الجديد برس:

أكد خبراء عسكريين أمريكيين أن الولايات المتحدة وبريطانيا عجزتا عن التصدي للهجمات الصاروخية اليمنية، حيث أشاروا إلى أن لدى “الحوثيين” مواصفات تعمل على تطوير قدرتهم على خلق ”الفوضى” وتجعل من الصعب على الغرب أن يوقفهم، رغم أنهم ليسوا قوة عسكرية كبرى.

ونقلت قناة “سكاي نيوز” عن الخبراء الأمريكيون قولهم، إن الجغرافيا تلعب لمصلحة الحوثيين، حيث يبلغ طول مضيق باب المندب 113 كيلو متراً وعرضه 32 كيلو متراً، مما يجعله مدى سهلاً للصواريخ الأرضية المضادة للسفن والطائرات المسيرة ومدافع الهاوتزر التي تطلق قذائف بعيدة المدى، ويمكن تعقب السفن بواسطة رادار أرضي.

وأوضح الخبراء أن الحوثيين يوظفون التكنولوجيا الحديثة في هجماتهم، حيث إن الأسلحة الحديثة المضادة للسفن قوية، وبحوزتهم معدات يجيدون تشغيلها، كما يمتلكون مجموعة متعددة من المسيّرات والصواريخ الباليستية القاتلة للسفن، معظمها من إيران وسوفيتية وصينية قديمة.

الخبراء الأمريكيون أشاروا إلى أن الحوثيين يطلقون صواريخهم من منصات متنقلة، يمكن تغيير مواقعها بسرعة، قبل أن تتمكن البحرية الأمريكية من تحديد مواقع الإطلاق وضربها بصاروخ كروز توما هوك، لافتين إلى أنهم بالتالي “أسرع من توما هوك”.

وأكدوا أن الحوثيين باتت لديهم “دراية تكتيكية”، بناء على رصيد كبير من الخبرات القتالية، عقب سنوات طويلة من الحروب، منوهين بأنه من غير المرجح أن تكون العقوبات المفروضة عليهم فعالة، مثل إعادة الولايات المتحدة تصنيفهم منظمة إرهابية.

وأضاف الخبراء أن التاريخ العسكري برهن على أن الضربات الجوية وحدها غير كافية وغير قادرة على وقف أي تهديد عسكري، وإنما هناك حاجة إلى وجود قوات على الأرض، وهو أمر تخشاه الولايات المتحدة، وغير موجود في خزينة أهدافها العسكرية.

وكان موقع “نافال نيوز” (Naval News) المتخصص بشؤون الدفاع البحري، أكد أن الحوثيين هم أول من استخدم أسلحة استراتيجية يمكنها إلحاق الضرر بالسفن فقط بدون إغراقها، غير أنها لا تنجو من الخسائر.

وأشار الموقع في تقرير نشره، الثلاثاء الماضي، إلى أن الحوثيين استخدموا الصواريخ الباليستية كأسلحة مضادة للسفن. مؤكداً أن هناك مؤشرات على وجود أسلحة وتكتيكات مصممة لتقليل مخاطر غرق السفينة المستهدفة.

وقال الموقع: “حتى الآن لم يتم إغراق أي سفينة، ربما لأن الحوثيين لا يريدون ذلك”.. مؤكداً أن ذلك يشير إلى أن أهداف الحوثيين يتم تحقيقها بمجرد استشعار تهديد حقيقي، وتبعاً لذلك يمكن للسفن النجاة بعد إصابتها بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.

وأوضح موقع “نافال نيوز” أن الهجمات على السفن في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن حظيت باهتمام العالم، مشيراً إلى قدرات الحوثيين في تحديث منظومة الصواريخ الباليستية المعيارية المضادة للسفن، حيث طور الحوثيون نسخة مضادة للسفن من صاروخها الباليستي فتح -110 منذ أكثر من 10 سنوات، وشمل ذلك تركيب باحث كهربائي بصري، يعمل بالأشعة تحت الحمراء، أما النوع الأكبر والأكثر تطوراً على الأرجح فهو نوع Raad-500 الذي يسميه الحوثيون تنكيل، فيما يختلف المدى والرأس الحربي ولكن جميعها تمثل تهديداً حقيقياً.

وبخصوص صواريخ كروز مبسطة ومنخفضة التكلفة، قال الموقع الدفاعي: “إن الحوثيين تمكنوا من إجراء هندسة عكسية لصاروخ كروز الروسي Kh-55 (AS-15 KENT) بعد ذلك، تم بناء نسخة مبسطة ومصغرة يمكنها استخدام محرك نفاث تجاري مماثل لتلك الموجودة في نماذج الطائرات.

وفيما يركز الحوثيون على توفير عدد كبير صواريخ كروز مضادة للسفن قليلة التكلفة، لكونها برأس حربي أصغر، يميل الغرب إلى شراء عدد قليل جداً من صواريخ كروز، لكنها باهظة الثمن. وفق الموقع الدفاعي الذي أكد أن قدرات الحوثيين أثبتت أنها قادرة أيضاً على ضرب السفن على نطاقات لا تصدق.

وكشف قائد جماعة “أنصار الله”، عبدالملك الحوثي الأسبوع الماضي، عن سلاح جديد استهدفت به سفينة أمريكية، في خليج عدن، مؤكداً أن الهجمات الأمريكية البريطانية لن تؤثر على القدرات العسكرية لقوات صنعاء، كما تعهد بمواصلة تطوير القدرات العسكرية بالتوازي مع تصاعد ما أسماه “العدوان الأمريكي”.

وقال الحوثي في كلمة متلفزة: “أقدم البشرى لشعبنا بأن هناك فعلاً خطوات ملموسة من الآن في تطوير قدراتنا العسكرية”، مؤكداً أن استهداف السفينة الأمريكية مساء أربعاء الأسبوع الماضي، تم بسلاح جديد لا يعرفه الأمريكيون.

وأضاف الحوثي: “لو يعرف الأمريكي اختلاف نوعية السلاح الذي استُهدفت به سفينة بالأمس فسيتيقن من أن مواصلة عدوانه سيزيد من تطوير قدراتنا العسكرية”، وتابع قائلاً:” نؤكد للعالم أجمع أن العدوان الأمريكي البريطاني سيسهم- أكثر وأكثر كلما استمر- في تطوير قدراتنا العسكرية”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أن الحوثیین إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول

دخلت الأوضاع الميدانية في اليمن، طيلة العامين الماضيين، في حالة من الهدوء والركود (لا حرب / لا سلم)، وظلّت المساعي لتحقيق السلام تراوح مكانها دون أي تقدم يُذكر، بينما بدأت الجبهات مؤخرًا تشهد حالة من التصعيد العسكري، خصوصًا من جانب ميليشيا الحوثي، حيث يشير خبراء إلى أن تعنت الحوثيين أوصل عملية السلام في اليمن إلى المجهول.

 

وتثير هذه التطورات تساؤلات حول فرص السلام في ظل عودة تصاعد وتيرة القتال، وسط ترقب حذر لاحتمال استئناف الحرب البرية في أي لحظة، وبشكل يُتوقع أن يكون أعنف من المعارك السابقة.

 

وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، فتح في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي ثقبًا في نافذة الأمل، عندما أعلن عن موافقة الأطراف على الالتزام بسلسلة من التدابير تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق حول خارطة طريق، تضع أسسها الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب وتحقيق سلام شامل.

 

ويرى سياسيون ومراقبون يمنيون أن: "(الجنين) الذي تمخّض عن (عملية قيصرية) شاقّة استمرت لأشهر، قد (وُلِدَ ميتًا)".

 

وأوضحوا أن "تهديدات ميليشيا الحوثي لخطوط الملاحة الدولية انعكست بشكل مباشر على خارطة الطريق التي جُمدت منذ إعلانها، خصوصًا وأن الإعلان تزامن مع بدء الحوثيين تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف سفن الشحن التجارية بذريعة نصرة غزة وفلسطين".

  

وفي هذا الصدد، قال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فياض النعمان: "أعتقد أن صلف جماعة الحوثي الإرهابية وفشل تدابير المبعوث الأممي في إدارة عملية السلام، كانت أهم العوامل التي دفعت عملية السلام إلى أدراج الأمم المتحدة المجمدة والمنسية".

 

وأضاف النعمان لـ"إرم نيوز": "المتابع للتصعيد والأحداث التي تشهدها المنطقة، خصوصًا في المياه الدولية والإقليمية اليمنية، يلحظ مؤشرات واضحة على أن ميليشيا الحوثي غير جادة وغير جاهزة لأي عملية سلام".

 

وتابع: "أما المبعوث الأممي لليمن، فيبدو أن تحركاته بين عواصم القرار الفاعلة في الأزمة اليمنية والضغوط التي يمارسها على الأطراف المناهضة للميليشيات، تهدف بعد عامين من فشل عمله في تمديد الهدنة وتنفيذ بنودها، إلى إنقاذ سمعته ومحاولة تسويق نجاح، حتى لو كان ذلك على حساب الأزمة اليمنية نفسها".

 

ويرى النعمان أن "الأطراف المناهضة للميليشيا الحوثية الإرهابية وافقت على مجموعة من التدابير التي يمكن العمل عليها لرسم ملامح خارطة طريق للأزمة اليمنية. لكن المكونات السياسية والأحزاب اليمنية تؤكد أنها لم تتسلم خارطة طريق من المبعوث الأممي أو الأطراف الإقليمية والدولية الوسيطة".

 

وأشار إلى أنه "حتى لو وُجدت خارطة طريق، فإن التصعيد الحوثي في المنطقة والقرصنة في المياه الدولية والإقليمية اليمنية كفيلة بتجميدها، ما يستوجب ضغوطًا دبلوماسية وعسكرية دولية على الميليشيات لإيقاف هذا التصعيد".

 

ويُرجّح النعمان أن "المجتمع الدولي لن يُكافئ ميليشيات إرهابية تستهدف خطوط الملاحة الدولية، بإيجاد خارطة طريق تدعم مشروعها الإرهابي الذي يهدد الأمن المحلي والإقليمي".

 

*تجميد خارطة الطريق*

 

ويأمل المسؤول اليمني، أن يكون "السلام مرتكزًا بشكل واضح على المرجعيات الأساسية للحل السياسي في اليمن، وأي تهاون في تنفيذ هذه المرجعيات يعني تأجيلًا لجولة صراع دموية قادمة".

 

وبدوره، يرى المحلل السياسي ومدير مركز "سوث 24" للأخبار والدراسات، يعقوب السفياني، أن "خارطة الطريق التي أُعلن عنها قبل عام قد جُمّدت بسبب هجمات الحوثيين العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن والملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب".

 

وأشار السفياني في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن "الحوثيين بدؤوا هذه الهجمات في وقت كانت فيه مساعي غروندبرغ والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان قد وصلت إلى مرحلة متقدمة جدًا، وكان الحديث حينها عن توقيع وشيك للأطراف على خارطة الطريق، حيث أشار مكتب المبعوث الأممي إلى التزام الأطراف بمجموعة من التدابير ضمن خارطة الطريق".

 

وأضاف السفياني أن "انخراط الحوثيين في الأزمة الإقليمية، بصرف النظر عن موقفهم من غزة، أثّر بشكل كبير على المسار السياسي للأزمة اليمنية، ما جعل أطراف مجلس القيادة الرئاسي غير مستعدة للمضي في خارطة الطريق في ظل تهديد الحوثيين للملاحة الدولية وباب المندب وخليج عدن وسقطرى والسواحل اليمنية".

 

وتابع: "علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة لم تكن لتسمح بإنجاز خارطة طريق أو صفقة سياسية في اليمن، قد تصب في مصلحة الحوثيين، في ظل استهدافهم للملاحة الدولية والقطع البحرية الأمريكية في المنطقة".

 

ويعتقد السفياني أن "أي تقدم سياسي في الملف اليمني، أو استئناف العمل على خارطة الطريق، مرهون بوقف التصعيد البحري للحوثيين، وسحب قواتهم ومنصات الإطلاق من السواحل ومن محافظة الحديدة، والعودة إلى طاولة المفاوضات".

 

وأشار إلى أن "التحركات التي تجري مؤخرًا في الرياض قد لا ترتبط بالمسار السياسي أو إعادة خارطة الطريق، بل قد تكون مرتبطة بإجراءات عسكرية قادمة ضد الحوثيين".

 

ومن جهته، يرى الصحفي عبدالباسط الشاجع أن "الأزمة اليمنية وصلت إلى طريق مسدود، وزادها تعقيدًا استهداف الحوثيين ناقلات النفط وسفن الشحن بذريعة نصرة غزة، ما زاد من تعقيد الوضع السياسي والعسكري في اليمن".

 

وأضاف الشاجع أن "هناك تحركات عسكرية واسعة للحوثيين في مدينة الحديدة ومحيطها، استعدادًا لمعارك قادمة، بينما على الصعيد السياسي، يبدو أن هناك محاولات لإعادة إحياء دور الأحزاب اليمنية استعدادًا لما يبدو أنه تصعيد عسكري محتمل".

 

وأشار إلى أن "هذه التطورات تبقى مرتبطة بأمن البحر الأحمر، وسط توقعات بأن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب سيتخذ نهجًا أكثر تشددًا ضد الحوثيين، على العكس من سلفه جو بايدن".

مقالات مشابهة

  • خبراء.. “بلاك هات 24” استثمار لمستقبل آمن ومزدهر
  • خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول
  • الصين.. ابتكار مادة تخفي المعدات الحربية عن الرادارات المضادة لتقنيات “ستيلز”
  • المبعوث الأمريكي: خبراء روس في صنعاء بشأن تسليح الحوثيين
  • الموقع الإلكتروني لـ “برنامج التوائم الملتصقة”.. تصميم عصري وعرض تفاعلي
  • “الآثار السورية” توضح حقيقة اكتشاف نصوص لنقوش أبجدية أقدم من مثيلتها في أوغاريت
  • لأول مرة.. “حزب الله” يدخل الصواريخ المجنحة للمواجهة
  • “كلاشينكوف” تستعرض أحدث طائراتها المسيّرة
  • كيف يمكن لنتنياهو الالتفاف على قرار “الجنائية الدولية”؟ خبراء يجيبون
  • بوتين يهدد باستخدام الصواريخ الباليستية: لدينا ما يكفي منها وسننتج المزيد