لبنان ٢٤:
2025-01-30@07:14:00 GMT

خطر يتهدد بيئة لبنان.. كيف ترمي الشركات أدويتها؟

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

خطر يتهدد بيئة لبنان.. كيف ترمي الشركات أدويتها؟

كتبت راجانا حميّة في "الأخبار": لم تنتهِ جائحة كورونا في لبنان بعد. صحيح أنّ الإصابات باتت دون المستوى الذي قد يثير هلعاً، إلّا أنّ ما خلّفته الجائحة من لقاحات منتهية الصلاحية وأخرى تنتهي صلاحيتها قريباً يخلق معضلةً كبيرةً في بلد لا قانون فيه للتلف ولا آلية للقيام بذلك. نحو 400 ألف جرعة لقاح منتهية الصلاحية ونحو 400 ألف أخرى في البرّادات مصيرها إلى التلف أيضاً، إضافة إلى كمية ضخمة من الأدوية التي وصلت إلى لبنان كـ«هبات» من دول واهبة «رمتها» فيه قبل انتهاء صلاحيتها، حتى لا تتكبّد عناء تلفها 400 ألف جرعة من لقاح «فايزر» موجودة منذ نحو عام في برّادات مستودع الأدوية المركزي في الكرنتينا مع اليقين بأنها لن تُستخدم.

كل شهرين، تمدّد الشركة المنتجة صلاحية اللقاحات ويُعاد ضبط المنبّه على البرادات بناء على طلب منظمة «اليونيسف» (المعنية بمتابعة اللقاحات العائدة لكورونا وتلك الروتينية ضمن خطة حماية اللقاحات)، وتجد وزارة الصحة نفسها في حيرة بين الموافقة على ضبط المنبّه وحجز البرّادات للقاحاتٍ لا تُستخدم، وبين وقف التبريد عنها وتعريضها للتلف، وهذه مشكلة أكبر بسبب صعوبة التلف في لبنان وعدم القدرة على تحمّل كلفة تسفيرها لتلفها في الخارج. طوال العام الماضي، اختارت الوزارة أهون الشرّين بالإبقاء على اللقاحات، رغم القناعة بعدم جدوى ذلك، أولاً لأنها تحتل أمكنةً يمكن أن تُستغلّ بطرقٍ أكثر فائدة، وثانياً لأن كل تمديد يكلّف أموالاً بالدولار (كلفة كهرباء 24/24 وغيرها) تُحسم من الموازنة المرصودة لحماية اللقاحات، يمكن أن تستخدم لحماية اللقاحات الروتينية. لذلك، كان التوجّه الأخير بوقف العمل بالمنبّه تخفيفاً للهدر، ما سيقود في النهاية إلى التلف حكماً، خصوصاً أن أحداً لا يتوقّع استخدام هذه الكميات بعد انتهاء جائحة كورونا وانقطاع كثيرين عن التلقيح منذ مدة طويلة، وحتى «في عزّ الجائحة، كانت هناك فئة كبيرة امتنعت عن تلقي اللقاحات»، وفقاً لمصادر في الوزارة. وقبل أشهر، تلقّى لبنان هبة من لقاحي «موديرنا» و«ساينوفارم» بتواريخ صلاحية قريبة، وتحديداً بالنسبة إلى لقاح «موديرنا» الذي لم يتعدّ عمره ثلاثة أشهر، ما أودى بـ 429 ألف جرعة إلى التلف فيما لا تزال كميات من لقاح «ساينوفارم» في برّادات شركة «أبيلّا» للأدوية، من دون أي تصوّر لكيفية التعامل معها.
السيناريو نفسه ينسحب على الأدوية التي تأتي إلى لبنان كهبات يذهب معظمها إلى التلف، من بينها كميات ضخمة وصلت بعد انفجار المرفأ عبر وزارة الصحة والجمعيات والمنظمات غير الحكومية، ليست من ضمن «الأولويات التي نحتاجها»، وفقاً لمصادر في الوزارة تشير إلى أن الواهبين «بدل أن يتكلّفوا أموالاً على تلف الأدوية يتخلّصون منها بعنوان المساعدة»، ما جعل من لبنان «مكباً للأدوية». وتوضح المصادر أنه في العادة «تصل تجميعة من الأدوية، غالبيتها بتواريخ صلاحية قريبة جداً لا تسمح بتصريفها. كما تصل أدوية بتركيبات كيميائية لا نستخدمها في لبنان، وغالباً ما تنتهي في المستودعات تمهيداً لتلفها». وإلى ذلك، هناك قسم ثالث يطلق عليه الـ«time consumer». إذ ترسل بعض الدول أو المنظمات الدولية صناديق أدوية «مشكّلة، تحتوي أصنافاً متعددة وليست من صنف واحد»، ما يتطلب وقتاً وجهداً وموظفين لفرزها. وغالباً يتعيّن علينا أن نفتح كل علبة للتأكّد مما إذا كانت علبة الدواء كاملة أم استعمل جزء منها»! لذلك يجري التعامل مع هبات من هذا النوع بوضعها جانباً.
وفي هذا الجانب بالذات، يأخذ بعض المعنيين بتسلّم الهبات على وزارة الصحة عدم الجرأة في التعاطي مع هذه المساعدات والهبات. «صحيح أن رفض الهبة قد لا يكون مأموناً، لأن البعض قد يحاسبنا على هذا الرفض ويمتنع عن مساعدتنا»، ولكن «الأولى أن تكون الهبات على أساس ما نريده، أي أن نصدر لوائح بما نحتاجه من أدوية، لا أن ترسل كميات أدوية تكون في الغالب بلا عازة». والمشكلة، هنا، أنّ التخلّص من هذه الأدوية لا يكون برميها في مستوعبات النفايات، بل تحتاج إلى آلية لإتلافها غير متوافرة في لبنان، ما يستدعي تسفيرها. وهذا لم يحدث سوى مرة واحدة قبل عامين، عندما أعطت وزارة البيئة الموافقة على تسفير 3 مستوعبات تحمل 15 طناً من النفايات الطبية الخطرة. وقد استغرق تحضير هذه الشحنات 3 سنوات وتكفّلت شركة خاصة بتمويل العملية «لأنها مكلفة جداً ولا تستطيع الدولة تحمّلها»، بحسب الدكتور محمد أبيض، مستشار وزير البيئة. وليست الكلفة المادية هي فقط ما يعيق هذا الأمر، إذ يتطلّب قرار التسفير الالتزام بالمعايير والقوانين البيئية المعتمدة محلّياً وعالمياً، وأخذ موافقات الدول التي ستمرّ الشحنة عبرها والدولة التي ستسفّر إليها، وهذه أيضاً دونها إجراءات وتكاليف.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى التلف فی لبنان من لقاح

إقرأ أيضاً:

روبرت كينيدي المرشح لوزارة الصحة الأميركية يخضع للمساءلة بمجلس الشيوخ

يمثل روبرت كينيدي جونيور أمام مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء حيث ستتم مساءلته بشأن تاريخه في نشر معلومات مضللة حول اللقاحات، في حين يستعد لتولي منصب وزير الصحة في إدارة دونالد ترامب.

وإذا تم تثبيت تعيينه، سيتولى كينيدي (71 عاما) وهو ومحام بيئي سابق، رئاسة وزارة تشرف على أكثر من 80 ألف موظف وميزانية مقدارها 1,7 تريليون دولار، في وقت يحذّر العلماء من احتمال أن تؤدي إنفلونزا الطيور إلى حدوث جائحة بشرية.

وصفه المنتقدون بأنه غير مؤهل على الإطلاق للمنصب، مستشهدين بترويجه لادعاءات مفضوحة تربط لقاحات الحصبة بمرض التوحد، واقتراحه بأن فيروس نقص المناعة البشرية لا يسبب مرض الإيدز، بالإضافة إلى مصالحه المالية في شركات محاماة تقاضي شركات أدوية.

في الوقت نفسه، أشيد بالديموقراطي السابق على شعاره "لنجعل أميركا صحية مجددا" المتناغم مع شعار ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" وتركيزه على مكافحة الأمراض المزمنة المنتشرة في البلاد من خلال تناول الأطعمة الصحية وإعطاء الأولوية للرفاه.

وما يزيد من تعقيد عملية تثبيت تعيينه، المخاوف التي أثارتها مجموعة محافظة أسسها نائب الرئيس السابق مايك بنس بشأن تبرعات سابقة قدمّها كينيدي لمنظمات تدعم الوصول إلى الإجهاض، وهي قضية يمكن أن تنفر الجمهوريين وتهدد فرصه في الحصول على الأصوات الخمسين اللازمة.

إعلان

وقالت عالمة الأوبئة في مركز "هارفرد بيلفر" سيرا مدد لوكالة الصحافة الفرنسية إن "موقفه بشأن العديد من القضايا الصحية يتعارض مع المعرفة العلمية الراسخة وهذه إشارات منذرة".

شعار روبرت كينيدي جونيور "لنجعل أميركا صحية مجددا"  (الجزيرة) معارضة اللقاحات

رغم محاولته التخفيف من شكوكه حول اللقاحات في الأشهر الأخيرة، أمضى كينيدي عقدين في الترويج لنظريات المؤامرة بشأن اللقاحات، خصوصا في ما يتعلق بلقاحات كوفيد-19 التي وصفها بأنها "الأكثر فتكا على الإطلاق".

وذكر أيضا أنه يشرب الحليب الطازج حصرا، قائلا إن الحليب غير المبستر "مفيد للصحة" وهو موقف ما زال يتمسك به حتى مع انتشار إنفلونزا الطيور بين الماشية في الولايات المتحدة والذي ثبت أنه يلوث الحليب غير المبستر.

ومن الامور الأخرى التي يتحدّث عنها بشكل دائم وجود الفلورايد في إمدادات المياه العامة في البلاد والذي أدخل منتصف القرن العشرين لتقليل تسوس الأسنان.

وفي حين أثارت انتقاداته لهذه الممارسة جدلا، حظي بدعم البعض في المجتمع العلمي الذين يتساءلون عما إذا كانت فوائد فَلورة المياه تفوق خطر السمية العصبية المحتملة لها، خصوصا أن الفلورايد أصبح الآن متاحا بسهولة من خلال معجون الأسنان.

تصرف غريب

ترشح كينيدي في البداية كمستقل في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ما أشعل الحملة بسلسلة من الأخبار الغريبة التي هيمنت على المشهد الإعلامي.

كما عاد الحديث عن ادعائه بالتعافي من دودة دماغية طفيلية في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

كذلك، نشر مقطع فيديو يقر فيه بأنه قبل عقد، وضع شبل دب نافقا يبلغ ستة أشهر في سنترال بارك بعدما خطط في البداية لسلخه من أجل تناول لحمه.

في الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن وكالة حكومية بدأت تحقيقا في ادعاء ابنته بأنه استخدم في إحدى المرات منشارا لقطع رأس حوت نافق.

إعلان

وقوبل قراره بدعم ترامب بعد انسحابه من السباق إلى البيت الأبيض بتنديد أشقائه، والثلاثاء، نشرت ابنة عمه كارولاين كينيدي رسالة لاذعة إلى أعضاء مجلس الشيوخ تدعوهم فيها إلى رفض تعيينه وقالت إنه دفع أقارب له أصغر سنا نحو إدمان المخدرات.

وكتبت كينيدي، وهي ابنة الرئيس السابق جون كينيدي وسفيرة سابق ووزيرة دفاع سابقة "كان الطابق السفلي وموقف السيارات التابع لمنزله وغرفة نومه مراكز جعل فيها المخدرات متاحة، فيما كان يستمتع بالتباهي بوضع فراخ الدجاج وفئران في الخلاط لإطعام الصقور".

مقالات مشابهة

  • كينيدي جونيور: أنا داعم للسلامة والتقارير الإعلامية حول اللقاحات غير صحيحة
  • روبرت كينيدي المرشح لوزارة الصحة الأميركية يخضع للمساءلة بمجلس الشيوخ
  • وزيرة المالية: العراق يوفر بيئة إستثمارية جاذبة تستند إلى بنية تحتية متطورة
  • «مسعود» يناقش التحديات التي تواجه عمل الشركات والحقول والموانئ النفطية
  • عبر تتبع الخلايا.. لقاح بريطاني للسرطان يكتشف المرض قبل الإصابة به بـ20 عاما
  • بـ15 مليون ريال.. اتفاقية لإنشاء مصنع للقاحات الحيوانية
  • لقاح بريطاني يقي من السرطان قبل 20 عاماً من الإصابة
  • إنجاز طبي.. لقاح يقي السرطان قبل عقدين من الإصابة
  • الكشف عن موعد البدء باستخدام لقاح الأورام الروسي
  • السماح للأجانب بالاستثمار في أسهم الشركات العقارية المدرجة التي تستثمر في مكة والمدينة