الخماسية تتبنى الخيار الرئاسي الثالث وتكلف لودريان تسويقه نيابياً
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يأتي لقاء سفراء الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» المعتمدين لدى لبنان، بمبادرة من سفير المملكة العربية السعودية، وليد البخاري، في سياق التحضير العملاني لمواكبة اجتماع «الخماسية» على مستوى ممثليها في اللجنة، والتي تضم، إضافةً إلى السعودية، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر وقطر، التي يُفترض أن تعقد اجتماعها قبل نهاية الشهر الحالي، للتوافق على مقاربة موحدة لإخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزم، قاعدتها ترجيح الخيار الرئاسي الثالث للوصول بانتخابه إلى بر الأمان، وتفادي الانقسام داخل البرلمان اللبناني بين المعارضة ومحور الممانعة، الذي لا يزال يعطّل انتخاب الرئيس، لأن المرشحَين المنتميين إليهما يواجهان صعوبة في تأمين عدد النواب المطلوب لانتخابه.
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": الاجتماع التحضيري لسفراء «الخماسية» في لبنان أكثر من ضروري، لقطع الطريق على مَن ذهب بعيداً في تفسيره لتأجيل اجتماعهم برئيس المجلس النيابي، نبيه بري، والتعامل معه على أنه ينمّ عن وجود تباين استدعى تأجيله من جهة، ولتأكيد الدور المتقدم للسعودية في تهيئة الظروف السياسية لوضع حد للتمادي في الشغور الرئاسي، خصوصاً أن المشهد السياسي الذي رسمته الجلسة التشريعية للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة لعام 2024 لا يدعو للتفاؤل، في ظل تصاعد وتيرة الانقسام بين النواب للمصادقة على موازنة الضرورة في الوقت الضائع، ريثما يستعيد لبنان عافيته، وباتت الحاجة ملحة لـ«الخماسية» لحثهم على ترحيل خلافاتهم لصالح إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية، بدلاً من إقحام لبنان في نزاعات داخلية، أُضيف إليها التباين في العمق في مقاربتهم للوضع المشتعل في جنوب لبنان.
ولا بد من التوقف ملياً أمام سير المناقشات الخاصة بالموازنة، التي أقل ما يقال فيها إنها لم تكن في مستوى التحديات التي تهدد الكيان اللبناني، مع اختلاط الحابل بالنابل، خصوصاً أن الكثيرين من النواب تطرقوا إلى كل شاردة وواردة، ما عدا مناقشتهم للموازنة، وكادت الجلسات تتحول إلى «هايدبارك» جمع تحت سقفه كل التناقضات، وهذا من شأنه أن يرفع منسوب المهام الملقاة على عاتق «اللجنة الخماسية» في مساعدتها اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، شرط أن يبادر النواب إلى مساعدة أنفسهم، لأن «الخماسية» لن تنوب عنهم في إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم مع اقتراب الفراغ من دخول شهره السادس عشر.
ويبقى على الكتل النيابية أن تُلاقي «الخماسية» في منتصف الطريق، لترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث على الخيارات الأخرى، وهذا ما سيعمل من أجله الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي يستعد للقيام بجولة رابعة من لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية، فور انتهاء الاجتماع المرتقب لـ«الخماسية»، التي ما زالت تراهن على فصل انتخاب الرئيس عن الحرب الدائرة في غزة وامتداداتها إلى الجبهة الشمالية في جنوب لبنان.
ويشكل عدم الربط بين جبهتَي غزة وجنوب لبنان وبين انتخاب الرئيس، أول اختبار لـ«حزب الله» للتأكد، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، من مدى استعداده لأن يعيد النظر في أولوياته لصالح الانفتاح على الجهود الرامية لإنهاء الشغور الرئاسي من جهة، ولتطبيق القرار الدولي 1701 الذي يسعى له الموفد الرئاسي الأميركي، أموس هوكستين، الذي تقدّم بعرض أمني لإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية، تعاطى معه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بإيجابية، كما قال على هامش الجلسات النيابية المخصصة لمناقشة الموازنة.
ولم تستبعد المصادر النيابية أن يكون لهوكستين دور إلى جانب «الخماسية» في مقاربتها للخيار الرئاسي الثالث، شرط أن يتمتع هذا الخيار بالمواصفات التي خلص إليها لودريان، آخذاً في الاعتبار ردود الفعل التي أودعته إياها الكتل النيابية في إجابتها عن الأسئلة التي طرحها عليها.
وفي هذا السياق، تستبعد المصادر نفسها ما كان قد تردد سابقاً من أن «الخماسية» ستتحول إلى «سداسية» بانضمام ممثل لإيران إليها، وتقول إن التواصل مع الأخيرة لم ينقطع، وتتولاه قطر وفرنسا التي تتواصل أيضاً عبر سفيرها لدى لبنان هيرفيه ماغرو، بقيادة «حزب الله»، في إطار الجهود الدولية والعربية المبذولة لمنع توسعة الحرب في غزة لتشمل جنوب لبنان وإعطاء الأولويات لانتخاب الرئيس.
وتؤكد المصادر أنه من غير الجائز إدراج انتخاب الرئيس على لائحة الانتظار إلى ما لا نهاية، وبالتالي ربطه بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتسأل: هل يصر أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله على أن تبقى الكلمة للميدان في غزة، ويستمر في مساندته لحركة «حماس»؟ أم أنه سيقرر الاستدارة نحو الداخل لتسهيل انتخاب الرئيس من البرلمان الحالي، قبل أن يستعصي عليه انتخابه، وبذلك يكون نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب على حق في قوله إن انتخاب الرئيس سيرحَّل إلى البرلمان الجديد، رغم أن هناك صعوبة في تقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية؟
لكنّ ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث الذي يستعد لودريان لطرحه بالإنابة عن «الخماسية»، لا يعني، حسب المصادر النيابية، أن الطريق سالكة سياسياً أمام رؤيته النور، ما لم يبادر الناخبون الكبار، بمن فيهم محور الممانعة، إلى «تنعيم» موقفه بما يسمح بالتوافق على رئيس من خارج الانقسامات في البرلمان، مع أن المنافسة ما زالت في المربع الأول، ولم تغادره، وتدور بين رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، وقائد الجيش، العماد جوزف عون، بعد التمديد له، الذي كان وراء إبقاء اسمه في عداد المرشحين، رغم أن فرنجية ليس في وارد عزوفه عن الترشح حتى لو بقي وحيداً في المعركة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الخیار الرئاسی الثالث انتخاب الرئیس
إقرأ أيضاً:
حزب الله ينفي وإسرائيل تؤكد.. من هو عماد أمهز الذي اختطف في لبنان اليوم؟
خلال الساعات الأخيرة، كشفت وسائل إعلام تفاصيل عملية إنزال نفذتها قوة من البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، حيث اختُطف القبطان اللبناني عماد أمهز على شاطئ البترون في لبنان، والذي تدعي دولة الاحتلال الإسرائيلية أنه قيادي في حزب الله، فيما ينفي الحزب صلته به.
اختطاف عماد أمهز من لبنانأوضح وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، علي حمية، أن الأجهزة الأمنية المختصة تعمل على إعداد تقرير حول حادثة اختطاف مواطن لبناني من منطقة البترون.
وأشار حمية، خلال تصريحات خاصة لقناة «القاهرة الإخبارية» اليوم، إلى أن الجهات الأمنية ستتخذ الإجراءات اللازمة فور استلام التقرير المتعلق بالعملية في منطقة البترون.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية قد أفادت بأن قوة عسكرية مجهولة الهوية نفذت عملية إنزال بحري على شاطئ البترون، حيث توجهت القوة المسلحة إلى شاليه قريب من الشاطئ واختطفت شخصًا من داخله.
وفي تصريحات سابقة، أكد حمية صحة الفيديو المتداول حول الحادثة، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت بالتحقيقات الضرورية.
كما أوضح حمية أن القوة العسكرية اختطفت المواطن اللبناني واقتادته إلى الشاطئ، حيث غادرت بعد ذلك عبر زوارق سريعة إلى البحر المفتوح.
وأضاف أن المختطف يعمل كقبطان بحري على السفن المدنية والتجارية، وهو طالب في معهد مدني.
إسرائيل تؤكد وحزب الله ينفي علاقته بهورغم أن بعض وسائل الإعلام ومنها موقع أكسيوس الأمريكي، ذكرت أن المختطف من لبنان عماد أمهز عضو بارز في حزب الله، إلا أن مصادر من الحزب نفت علاقته به.
وفي المقابل، أشارت مصادر أخرى، منها سكاي نيوز، إلى أن عماد أمهز يرتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله، ويمارس دوره كضابط بحري مدني يعمل على السفن التجارية.
דיווח בלבנון: "כוח של צה"ל פעל בצפון המדינה ולקח בשבי איש חיזבאללה" תיעוד @OmerShahar123
צילום: שימוש לפי סעיף 27 א' pic.twitter.com/9IJsld3mhT
وأفاد موقع أكسيوس الأمريكي، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، بأن جنود البحرية الإسرائيلية تمكنوا من خطف عماد أمهز في لبنان الذي وُصف بعضو بارز في القوة البحرية لحزب الله، وأن العملية استهدفت استجوابه لكشف معلومات حول الأنشطة البحرية للحزب.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد بثت فيديو يظهر عملية إنزال شارك فيها حوالي 25 جنديًا إسرائيليًا، نفذوا العملية على شاطئ البترون واختطفوا أمهز من داخل الشاليه.