تحليل: لماذا تجعل الحرب في غزة إيران النووية أكثر احتمالا؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
منذ بداية الحرب في قطاع غزة، بدا النظام الإيراني سعيدا ومتفائلا بما وصفه المرشد الإيراني، علي خامنئي، بـ"هزيمة إسرائيل"، وهذا له أسبابه، وفق تحليل من مجلة "فورين أفيرز"
ويشير التحليل إلى أنه من السهل فهم "سعادة" طهران، فقد أغرقت الحرب عدوها الإقليمي الرئيسي، إسرائيل، في صراع طويل الأمد وربما لا يمكن الانتصار فيه.
وتريد إيران، بحسب التحليل، أن تكون القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، لكنها لم تكن مستعدة للاستفادة من الحرب في غزة من خلال جعل محور المقاومة يفتح جبهات جديدة رئيسية ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وأطلق حزب الله، الحليف الأكثر قدرة لطهران، صواريخ على إسرائيل، لكنه لم يشعل حربا شاملة على الحدود الشمالية للبلاد، كما هدد المسلحون الحوثيون مرارا وتكرارا الشحن الدولي واستهدفوا إسرائيل بصواريخهم وطائراتهم بدون طيار، لكن هذه الهجمات لم تفعل شيئا يذكر لسحب إسرائيل من غزة، وفق التحليل.
والرسالة الواضحة، تقول المجلة، هي: أنه يمكن لإيران أن تسبب الفوضى، لكنها ليست قوية بما يكفي لشن هجوم حقيقي. وقد تستنتج طهران أن هذا الصراع جعلها تبدو أضعف وليس أقوى. وبناء على ذلك، قد تشعر بأنها أكثر ضعفا.
ويشير التحليل إلى أنه قد يتاح لطهران أن تقوم باندفاعة أخيرة للردع النهائي، أي الأسلحة النووية، لكن ذلك ينطوي على مخاطر، رغم أنه قد يوفر لإيران نوعا من الحصانة التي تتمتع بها كوريا الشمالية وروسيا في مواجهة الغرب.
كما يمكن لإيران المسلحة نوويا أن تكون أكثر جرأة في إطلاق العنان لشركائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لأن رد الفعل العنيف سيكون محدودا حيث سيعمل أعداؤها على تجنب الرد النووي.
وإذا قررت طهران أن تصبح نووية، فسيكون من الصعب إيقافها، وفق التحليل، فقد أصبح البرنامج النووي للحكومة متقدما بالفعل، وهو الآن يخضع لرقابة دولية محدودة.
يمكن للولايات المتحدة أن تأمر بضربة عسكرية، ولكن حتى لو نجحت، فإن هذه الضربة ستؤخر، في أحسن الأحوال، البرنامج، وفق المجلة.
وكان من المفترض أن تعود إيران والولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، في 18 أكتوبر، في عُمان، حيث ستبدآن محادثات أكثر توسعا حول البرنامج النووي، لكن هذه الفرصة الصغيرة أغلقت في اللحظة التي هبط فيها مسلحو حماس بالمظلات إلى الأراضي الإسرائيلية.
ومع دخول الولايات المتحدة عام الانتخابات الرئاسية وتواطؤ النظام الإيراني الآن في حربين ضد حلفاء الولايات المتحدة، إسرائيل وأوكرانيا، لا يوجد احتمال حقيقي للحل الدبلوماسي، تقول "فورين أفيرز".
ويأتي ذلك في الوقت الذي تقترب فيه إيران أكثر من أي وقت مضى من القدرة على إنتاج أسلحة نووية. واليوم، قد يستغرق الأمر حوالي شهر حتى تنتج البلاد ما يكفي من المواد النووية المخصبة لترسانة من أربعة إلى خمسة رؤوس حربية نووية، وفق التحليل.
ويمكنها تصنيع قنبلة قابلة للتسليم ربما بعد بضعة أشهر فقط. ومن الصعب التنبؤ بالتوقيت الدقيق، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لا تستطيع مراقبة برنامج طهران النووي بشكل كامل.
ولم تعد إيران تمتثل لتدابير الشفافية في الاتفاق النووي الذي لم يعد قائما الآن، والذي سمح للمفتشين بمراقبة محطات إنتاج أجهزة الطرد المركزي والمنشآت النووية غير المعلنة. ونتيجة لذلك، تقول المجلة، يمكن لطهران الآن تحويل إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى منشآت سرية.
وتخلص المجلة إلى أن القادة الإيرانيين قد يرون في امتلاك الأسلحة النووية وسيلة للحصول على ضمانات جديدة تحميهم من هجوم إسرائيل أو أميركي، مما يحرر "محور المقاومة" لإحداث المزيد من الخراب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميريكة عن أهم القرارات الاستراتيجية التي قادت إسرائيل لتحقيق ما وصفه بـ"انتصار تاريخي" ضد حماس، حزب الله، والمحور الإيراني.
وخلال حديثه، تطرق نتنياهو إلى اللحظات الحرجة والتحديات التي واجهتها إسرائيل، مؤكدا أن هذه الحرب أعادت تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط.
اليوم الذي غير كل شيء
وبدأ نتنياهو الحديث بتذكر الـ7 من أكتوبر 2023، اليوم الذي وصفه بأنه نقطة تحول حاسمة.
وقال : "في السابعة والنصف صباحا، أيقظوني على أخبار الهجوم. ذهبت فورا إلى مقر القيادة العسكرية في كيريا وأعلنت الحرب".
وأضاف أن حماس كانت قد شنت هجوما واسع النطاق أدى إلى مقتل ما يقرب من 1200 إسرائيلي، مما جعل إسرائيل تتعامل مع واحدة من أسوأ المخاطر الأمنية في تاريخها.
تهديد الجبهة الشمالية
وفي الأيام التي تلت الهجوم، دخل حزب الله في القتال، مما أثار تهديدا جديدًا على الحدود الشمالية لإسرائيل.
ويقول نتنياهو: "في الـ9 من أكتوبر، خاطبت قادة المجتمعات المحاذية لغزة، وطلبت منهم الصمود لأننا سنغير الشرق الأوسط".
ومع ذلك، رفض نتنياهو اقتراحات من قادة عسكريين بتحويل الجهود إلى مواجهة حزب الله وترك حماس دون رد.
وقال: "لا يمكننا خوض حرب على جبهتين. جبهة ضخمة في كل مرة".
الدعم الأمريكي وقرار المواجهة
وفي 18 أكتوبر، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة تضامنية لإسرائيل، وهي زيارة وصفها نتنياهو بأنها غير مسبوقة.
وأوضح أن "هذه أول مرة يزور فيها رئيس أمريكي إسرائيل أثناء حرب. أرسل بايدن مجموعتين قتاليتين لحاملات الطائرات، مما ساعد على استقرار الجبهة الشمالية".
ورغم الدعم الأمريكي، نشأت خلافات حول كيفية مواجهة حماس. حيث وجه الأمريكيون بعدم الدخول بريا إلى غزة، مقترحين الاعتماد على الهجمات الجوية فقط. لكن نتنياهو رأى أن ذلك لن يحقق الهدف.
وقال: "من الجو، يمكنك قص العشب، لكنك لا تستطيع اقتلاع الأعشاب الضارة. نحن هنا لتدمير حماس بالكامل".
رفح والرهانات الكبرى
وكانت مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، نقطة استراتيجية هامة.
وقد توقعت الولايات المتحدة سقوط 20,000 قتيل إذا غزت إسرائيل المدينة.
وقال: "إذا لم نسيطر على رفح، ستعيد حماس تسليح نفسها وسنصبح دولة تابعة. الاستقلال الإسرائيلي هو مسألة حياة أو موت".
وعندما تقدمت إسرائيل في مايو 2024، كانت الخسائر أقل بكثير من المتوقع. استطاعت القوات الإسرائيلية قطع طرق إمداد حماس وقتل زعيمها يحيى السنوار، مما شكل ضربة كبيرة لحماس.
حزب الله: المفاجأة الكبرى
وعلى الجبهة الشمالية، نفذت إسرائيل هجومًا نوعيا ضد حزب الله في سبتمبر 2024، وصفه نتنياهو بـ"الصدمة والإبهار".
وخلال 6 ساعات فقط، تمكنت القوات الإسرائيلية من تدمير معظم صواريخ حزب الله الباليستية.
وأوضح نتنياهو: "كنا نعرف أن نصر الله يعتمد على الصواريخ المخفية في المنازل الخاصة، ولكن خطتنا تضمنت تحذير المدنيين عبر السيطرة على البث التلفزيوني اللبناني قبل الهجوم".
وكان اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، خطوة فارقة. قال نتنياهو: "لقد كان محور المحور. لم تكن إيران تستخدمه فقط، بل كان هو يستخدم إيران".
تقويض المحور الإيراني
وأكد نتنياهو أن الحرب أضعفت المحور الإيراني بشكل كبير. وقال: "لقد أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم حماس وحزب الله والنظام السوري، وكل ذلك ذهب أدراج الرياح. لا يملكون الآن خط إمداد"،
وكما أشار إلى أن إسرائيل دمرت إنتاج إيران من الصواريخ الباليستية، مما سيستغرق سنوات لإعادة بنائه.
إعادة الإعمار ومستقبل السلام
ورغم الضغوط الدولية، أصر نتنياهو على أنه لن يوقف الحرب قبل القضاء التام على حماس.
وقال: "لن نتركهم على بعد 30 ميلا من تل أبيب. هذا لن يحدث".
وكما أشار إلى أن النصر يفتح الباب أمام فرص جديدة للسلام، بما في ذلك تطبيع محتمل مع السعودية.
وأضاف: "هذا سيكون امتدادًا طبيعيًا لاتفاقيات إبراهيم التي أبرمناها تحت قيادة الرئيس ترامب"، أضاف.
"النصر"
وبالنسبة لنتنياهو، لم يكن النصر عسكريا فقط، بل كان اختبارًا لإرادة إسرائيل وقدرتها على قيادة المعركة.
وقال نتنياهو: "القوة ليست مجرد صواريخ ودبابات. إنها الإرادة للقتال والاستيلاء على المبادرة". وشدد على أن هذا النصر يعيد تشكيل الشرق الأوسط ويضع إسرائيل في موقع أقوى للمستقبل.