واصلت إسرائيل تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد لبنان، واقترنت هذه التهديدات بما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن انتشار عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب حدود لبنان .وفي حين صعد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على بلدات وقرى حدودية مستهدفا تجمعات تجارية ومحدثا دمارا واسعا فيها، هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال لقائه نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني بان "الجيش الإسرائيلي سيوجه للبنان ضربة عسكرية لن يتعافى منها في حال لم ينسحب حزب الله من الحدود".

وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن كاتس طلب من تاياني "العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب حزب الله من جنوب لبنان وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين".


خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون استبعدوا لـ»البناء» شن «إسرائيل» عدواناً واسعاً على لبنان لأسباب متعددة داخلية أميركية وداخلية «إسرائيلية» رغم وجود ظروف مؤاتية ودوافع لدى حكومة الحرب ورئيسها تحديداً مع التيار الديني المتشدد الذي يرفض وقف الحرب على غزة ويدعو لتوسيعه باتجاه لبنان. لكن قرار الحرب لا يتعلق بـ»إسرائيل» بمفردها بل يتطلب غطاء أميركياً غير متوافر حالياً بسبب انشغال الأميركيين بالانتخابات الرئاسيّة وبالحرب الأوكرانية – الروسية، والخشية من الاستدراج الى حرب برية ضد اليمن لمواجهة ضربات حركة أنصار الله والقوات اليمنية في البحر الأحمر، وكذلك الخوف من تداعيات الحرب الكبرى على المصالح والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط والخليج، وعلى مصير الكيان الإسرائيلي الذي سيكون أولى ضحايا هذه الحرب وهو نافذة أميركية على البحر المتوسط تخدم المصالح الحيوية الأميركية في المنطقة. لكن الخبراء يتوقعون تصعيداً إسرائيلياً اضافياً على الجنوب خلال الأيام المقبلة تحت سقف تفادي الانجرار الى حرب كبيرة مع حزب الله.
ولفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» أن حزب الله في إدارته لهذه الحرب يراعي الاعتبارات الداخلية اللبنانية والمصلحة الوطنية ويقوم بالدور اللازم الأخلاقي والعسكري اللازم لإسناد غزة وتثبيت قوة الردع لمنع أي عدوان إسرائيلي استباقي على لبنان، لكن الحزب وفق الأوساط نفسها لا يخشى الحرب ويمتلك الكثير من الأوراق والمفاجآت التي لم يستخدمها في حرب 2006 ولا خلال أشهر الحرب على غزة، وقد تغير مسار الحرب وتقلب الموازين. وشددت الأوساط على أن الحزب لن يعطي العدو ذريعة لشن عدوانه المبيت بل هو يقوم باختيار أهداف نوعية تؤلم العدو وتستنزف قواته وإمكاناته بشكل لا يمنح الاحتلال ذريعة ومشروعية داخلية ودولية لتوسيع عدوانه على لبنان. لكن الأوساط أكدت بأن المقاومة بالتوازي مع أداء واجبها الإسنادي لغزة والردعي في حماية لبنان، تستكمل استعداداتها تحسباً لكافة الاحتمالات أكان رفع وتيرة العدوان، أو للحرب الشاملة، وستخوضها بكل جرأة وبلا ضوابط وسقوف وحتى النهاية، كما أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطاباته الأخيرة.

وكتبت" الديار": ثلاثة عناوين اختصرت مشهد الحرب المفتوحة على كافة الاحتمالات مع كيان العدو بالامس. كان يوم «الهلع» في الجليل، ويوم تجديد التهديد والوعيد من قبل قادة الاحتلال، ويوم نجاح حزب الله في استهداف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومنصات القبة الحديدية قرب ‏مستوطنة «كفربلوم « التي تبعد 8 كلم عن الحدود اللبنانية، بمسيّرتين انقضاضيتين، دون ان تنجح في اعتراضهما، وهو ما يعتبر تحولا نوعيا في المواجهة ويضع القيادتين العسكرية والسياسية في مأزق حقيقي على وقع تهديدات متهورة تتخوف من نتائجها الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك شريحة واسعة من الاسرائيليين الذين عبرت عنهم صحيفة «هآرتس» بالقول ان «المتدينين القوميين المتطرفين هم أكثر خطراً من حزب الله، ولهذا هم سيشعلون الحريق الآتي».

وكتبت" الاخبار": وزع الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية أمس فيديو لعملية استهدفت منصة تجسسية في موقع جل العلام. وظهر في الفيديو مسار الصاروخ منذ انطلاقه وحتى انفجاره بالهدف بواسطة كاميرا مثبتة فيه. والصاروخ الموجه الجديد مضاد للدروع من نوع ATGM يُكشف عنه للمرة الأولى علماً أن المقاومة أدخلته في العمليات منذ فترة، ويجري توجيهه والتحكم به عن بعد. وهو في آلية حركته يشبه الكورنيت، ويبث صوراً عن مساره، وميزته انه قادر على التحليق بمسار قوسي، وعلى الوصول الى الأهداف التي يجري حجبها خلف سواتر أو جدران، وعلى التحليق فوقها ونقل الصورة بشكل مباشر ما يعطي الفرصة لتشخيص الهدف وتحديده بدقة قبل الانقضاض عليه من الأعلى والاطباق علبه اطباقا بصريا بعد إعطائه الأمر بالانفجار. ويستخدم هذا الصاروخ لإصابة أهداف مختارة بعناية بناء على معلومات مسبقة.وأثار الفيديو مخاوف لدى العدو من قدرته على إصابة الدبابات التي يتم حجبها حالياً وراء سواتر عالية ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو بالمناظير من الجهة المقابلة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يؤكد أن سحب سلاح حزب الله "حساس" ورهن توافر "الظروف"  

 

 

بيروت - رأى الرئيس اللبناني جوزاف عون الأحد 20ابريل2025، أن سحب ترسانة حزب الله العسكرية موضوع "حسّاس" يبقى تحقيقه رهن توافر "الظروف" الملائمة، بينما أعلنت وزارة الصحة مقتل شخصين في سلسلة ضربات جوية شنّتها إسرائيل التي أكدت "القضاء" على عنصر في الحزب.

ورغم سريان وقف لإطلاق النار بين الجانبين منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تواصل إسرائيل شنّ ضربات تؤكد أنها تستهدف عناصر في حزب الله أو "بنى تحتية" عائدة له. من جهتها، تطالب بيروت الدولة العبرية باستكمال انسحابها، بموجب الاتفاق، من مناطق في جنوب لبنان توغلت إليها خلال الحرب.

ومساءً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم بنية تحتية عسكرية لحزب الله، وقال إنه "قضى" على عنصرين من الحزب المدعوم من إيران.

وقال الرئيس اللبناني لصحافيين الأحد إن "حصر السلاح (بيَد الدولة) تحدّثنا به... وسنُنفّذه، لكن علينا أن ننتظر ظروفه".

أضاف "القرار اتُّخذ لكنّ الظروف هي التي تسمح لنا بكيفية التنفيذ"، مشدّدا على ضرورة معالجته "برويّة ومسؤولية لأن هذا الموضوع حسّاس ودقيق وأساسي للحفاظ على السلم الأهلي".

ورأى عون الذي انتُخب رئيسا في كانون الثاني/يناير بدعم من الولايات المتحدة، أن "أي موضوع خلافي في الداخل اللبناني لا يُقارب إلا بالتحاور والتواصل في منطق تصالحي غير تصادمي، وإلا سنأخذ لبنان إلى الخراب".

واكتسب النقاش بشأن تفكيك ترسانة الحزب المدعوم من إيران و"حصر السلاح بيد الدولة" زخما في الآونة الأخيرة مع تصاعد الضغوط الأميركية على السلطات اللبنانية، والخسائر الفادحة التي تكبّدها التنظيم خلال مواجهة مع الدولة العبرية استمرت أكثر من عام.

وخلال زيارتها لبنان في نيسان/أبريل، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكل الميليشيات"، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يتم "في أقرب وقت ممكن".

إلا أن الأمين العام للحزب نعيم قاسم شدد الجمعة على عدم السماح "لأحد بأن ينزع سلاح حزب الله أو ينزع سلاح المقاومة"، مؤكدا في المقابل استعداد الحزب لحوار بشأن "الاستراتيجية الدفاعية" اللبنانية، شرط انسحاب اسرائيل من الجنوب ومباشرة الدولة عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب.

ورأى أن الحوار لا يمكن أن يجرى "تحت ضغط الاحتلال وعدوان الاحتلال".

- ضربات على الجنوب -

نصّ اتفاق وقف النار الذي أبرم بوساطة أميركية، على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.

وكان مفترضا بموجب الاتفاق أن تسحب إسرائيل كل قواتها من جنوب لبنان. لكن الدولة العبرية أبقت وجودها العسكري في خمسة مرتفعات تعتبرها "استراتيجية" وتتيح لها الإشراف على جانبَي الحدود. كما تشنّ ضربات شبه يومية ضد ما تقول إنها أهداف عسكرية أو عناصر من الحزب.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد "سقوط شهيد وجريحين" جراء ضربة "شنها العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة كوثرية السياد"، بينما قتل شخص آخر في غارة على "منزل في بلدة حولا".

وأكد الجيش الإسرائيلي من جهته أنه قضى في ضربة بجنوب لبنان "على الإرهابي المدعو حسين علي نصر"، مشيرا الى أنه كان نائب قائد وحدة عملَ على "تهريب وسائل قتالية وأموال إلى داخل لبنان لإعمار قدرات حزب الله العسكرية".

ولم يحدد الجيش مكان الاستهداف.

ولاحقا قال الجيش إنه "قضى" على مسؤول الهندسة في حزب الله لمنطقة العديسة في ضربة على منطقة حولا في جنوب لبنان، وإنه هاجم "في منطقة النبطية جنوب لبنان منصات صاروخية عدة وبنية تحتية عسكرية عمل فيها عناصر من حزب الله الإرهابي".

وتؤكد الدولة العبرية أنها لن تسمح للحزب بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب التي مني خلالها بخسائر قاسية.

- ضبط صواريخ -

إلى ذلك، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات جوية على مناطق جبلية في جنوب لبنان، منها جبل الرفيع ومرتفعات إقليم التفّاح، وجبل صافي قرب جزين.

وأكدت الرئاسة اللبنانية في بيان أن عون تابع "تطوّر الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من القرى الجنوبية بعد ظهر اليوم" مع قائد الجيش رودولف هيكل.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها في 18 شباط/فبراير بموجب الاتفاق.

وشدد عون الأحد على أن اللبنانيين لا "يريدون الحرب، وباتوا غير قادرين على تحمّل الحرب أو سماع لغة الحرب"، مؤكدا أن القوات المسلحة يجب أن تكون "المسؤولة الوحيدة عن حمل السلاح والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله".

وأعلن الجيش اللبناني الأحد مقتل ثلاثة عسكريين "نتيجة انفجار ذخائر أثناء نقلها داخل آلية عسكرية، وذلك في منطقة بريقع-النبطية".

وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن عون قدّم لقائد الجيش رودولف هيكل التعازي بالعسكريين "الذين سقطوا في أثناء... إبعاد الخطر عن المواطنين وسكان القرى الجنوبية".

إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني الأحد توقيف أشخاص كانوا يعدّون "لعملية جديدة لإطلاق صواريخ" نحو إسرائيل.

وأضاف في بيان أن قواته دهمت "شقة في منطقة صيدا-الزهراني وضبطت عددا من الصواريخ بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت أشخاصا عدّة متورطين في العملية".

واعتبر رئيس الوزراء نواف سلام في بيان أن ما قام به الجيش يؤكد "أن الحكومة ماضية في تنفيذ ما ورد في بيانها الوزاري لجهة بسط سيادتها الكاملة على أراضيها".

وكان الجيش أعلن الأربعاء توقيف ضالعين في عمليتي إطلاق صواريخ في آذار/مارس. ولم تتبنَّ أي جهة العمليتين، ونفى حزب الله أي علاقة له.

وفي حين لم يحدد الجيش انتماء الموقوفين، أفاد مصدر أمني الأربعاء بتوقيف ثلاثة منتمين الى حركة حماس التي سبق لها أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من لبنان خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • ما حقيقة شنّ العدوّ غارة قرب مدرسة في عدلون؟
  • لا انسحاب ولا إعادة انتشار.. الحشد الشعبي مستمر على الحدود العراقية السورية
  • حزب الله يربط الحديث عن سلاحه بـ4 أولويات
  • الرئيس اللبناني يؤكد أن سحب سلاح حزب الله "حساس" ورهن توافر "الظروف"  
  • فضل الله من عيترون: هناك أولويات قبل البحث في استراتيجية وطنية
  • التقدمي معزيا الجيش: لضرورة وقف العدو لكل انتهاكاته وانسحابه من النقاط الخمس التي احتلّها
  • ‏رئيس الحكومة اللبنانية يدعو الأجهزة الأمنية لمواصلة جهودها لإحباط المخططات المشبوهة التي تسعى لتوريط لبنان بالمزيد من الحروب
  • عون: الشعب اللبناني لا يريد الحرب.. ننتظر الظروف المناسبة لحصر السلاح
  • علماء اليمن يؤكدون:الفتاوى التي تعطل الجهاد أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة خطيئة كبرى وذنب عظيم لا تبرأ ذمة من أصدروها إلا بالتراجع عنها
  • حركة حماس تجدد استعدادها للتوصل الفوري إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى وإيقاف الحرب