المنطقة العازلة في غزة.. هل تنجح إسرائيل فيما فشلت به سابقا؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
في مشاهد متكررة يبثها جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء تدميرهم عشرات المباني والمساكن الفلسطينية في المناطق الشرقية والشمالية للقطاع بشكل ممنهج، تظهر نوايا دولة الاحتلال الإسرائيلي الحقيقية بخلق واقع جديد للخريطة السكانية والعمرانية لقطاع غزة.
وقد أثارت عملية المغازي الأخيرة التي أدت لمقتل 21 من جنود الاحتلال الجدل حول طبيعة المجهود الحربي الذي تقوم به قوات الاحتلال في المناطق الشرقية المحادية للسياج الأمني، مما يشير لخطوات عملية فرضها الاحتلال الإسرائيلي لخلق منطقة عازلة داخل القطاع.
في هذا التقرير نحاول الإجابة عن الأسئلة التالية بشأن هذه المنطقة العازلة:
ما الخلفية الأمنية والعسكرية للمنطقة العازلة التي تنوي إسرائيل إنشاءها؟
هل ستحقق لإسرائيل "الأمن" الذي تبحث عنه؟
ما تأثيرها على الفلسطينيين في القطاع؟
كيف سترى المقاومة هذه الخطوة؟
هل تلقى الخطوة قبولا دوليا؟
تناولت التقديرات الإسرائيلية خطة الجيش الإسرائيلي إقامة منطقة عازلة على طول السياج الأمني مع قطاع غزة بذريعة توفير الأمن والسماح لمستوطني الغلاف بالعودة، ودمر الجيش الإسرائيلي 1072 مبنى من أصل 2824 مبنى كانت على بعد كيلومتر واحد أو أقل من الحدود، مما يشكل 40% من المباني في المناطق الحدودية.
ومنذ بدأ الهجوم البري الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كرر عدد من المسؤولين الإسرائيليين نية جيش الاحتلال إقامة منطقة عازلة داخل القطاع، في محاولة لمحاصرة المقاومة الفلسطينية، والحد من تأثير عملياتها عبر السياج الفاصل.
فقد أعلن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين صراحة أن أراضي غزة سوف "تتقلص"، في حين دعا وزير الدفاع يوآف غالانت إلى إنشاء منطقة عازلة إلى أجل غير مسمى داخل القطاع على النحو الذي من شأنه أن يدفع المقاومة الفلسطينية بعيدا عن "الحدود"، وهو الموقف الذي يدعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل كبير.
وحسمت تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي الأمر، حيث جاء أول تأكيد علني بأن الإستراتيجية "قيد التنفيذ"، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، في وقت سابق من هذا الشهر، "إنها من الجهود الإضافية التي يتم تنفيذها بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي)".
تجارب فاشلة
تنتمي فكرة "المنطقة العازلة" التي تنوي دولة الاحتلال الإسرائيلي إنشاءها في قطاع غزة إلى إستراتيجية تقليدية سابقة في النظرية الأمنية الإسرائيلية المسماة "العمق الإستراتيجي"، وتهدف هذه الإستراتيجية إلى السيطرة إلى أجل غير مسمى على أراض أجنبية من أجل تعزيز الأمن من تهديدات خارجية.
فقد سعت إسرائيل لتطبيقها إبان عدوانها على القطاع صيف العام 2014، لكنها فشلت في تحقيقها، وهي محاولة للالتفاف على فكرة إعادة احتلال القطاع التي تلقى معارضة كبيرة.
أدت عملية طوفان الأقصى المفاجئة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى تصور لدى الاحتلال الإسرائيلي مفاده أن إستراتيجيات احتواء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وخلق معادلات ردع معها غير قادرة على ضمان أمن إسرائيل. الأمر الذي يفرض على الاحتلال مقاربات جديدة للتعامل مع القطاع.
وتشير تجارب الاحتلال الإسرائيلي في غزة وجنوب لبنان إلى فشل إستراتيجية "العمق الإستراتيجي" في توفير الأمن.
يقول المدير السابق لقسم التخطيط الإستراتيجي في قوات الدفاع الإسرائيلية شلومو بروم إن إسرائيل سعت إلى "حماية حدودنا حول غزة من خلال تزويد حماس بأهداف أكثر ملاءمة: الجنود والمستوطنون في قطاع غزة"، في إشارة إلى مرحلة الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع قبل العام 2005.
ويقول رئيس الوزراء السابق إيهود باراك "كنا نحمي خطنا الأمامي في جنوب لبنان كما لو كان أسوار القدس. لقد أحضرنا أسلحة أثقل والمزيد من القوات ودون أن نلاحظ حتى أننا لم نكن ندافع عن أي شيء إستراتيجي".
توضح هذه الاقتباسات عيوب إعادة ترسيخ "العمق الإستراتيجي" في قطاع غزة اليوم سواء على مستوى إعادة احتلاله أو إنشاء منطقة عازلة داخله.
وقد تدفع المنطقة العازلة بشكل مؤقت القتال بعيدا عن حدود غزة، لكن تجارب إسرائيل داخل غزة ولبنان توضح أن كل احتلال لم يؤد إلا إلى تزويد المقاومة بشرعية سياسية لمقاومتها وأهداف سهلة لهجماتها. لذا من غير المرجح أن تؤدي "المنطقة العازلة" إلى الحد من فاعلية أعمال المقاومة وخاصة الجهد الصاروخي المستمر والمنطلق من عمق غزة.
تداعيات على الفلسطينيينعلى الصعيد الفلسطيني، فإن أي تقليص لمساحة القطاع ستمثل عدوانا كونها تشكل تشديدا للحصار وضغطاً على الفلسطينيين في القطاع، وستحرم الغزيين من المساحات الزراعية، وسيعمق الأزمة السكانية في ظل هدم إسرائيل أكثر من 70% من المباني في شمال القطاع واحتمالية تكرار ذلك في وسط وجنوب القطاع.
ويعاني سكان القطاع من اكتظاظ سكاني حيث يعد قطاع غزة واحد من المناطق الاكثر كثافة للسكان في العالم، مما سيسبب ضغطاً سكانياً كبيراً داخل مدن القطاع ومخيماته، وهو ما يطرح تساؤلات حول علاقة إنشاء منطقة عازلة تقضم حوالي 20% من مساحة القطاع مع مشاريع التهجير القسري والطوعي التي يتبناها وزراء في حكومة نتنياهو.
خيارات المقاومة
من المرجح أن تتعامل المقاومة الفلسطينية مع أي محاولة للإبقاء على قوات للجيش في قطاع غزة كأهداف مشروعة وهم ما سيمثل تحديا واستنزافاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي ستوظفه المقاومة الفلسطينية لصالحها.
وسبق أن حذر عدد من الخبراء والأمنيين السابقين في إسرائيل من مثل هذا الخيار.
كما رجحت التقديرات الإسرائيلية إن المشاكل التي تسببها المنطقة العازلة في قطاع غزة قد تفوق الفائدة من إنشائها، بحيث أن المنطقة تذكر بالمنطقة العازلة في جنوب لبنان وحالة القتال التي عاشتها إسرائيل على مدار سنوات طويلة حتى انسحبت، وهو السيناريو الذي قد يتكرر مع القطاع.
رفض أميركي مؤقتتلقى فكرة المنطقة العازلة رفضا فلسطينيا وعربياً ودولياً. وعلى الرغم من التشكيك الدائم بالموقف الأميريكي إلا أن إدارة الرئيس جو بايدن عبرت مرارا عن رفضها أي تقليص لمساحة القطاع.
كما ترفض مصر والأردن الفكرة بشكل صريح ومباشر، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن المشروع يلاقي إحباطا متزايدا لدى المسؤولين الأميركيين الذين يقولون إنهم عبروا عن معارضتهم لخطط إقامة مناطق عازلة في قطاع غزة ثم راقبوا إسرائيل تمضي قدما بما تريده، معتبرين أن إقامة المنطقة العازلة يعد تقليصا لأراضي غزة وانتهاكا للقانون الدولي.
وأكدت "وول ستريت جورنال" أن الإدارة الأميركية تواجه صعوبات بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف مشروع المنطقة العازلة، قائلة إنها قد تقبل إنشاء "منطقة عازلة مؤقتة".
كما حذرت الإدارة الأميركية من أن إنشاء إسرائيل منطقة عازلة قد يجعل من الصعب إقناع الدول العربية بالمساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وفق كلامها.
وبدا ظاهراً حالة التخبط التي تعتري دولة الاحتلال الإسرائيل حيال أهداف العدوان على غزة وإمكانية تحقيقها، ويظهر أن هناك تذبذب وعدم استقرار في أهداف العدوان المعلنة ما بين القضاء على حماس والسيطرة الأمنية على القطاع وتهجير سكانه الفلسطينيين إلى مصر ومن ثم الانتقال للحديث عن القضاء على قدرات حماس العسكرية ومنع إدارتها للقطاع، في حين تظهر مؤخراً فكرة المنطقة العازلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلی المنطقة العازلة منطقة عازلة فی قطاع غزة عازلة فی
إقرأ أيضاً:
466 يوما من المجازر.. عربي21 ترصد أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)
علت التكبيرات، وصدحت مختلف المناطق بغزة بعبارات البهجة التي طال انتظارها؛ منذ اللحظات الأولى من إعلان التوصل لاتّفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لتطبيقه على ثلاث مراحل، انطلاقا من يوم الأحد المقبل.
مشاهد رصدتها "عربي21" كثيرة ومؤثّرة، توثّث مزج لفرحة الغزّيين الممتزجة بالكثير من الدموع والتكبيرات وأيضا الزغاريد، وشعارات النصر؛ مشاعر إنسانية طالما أجلّت لتنفجر اليوم، أمام مرأى العالم، على الرغم من آثار الحرب التي أدمت كامل القطاع، على مدار 467 يوما.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
صمود وأمل
"انتصرت إرادة غزة، رغم كافة مشاهد الدمار والأسى" بهذه الجملة أعرب عدد متسارع من المتابعين للمشهد الفلسطيني، الأربعاء، عن فرحته باتفاق وقف إطلاق النار على كامل القطاع المكلوم، مشيرين إلى أنّ: "الدمار سوف يُبنى، والقلوب ستُجبر ولو بعد حين، المهم أن غزة انتصرت".
وخلّفت الحرب الهوجاء التي واصل الاحتلال الإسرائيلي، شنّها على كامل قطاع غزة المحاصر، الكثير من الأثر المادي والنفسي، إذ جعلت الأحياء تبدو كأنه كومة دمار، سيطول أمد إعادة إعمارها، ناهيك عن قلوب الغزّيين الصامدين طويلا، رغم العدوان الدّامي.
جرّاء ذلك، علت عبارات الصمود والأمل، حسابات الغزّيين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، داعين الاحتلال الإسرائيلي للتوقّف الفعلي لإطلاق النار، والكفّ عن القصف الذي لايزال مستمرا عليه بعدد من مناطق القطاع، على الرغم من الإعلان عن التوصل للاتّفاق، اليوم الأربعاء.
يجعل لا حد فرح غيركم
الله اكبر ✌️
فرحة عارمة للأطفال في غزة ، قبيل الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف إطلاق النار pic.twitter.com/xxid46hDQl — Osama Dmour (@OsamaDmour5) January 15, 2025 غزة تفرح لأول مرة منذ 15 شهراً
فرحاً بحجم التضحيات pic.twitter.com/KVxwxlfPIz — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) January 15, 2025
يشار إلى أن الحرب الشرسة التي عايشها الغزّيين، قسرا، لم تُحدث جروحا في الأجساد فقط، بل مسّت النّفسية. النساء والأطفال في غزة هم الأكثر تأثرا، حيث يعانون من اضطرابات نفسية حادّة مثل القلق والاكتئاب، لكن الرّجال أيضا، مسّهم الأذى، بات كل من على القطاع يُعاني من الأسى.
وعقب الإعلان عن وقف إطلاق نار، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد؛ استشهد عدد من المدنيين في سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال على محافظتي غزة وشمال القطاع؛ فيما أبرز شهود عيان أن الغارات استهدفت مناطق متفرقة، دون أن تتضح المواقع المستهدفة بشكل دقيق.
كذلك، ساعات قليلة فقط من الإعلان عن الإتّفاق، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب فلسطين، خلال الساعات القليلة الماضية، منشورا لإنذار سكان جباليا شمالي قطاع غزة بإخلائها تمهيدا لغارات جوية.
وخلال أقل من أسبوع فقط، كانت حصيلة العدوان على قطاع غزة قد ارتفعت إلى أرقام جديدة وغير مسبوقة، على إثر استمرار مجازر الاحتلال، ودخول العدوان البري على جباليا يومه الـ100 على التوالي.
لا حول ولا قوة إلا بالله…
في الساعات الأخيرة من العدوان على غزة، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي صديقي العزيز أحمد أبو الروس، صاحب المبادرات المشهودة بالخير والعطاء.
الحبيب الشهيد رافقته في سنوات الدراسة وكان في العدوان خير ممثل لغزة وأهلها. pic.twitter.com/5oO9nQ7VBZ — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) January 15, 2025
جرائم اقترفت.. هل سينتهي العد؟
"74 في المئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، و100 ألف خيمة من أصل 135 ألفا بحاجة إلى تغير فوري وعاجل نتيجة اهترائها"، هكذا حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية باتت تواجه مليوني نازح فلسطيني في مناطق مختلفة بالقطاع مع حلول فصل الشتاء.
وأبرز المكتب الحكومي، في الوقت نفسه، أنّ "إغلاق إسرائيل للمعابر منع إدخال قرابة ربع مليون خيمة وكرفان". وهو ما اتّفق معه فيه المتحدث باسم منظمة العفو الدولية، رامي حيدر، بالقول: "إعادة إعمار القطاع في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب ستأخذ 10 سنوات على الأقل".
وكان عدد من الغزّيين قد وصفوا لـ"عربي21" أنّ ما يعايشوه، قسرا، هو: "جريمة حرب يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال"، في إشارة إلى أن القانون الدولي الإنساني يلزم أطراف النزاع بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، إذ يجب الحفاظ عليها، كي لا يتضرر المدنيون بسبب انقطاع الإمداد بالخدمات الحيوية مثل: الغذاء والتعليم والمياه والكهرباء، وكذا الصرف الصحي والرعاية الطبية..
" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "
الحمدلله على كل حال انتهت احدى أشنع الحروب والمجازر في التاريخ الحديث ، وتم الإعلان عن وقف اطلاق النار في غزه
لا أعرف ما أقول لكن هنيئًا لكم يا أهل غزه هذا الوعد الرباني " وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرًا " pic.twitter.com/To8N1QIy4P — أبو تركي (@hjbtny1) January 15, 2025
أيضا، استهدف الاحتلال الخلايا الشمسية، التي تعدّ المصدر الوحيد للطاقة المتبقي في غزة، فيما منع كذلك إدخال الوقود للقطاع، على الرغم من المناشدات المستمرة، وهو ما نتج عنه توقّف للخدمات الأساسية القائمة على الوقود، خاصة في كل من: المشافي ومحطات ضخ وتحلية المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي.
من جهتها، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أنّ "الحرب المستمرة تسبّبت في دمار غير مسبوق يحتاج إصلاحه عقودا من الزمن، والقصف المكثف أدى لتدمير ما بين 70 و80 في المئة من البنية التحتية المدنية، بما فيها المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه التي تهدمت أو تعرضت لأضرار جسيمة".
غزة في صورة !! pic.twitter.com/KUVPsXstXS — محمود الحسنات ALHASANAT (@mahmoudalhsanat) December 28, 2024
"كارثة إنسانية"
التدمير الهائل الذي يعيش على إيقاعه القطاع المحاصر، أكثر من عام كامل، فاقم من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية، على قلّتها، لسكان المناطق الأكثر تضررا. خاصة من المحاصرين في قلب شمال غزة، حيث إنّ وصف "كارثة إنسانية"، لم يعد قادرا على إبراز المشهد.
من جهتها، المنظمات الإنسانية، سواء كانت محلية أو دولية، تعمل في خضمّ ظروف بالغة الصعوبة في غزة. أبرزها: الهلال الأحمر الفلسطيني، مع شريكته الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة "الأونروا".. يبذلون جهدا مُضاعفا لتقديم الإغاثة، غير أن عملهم يتم عرقلته في الغالب من الاحتلال الإسرائيلي.
غزة المنسية !
طفل قتلته اسرائيل بينما كان نائماً متجمداً وحوله بطانية لا تحميه من شيء!
لا تنسوا غزة، لا تنسوا الأبرياءhttps://t.co/NXqFGfSfRK — MO (@Abu_Salah9) January 5, 2025
إلى ذلك، فيما قدّرت وزارة الصحة الفلسطينية في مايو أن هناك نحو 10 آلاف جثة مفقودة تحت الركام. أوضحت الأمم المتحدة، أنّ "إزالة 40 مليون طن من الركام الذي خلّفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 15 عاما، وتكلف ما بين 500 إلى 600 مليون دولار".
وبحسب وكالة "بلومبيرغ" نقلا عن عدّة خبراء، فإن "عملية إعادة إعمار قطاع غزة ربما تكلف أكثر من 80 مليار دولار، إلى جانب 700 مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض خلفتها الحرب الدائرة منذ أكثر من 10 أشهر".
من جهتها، كشف تقرير مشترك للأمم المتحدة والبنك الدولي، أنّ الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار، وأثّرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
815 مسجدا دمّر كليا
أمام مرأى العالم، وبتقنية المُباشر، جحافل من الدبّابات والمدرّعات والجرّافات، تأخذ راحتها في الذهاب يُمنة ويسارا، وقصف مُتواصل يستهدف المدنيين، من النساء والأطفال والكبار في السن، وأيضا الأطباء والمسعفين والإعلاميين، وغيرهم من الفئات، وصلت إلى قلب دور العبادة من مساجد وكنائس، التي تجرّم القوانين الدولية استهدافها في الحروب.
وبين الهدم والتدمير للمساجد في قطاع غزة المحاصر، والاقتحامات والتدنيس لمساجد أخرى وكنائس بالضفة الغربية، ناهيك عن القيود على أداء العبادة والاعتداء على المصلين، مسلمين ومسيحيين، توالت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، لأكثر من عام كامل.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، قد أكدت، الأحد الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ بداية العام الماضي، دمّر 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي.
وتابعت الوزارة، عبر تقرير خاص، شرح "انتهاكات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2024"، أنه دمّر 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمَّر 3 كنائس في مدينة غزة.
أيادي المحتل الإسرائيلي لم ترحم لا بشرا ولا حجرا، على مدار أكثر من عام مُتواصل، على قطاع غزة المحاصر، حيث لم تتهاون في محاولة البطش بهم، حتى وهُم في قلب الأماكن المقدّسة والمحمية أساسا بموجب القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان. واليوم تُرفع أماني الغزّيين بانتهاء الحرب، عاليا، لينعموا بالحياة التي يستحقّوها.