ما هي "قضية الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يصدر قضاة بمحكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، قرارهم بشأن طلب مقدم من جنوب أفريقيا لفرض إجراءات طارئة ضد إسرائيل التي تتهمها بريتوريا بارتكاب جرائم إبادة جماعية بسبب عمليتها العسكرية في قطاع غزة.
ما هي محكمة العدل الدولية؟
محكمة العدل الدولية هي أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة، وتأسست عام 1945 للتعامل مع النزاعات بين الدول.
وتتعامل هيئة محكمة العدل الدولية المؤلفة من 15 قاضيا، والتي سيضاف إليها قاض واحد من كل طرف في قضية إسرائيل، مع النزاعات الحدودية والقضايا المتزايدة التي ترفعها الدول لاتهام أخرى بانتهاك التزامات معاهدة الأمم المتحدة.
ووقعت كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 التي تمنح محكمة العدل الدولية الاختصاص القضائي للفصل في النزاعات على أساس المعاهدة.
وبينما تدور القضية حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليس للفلسطينيين أي دور رسمي في الإجراءات لأنهم ليسوا دولة عضوا في الأمم المتحدة.
وتلزم اتفاقية منع الإبادة الجماعية جميع الدول الموقعة ليس بعدم ارتكاب الإبادة الجماعية فحسب، بل وبمنعها والمعاقبة عليها. وتعرّف المعاهدة الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".
ما هي قضية جنوب أفريقيا؟
في الملف الذي يتكون من 84 صفحة، تقول جنوب أفريقيا إن قتل إسرائيل للفلسطينيين في غزة والتسبب في أذى نفسي وجسدي جسيم لهم وتهيئة ظروف معيشية تهدف إلى "تدميرهم جسديا" يعد إبادة جماعية لهم.
وتقول الدعوى إن إسرائيل تتقاعس عن توفير الغذاء والماء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة خلال الحرب الدائرة مع حركة حماس. وتشير أيضا إلى حملة القصف المستمرة التي دمرت جزءا كبيرا من القطاع وأجبرت حوالي 1.9 مليون فلسطيني على النزوح وأسفرت عن مقتل أكثر من 25 ألف شخص وفقا لمسؤولي قطاع الصحة في غزة.
وجاء في الدعوي أن "جميع هذه الأعمال تُنسب إلى إسرائيل التي فشلت في منع الإبادة الجماعية وترتكبها في انتهاك لاتفاقية الإبادة الجماعية"، مضيفة أن إسرائيل تقاعست عن منع مسؤولين فيها من التحريض على الإبادة الجماعية مما يخالف ما تنص عليه الاتفاقية.
وتطلب الدعوى من محكمة العدل الدولية فرض تدابير طوارئ لوقف الانتهاكات التي تواجه إسرائيل اتهامات بارتكابها.
وستصدر المحكمة حكمها عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش في جلسة من المتوقع أن تستمر نحو ساعة.
ما هو رد إسرائيل؟
وصف رئيس إسرائيلي إسحق هرتسوغ اتهام محكمة العدل الدولية بأنه "بشع ومناف للمنطق". وقالت إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة.
وقال هرتسوغ "سنكون في محكمة العدل الدولية وسنعرض قضيتنا بفخر مستندين إلى حقنا في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي الإنساني".
الجلسات
عُقدت أولى الجلسات يومي 11 و12 يناير. وعرضت جنوب أفريقيا وإسرائيل حججهما سواء لصالح أو ضد اتخاذ التدابير الطارئة. ولم يتم استدعاء شهود للإدلاء بشهادتهم ولا استجوابهم.
ويعد طلب جنوب أفريقيا من المحكمة الإشارة إلى تدابير مؤقتة من أجل حماية الفلسطينيين في غزة خطوة أولى في قضية ستستغرق عدة سنوات لكي تكتمل. ويُقصد من التدابير المؤقتة نوع من الأوامر التقييدية لمنع تفاقم النزاع في أثناء نظر المحكمة في القضية بأكملها.
ولن تصدر المحكمة قرارا نهائيا بشأن اتهامات الإبادة الجماعية التي وجهتها جنوب أفريقيا إلى إسرائيل حتى يتم عقد جلسة للبحث في القضية بشكل كامل على أساس موضوعي وهو أمر من المرجح أن يستغرق سنوات.
وعادة ما يعلن قضاة محكمة العدل الدولية مثل هذه التدابير، والتي تتكون عموما من مطالبة دولة بالامتناع عن أي إجراء قد يؤدي إلى تفاقم النزاع القانوني.
ووفقا للإجراءات الاحترازية، يجب على المحكمة فقط في البداية أن تقرر ما إذا كان لديها الاختصاص القضائي للنظر في الدعوى وما إذا كانت الأفعال التي تُتهم إسرائيل بارتكابها تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية. وقد تتخذ المحكمة قرارات مختلفة عن تلك التي طلبها مقدم الشكوى.
وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في غزة، ووقف أي أعمال إبادة جماعية أو اتخاذ إجراءات معقولة لمنع الإبادة الجماعية، وتقديم تقارير منتظمة إلى محكمة العدل الدولية حول مثل هذه الإجراءات.
ومع أن أحكام محكمة العدل الدولية نهائية وغير قابلة للطعن عليها، فإنها لا تملك أي سلطة لتنفيذها.
ما هي الفترة التي يستغرقها صدور الحكم النهائي؟
إذا خلصت المحكمة إلى أنها تتمتع بالسلطة القضائية مبدئيا فسوف تتخذ القضية مسارها في قصر السلام حيث تقع المحكمة في لاهاي، حتى لو قرر القضاة عدم الأمر بتدابير الطوارئ.
وستتاح لإسرائيل بعد ذلك فرصة أخرى للدفع بأن المحكمة ليس لديها أسس قانونية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا وتقديم ما يسمى بالاعتراض المبدئي، وهو ما يمكنه فقط الاعتراض على نواحي الاختصاص القضائي. وإذا رفضت المحكمة هذا الاعتراض، فيمكن للقضاة في نهاية المطاف النظر في القضية خلال المزيد من الجلسات العلنية.
وليس من غير المألوف أن تمر سنوات بين الدعوى الأولية والجلسة الفعلية للنظر في موضوع القضية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات محكمة العدل الدولية المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل معاهدة الأمم المتحدة جنوب أفريقيا الأراضي الفلسطينية المحتلة الأمم المتحدة اتفاقية منع الإبادة الجماعية غزة إبادة جماعية قطاع غزة حماس قطاع الصحة منع الإبادة الجماعية الإبادة الجماعية القانون الدولي الإنساني حماية الفلسطينيين قضاة محكمة العدل الدولية لاهاي أخبار فلسطين الإبادة الجماعية جنوب أفريقيا إسرائيل محكمة العدل الدولية محكمة العدل الدولية المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل معاهدة الأمم المتحدة جنوب أفريقيا الأراضي الفلسطينية المحتلة الأمم المتحدة اتفاقية منع الإبادة الجماعية غزة إبادة جماعية قطاع غزة حماس قطاع الصحة منع الإبادة الجماعية الإبادة الجماعية القانون الدولي الإنساني حماية الفلسطينيين قضاة محكمة العدل الدولية لاهاي أخبار فلسطين محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا فی غزة
إقرأ أيضاً:
فلسطين: الفيتو الأمريكي تشجيع لإسرائيل على "الإبادة الجماعية"
أدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
واعتبرت الرئاسة في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن استخدام الإدارة الأمريكية لحق النقض للمرة الرابعة يشجع إسرائيل على الاستمرار في ما وصفته بـ "جرائمها" ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وفي تحديها لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
استخدام الإدارة الأميركية لحق النقض للمرة الرابعة، يشجّع الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني pic.twitter.com/6FnolqU02z
— Wafa News Agency (@WAFA_PS) November 20, 2024وشدد البيان على أن مطالب دولة فلسطين من مجلس الأمن الدولي ومن المجتمع الدولي كانت واضحة في استصدار قرار تحت الفصل السابع لوقف "العدوان" ووقف إطلاق النار و "جرائم الإبادة" التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وطالب البيان المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي ودوله الأعضاء بتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني بالعمل الفوري على وقف "العدوان" المتواصل والكارثة الإنسانية والمجاعة التي يتعرض لها قطاع غزة.
وأشاد البيان بمواقف الدول الـ10 المنتخبة في مجلس الأمن لمحاولاتها تمرير هذا القرار في مجلس الأمن والشكر موصول للدول دائمة العضوية التي صوتت لصالح القرار.
ودعا مجلس الأمن لتحمل مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني وصيانة الأمن والسلم الدوليين عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي على إسرائيل التي تعطلها الإدارة الأمريكية وصولاً لتجسيد قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.