ان هذه المرحلة تقتضي بناء علاقات يمكن من خلالها تجاوز الماضي وبناء شراكة حقيقة تقوم على التعاون والاحترام والمصالح المشتركة بين البلدين.
وأضاف الوزير أن الشراكة الحقيقية تتطلب تنفيذ (مبدأ المعاملة بالمثل) وخاصة فيما يتعلق بالضرائب المفروضة حيث أن البضائع التركية تدخل الي ليبيا دون ضرائب تذكر بينما تدفع ضريبة عالية على المنتجات الليبية التي تدخل الى تركيا مثل التمور وزيت الزيتون، بالإضافة الي أهمية توحيد الشهادة الصحية والزراعية ” شهادة المطابقة للمنتج “والعمل على منع الازدواج الضريبي.
واقترح الحويج خلال اللقاء إقامة منتدى ومعرض اقتصادي ليبي تركي يمكن من خلاله تنظيم معارض دورية للشركات الليبية والتركية في بنغازي بالتنسيق والشراكة مع مختلف المؤسسات ذات العلاقة.
كما أكد على ان هناك اتفاقيات ثنائية بين البلدين يجب العمل على إعادة تفعيلها والاستفادة من بنودها في تنشيط العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.